اتفق وزراء البيئة والموارد المائية والري والتموين والتجارة الداخلية، على السيناريو الأفضل للتعامل مع مخلفات مصانع السكر، ودراسة استخدام تقنية أبراج التبريد بمصانع السكر التابعة لوزارة التموين باعتبارها تقنية لا تحتاج للمياه، وزيادة سعة ورفع كفاءة بعض وحدات المعالجة بالمصانع، مع تعديل مسار تدوير المياه داخل المصنع لتقليل كمية المياه المستهلكة وتقليل كمية المخلفات الناتجة عن المصانع.

جاء ذلك خلال اجتماع وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد، اليوم الأحد، مع وزير الموارد المائية والري الدكتور هانى سويلم، ووزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي، بمقر وزارة البيئة، لبحث سبل التنسيق المشترك لحماية الموارد المائية من التلوث بمنشآت صناعة السكر، واستعراض الدراسة الفنية والاقتصادية الخاصة بالتعامل مع المخلفات السائلة الناتجة عن مصانع إنتاج السكر، والتي تم إعدادها من خلال برنامج التحكم في التلوث الصناعي- المرحلة الثالثة (EPAP III) التابع لوزارة البيئة.

كما اتفق الوزراء الثلاثة، على تشكيل لجنة فنية من وزارت البيئة والتموين والري، لمتابعة أعمال التطوير الأخيرة ومتابعة تشغيل برج التبريد الجديد بشركة أرمنت للسكر، والذي تم من خلال الشركة الإيطالية المنفذة وبتمويل من وزارة البيئة، وسيتم كذلك التقييم الفني لمحطات معالجة مياه الصرف الصناعي المقامة بالمصانع وقياس معدلات التحسن في نوعية المياه المنتجة من المصنع وتحديد الأعمال المطلوبة، وإعداد التقرير النهائي للحالة البيئية والفنية بناء على نتائج التشغيل بمصنع أرمنت للسكر والحالة الفنية للمحطات وتحديد التكلفة التقديرية لكل مصنع، تمهيداً لتعميم هذا التطوير في باقي مصانع السكر التابعة لوزارة التموين.

ووجهت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة الشكر والترحيب بالوزراء بمقر الوزارة، مشيدة بالمتابعة الدقيقة من قبل وزارة الموارد المائية والري لما تم الاتفاق عليه بشأن إعداد الدراسة الفنية للتعامل مع المخلفات الناتجة عن مصانع إنتاج السكر، وكذلك قيام وزارة التموين والتجارة الداخلية بمتابعة ذلك الملف على مدار 6 سنوات واتخاذ الإجراءات الصارمة ضد المخالفين في هذا القطاع، مؤكدة أن الهدف من الاجتماع هو مناقشة الدراسة الفنية للوصول إلى أفضل وأنسب الطرق والشروط البيئية والمقارنة بين البدائل المتاحة، لمعالجة صرف المخلفات الناتجة عن مصانع إنتاج السكر.

وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، أنه تم التطبيق التجريبي لتلك الدراسة الفنية على أحد مصانع السكر، كنموذج استرشادي سيتم تعميمه على باقي المصانع بعد توفير التمويل اللازم، مشيرة إلى المنحة التي تم تخصيصها لشركة "أرمنت"، لتنفيذ خطط الإصحاح البيئي بتمويل من برنامج التحكم في التلوث الصناعي (المرحلة الثالثة)، حيث تم تحديد جزء منها كمنحة والجزء الآخر كقرض ميسر، بالإضافة إلى المنحة التي قدمتها وزارة البيئة لشركة سكر أبوقرقاص لإنشاء مجفف "الفيناس"، الذي ساهم في خفض الأحمال وتوافق مياه الصرف مع المعايير البيئية.

واستعرضت الدكتورة ياسمين فؤاد، خلال الاجتماع، إجراءات الإصحاح البيئي التي تمت خلال الفترة الماضية بالتعاون مع الجهات المعنية لعدد من مصانع السكر، وتشمل (9) شركات (إدفو- كوم أمبو- أرمنت- قوص- نجع حمادي- دشنا- أبوقرقاص- جرجا- الحوامدية)، مشيرة إلى الخطط قصيرة وطويلة المدى التي تم إعدادها في هذا الصدد.

