مخاوف وتحفظات حول مستقبل مقابر المقطم.. "وزارة السياحة تشكل لجنة لدراسة التطوير الأثري"
تاريخ النشر: 19th, March 2024 GMT
بعد إعلان الحكومة المصرية، ممثلة في وزارة السياحة، عن تطوير مقابر الصحابة وآل البيت والصالحين في منطقة المقطم بالقاهرة، تجددت المخاوف لدى الآثاريين والمواطنين حول مستقبل هذه المقابر واحتمالية تعرضها لأعمال هدم أو تدمير خلال عمليات التطوير المرتقبة.
بوتين وبن سلمان يؤكدان في اتصال هاتفي استمرار تطوير العلاقات الثنائية والتعاون في "أوبك +" أهمية السياحة في مصر: دافع للتنمية والترويج للتراث الثقافيعلى إثر ذلك، قامت وزارة السياحة بتشكيل لجنة علمية أثرية لإعداد دراسة شاملة حول تلك المقابر، وذلك برئاسة الدكتور جمال عبدالرحيم، أستاذ الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة.
تهدف الدراسة إلى وضع تصور مشروع كامل لتطوير هذه المقابر الواقعة أسفل سفح جبل المقطم.
وفي أعقاب هذا الإعلان، ظهرت مخاوف متجددة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تداول النشطاء منشورات تحذر من احتمالية تعرض تلك المقابر للهدم والإزالة.
المنشورات المتداولة حققت انتشارًا واسعًا، حيث تناولت الأهمية الثقافية والتاريخية والدينية لتلك المقابر، وعدت أسماء أبرز الصحابة وآل البيت والصالحين المدفونين بها.
تؤكد وزارة السياحة والآثار أن اللجنة المشكلة ستعمل على وضع تصور مشروع كامل لتطوير وترميم هذه المقابر، وذلك لما تتمتع به من قيمة أثرية وحضارية، وسيتم متابعة خط سير مسار الزيارة لهذه المقابر بما يتناسب مع أهمية المنطقة الأثرية.
الأصول التاريخية لتسمية مقابر المقطم بـ 'قرافة المقطم' وأسماء الصحابة والصالحين المدفونين بهاتعتبر مقابر المقطم في مصر من الأماكن ذات الأهمية التاريخية الكبيرة، حيث يُدفن فيها عدد كبير من الصحابة والصالحين. وتتساءل العديد من الأشخاص عن سبب تسمية تلك المقابر بـ "قرافة المقطم"، وما هي قصة هذا الاسم الغريب.
يوضح الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أن مقابر المقطم تحتوي على مجموعة من الصحابة وأولادهم، بما في ذلك عمرو بن العاص وابنه عبدالله، ومسلمة بن مخلد، وعقبة بن عامر، ومعاوية بن خديج - رضوان الله عليهم.
ويُضيف شاكر في تصريحات صحفية، أن تسمية تلك المقابر بـ "قرافة المقطم" جاءت نتيجة لتاريخ معين، حيث كان أول من دُفن في هذا المكان من جبل المقطم رجل يُدعى عامر بن عبدالله من بني قرافة، أحد فروع قبيلة المغافر اليمنية. وقد أمر عمرو بن العاص بدفنه هناك، مُعلقًا: "لقد عمرها عامر"، وبسبب جوار قومه لمقبرته، أُطلق على المكان اسم "القرافة"، وأصبح هذا الاسم يُطلق على المقابر في مختلف أنحاء مصر.
ويُذكر أيضًا أن عمر بن الخطاب وصف جبل المقطم بأنه "غراس الجنة" للمسلمين، حيث يحتضن البقعة المباركة المعروفة بـ "القرافة"، والتي تُعتبر موقع دفن الآلاف من الصحابة وآل البيت الكرام.
أسماء بارزة في مقابر المقطم
يضم موقع مقابر المقطم في مصر مجموعة مهمة من الشخصيات التاريخية والدينية البارزة، حيث تُعتبر مكانًا لدفن العديد من الأشخاص الذين تركوا بصماتهم في التاريخ والثقافة. ومن بين الشخصيات التي يُدفنون في مقابر المقطم، يمكن ذكر الآتي:
- عمرو بن العاص.
- عبدالله بن حذافة السهمي.
- عقبة بن عامر الجهني.
- أبو بصرة الغفاري.
- السيدة نفيسة رضي الله عنها، بجوارها ضريح خادمتها الست جوهرة.
- السيدة سكينة بنت الحسين.
- الحسن بن زيد، والد السيدة نفيسة.
- القاسم الطيب، حفيد سيدنا جعفر الصادق.
- مسجد وضريح الإمام الشافعي.
- ضريح ابن وقيع، شيخ مقرأة الإمام الشافعي.
- مسجد وضريح الفقيه الخامس، الإمام الليث بن سعد ومعه ولده وأخوه وآخرون.
- القاضي عبدالوهاب البغدادي.
- قبر ابن عقيل.
- ضريح أبي جعفر الطحاوي، صاحب العقيدة الطحاوية.
- الإمام المزني، لمصري الشافعي، وهو من أبرز الأئمة والفقهاء الشافعيين في عصره، وواحد من أصحاب الشافعي المقربين.
- ضريح الإمام ورش، ومعه خادمه اللص التائب بشارع أبي البقاء.
- الإمام أبو الحسن القرافي، شيخ عصره.
- قبر ذي النون المصري.
- السلطان قايتباي.
- الصحابي عبدالله بن الحارث.
تُظهر هذه القائمة الغنية تنوعًا كبيرًا في المقابر، حيث يتمتع كل من الشخصيات المذكورة بمكانة خاصة في التاريخ والثقافة الإسلامية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مقابر المقطم تطوير مقابر المقطم وزارة السیاحة مقابر المقطم هذه المقابر تلک المقابر
إقرأ أيضاً:
المجاعة.. متى تُعلن؟ ولماذا تشكل تهديدا عالميا؟
في عالم تتزايد فيه الأزمات تبقى المجاعة أحد أكثر التحديات المأساوية والملحة التي تواجه البشرية، وبينما تشير المؤشرات إلى تفاقم الكارثة في غزة وإعلان المجاعة رسميا في دارفور بالسودان يتكرر السؤال: ما المجاعة؟ ولماذا تعد مصدر قلق عالمي؟
تقول منظمة "أنقذوا الأطفال" إن المجاعة ليست مجرد نقص في الغذاء، بل هي المرحلة الأشد ضمن تصنيف انعدام الأمن الغذائي الحاد الذي وضعه نظام تحليل الأمن الغذائي المتكامل (آي بي سي).
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2البرش: 122 حالة وفاة بسوء التغذية في غزة و11.5% من الأطفال يعانون المجاعة الحادةlist 2 of 211 شهيدا جراء التجويع بغزة خلال 24 ساعة وتحذيرات من "مقتلة جماعية" للأطفالend of listوتوضح أن هذا المصطلح لا يُستخدم إلا عندما تصل الأزمة إلى مستوى كارثي، ويبدأ الناس بالموت جوعا فعليا.
ما الشروط التي يجب أن تتوفر لإعلان المجاعة؟تضيف المنظمة أنه وفقا لمعايير نظام تحليل الأمن الغذائي المتكامل يُعلن عن المجاعة عندما:
تعاني 20% من الأسر في منطقة معينة من نقص غذائي حاد. يُظهر 30% من الأطفال علامات سوء تغذية حاد. تسجَّل 4 وفيات على الأقل يوميا بين كل 10 آلاف شخص، معظمهم نتيجة الجوع أو الأمراض المرتبطة به. لماذا هذا النظام مهم؟وتذكر منظمة "أنقذوا الأطفال" أن نظام تحليل الأمن الغذائي المتكامل الذي أنشئ عام 2004 يقدّم أداة تحليل مبنية على الأدلة لتصنيف مستويات الجوع وسوء التغذية.
والهدف منه ليس فقط توثيق الكارثة، بل تمكين الحكومات والمنظمات الإنسانية من التحرك قبل فوات الأوان.
من يُعلن عن المجاعة رسميا؟وتتابع المنظمة أنه لا توجد جهة واحدة مسؤولة حصريا عن إعلان المجاعة، بل يتم بالتعاون بين حكومة الدولة المتأثرة ووكالات الأمم المتحدة وشبكات الإنذار المبكر مثل "إف إي دبليو إس إن إي تي" التي أسستها الحكومة الأميركية.
