أخبارنا:
2024-06-02@06:25:32 GMT

الملك محمد السادس يترأس الدرس الحسني الثاني

تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT

الملك محمد السادس يترأس الدرس الحسني الثاني

ترأس أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، اليوم الاثنين بالقصر الملكي بالرباط، الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية لسنة 1445 هـ.

 

وألقى الدرس بين يدي أمير المؤمنين، السيد بهاء الدين محمد الندوي، نائب رئيس جامعة دار الهدى الإسلامية بالهند، متناولا بالدرس والتحليل موضوع "أهمية الدعوة الدينية ومكانة الدعاة".

 

واستهل المحاضر هذا الدرس بالإشارة إلى أن من عدل الله سبحانه وتعالى وشفقته أنه لم يترك الناس سدى، بل أرسل إليهم الرسل والأنبياء يدعونهم، وجعل هؤلاء الرسل يستنفرون لهذه الدعوة من يرثونهم فيها من العلماء بنفس شروط الرسل، وهي التوحيد والإخلاص وحب الخير للناس.

 

وتطرق المحاضر إلى موضوع الدرس من خلال أربعة محاور تتمثل في الدعوة قبل الإسلام، والدعوة إلى الإسلام كما بلغها رسول الله صلى الله وعليه وسلم، والدعوة في تاريخ المسلمين بعد النبوة، والدعوة في السياق الحالي.

 

وأبرز السيد بهاء الدين محمد الندوي، في هذا الصدد، أن الله تعالى بعث إلى الناس رسلا وأنبياء، موضحا أن القرآن الكريم ذكر أسماء خمسة وعشرون منهم، وقد أرسلوا إلى أقوامهم في المجال الواقع في شبه جزيرة العرب والشام، في مدة زمنية من نوح إلى بعثة الإسلام مرورا بإبراهيم وموسى ووصولا إلى عهد عيسى عليهم السلام. وأشار إلى أن بين بعثة وأخرى مدة يفتر فيها الدين أو العمل به فيحتاج الأمر به إلى دعوة رسول جديد.

 

ولفت إلى أن موضوع دعوة الأنبياء والرسل هو الإيمان بالله الخالق، ذلك لأن عبادة الله الغني تعطي المعنى للحياة وهدفها إحسان الإنسان لنفسه، مسجلا أن الإشكال الأكبر الذي واجه الدعاة والأنبياء والرسل هو الإقناع بالتوحيد أي إفراد الله الخالق بالعبودية.

 

وأبرز أن الوصف القرآني تضمن عناصر مشتركة بين دعوات كل الأنبياء، وهي بيان أن النبي يدعو إلى الله الواحد، وأن الرسول يبذل الجهد في النصح ويجادل بالبينة والإقناع البعيد عن الإكراه، متبرئا مما ينسبه له المكذبون من الدعاوى.

 

وأشار المحاضر إلى أن الله بعث رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالبيان في القرآن، وأن الدعوة هي لهداية الإنسان إلى الاعتدال، ومن ذلك إصلاح الدنيا بالآخرة، مشددا على أن الدعوة المحمدية بدأت بالإصرار على الحق في مواجهة الاضطهاد الذي انتهى بهجرته صلى الله عليه وسلم واضطراره على الدفاع العسكري عن دعوته حتى تنتصر، لأنها ليست مشروعا شخصيا بل هي تكليف رباني لاخيار فيه.

 

واعتبر أن كمال عناصر الدعوة يتمثل في كونها تدور على الأخلاق موضوعا ومنهجا، لافتا إلى أن نتيجة هذه الدعوة بهذا الكمال الأخلاقي كانت هي ميلاد نموذج خير من المجتمع صار مرجعا في حياة الإنسانية.

 

وشدد على أن التحدي الكبير هو في الفهم الصحيح لموضوع الدعوة بالنسبة للحياة أو للمجالات التي يغطيها الدين ويكون السلوك فيها، وعلى رأسها قيمة العدل، مبرزا أن التنزيل التاريخي للدعوة المحمدية يفيد بأن هذا الدين هو موضوع الدعوة شامل لكل مناحي حياة الافراد والجماعات والأمة.