وأوضحت وزيرة البيئة، أنه تم إعداد دراسة فنية لاختيار أفضل الممارسات البيئية والاقتصادية من بين عدة بدائل طبقا لطبيعة النشاط الصناعي والظروف الإنتاجية والتشغيلية، مضيفة أن معايير التقييم وفقا للدراسة تتضمن ترشيد استهلاك مياه نهر النيل، والالتزام بالحدود البيئية طبقا لقانون حماية نهر النيل والمجاري المائية من التلوث، وتأثير التشغيل الموسمي على تكلفة صيانة المشروع، والتأثيرات البيئية الأخرى والنفقات الإنشائية والتشغيلية.

وثمن وزير التموين والتجارة الداخلية الدكتور علي المصيلحي، الجهود المبذولة من كافة الجهات المعنية للتعامل مع المخلفات الناتجة عن مصانع السكر، مشيدا بالدراسة الفنية التي تم إعداداها من خلال برنامج التحكم في التلوث الصناعي والآليات المتبعة بها، لتوفيق أوضاع مصانع إنتاج السكر، موضحًا أنها ستساهم في توفير استهلاك المياه التي تستخدم لصناعة السكر، وأيضا الحفاظ على البيئة.

وأوضح وزير التموين، أنه سيتم عقد جلسة تشاورية خلال الفترة القادمة مع القائمين على مصانع السكر ومسئولي الملف بالوزارة ووزارتي البيئة والموارد المائية والري، لعرض الحلول الفنية لمشاكل الصرف وإمكانية تنفيذها بكافة مصانع إنتاج السكر.

وأكد وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم، أهمية استمرار التعاون بين الوزارات الثلاث لضمان حماية المجارى المائية من كافة أشكال التلوث، مشيرا إلى أن اهتمام الوزارة لا يقتصر فقط على توفير التصرفات المائية المطلوبة في التوقيتات المناسبة للاستخدامات المختلفة، ولكن أيضاً الاهتمام الدائم بملف نوعية المياه لأهميته في الحفاظ على الصحة العامة وجودة مياه الشرب والمحاصيل الزراعية، ولذلك تحرص الوزارة على متابعة كافة مصادر التلوث التي تؤثر على نهر النيل والترع والمصارف والمياه الجوفية والبحيرات، واتخاذ كافة الإجراءات الفنية والقانونية اللازمة للتعامل مع هذه المصادر التي تؤثر سلباً على نوعية المياه والالتزام بالحدود البيئية طبقا لقانون الموارد المائية والري رقم 147 لسنة 2021، وقانون حماية نهر النيل والمجاري المائية من التلوث رقم 48 لسنة 1982 المعدل بالقانون رقم 103 لسنة 2015.

وأضاف أن الحفاظ على نوعية المياه بالمصارف الزراعية هو أمر بالغ الأهمية خاصة مع قيام الوزارة بالاستفادة بمياه الصرف الزراعي بإعادة استخدامها ومعالجتها لتقليل الفجوة بين الموارد والاستخدامات المائية في مصر، وهو ما يدفع الوزارة لمراقبة نوعية المياه بالمصارف الزراعية ووضع ضوابط لحمايتها من التلوث لضمان الاستفادة القصوى من هذا المورد المهم.

وأكد الدكتور هاني سويلم أهمية تطوير المصانع بهدف توفيق أوضاعها وتحقيق التوافق البيئي، والاعتماد على تقنية تدوير المياه في دائرة مغلقة داخل المصنع للحد من استهلاك المياه وتقليل الآثار البيئية على الموارد المائية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الموارد المائية مياه الصرف الصناعي هاني سويلم وزراء البيئة التموین والتجارة الداخلیة الموارد المائیة والری الدکتورة یاسمین فؤاد مصانع إنتاج السکر الدراسة الفنیة وزارة البیئة نوعیة المیاه مصانع السکر المائیة من للتعامل مع من التلوث نهر النیل التی تم

إقرأ أيضاً:

الحكومة السعودية تتجه غرباً… قفزات داخل المشهد السوداني

شئنا أم أبينا فإننا نعيش في فترة الهيمنة الأمريكية العالمية Paxa- Amerlcana وهذه على وزن يوم كانت
Paxa- Romana.
الإمبراطورية الرومانية الآمرة والناهية في العالم… غير أن الفرق بين الهيمنتين أن السيطرة الرومانية كانت مباشرة… والآن السيطرة الأمريكية تتم عبر الشركاء الإقليميين..

