سيول تغرق المنازل بتطوان وتعيد طرح تعثر مشروع ملكي لحماية المدينة من الفيضانات (صور)
تاريخ النشر: 31st, March 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
تعيش تطوان منذ أمس السبت على وقع سيول جارفة و فيضانات أغرقت الطرقات و المنازل، إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة.
السلطات أغلقت اليوم الأحد الطريق الرابطة بين تطوان و المضيق على مستوى منطق الملاليين بسبب الفيضانات ،وتم تحويل المسار إلى الطريق السيار.
و في جماعة السحتريين ، تسبب فيضان الوادي في محاصرة عدد من السكان وبالضبط قرب المنطقة الصناعية الجديدة، ونقلت مصادر محلية، أن منازل محاصرة بالكامل ، وهناك من المنازل من غمرت السيول طابقها الأول بالكامل.
وبدت عدد من شوارع تطوان و المناطق المجاورة، غارقة تماما في المياه، ووفق شهادات عدد من المواطنين، فقد غمرت مياه الأمطار عددا من المحلات والمنازل وتسببت في خسائر مادية كبيرة لم يتم حصرها إلى حد الآن.
و في خضم ذلك ، أعادت فعاليات محلية طرح إشكالية مشروع تهيئة وادي مرتيل، و الذي تعثر لأسباب غير معروفة.
ويمتد سهل وادي مارتيل من تطوان إلى مدينة مرتيل، على مسافة 18.3 كيلومترا، ويغطي حوالي 2000 هكتار، ما يمثل ثلث المجال الحضري للحمامة البيضاء.
وارتبط اسم الوادي المذكور بكوارث طبيعية وأخطار الفيضانات، والتلوث الناتج عن المياه الراكدة، واستفاد من مشروع ملكي للتهيئة، إلا أنه بقي متعثرا ولم يكتمل بعد لحماية المنطقة من الفيضانات.
وكان الملك محمد السادس قد أعطى في سنة 2015 ، انطلاقة أشغال تهيئة وادي مرتيل، الذي يندرج في إطار البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان (2014- 2018) ، لحماية تطوان و مرتيل من الفيضانات بميزانية 880 مليون درهم ، إلا أن المشروع مازال يعاني من اختلالات وتعثرات ، قبل أن تعيد الفيضانات الأخيرة الجدل حوله من جديد.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
موسم أمطار موسمية أم كارثة مناخية؟ أسباب سيول آسيا الجارفة وبلوغ حصيلة القتلى 1.300
قُتل أكثر من 1.300 شخص إثر أمطار قياسية وموجات مدّ عاصفية اجتاحت أجزاء من آسيا.
اجتاحت مظاهر الدمار أجزاء من آسيا هذا الأسبوع عقب هطول أمطار قياسية وعواصف مدّية.
ولا تزال فرق الطوارئ تسابق الزمن للوصول إلى الناجين بعد أيام من السيول المفاجئة والانهيارات الأرضية، التي خلّفت آلاف المواطنين عالقين وأكثر من 1.300 وفاة.
وعُثر على أشخاص متشبثين بأسطح المنازل أو بالأشجار للبقاء على قيد الحياة، فيما تحولت الطرق سريعاً إلى أنهار من الطين الجارف ودُمّرت آلاف المنازل.
إندونيسيا، الدولة الأكثر تضرراً، سجلت 753 وفاة حتى يوم الثلاثاء 2 ديسمبر. وتلتها سريلانكا وتايلاند، حيث سجلتا 410 و181 وفاة على التوالي. كما لقي ثلاثة أشخاص حتفهم في ماليزيا، مع نزوح الآلاف.
ما أسباب الفيضانات المميتة في آسيا؟ووفقاً للمتحدثة باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) كلير نوليس، فإن دولاً مثل إندونيسيا وسريلانكا وتايلاند وفيتنام والفلبين من بين الأكثر تضرراً بسبب "مزيج من هطول الأمطار المرتبط بالرياح الموسمية ونشاط الأعاصير المدارية".
والرياح الموسمية ليست مرادفة للأمطار فحسب، بل تُعرَّف بأنها أنماط رياح موسمية تؤدي إلى تباين حاد بين فصلي الجفاف والمطر.