وغالبا ما يكون الإعلان قرارا سياسيا، مما يفسر تردد بعض الدول في الاعتراف الرسمي رغم وصول الأزمة إلى مستويات حرجة.
متى كانت آخر مرة تم فيها إعلان المجاعة؟وذكرت منظمة "أنقذوا الأطفال" في مقالها المطول أعلنت المجاعة رسميا في إقليم دارفور السوداني في أكتوبر/تشرين الأول 2024، حيث تجاوزت الأزمة كل الخطوط الحمراء.
إعلانوفي وقت سابق، شهدت ولايات جنوب السودان مجاعات مشابهة عام 2017 وأجزاء من الصومال في 2011.
وقد توفي أكثر من ربع مليون شخص في الصومال وحدها -نصفهم أطفال دون الخامسة- في واحدة من أسوأ الكوارث الغذائية بالتاريخ الحديث.
لماذا يتعرض الأطفال في غزة والسودان لخطر المجاعة؟تؤكد منظمة "أنقذوا الأطفال" أن مئات الآلاف من الأطفال في غزة وأجزاء من السودان يواجهون حاليا ظروفا تشبه المجاعة، ومع قلة المساعدات وصعوبة وصولها إلى هذه المناطق تتفاقم الأزمة يوما بعد يوم.
وتوضح المنظمة في تقريرها المطول أن غزة اليوم ليست على شفا المجاعة فحسب، بل تعيشها فعليا بحسب منظمات إنسانية عديدة، فبعد عام من الحصار والقصف المتواصل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بات 96% من سكان القطاع يعانون من نقص غذائي حاد، أكثر من 495 ألفا منهم يواجهون المرحلة الخامسة من تصنيف نظام تحليل الأمن الغذائي المتكامل، أي ظروف المجاعة الكاملة.
ورغم فترات الهدنة القصيرة فإن المساعدات لا تزال محاصرة على أبواب القطاع.
وتتابع المنظمة أن أكثر من 1.1 مليون طفل لا يحصلون على غذاء كاف ولا مياه نظيفة ولا رعاية صحية، هؤلاء الذين نجوا من القنابل يواجهون الآن خطرا صامتا هو الجوع.
وفي السودان، تسببت الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في تحويل أراض خصبة إلى ساحات معارك جرداء.
واليوم، يعاني أكثر من 25.6 مليون شخص في السودان من مستويات انعدام أمن غذائي حادة (التصنيف 3 من نظام تحليل الأمن الغذائي المتكامل)، من بينهم أكثر من 3.7 ملايين طفل يعانون من سوء تغذية حاد، ونحو 755 ألفا يواجهون مستويات كارثية من الجوع (التصنيف 5 على نظام تحليل الأمن الغذائي المتكامل).
ورغم إعلان المجاعة في دارفور فإن مناطق أخرى في البلاد لا تزال تتأرجح على حافة الكارثة، وسط غياب شبه كامل للمساعدات وارتفاع مستمر في معدلات الوفيات.
لماذا الأطفال أكثر ضحايا المجاعة تأثرا؟توضح المنظمة أن الأطفال هم أول من يدفع الثمن، نقص الغذاء يجعلهم عرضة لأمراض مثل الإسهال والكوليرا والالتهاب الرئوي، ومع تراجع قدرة الجسم على امتصاص المغذيات تتفاقم حالات التقزم والهزال، وقد ينتهي الأمر بالموت في غياب تدخل عاجل.
والمجاعة أيضا تجبر العائلات على قرارات مدمرة، منها تزويج الفتيات القاصرات مقابل طعام، وإخراج الأطفال من المدارس للعمل، أو حتى الانضمام إلى جماعات مسلحة مقابل الحماية والغذاء.