بعد انتهاء فترة الحرب الباردة 1990 وخروج الاتحاد السوفيتي من حلبة الصراع الدولي… وبالتالي انتهاء القطبية الثنائية…. كان العالم مرشحاً لعودة التعددية القطبية.. الحال التي كان عليها العالم قبل الحرب العالمية الثانية.. وكان المؤمل أن يتفكك حلف الناتو اختياريا مثلما تفكك حلف وارسو اضطراريا.. كان العالم يرنو إلى إنهاء سباق التسليح وعهد الحروبات.. وأن ترجح معايير التفوق الاقتصادي … ويظهر أقطاب جدد مثل ألمانيا واليابان و… ولكن أمريكا قالت لا.. وساعدها صدام حسين بغزو الكويت فحشدت العالم خلفها.. وأعادت المجد للبنادق وكرست القطبية الأحادية…

ولما كانت أمريكا تعلم صعوبة أنفرادها بقيادة العالم.. لجأت للشراكات وإن شئت قل الوكالات الإقليمية… منطقة الشرق الأوسط كان التنافس على قيادتها بين إسرائيل والعالم العربي وإيران وتركيا…
دعونا نقفز فوق الأحداث قفزا… ونصل ليومنا هذا… فنقول إن منطقة الخليج العربي فرضت نفسها كقوى إقليمية لايمكن تخطيها.. ساعد في ذلك أمران… أولا أن القيادات الخليجية الحالية وهي الجيل الثالث من الأسر المؤسسة للدولة الخليجية…. تخلت عن الدبلوماسية المحافظة…. وشرعت في المنافسة في صراع النفوذ الدولي… وهذا تطور سياسي ودبلوماسي طبيعي… لا توجد في عالم اليوم دولة لا تبحث عن نفوذ خارج حدودها… وإلا ستكون تلك الدولة قد حكمت على نفسها بالتكلس ومن ثم الفناء… والبحث عن النفوذ لا يعني بضربة لازب فرض الهيمنة والسيطرة… إنما قد يعني تبادل المصالح والتنسيق السياسي… رغم عدم تعادل الكفتين…

دعونا نقفز قفزة ثانية ونتجاوز كثيراً من الأحداث… لنصل إلى سمو الأمير محمد بن سلمان… الذي جاء للقيادة بخطة مدروسة… تتيح لبلاده مكانة بارزة في لعبة صراع النفوذ الدولي…وهي (السعودية 2030) … وهذه بدأت بسياسة داخلية غير مسبوقة… يمكن وصفها بأنها ثورة اجتماعية…. فجذب إليه القوى الحديثة من الشباب والمرأة فسلح نفسه بالرضاء الشعبي…. بالإضافة للشرعية التقليدية الموروثة.. لذلك أوغل في السياسة الخارجية برفق وبصيرة.. فحقق هدفا ذهبيا في سوريا… والآن اتجه للسودان…