وكان هذا التحول على أشده منذ زمن طويل في جنوب وجنوب شرق آسيا، حيث تجلب الرياح الموسمية الصيفية أمطاراً غزيرة تُعد ضرورية للزراعة والنظم البيئية وإمدادات المياه.
Related تلوث الهواء مرتبط بأكثر من 180000 وفاة في الاتحاد الأوروبي: أي دولة الأكثر تضررا؟والأعاصير المدارية (التي يُشار إليها عادة بالأعاصير أو التيفون) عواصف دائرية تتسم برياح قوية وأمطار غزيرة. تستمد طاقتها من المحيطات المدارية ويمكنها الحفاظ على قوتها ما دامت فوق مياه دافئة.
"آسيا شديدة التأثر بالفيضانات"، تحذر نوليس، موضحة أن الفيضانات تتصدر باستمرار قائمة مخاطر المناخ في المنطقة.
ومع ذلك، فإن الأعاصير المدارية مثل "سنيار"، التي جلبت الأسبوع الماضي أمطاراً طوفانية وفيضانات واسعة في إندونيسيا وماليزيا وجنوب تايلاند، نادرة عادة قرب خط الاستواء.
"هذا أمر لا نشهده كثيراً، ما يعني أن الآثار تتضخم لأن المجتمعات المحلية لا خبرة لها بمثل هذه الظواهر"، تضيف نوليس.
هل تغيّر المناخ هو المسؤول؟يحذر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) من أن الاحترار الكبير الذي لوحظ في أنحاء آسيا منذ القرن العشرين يزيد احتمال حدوث الفيضانات في مناطق الرياح الموسمية في جنوب وجنوب شرق وشرق آسيا.
ويعود ذلك إلى أنه مع كل ارتفاع في درجة حرارة الهواء بمقدار درجة مئوية واحدة، يمكن للغلاف الجوي أن يحتفظ بنحو سبعة في المئة من الرطوبة الإضافية، ما قد يفضي إلى أمطار أشد كثافة وغزارة.
وفي العام الماضي، قفزت مستويات ثاني أكسيد الكربون المحتبس للحرارة في الغلاف الجوي بأكبر زيادة مسجلة، وحذرت الأمم المتحدة من أن ذلك سيؤدي إلى "تسريع" مناخ الأرض والتسبب في مزيد من الأحوال الجوية المتطرفة.
ويؤكد تقرير صادر عن IPCC أن هطول الأمطار الشديد يتزايد في جنوب وشرق آسيا في السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن تواتر هذه الظواهر الجوية سيتفاقم.
ويحذر بنجامين هورتون، أستاذ علوم الأرض في جامعة مدينة هونغ كونغ، من أنه رغم أن العدد الإجمالي للعواصف المميتة قد لا "يزداد بشكل دراماتيكي"، فإن شدتها وعدم القدرة على التنبؤ بها سيزدادان.
أزمة من صنع الإنسانوإلى جانب الاحترار العالمي، يشير خبراء أيضاً إلى دور النشاط البشري في تفاقم آثار الفيضانات.
وفي شمال سومطرة، إندونيسيا، تقول السلطات إن الفيضانات والانهيارات الأرضية جرفت ملايين الأمتار المكعبة من الأخشاب المقطوعة . وقد أثار ذلك مخاوف من أن يكون قطع الأشجار غير القانوني قد ساهم في الكارثة.
وباتانغ تورو، التي كانت يوماً منطقة غابات وارفة، تحولت إلى أرض مقفرة تغص بجذوع مكسّرة ومنازل محطمة.
وقالت رياندى بوربا من مجموعة الناشطين "المنتدى الإندونيسي للبيئة" لوكالة AP News: "هذه ليست كارثة طبيعية فحسب، إنها أزمة من صنع الإنسان".
وأضافت: "إن إزالة الغابات والتنمية غير المنضبطة جرّدتا باتانغ تورو من قدرتها على الصمود. ومن دون ترميم عاجل وحماية أكثر صرامة، ستصبح هذه الفيضانات الوضع الطبيعي الجديد".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة