سودانايل:
2024-06-20@13:53:41 GMT

نادي الكتاب بين التاريخ والحكاوي

تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
يعد " نادي الكتاب" واحدا من ساحات الحوار بين النخب السودانية في العديد من موضعات الفكر و التاريخ و الثقافة و العلوم والإعلام و الإبداع، و يقيم النادي ندوة راتبة لكتاب يختاره اعضاء النادي أو يتفضل بترشيحه عضو/ة في النادي..و النادي من حيث التأسيس قد أسسه عدد من العاملين في مجال الطب و المهتمين بقضايا التثقيف في العديد من حقول المعرفة و شيئا من السياسة و قدم من على منبره العديد من الكتب و الدراسات.

. كان المتحدث في ندوة الأحد 31مارس 2024م الدكتور عبد الله علي إبراهيم متناولا " شائب العرب يرعوه البهم - تواصل الأجيال في زمن التشريد، الهجرة، الأغتراب و النزوح" و دكتور عبد الله بقدر ما يجيد تقديم مادته، أيضا من خلال حديثه يطرح العديد من التساؤلات بهدف شد الحضور إلي الحديث أكثر و التفاعل مع الندوة في إطار الحوار المتبادل بين الجميع..
بسبب فروق الوقت خاصة الزمن المحدد للندوة، جعل بداية الندوة في زمن حرج للذين يقطنون الدول التي عندها تشرق الشمس قبل الآخرين " استراليا و نيوزيلندا" و خاصة وقت رمضان، فرق الزمن حرج جدا. رغما عن ذلك؛ استطعت أن أحضر جزء كبيرا منها، خاص الحوار الذي دار بين الحضور و دكتور إبراهيم، و هذا يؤهلني أن أكتب عن العمود الفقرى الذي بنيت عليه الندوة هو " تواصل التثقيف و المثاقفة بين الأجيال، و التدوين بصوره المختلفة، إذا كان في العمل، أو إذا كان عبر القصص و الأحاجي للأطفال و النشء الذي هو ضرب من ضروب الإبداع و التعلم الاجتماعي، و هذه النوع إذا كان يتم تدوينه عبر المتلقين في أزمنته المختلفة يساعد على التطور الذي يحدث في عملية السرد عبر الأجيال، و أيضا تطور عملية طريقة التعلم من خلال احاجي الحبوبات و الأمهات... القضية الأخرى أن التدوين الذي يمكن أن يتم في مجالات العمل و كتاب التاريخ للأعمال المختلفة يساعد على معرفة التطور الذي حدث لها و أيضا تتبع تطور الأخطاء التي اوصلت الناس للنجاح أو الفشل الذي أدمنته النخب السودانية..
ضرب البروف عبد الله علي إبراهيم مثالا عن الصراع مع المستعمر و حتى نيل الاستقلال.. هل كل المجهود قام به مؤتمر الخريجين ثم الأحزاب السياسية أم هناك حركات أخرى أيضا لها دورا كبيرا مثل الحركة العمالية و أيضا الطلاب و المزارعين و غيرهم و هذا نتاج عن قصور في التدوين من عضوية الحركات نفسها. و اعترض البروف إبراهيم على الذين ينتقدون العقل الرعوي باعتباره عقل تقليدي.. و قال أن العقل الرعوي استطاع أن يحافظ على مهنته، و يزيد إنتاجها و يسهم في الدخل القومي أفضل من النخب التي فشلت في تحقيق أهداف المؤسسات التي تقع تحت إدارتهم، و قال أن من أهم اعمال التدوين يستطيع أن يتتبع عملية النجاحات في القطاع المعين و أيضا الأخطاء التي تسببت في الفشل.
و هناك كتابات البروف أحمد الصافي الذي سجل مع العديد من الأطباء الذين اسسوا وحدات علمية في الطب و أصدر كتبا تدون عمليات تطور فروع الطب المختلفة في السودان، هذا التدوين يحفظ على معرفة تاريخ الطب و تطوره و أيضا الأمراض و تأسيس وحداتها.. و تعرض الحديث أيضا للخبرات الطويلة في مجال العمل، و هؤلاء الذين أصبحوا في المعاش لم يعمل المجتمع في السودان و لا مؤسسات الدولة للإستفادة من خبراتهم في عمل ورش في أماكن العمل يديرها هؤلاء بهدف نقل الخبرات إلي الأجيال الجديدة، و إذا نظرنا إلي العديد من دول الغرب أن المجتمع يستفيد من هؤلاء.. في استراليا مثلا هناك منظمات تعمل في مجل الاستفادة من الذين خرجوا لمعاش أو الذين أصيبوا في العمل و خرجوا المعاش مبكرا في نقل هذه الخبرات من خلال إقامة ورش و سمنارات و محاضرات يقدم فيها هولاء المتطوعين خبراتهم للأجيال الجديدة في أماكن العمل التي عملوا فيها أو أماكن تستفيد من هذه الخبرات، الأمر الذي يربط العلاقة بين الأجيال المختلفة..
أن إشكالية السودان تتمحور في شيئين عدم الاستقرار السياسي و الاجتماعي، و التنافس الحزبي الذي لا تحكمه أي معايير يمكن الرجوع إليها، فكل نظام جديد لا يبدأ مشواره من حيث وصل النظام الأول و يضيف إليه، يحاول أن يهدم السابق حتى يسجل هو بداية جديدة ليس لها علاقة بالسابق، فكل واحد يريد أن يجعل له تاريخا مغايرا، الأمر الذي يجعل البلاد تتراجع في الخدمات و التنمية. أن عدم الاستقرار جعل كل النخب السياسية دون استثناء تتبنى المنهج التبريري حتى لا تلام على أخطائها، هذا التبرير هو الذي كان سببا في تعطيل العقل، و مثل هذه الندوات تعمل على زحزجت الناس من التبرير إلي المنهج النقدي الذي يعيد للعقل مكانته..
أن مثل هذه الندوات التي يقيمها نادي الكتاب في استعراض الكتب، و إجراء حوارات حولها، سوف تلفت النظر على أهمية الاطلاع من جانب، و تفتح منافذ للحوار في حمولات الكتب العلمية و المعرفية و التثقيفية من جانب أخر، حيث أصبح نادي الكتاب يمثل أحد المنابر التي تسهم في عملية الوعي و التثقيف المعرفي. و تحية للقائمين عليه. و نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: نادی الکتاب العدید من