دعونا نقفز قفزة ثالثة ونرجع بها لحبيبنا السودان.. بكسر الحاء… ومسمار قلبنا.. فالحرب التي تدور فيه الآن حرب ليست عادية…. فهي في مكونها الأساسي عدوان غير مسبوق على المواطنين العزل الأبرياء… لذلك لفتت نظر العالم واهتمام الجيران… من ضمنهم السعودية التي بربطها بالسودان البحر الأحمر… ففي عالم اليوم البحار يمكن أن تكون أدوات وصل… هذا بالإضافة للروابط الأخرى الكثيرة والمتشعبة….. السعودية كانت في قلب الحدث منذ بدايته لا بل قبل البداية… فأول المحاولات لإيقاف الحرب كانت في جدة… ومازلت اتفاقية جدة هي المرجعية الأصلح لأي محاولة لإيقاف الحرب الأهلية وإن شئت قل العدوان على السودان… كما أن السعودية عضو فاعل في الرباعية التي تدرق بها مسعد بولس مستشار ترامب للخوض في المسألة السودانية… الأمير محمد بن سلمان وبكل الثقل السياسي المشار إليه أعلاه…. وضع المسألة السودانية على رأس أجندته في زيارته لامريكا في الأسبوع المنصرم… تلك الزيارة التي سارت بذكرها كل وسائط الدنيا الإعلامية… لأنها لقاء بين القطب العالمي بقطب إقليمي كبير..

دعونا نقفز قفزة رابعة فوق الشكليات الإجرائية في تقديم الملف… والدراما التي قام بها الرئيس ترامب… فهذا الرجل منذ عودته للرئاسة ظل يقدم شكلا مختلفا من الدبلوماسية… إن جاز لي أن اسميها… أسميها بدبلوماسية (البجاحة)…. بيني وبينكم بجاحة ظريفة تحث على المتابعة.. عودة إلى موضوعنا وان لم نخرج عنه.. فقد رحب كل أهل السودان بتولي سمو الأمير لملف الحرب السودانية… اللافت للنظر أكثر هو الإجماع السياسي… الحكومة السودانية رحبت وبسرعة البرق.. وكل الأحزاب بما فيها الحركة الإسلامية وصمود رحبت … وهذا أول إجماع سياسي سوداني يحدث ليس من بداية الحرب بل منذ عقود طويلة… ينبغي الترحيب به.. ومن المؤكد أن هناك من سيسعى لفرتقته ومن داخل المجمعين أنفسهم … للظفر بالكيكة المتوقعة… (الناس بقت ما خايفة الله في الشعب المنكوب دا)… في تقديري إن سمو الأمير في مسعاه لحل المشكل السوداني يمكن أن يبدأ من هذا الإجماع السياسي السوداني رغم هشاشته .. عسى ولعل أن يكون مدخلا لإنهاء الصراع العسكري…

إن المشروع السعودي الذي باركته الولايات المتحدة… لم تظهر لنا ملامحه بعد… ناهيك عن مكوناته… فهل هو في مرحلة النوايا.. أم تجاوزها إلى وضع خطوطه الرئيسية ؟ أم أنه جاهز و(موضب) ومنتظر التنفيذ؟… هذة أسئلة لا نملك الإجابة عليها… ولكن الذي يمكن أن نقوله إن الشعب السوداني الصابر فوق جراحه المثخنة… قد استبشر خيرا بما حدث فاللهم اجعله خير…

د. عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحكومة السعودية تتجه غرباً… قفزات داخل المشهد السوداني
  • أول رد من الحكومة اليمنية على الوقفات القبلية المسلحة التي تقيمها مليشيا الحوثي
  • 25 صورة - أكثر من 4 آلاف وظيفة متاحة بـ14 محافظة - الرواتب والتقديم
  • الحكومة توافق على مشروع قرار بإصدار لائحة تنظيم التصوير الأجنبي داخل مصر
  • كامل إدريس يؤكد استعداد الحكومة للانخراط في أي مسار يوقف الحرب
  • جامعة الإسكندرية: قرارات جديدة لدعم السلامة و تعزيز الوعي المجتمعي و تنمية البيئة
  • موجز أخبار الوادي الجديد| متابعة أعمال إنشاءات عدد من مدارس الخارجة.. وعودة المياه لقرية السادات
  • وزير البيئة والتغير المناخي يبحث مع منصة "تسمو" توظيف التكنولوجيا الرقمية في دعم الجهود البيئية
  • وزير الري يناقش مع السفيرة الفرنسية التعاون في تحلية المياه وإدارة الموارد المائية
  • لجنة حقوق المستأجرين للأماكن غير السكنية في زحلة: لتعديل القانون