قال حزب الليكود، إن إسرائيل ليست "جمهورية موز" ردا على تعليقات زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، حول وجوب إقامة انتخابات جديدة في الدولة العبرية.

وأكد حزب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أنه يقود سياسة تحظى بـ "تأييد عام كبير"، وفقا لما نقلت رويترز.

وبعد تصريحات شومر، قال سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة إنه "من غير المفيد التعليق على المشهد السياسي المحلي لدولة حليفة تتمتع بالديمقراطية.

"

وكان شومر طالب إسرائيل بإجراء انتخابات جديدة، قائلا إنه يعتقد أن نتانياهو "ضل طريقه" في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وفي الأزمة الإنسانية المستمرة هناك.

ويعتزم شومر، أول زعيم للأغلبية يهودي وأرفع مسؤول يهودي في الولايات المتحدة، انتقاد نتانياهو بشدة في خطبة مطولة صباح الخميس في قاعة مجلس الشيوخ.

وفي تصريحات معدة سلفا اطلعت عليها الأسوشيتيدبرس، قال شومر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي وضع نفسه في تحالف يميني متطرف "ونتيجة لذلك، كان على استعداد تام للتسامح مع حصيلة القتلى المدنيين في غزة، وهو ما دفع الدعم العالمي لإسرائيل لأدنى مستوياته".

ومن المقرر أن يقول شومر كذلك إن "إسرائيل لن تستطيع النجاة إذا أصبحت منبوذة."

يأتي الخطاب بينما يزداد عدد الديموقراطيين الذين تراجعوا عن دعم إسرائيل، وصعد الرئيس جو بايدن ضغطه علنا على حكومة نتانياهو، موصيا بأنه لابد أن ينتبه إلى زيادة الضحايا من المدنيين في غزة.

وبدأت الولايات المتحدة الشهر الجاري إسقاط مساعدات إنسانية مطلوبة بشدة فوق القطاع، وأعلنت أنها ستقيم رصيفا مؤقتا لإرسال مزيد من المساعدات بحرا.

وحتى الآن، يقدم شومر نفسه بأنه حليف قوي للحكومة الإسرائيلية، وزار الدولة اليهودية بعد أيام من هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر، وقدم خطبة مطولة أمام مجلس الشيوخ في ديسمبر ندد فيها "بمعاداة السامية الوقحة واسعة النطاق التي لم نر مثلها منذ أجيال في هذه البلاد، إن كنا قد رأينا مثلها على الإطلاق".

لكنه من المزمع أن يوضح، الخميس، أن "الشعب الإسرائيلي مقيد الآن برؤية حاكمة عالقة في الماضي".

يوضح شومر أن نتانياهو الذي لطالما عارض إقامة دولة فلسطينية، واحد من عراقيل متعددة في سبيل حل الدولتين الذي تدعمه الولايات المتحدة.

ويوجه أيضا أصابع الاتهام للإسرائيليين اليمينيين وحركة حماس ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وأشار إلى أنه حتى استبعادهم من المعادلة، "لن يكون هناك سلام في إسرائيل وغزة والضفة الغربية".

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن قال في تصريحات سابقة إن نتانياهو "يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها" بطريقة إدارته الحرب في غزة، مشيرا إلى أن القرارات التي اتخذها والتي تسببت بقتل المدنيين "تعد خطأ كبيرا". 

واعتبر بايدن في مقابلة مع قناة "إم إس إن بي سي" أن "من حق نتانياهو الدفاع عن إسرائيل ومواصلة مهاجمة حماس. لكن يجب أن يكون أكثر حذرا حيال الأرواح البريئة التي تزهق بسبب الإجراءات المتخذة"، مضيفا "في رأيي هذا يضر إسرائيل أكثر مما ينفعها".

وحث بايدن ومساعدوه نتانياهو بعبارات قوية على عدم شن هجوم كبير في رفح قبل أن تضع إسرائيل خطة لإجلاء جماعي للمدنيين من آخر منطقة في غزة لم تجتاحها بعد القوات البرية. ويحتمي أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في منطقة رفح.