إقرأ أيضاً:

«عاشق» السيتي وجوارديولا يدخل التاريخ في «سلة أميركا»

 
لوس أنجلوس (أ ف ب)

أخبار ذات صلة «السيتي» يبدأ حملة الدفاع عن «البريميرليج» من «ستامفورد بريدج» أفضل الهدّافين في تاريخ «كوبا أميركا»


في غضون موسمين، تحوّل مدرب بوسطن سلتيكس الشاب جو مازولا من شخص مجهول لعشاق كرة السلة إلى بطل للدوري الأميركي للمحترفين «أن بي آيه»، وهو انتصار لابن الـ 35 عاماً الذي يعشق دراسة النظريات والأفكار والأساليب الكروية لمدرّب كرة القدم الإسباني بيب جوارديولا.
«جو (مازولا) عبقري كرة السلة»، هكذا وصف صانع اللعب ديريك وايت مدربه بعد المباراة الثالثة من سلسلة النهائي التي حسمها سلتيكس بمواجهة دالاس مافريكس 4-1.
وقبل بلوغه سن الـ 36 عاماً في 30 يونيو الجاري، تمكّن مازولا من بناء فريق عالي الجودة سحق منافسيه في الدوري، بداية خلال الموسم المنتظم مع أفضل سجل برصيد 64 فوزاً مقابل 18 هزيمة، ليتربع على صدارة المنطقة الشرقية، ثم خلال الأدوار الإقصائية «بلاي أوف»، محققاً 16 انتصاراً مقابل ثلاث هزائم فقط.
بات اللاعب السابق في جامعة فرجينيا الغربية والذي انتقل إلى عالم التدريب فور تخرجه من الكلية عام 2011، ثاني أصغر مدرّب يتوج بطلاً في التاريخ، أكثر بأشهر قليلة من الأسطورة بيل راسل الذي نال هذا الشرف لاعباً ومدرباً مع سلتيكس أيضاً في عام 1967.
فاجأ النادي التاريخي لولاية ماساشوستس في خريف عام 2022 جماهيره، بمنحه الثقة لهذا الشاب الذي انضم إلى طاقم الفريق مساعد مدرب في عام 2019، حين تمت الإطاحة بالمدرب النيجيري الأصل إيمي أودوكا الذي كان قاده إلى نهائيات «أن بي آيه» عام 2022، حين خسر أمام جولدن ستايت ووريرز.
وبعد تثبيته في منصبه مدرّباً بعد أشهر من وصوله إلى النادي، فرض مازولا رؤية لعبه وأساليب تدريب جديدة، وقد نالت هذه الخطوات استحسان لاعبيه، حتى أكبرهم سناً وأبرزهم آل هورفورد الذي يكبر مدربه بعامين.
أوضح مازولا لموقع «ذي أثلتيك» في بداية العام «الجزء المفضّل لديّ من العمل هو رؤية أسلوب اللعب بعين الفنان، إعطاء اللاعبين لوحة بيضاء مليئة بالاحتمالات، دعونا نستكشفها معاً!».
يُبدي هذا المدرّب الذي يدرس مفاهيم كرة السلة إعجابه بأفكار رائع آخر في الرياضة العالمية، وهو المدرب الإسباني جوارديولا الذي حقق إنجازات مدوية مع برشلونة وبايرن ميونيخ الألماني، وأخيراً مانشستر سيتي الإنجليزي منذ عام 2016، والذي تابع من أرض ملعب «تي دي جاردن» المباراة الأولى في السلسلة النهائية.
قال مازولا «أدرس مانشستر سيتي وبيب كثيراً، وأعتقد أنه أفضل مدرب في العالم، في جميع الألعاب الرياضية وعلى جميع المستويات، يملك تأثيراً كبيراً عليّ».
