استمرت أسعار النفط بالارتفاع، اليوم الأربعاء، في ظل المخاوف من احتمال اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط، في حين أبقى اجتماع كبار وزراء تحالف أوبك+ سياسة إنتاج النفط عند التخفيضات الحالية دون تغيير. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو بواقع 75 سنتا، بما يعادل 0.84 بالمئة، إلى 89.67 دولار للبرميل بحلول الساعة 11:30 غرينتش، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم مايو 73 سنتا، أو 0.

86 بالمئة، إلى 85.88 دولار للبرميل.

وأبقى تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، الأربعاء، سياسة إنتاج النفط دون تغيير، بعد قراره الشهر الماضي تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية حتى حزيران.

وارتفع خاما برنت وغرب تكساس الوسيط 1.7 بالمئة في الجلسة السابقة إلى أعلى مستوياتهما منذ تشرين الاول.

وقفزت الأسعار أمس الثلاثاء بعد أن هدد هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على مصفاة روسية أخرى بتعطيل المزيد من قدرات التكرير في البلاد.

ويشعر المستثمرون بالقلق أيضا من اتساع الصراع في الشرق الأوسط بعد توعد إيران بالانتقام من إسرائيل بسبب الهجوم الذي وقع يوم الاثنين وأدى إلى مقتل عسكريين كبار.

ومن الممكن أن يتسبب اتساع الصراع في الشرق الأوسط ليشمل المزيد من الدول المنتجة للنفط في تعطل الإمدادات.

وإيران هي ثالث أكبر منتج في منظمة أوبك.

وعلى صعيد آخر، تسبب أقوى زلزال تشهده تايوان منذ 25 عاما على الأقل في قيام فورموزا للبتروكيماويات بوقف العمليات في مصفاة تابعة لها، لكن تم استئناف العمل في وقت لاحق.

ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية بيانات مخزون النفط في وقت لاحق اليوم الأربعاء.

وقال متعاملون أمس إن بيانات معهد البترول الأميركي أظهرت انخفاض مخزونات الخام بمقدار 2.3 مليون برميل الأسبوع الماضي.

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

ماذا يريد ترامب من الشرق الأوسط؟ إستراتيجيته للأمن القومي تجيب

واشنطن- كشفت إستراتيجية الأمن القومي الأميركية لفترة حكم الرئيس دونالد ترامب الثانية، التي أزاح البيت الأبيض الستار عنها صباح الجمعة، عن تطلعات مباشرة للرئيس الأميركي فيما يتعلق بالشرق الأوسط.

وتضمّنت الإستراتيجية -التي جاءت في 33 صفحة- عرضا مفصلا لرؤية ترامب لعلاقات بلاده بالشرق الأوسط، وتوقعاته من هذه العلاقات التي تختلف جذريا عن بعض ثوابت السياسة الأميركية التقليدية تجاه المنطقة.

وعكست الإستراتيجية رغبة ترامب في بقاء بلاده كقوة كبرى مهيمنة على الشرق الأوسط، وسط حالة من التنافس الدولي، دون أن يرتبط ذلك بدور عسكري ضخم أو مباشر.

واعتبر ترامب أن ساحة الشرق الأوسط تتغير باتجاه علاقات وشراكة قوية مع الولايات المتحدة تعتمد على جذب الاستثمارات المالية والتكنولوجيا والدفع تجاه تبني إصلاحات سياسية أو ديمقراطية بضغوط أميركية بدل سياسات تغيير الأنظمة.

ويهدف نشر الإستراتيجية -التي أصبحت عرفا لكل إدارة أميركية جديدة في سنة حكمها الأولى- إلى نقل رغبات وتصوّرات البيت الأبيض تجاه العالم الخارجي، سواء للأميركيين أو لدول العالم.

كما أن نشرها يُرسل إشارات إلى مختلف جهات وأجهزة صنع القرار الأميركي حول توقعات الرئيس تجاه القضايا الخارجية الأساسية التي تواجه الولايات المتحدة.

????????أصدر البيت الأبيض خارطة الطريق لاستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية، وذلك ضمن 33 صفحة ومقدمة بتوقيع الرئيس جاء فيها:

"على مدى الأشهر التسعة الماضية، أنقذنا أمتنا – والعالم – من حافة الكارثة والدمار.
بعد أربع سنوات من الضعف والتطرف والإخفاقات المميتة، تحركت… pic.twitter.com/kE8jlM14eM

— White House in Arabic البيت الأبيض بالعربية (@WHinarabic) December 5, 2025

غموض وغياب الأيديولوجيا

منذ وصوله إلى الحكم للمرة الأولى في يناير/كانون الثاني 2017، ونجاحه في الوصول إلى البيت الأبيض للمرة الثانية في يناير/كانون الثاني 2025، يحاول الخبراء والمراقبون داخل وخارج الولايات المتحدة استيضاح طبيعة محركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قضايا السياسة الخارجية عموما، وما يتعلق بالشرق الأوسط خصوصا.

إعلان

ويعقّد من صعوبة الإجابة غياب إطار أيديولوجي يشكّل مرجعية لترامب، فبعيدا عن التزامه العام بمبدأ "أميركا أولا"، لا يُعرف عنه اتباع نهج محدد تجاه قضايا ومصالح واشنطن في الشرق الأوسط.

وتضمنت إستراتيجية الأمن القومي الجديدة تطلعا صارما من الرئيس ترامب للحفاظ على مكانة أميركا، كأقوى وأغنى دولة في العالم لسنوات قادمة.