والولايات المتحدة هي الداعم الرئيسي لإسرائيل، لكن إدارة بايدن وجهت مؤخرا الانتقادات الأكثر حدة لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزة، وشملت دعوة حكومة نتانياهو إلى اتخاذ خطوات لزيادة المساعدات لقطاع غزة الذي تقول الأمم المتحدة إنه معرض لخطر المجاعة.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تصريحات الإسلاميين ضد واشنطن تعيد إنتاج العزلة الدولية

 

تصريحات الإسلاميين ضد واشنطن تعيد إنتاج العزلة الدولية
صلاح شعيب

جاء رد رئيس الوزراء الجديد لحكومة بورتسودان حول العقوبات الأميركية مدرعاً بالتحدي المتسرع، ومغالطاً لادعاء الولايات المتحدة. ومع ذلك يُفهم هذا الرد في سياق تأكيد د. كامل إظهار الولاء المطلق لمرؤوسيه الجدد. فبيانه من جهة أخرى عزز حديث كثير من المحللين بأنه لن يكون إلا “تمامة عدد”، وأنه لن يخالف نهج التفكير السياسي الحالي لدى المؤيدين لسلطة الجيش. ذلك في وقت كان يتوقع الآخرون أن كاملاً سيستخدم لهجة تصالحية مع المجتمع الدولي، ومن خلالها يستطيع دفع الاتهامات ضد بورتسودان بمزيد من التروي، والتعقل الدبلوماسي.
د. كامل ما أهمته مخاطبة الرأي العام السوداني منذ تعيينه ليطلع الناس على خطته، والتي كان من المتوقع أن قد يتوفر ضمنها الرد الهادئ على الاتهامات الأميركية بشيء من الحذر. ذلك حتى يستطيع الحفاظ عللى طريق سالكة مع إدارة ترمب تمهد لحوارات أعمق ليس فقط حول التهم الأميريكية، وإنما تتناول دور واشنطن المؤثر في إيقاف الحرب، وإعادة بناء السودان، هذا إذا كان الدكتور حريصاً على وضع حد لمعاناة شعبه جراء الحرب، أكثر من حرصه على مناوءة الرغبة الاميركية في الضغط على قيادة البرهان، وقاعدته المذهبية.
مع خروج د. كامل لأول مرة للعلن بذلك البيان بعد تعيينه رئيساً الوزراء لاحظنا وجود تصريح للمؤتمر الوطني مهره أحمد هارون حول الموضوع، وكذلك تصريحات غاضبة لقادة إسلاميين مؤيدين للحكومة، وبعض من جماعة البراء بن مالك. وعبر لغة التصريحات لمحنا تجاوز رد التهمة إلى استخدام لهجة أيديولوجية أعادتنا إلى أجواء التسعينات. إذ كانت حكومة الترابي من الوهلة الأولى قد أعلنت بأن أميركا، وروسيا، مرة واحدة، سيدنو عذابهما، واستوردت الخرطوم حينذاك كل المتطرفين العرب، والمسلمين، اليمينيين، واليساريين، الذي فجروا في عدائهم نحو واشنطن.
ولاحظنا أيضاً في تصريحات القادة الإسلاميين أنه بدلاً عن تقصير الغضب نحو الولايات المتحدة في الشأن المعني فقد شمل عدداً من الدول الأوروبية بوصفها وراء الحرب، كما قال أحد قيادات المؤتمر الوطني البارزين وسط هذه الحرب.
إذن فمن الواضح أن الاستراتيجية التي ستتبناها بورتسودان في التعامل مع مجمل الغرب الحضاري سوف تستند على موروث الحركة الإسلامية الذي كما نعلم يستند على حيثيات أيديولوجية تُستخدم في لحظات التوتر، وتنخفض في لحظات شبيهة بلحظة تهديد الرئيس بوش: “إما معنا أو ضدنا”. ونذكر أن النظام الإسلاموي المنحل وقتها قد ترك كل أدبياته العدائية الموجهة لأميركا “المستكبرة”، وانخرط طائعاً متذلفاً، في تعاون استخباراتي غير مسبوق مع إدارة بوش الابن.
الآن الوضع مختلف. فحكومة بورتسودان تكافح بالكاد للحصول على الشرعية القارية، والتي كان تعيين كامل يعني محاولة للتسوية مع الأفارقة، والعالم. ويبدو أن ترحيب الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، بتعيين د. أكمل سوف يتبخر أكثر فأكثر كلما ما واصلت بورتسودان، والإسلاميون، من خلفها في دفع العلاقة إلى مرحلة التصادم، والإصرار على مواصلة الحرب في حال فهمنا بأن الاتهام الاميركي موظف كعصا لإيقافها.
د.كامل تذاكى في بيانه حتى يعزز العلاقة بينه وبين دعاة الحرب بعربون موقفه الحكومي الذي يجرى مجرى الموقف الإخوانجي في منازلة الولايات المتحدة بالحدة الدبلوماسية في التصريحات. ولكنه في خاتم المطاف سوف ينتهي فعله في أحضان الحركة الإسلامية التي أعقبت قيادات منها تعيينه بتجريب ابتزازه. فكثير من الإسلاميين رفضوا منحه المنصب، ووصفوه بأنه فحاطي، وجمهوري، وعلماني، كما قال الجهادي الداعشي ناجي مصطفى.
هذا الموقف الدبلوماسي الصدامي المجرب تجاه الغرب أورث البلاد ما انتهت إليه من تدمير في وحدتها بانفصال الجنوب، ووصولها إلى طريق سياسي وعر أنتج الحرب كنتيجة لسياسات مسبقة عمقها نظام البشير.
ما نستطيع أن نقراه من بيان رئيس الوزراء، وتصريحات قادة الحركة الإسلامية إزاء الاتهام الأميركي لحكومة بورتسودان باستخدام السلاح الكيماوي، هو أن نهج الكيزان الدبلوماسي لم يتغير، وأنه ما يزال يحكم مناطق سيطرة الجيش.
فإذا وضعنا في الاعتبار تصريحات ياسر العطا السابقة ضد كينيا، والإمارات، وتشاد، فإن دبلوماسية البرهان ستجد نفسها في طريق مسدود في ظل ما يُلمح بوجود رغبة شعبية سودانية، ودولية، لإيقاف الحرب. ولعل المزيد في التوغل لاستعادة الموروث الدبلوماسي للمؤتمر الوطني سيدعم فرص تحجيم الجيش من الوصول إلى غاياته بإنهاء الحرب ميدانياً. بل إن هذا التصعيد غير المحسوب جيداً من جانب القادة الإسلاميين المؤيدين للحرب ضد الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، سوف يعزز من محاصرة فرص الجيش في التسليح متى ما عمقت بورتسودان رغبتها في معاكسة هذه التطلعات الدولية للتسوية السلمية للنزاع السوداني الذي يغذيه كوادر المؤتمر الوطني المنحل.
واشنطن بثقلها الدولي، وتاثيرها الحتمي على بعض حلفائها الداعمين للجيش، بحاجة إلى التعامل معها برشد دبلوماسي، وتواصل سياسي، لتفنيد اتهامها الجديد للجيش، إذا كانت بورتسودان حريصة على عدم مناكفة إدارة ترمب بلغة حادة. وبغير هذا الرشد الدبلوماسي فإن سلطة البرهان الباحثة عن شرعية قارية، ودولية، ستواجه تحديات جمة. أما مساعي د. كامل خارجياً فستحصد في هذه الحالة السراب، لا محالة.

الوسومالأمم المتحدة الإسلاميين الاتحاد الأفريقي حكومة بورتسودان صلاح شعيب

مقالات مشابهة

  • استطلاع و3 تصريحات لافتة.. ألمانيا تغيّر لهجتها تجاه إسرائيل بسبب الإبادة في غزة
  • واشنطن تايمز: بايدن ليس أول رئيس أميركي تحجب معلوماته الصحية عن العامة
  • عون أمام وفد أميركي: إسرائيل تعرقل انتشار الجيش في الجنوب
  • تصريحات الإسلاميين ضد واشنطن تعيد إنتاج العزلة الدولية
  • بعد تصريحات معادية.. إسرائيل تستدعي سفيرها بواشنطن لجلسة تأديبية
  • شاب أميركي يهدد باغتيال ترامب وحرق سفارة بلاده في إسرائيل
  • "صندوق ثروة سيادي أميركي ياباني".. مقترح على طاولة إدارة ترامب
  • توماس باراك مستثمر أميركي مبعوثا إلى سوريا
  • رجل أعمال أميركي: إسرائيل خدعت واشنطن بشأن آلية المساعدات في غزة
  • في خطابه بالأمس.. ترامب يعيد تعريف دور الجيش ويهاجم إدارة بايدن