 

ولأن عنوان هذه الشمولية، يضيف المحاضر، في فهم الناس العادي هو السياسة والدولة فإن أمر الدعوة يصبح أمرا شموليا ، ذلك لأن الارتباط وثيق بين إمكانات الخلاص الفردي والخلاص الجماعي، أي أن السياسة السليمة هي الضمانة للتدين السليم على مستوى الأفراد والجماعات والأمن، كما أن التدين السليم هو رفد السياسة العادلة حقوقيا واجتماعيا.

 

وفي معرض حديثه عن الدعوة في تاريخ المسلمين بعد العهد النبوي وقبل السياق الحاضر، أشار المحاضر إلى أربع ظواهر تتمثل في قضية الفتوح، لأن الناس يربطون بها دخول الإسلام إلى بعض البلدان، والإشكال هنا متعلق بحكم استعمال القوة لنشر الإسلام، وذلك لأن المبدأ الأساس هو "لا إكراه في الدين"، مبرزا أن البحث التاريخي حري بأن ينصف الإسلام ويظهر أن دخوله كثيرا من البلدان على سبيل الفتح يمكن أن يظهر أن أغلبية سكان تلك البلدان سمعت بالإسلام محررا من أنواع التعسف السياسي والقهر باسم الدين، فتحمست له ونجحت بفضلها تلك الفتوح التي يمكن أن تعتبر عمليات تحرير ذاتي لا وقائع غزو أجنبي.

 

أما الظاهرة الثانية فتتعلق بدور التصوف في الدعوة اعتبارا لكونه مبنيا على التوحيد وداعيا إلى الأخلاق ولكونه يغطي عالم الإسلام من حيث الزمان والمكان، في حين تتعلق الثالثة بمقاربة العلماء للدعوة، لأن خدمتهم للأصلين هي في صميم الدعوة ، ولأن التراث الفقهي والحكمي الذي ألفوه خدم الدعوة بإخلاص فكل تجلياته تدل على فهم قائم على حسن النية.

 

وتهم الظاهرة الرابعة، بحسب المحاضر، الانتشار السلمي للإسلام على أيدي دعاة أخيار في أقاصي بلاد الإسلام، سواء كانوا من العلماء أو ممن غلب عليهم التصوف أو كانوا من التجار والرحالين.

 

وبعد أن توقف في موضوع الدعوة في السياق الحاضر عند بيان أنواعها، سجل المحاضر أن الدعوة تجري اليوم في سياقات متعددة لاختلاف الأسباب ومنها، أن كثيرا من أهل الأديان السابقة للإسلام لم يصدقوا أن الأديان كلها من عند الله عبر رسالات متتابعة نسخ بعضها بعضا تصحيحا للتحريف وتحقيقا للكمال.

 

كما لفت إلى أن أهل الدين الواحد قد انقسموا شيعا على شكل فرق عقدية ومذهبية انقساما لا يؤخذ من جهته الإيجابية على أنه الاختلاف الجزئي المحمود داخل الاجتهاد، بل يؤخذ في كثير من الأحيان على أنه مقابلة بين الحق والباطل؛ مشيرا إلى أن التطور التاريخي قد جعل المسلمين في بعض البلدان أقلية داخل أغلبية من دين آخر، الأمر الذي يجعل التساكن محفوفا بالمخاطر من جهة الإحساس بالضعف من جهة الأقلية أو الإحساس بالطغيان من جهة الأكثرية.

 

وأضاف المحاضر أن هناك سياقات تسعى فيها السياسة لاستعمال الدعوة الدينية وسياقات تلتبس فيها الدعوات الدينية بالدعوة السياسية، وكذا سياقات يسعى فيها بعض المنتصبين للدعوة إلى فرض توجههم القاضي بأن تصحيح الدين ينبغي أن يؤتى إليه من جهة تملك السلطة السياسية.

 

أما الدعاة في هذه السياقات، يشير المحاضر، فهم أنواع منها الأفراد والجماعات والجمعيات والمؤسسات والدول، وعلى اعتبار أن الدين من حيث المبدأ هو سبيل الخير للإنسان، فالدعوة من كل هذه الأطراف خيرة ونافعة وضرورية بشرط خلوها من الأغراض.

 

واستعرض المحاضر، في هذا الإطار، وسائل الدعوة في السياق الحاضر، سواء تلك التي يمكن وصفها بالتقليدية المعتادة؛ وهي الدعوة القولية الجماعية على سبيل الوعظ، أو أشكالها الحديثة، والتي تشمل كل الأشكال التقليدية مع فرق كبير وهو أنها قابلة للإرسال عبر وسائل إلكترونية بعيدة المدى ذائعة الانتشار.

 

وبعد أن تناول محفزات ومعيقات الدعوة أكد المحاضر ضرورة التعاون بين أهل الأديان كلها من أجل إقناع العالم غير المتدين بالخير الذي في الالتزام بالدين لحفظ القيم الإنسانية المشتركة بدل التنافس والاستقطاب من جهة بعض الأديان على حساب البعض الآخر، وكذا ضرورة حصول إجماع بين المسلمين على نبذ التطرف والتكفير وضرورة احترام الاختلاف الاجتهادي في الفروع المذهبية كما كان عليه سلف الأمة.

 

كما أكد على أهمية الاقتناع بأن الدعوة الفردية والجماعية لا يجوز أن تستغل في أغراض غير دينية تشوش على الناس باسم الدين، وكذا ضرورة الاقتناع بأن الدعوة المطلوبة في كل عصر، وفي هذا العصر بالذات هي المبنية على المثال والأسوة والنموذج على مستوى الحضارة، مشددا على أن للمسلمين مسؤولية في التحقق الأخلاقي كأمة بقيم دينهم حتى يكونوا نموذجا يقتدى بهم.

 

وفي ختام هذا الدرس الثاني من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية، تقدم للسلام على أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، كل من الشيخ مصطفى صونطا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية كوت ديفوار وخليفة الطريقة التيجانية بكوت ديفوار، وعبد الحكيم محمد الأنيس، كبير باحثين أول وعضو بهيئة كبار العلماء بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي بالإمارات العربية المتحدة، والشيخ عبد الفتاح بن صالح بن محمد قديش اليافعي، المشرف العام على مركز الخيرات باليمن، وأبو بكر الزبير مبوانا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية تانزانيا الاتحادية ومفتي الجمهورية ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالجمهورية، وأحمد النور محمد الحلو، عضو فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية تشاد والمفتي العام لجمهورية تشاد.

 

كما تقدم للسلام على أمير المؤمنين أكرم الندوي، مدير وأحد مؤسسي معهد السلام بأوكسفورد ببريطانيا، وسليم علوان، أمين عام دار الفتوى بأستراليا، و عومارو كامارا أبو بكر، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية ليبيريا ورئيس المجلس القومي الإسلامي بها، ومظهر محمد الحموي، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى بالجمهورية اللبنانية، ومحمد الأمين توراي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية غامبيا، وصالح إنداي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية إفريقيا الوسطى، والشيخ مامادو أبودوباتشي، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية التوغو.

 

إثر ذلك، قدم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السيد أحمد التوفيق إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة، حفظه الله، نسخة مطابقة للأصل (fac-simile) من مخطوط "دلائل الخيرات" للشيخ محمد بن سلیمان الجزولي (857 هـ / 1453م) بخط محمد بن القاسم القندوسي الفاسي المتوفى بفاس عام 1278 هـ / 1861م. ويتميز رسم هذا المخطوط بميزة خاصة في نوع الخط والتزويق، ويوجد أصل هذا المخطوط في المكتبة الوطنية للمملكة المغربية تحت رقم 634 ج.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: أمیر المؤمنین أن الدعوة الدعوة فی إلى أن من جهة على أن

إقرأ أيضاً:

القادرية شرق أفريقيا.. وفاء للجيلاني المؤسس

كانت الحبشة أول بلاد دخلها الإسلام خارج جزيرة العرب، وفيها ظهرت إمارات إسلامية كان لها فضل كبير في انتشار الإسلام في أفريقيا، وكانت هرر (مدينة في أقصى شرق إثيوبيا) أكبرها وأشهرها.

وفيها وُلد أحمد بن إبراهيم سنة 1506، ودرس العلوم الشرعية على يد شيوخها وعلمائها، ثم سافر إلى اليمن وهناك التقى برجال الطريقة القادرية، فتأثر بهم أيما تأثر.

وبينما هو في اليمن، تعرضت إمارة إسلامية في الصومال لهجوم قاده بطريرك حبشي، فقتل أهلها وسلب ونهب أموالهم، وسبى أم أميرها، وكانت إمارات إسلامية كثيرة تحت نفوذ إمبراطور الحبشة.

المسلمون في لامو بكينيا يرتدون الملابس الجديدة في المولد النبوي ويتبادلون الزيارات (الجزيرة) حرب وانتصار

عاد أحمد بن إبراهيم إلى هرر محاولا إقناع أميرها بالخروج عن سيادة إمبراطورية الحبشة، لكنه لم يجد آذانا صاغية، فثار عليه لكن ثورته فشلت فالتجأ إلى بلاد أبت في الصومال، وصار يدعو المسلمين إلى التوحد وتشكيل قوة تحميهم من مظالم الأحباش.

وسرعان ما تم له ذلك ولما يجاوز سن الـ30، لكن أبا بكر (سلطان هرر) رأى أن الشيخ أحمد بن إبراهيم يشكل خطرا عليه فأرسل إليه جيشا يقاتله لكنه انهزم، وبعد ذلك سقطت إمارة هرر في يد الشيخ ابن إبراهيم.

وأعلن استقلال الإمارة عن إمبراطورية الحبشة فقامت الحرب بين المسلمين والنصارى، واتخذ المسلمون راية عليها شعار "بسم الله الرحمن الرحيم، إنا فتحنا لك فتحا مبينا، نصر من الله وفتح قريب".

أحد أقدم المساجد في هرر في إثيوبيا يقدر عمره بألف عام (الجزيرة)

وبعد حرب دامت 8 سنوات دخلت جيوش المسلمين مدينة أكسوم عاصمة إمبراطورية الحبشة حينها، وقد بسطت نفوذها على كامل الإمبراطورية سنة 1537. ودامت سيطرة المسلمين 4 سنوات إلى أن وصلت أساطيل البرتغال مسلحة بالمدافع، فاستشهد الشيخ أحمد بن إبراهيم بعد معركة ملحمية دامت 3 أعوام.

ولكن السنوات القليلة التي حكم فيها المسلمون شهدت فيها الحبشة أكبر موجة لاعتناق الإسلام، كما يذكر المستشرق البريطاني سبنسر تريمينغهام في كتابه "الإسلام في إثيوبيا".

أما الطريقة القادرية فلم يُكتب لها الانتشار مع الشيخ أحمد بن إبراهيم الذي قتل وعمره 37 سنة، وقد بقيت هرر عاصمة لمسلمي الحبشة الذين صاروا يشكلون ثلث سكان البلاد، بينما زاد عدد مساجدها وزواياها الـ200، وبعضها جاوز عمره ألف عام، مما جعل اليونسكو تعتبرها رابع أقدس مدينة لدى المسلمين.

مدرسة إسلامية بجزيرة لامو في كينيا وكانت في الأصل زاوية صوفية (الجزيرة) انتشار

وفي الربع الأخير من القرن الـ15، وصل الشيخ أبو بكر العيدروس إلى هرر قادما من اليمن وكان متصوفا كبيرا، ولكن طريقته لم تنتشر بين الأفارقة، إذ كانت عائلية مغلقة، وكان على أفارقة شرق أفريقيا أن ينتظروا 3 قرون حتى مجيء الشيخ حسن جبرو إلى الصومال عام 1819، وكان من كبار شيوخ الطريقة القادرية.

وعلى ضفة نهر جوبا أسس الشيخ جبرو أول مستوطنة لجماعة صوفية بهدف زراعة الأرض واستخراج خيراتها، وسرعان ما كبرت جماعته وصارت المستوطنة بلدة سُميت باسم "سبنسر تريمينغهام".

وأصبح لمدرسته مئات المريدين والطلبة، كان الشيخ أويس محمد البراوي واحدا منهم وأشهرهم، وانتشرت طريقته القادرية الأويسية جنوبا عبر الساحل الشرقي للقارة فدخلت جزيرة لامو في كينيا وزنجبار في تنزانيا.

إحدى الزوايا الصوفية في زنجبار (الجزيرة)

سنة 1884 سمع سلطان زنجبار برغاش عن الشيخ أويس البراوي فدعاه إليه وسلمه مقاليد التعليم والثقافة في الجزيرة، وكان الشيخ البراوي صوماليا ولم يرقه ما وجده من قلة طلبة العلم من الأفارقة الذين شكلوا نصف سكان الجزيرة، وكان جلهم خدما ورقيقا لدى العرب الحاكمين.