تابع «لقد طوّرنا علاقة رائعة، أتمنى أن أقول إننا نجعل بعضنا البعض أفضل، لقد ساعدني كثيراً في إدارة المساحات» داخل الملعب.
وبسبب عشقه لسيتي وجوارديولا، زار مازولا مدينة مانشستر في فبراير لتبادل الأفكار والقمصان.
ظهر المدرب الأميركي في شريط مصوّر عرضه النادي الإنجليزي وهو يتحدّث لمجموعة صغيرة من لاعبي السيتي ضمّت البرتغالي روبن دياش، البلجيكي جيريمي دوكو، الهولندي نايثن أكيه وفيل فودن على هامش حصّة تدريبية «نحن ندرس أساليب لعبكم، وكيفية نقل الكرة، والطريقة التي تدافعون بها عن هذه النقطة».
مرتدياً قميصاً أسود وبعينين داكنتين، يحارب مازولا طوال المؤتمرات الصحفية عن أسلوب لعب يعتمد على نقل الكرة باستمرار من الدفاع إلى الهجوم، بالتزامن مع سرعة فائقة، ومن دون أي علامات توقف.
ومن أجل نقل مبادئه وتكرارها للاعبين، يحاول المدرب الذي مرّ عبر جامعات ولاية جلينفيل وفيرمونت والدوري الثانوي الرسمي «جي» مع فريق ماين ريد كلوز، مفاجأة هؤلاء المحترفين الذين يلعبون قرابة 100 مباراة سنوياً.
يقول بايتون بريتشارد ضاحكاً: «يتحدّث إلينا عن كرة القدم، وأيضاً عن صائدي الحيتان القدامى، وعن طريقتهم في العثور على فرائسهم، ويربط ذلك بكرة السلة، إنه أمر فريد تماماً».
مهووساً بالاسترخاء المميت للفرق التي تتقدّم بفارق كبير، يبث مازولا للاعبيه مقتطفات من معارك الفنون القتالية المختلطة، والتي ينتهي في إحداها بمقاتل على شفير الانهيار بإسقاط منافسه الذي بات مسترخياً بسبب تفوّقه.
وأكثر مثال على ذلك، المباراة الثالثة أمام مافريكس حين كاد سلتيكس أن يفرّط بتقدمه بفارق 21 نقطة في 5 دقائق.
قال ديريك وايت مبتسماً عما حدث في تلك المباراة «جو يهاجمنا، ربما يكون سعيداً بما حدث لنا حتى يتمكن من الاستمرار في توجيه الضربات إلينا، إنه مجنون، ربما شعر بالتقدير لعودة مافريكس».
من أجل هذا العشق لكرة السلة كان مازولا على حق، كما أثبت قيادته سلتيكس لإحراز لقبه الأوّل منذ عام 2008 والثامن عشر في تاريخه، لينفرد بالرقم القياسي الذي كان يتقاسمه مع غريمه التاريخي لوس أنجلوس ليكرز.


 

مقالات مشابهة

  • الأمارات حصرت السودانيين في خيارين
  • المقاومة الفلسطينية: حق العودة حق مقدس تتوارثه الأجيال الفلسطينية
  • لعب مع الأب ونجله.. الأسطورة رونالدو يكتب التاريخ
  • حين كرر التاريخ نفسه فأصبح مأساة في حرب داعس والغبراء الحاضرة فينا
  • رائحة الكتب.. سيرة ذاتية وفكرية للقراءة
  • صور صادمة تستكشف استحواذ الطبيعة على العمارة الوحشية
  • تنسيق الجامعات الخاصة 2024.. تحديث البرامج لمواكبة متطلبات وظائف المستقبل
  • «عاشق» السيتي وجوارديولا يدخل التاريخ في «سلة أميركا»
  • حرب السودان والأجندات المختلفة
  • أهالي كفر الدوار يحتفلون بعيد الأضحى وسط الملاهي