ما الذي يمكن فعله لمواجهة خطر المجاعة؟وتذكر منظمة "أنقذوا الأطفال" في مقالها أنه بحسب خبراء الإغاثة، فإن تجنب المجاعة أو الحد من آثارها يعتمد على 4 محاور:
الإنذار المبكر والتحرك الفوري. استجابة دولية منسقة. ضمان الوصول الإنساني الكامل وغير المشروط للمناطق المتضررة. وقف الصراعات المسلحة التي تدمر البنية التحتية وتحاصر الغذاء.وتعد هذه العوامل ضرورية لضمان وصول الغذاء، ومدخلات الزراعة، ودعم الثروة الحيوانية، والمياه، والصرف الصحي، والصحة، والتغذية إلى المجتمعات الأكثر ضعفا.
لكن هذا يتطلب إرادة سياسية دولية تتجاوز البيانات والخطابات إلى قرارات عملية على الأرض.
لماذا يعتبر استخدام مصطلح "مجاعة" مثيرا للجدل؟تؤكد المنظمة أن تعريف المجاعة يشمل المعاناة البشرية والتأثير السياسي، مما يعكس أثرها العميق على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي.
إعلانوبالنسبة للناس تدمر المجاعة سبل العيش، وتؤدي إلى نقص حاد في الغذاء، وسوء تغذية شديد وتفشي الأمراض وزيادة عدد الوفيات.
وبالنسبة للمنظمات الإنسانية تعد المجاعة فشلا في الوقاية والاستجابة.
أما بالنسبة للحكومات فهي مسألة حساسة سياسيا، لأنها قد تشير إلى فشل في الحوكمة وعدم القدرة على توفير الحماية الأساسية للمواطنين.
ما أسباب المجاعة؟المجاعة لا تنشأ من فراغ، بل غالبا ما تكون نتيجة تقاطع أزمات عدة يمكن تلخيصيها في ما يلي:
الحروب والنزاعات: تهجَّر العائلات وتُدمَّر المزارع وتُمنع المساعدات. تغيّر المناخ: الجفاف والفيضانات والعواصف تدمر المحاصيل وتجفف مصادر المياه. الأزمات الاقتصادية: ارتفاع الأسعار والتضخم يجعلان الغذاء بعيد المنال. النزوح الجماعي: البحث عن الغذاء والمأوى يجبر العائلات على ترك منازلها، غالبا إلى أماكن أسوأ. تعطل سلاسل الإمداد: سواء بسبب الحرب أو الكوارث الطبيعية، ويؤدي غياب الغذاء والعلاج إلى تسريع الكارثة.من المهم التمييز بين 3 مفاهيم مرتبطة لكنها مختلفة بحسب منظمة "أنقذوا الأطفال":
الجوع: شعور الجسم بالحاجة للطعام، وقد يكون عابرا.
وعند الأطفال يظهر نقص التغذية في صور، مثل: التقزم والهزال ونقص المغذيات الدقيقة، مثل نقص الفيتامينات والمعادن.
سوء التغذية: يحدث عندما يعاني الأشخاص من نقص كبير في الغذاء ويؤدي إلى ضعف في النمو والمناعة، وسوء التغذية الحاد الشديد هو أشد وأخطر أشكال نقص التغذية، خاصة للأطفال دون سن الخامسة.
ويمكن أن يؤثر ذلك على النمو العقلي والجسدي، ويضعف جهاز المناعة، ويحوّل الأمراض الطفولية الشائعة إلى أمراض مميتة.
المجاعة: وهي المرحلة القصوى من نقص الغذاء التي تؤدي إلى موت جماعي.
ويتطلب تصنيف المجاعة توفر أدلة على 3 معايير رئيسية: استهلاك غذائي منخفض جدا، وسوء تغذية حاد، ومعدل وفيات مرتفع.
في النهاية.. الوقت ينفدما يحدث في غزة والسودان اليوم ليس مجرد أزمة غذائية، إنه تحوّل مأساوي في مصير ملايين البشر أطفالا ونساء ورجالا، والتأخير في الاستجابة ليس فقط إخفاقا سياسيا وأخلاقيا، بل حكم غير مباشر بالموت على الأضعف.
وتوضح منظمة "أنقذوا الأطفال" أن المجاعة ليست حتمية، بل هي نتيجة قرارات بشرية، ويمكن منعها بقرارات بشرية كذلك، والسؤال المطروح على العالم اليوم ليس ما إذا كانت هناك مجاعة، بل: ماذا سنفعل حيالها الآن؟