فكان أول ما فعله أن فتح أبواب المدارس وطلب العلم في وجوه الأفارقة، وكانت هذه هي الخطوة التي غيرت وجه الإسلام شرق أفريقيا.

وبشأن هذه الحيثية، يشرح الشيخ عبد الله فوندي الكونغولي من أصول عمانية، قائلا "لقد وصل الإسلام إلى ساحل أفريقيا الشرقي منذ عهد الدولتين الأموية والعباسية، وقد انتشر عبر الساحل مع التجار العرب طوال قرون، ولكنه لم يدخل إلى أعماق القارة".

ويضيف أن السبب الرئيسي كان هو "أن جل العرب كانوا مهتمين بالتجارة أكثر من الدعوة، وما داموا يجدون من يبيعهم العاج والذهب والعبيد قريبا من السواحل فلا حاجة للتعمق في القارة". "والأمر الثاني أنه عبر قرون من إقامة العرب في لامو وزنجبار وغيرهما لم يهتموا كثيرا بفتح المدارس للأفارقة، فكان قلة من الخدم من وصلوا لدرجة عالية في العلم".

وهنالك أسباب أخرى في الإجمال جعلت الإسلام يقف عند السواحل الشرقية ويظل يُنظر له على أنه دين النخبة الإقطاعية، أما حين ظهر دعاة مثل الشيخ أويس البراوي الذي اهتم بتعليم الأفارقة وتحريرهم فقد ظهر منهم علماء ودعاة حملوا الإسلام إلى قراهم البعيدة، وفق فوندي.

أطلال أحد المساجد في تنزانيا (الجزيرة) مركز لنشر الإسلام

وعن الفرق الذي أحدثه الشيخ البراوي يستطرد "وإذا علمنا أن المسلمين استوطنوا جزيرة لامو (قبالة كينيا) قبل زنجبار (قبالة تنزانيا) بمدة ونشطت فيها تجارتهم بالدرجة نفسها، وأن نسبة المسلمين في كينيا لا تتجاوز 15% رغم أنها أقرب إلى الجزيرة العربية، بينما النسبة في تنزانيا تتجاوز 70%، فحينها سنفهم الفرق الذي أحدثه الشيخ أويس في زنجبار، إذ جعلها قاعدة لنشر الإسلام أكثر منها قاعدة للتجارة".

وكان من أوائل طلبة الشيخ أويس البراوي ومريديه المخلصين الشيخ عبد الله مجانا خيري من الصومال، والشيخ مزي فريجي من العبيد الملاويين، والشيخ محمد رمية من العبيد الكونغوليين.

وقد ساهم هؤلاء الثلاثة في تضييق دائرة تجارة الرقيق، كما يعزى لجهودهم إسلام الملايين في تنزانيا وأوغندا والكونغو وموزمبيق ومدغشقر وملاوي التي صار ثلثها مسلمين.

وقد أسس الشيخ محمد رمية مدرسة في باجامويو (تنزانيا) خرجت بدورها عشرات الدعاة الذين ما زال الإسلام والطريقة القادرية ينتشران بفضلهم. وما زالت المدرسة وفية لشيوخ الطريقة القادرية، إذ كُتب على ناصية بابها "لا إله إلا الله محمد رسول الله.. الشيخ عبد القادر الجيلاني صفي لله.. الشيخ أويس ولي الله".

مقالات مشابهة

  • الملك يترأس مجلس وزاريا
  • الملك يترأس مجلسا وزريا بالدار البيضاء ويصادق على عدد من المراسيم تهم المجال العسكري
  • الملك يعين عادل الفقير مديرا لمكتب المطارات مكان حبيبة لقلالش أضعف مديرة مرت في ذات المنصب
  • إعلان قائمة المنتخب لمباراتي موريتانيا وجنوب السودان في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم
  • الملك محمد السادس يختار هذه المدينة المغربية لقضاء عيد الأضحى
  • تعـريب العبـرية
  • الملك محمد السادس يوشح عددا من القيادات العسكرية الأمريكية بأوسمة ملكية
  • الإسلام وسبل الحرية والتسامح عنوان مؤتمر يعقد في باريس
  • تطوان تستعد باكرا لقدوم عاهل البلاد
  • القادرية شرق أفريقيا.. وفاء للجيلاني المؤسس