ولتحقيق ذلك، ذكر ترامب في مقدمة الإستراتيجية أن "تحقيق ذلك يتطلب وضوحا حول أهدافنا والأسباب التي تقف وراء ذلك، ومن الضروري لجميع الأميركيين أن يفهموا ما نهدف إلى تحقيقه ولماذا".

وتستند رؤية ترامب إلى "توقعات واقعية" حول ما يمكن وما يجب تحقيقه في العلاقات مع الدول الأخرى، بهدف تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية الإيجابية حول العالم. ويكرر أن بلاده "لا تسعى لفرض نماذجها الخاصة للديمقراطية أو التغيير الاجتماعي بشكل لا يتماشى مع العادات المحلية في العديد من دول العالم".

رؤية البيت الأبيض أكدت استبعاد الأساليب السابقة المتبعة مع دول الشرق الأوسط خاصة الخليج العربي (رويترز)الأهداف في الشرق الأوسط

أشارت الإستراتيجية المنشورة إلى أن زيارات الرئيس ترامب الرسمية إلى دول الخليج في مايو/أيار الماضي، أكدت قوة وجاذبية النموذج الأميركي، خاصة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وكررت الإستراتيجية أن مشهد الشرق الأوسط الجيوإستراتيجي يتغير، منتقدة وضع المنطقة من قبل الإدارات الأميركية المتتالية على سلم أولويات السياسية الخارجية لواشنطن خلال نصف القرن الأخير.

وترى أن هذا التركيز كان مدفوعا بعدة مخاوف جوهرية، على رأسها هيمنة المنطقة كمورد عالمي للطاقة، ومكانتها كساحة مركزية للمنافسة بين القوى العظمى، والصراعات المستمرة التي هددت بالامتداد لخارج الإقليم، ومخاطر وصولها إلى الولايات المتحدة نفسها.

وترى الوثيقة أن مشهد الشرق الأوسط "تغير بشكل كبير، مما جعل العديد من هذه العوامل أقل إلحاحا من ذي قبل"، وأبرزت أولوية منع أية قوة معادية من السيطرة على المنطقة، بما في ذلك موارده الحيوية من النفط والغاز والطرق المائية.

وفي الوقت نفسه، ابتعدت واشنطن عن سيناريو الحروب العسكرية الطويلة، أو "الحروب الأبدية"، التي "أسفرت سابقا عن تكاليف كبيرة وتورط طويل الأمد في الشرق الأوسط".

من الصراع إلى الاستقرار

ورغم أنها أشارت إلى الخليج العربي باسم "الخليج الفارسي"، اعتبرت الإستراتيجية أن مستوى الصراع في الشرق الأوسط أقل حدة مما كان على مدار السنوات الماضية، وأرجعت ذلك إلى ضعف إيران، التي اعتبرتها لفترة طويلة القوة الرئيسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وذلك بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، وقيام إدارة ترامب نفسها بشن عملية "المطرقة الليلية" في يونيو/حزيران الماضي، معتبرة أنها أضعفت البرنامج النووي الإيراني.

من ناحية أخرى، امتدحت الإستراتيجية دور ترامب في تهدئة ما أسمته "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، وأثنت على جهوده للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.

لكنها بالمقابل رأت أن سوريا تظل "نقطة قلق"، واعتبرت أن التعاون المتزايد بين الولايات المتحدة والدول العربية وإسرائيل وتركيا يمنحها الأمل في الاستقرار وإعادة اندماجها كلاعب إقليمي بناء.

إعلان

كما ركزت الإستراتيجية على إبراز تبعات تغير خريطة إنتاج واستهلاك الطاقة العالمي، وزيادة إنتاج الطاقة الأميركية، حيث ترى إدارة ترامب أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت "مصدرا ووجهة للاستثمار الدولي، وتتوسع في مجالات مثل الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي وتقنيات الدفاع".

موضحة أنه "يمكن للجهود التعاونية مع الشركاء في الشرق الأوسط تعزيز المصالح الاقتصادية، بما في ذلك تأمين سلاسل التوريد وتطوير أسواق مفتوحة وودية في مناطق مثل أفريقيا".

تغير الآلية

تضمنت رؤية البيت الأبيض تأكيدات بضرورة الابتعاد عن الأساليب السابقة التي ضغطت على دول الشرق الأوسط -خاصة دول الخليج العربي- للتخلي عن تقاليدها أو طريقة حكمها، معتبرة أنه "بدلا من ذلك، يجب على الولايات المتحدة تشجيع الإصلاحات التي تظهر بشكل طبيعي محلي دون فرض نماذج خارجية".

كما أكدت أن الولايات المتحدة سيظل لها مصالح حيوية في الشرق الأوسط، من أهمها:

ضمان عدم وقوع موارد الطاقة في الخليج بأيدي "أعداء واشنطن أو منافسيها". والحفاظ على حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر. ومنع المنطقة من أن تصبح مصدرا "للإرهاب". والحفاظ على أمن إسرائيل.

واعتبرت الوثيقة أن مواجهة هذه التحديات تتطلب جهودا أيديولوجية وعسكرية، لكن "ليس في صورة الحروب القديمة التي استمرت لعقود". كما ذكرت أن "توسيع اتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل) لتشمل المزيد من الدول في المنطقة والعالم الإسلامي الأوسع" تعد هدفا رئيسيا لإدارة ترامب.

مقالات مشابهة

  • الصين القطب الاقتصادي والسياسي الصاعد
  • هل ينجح تخفيف عبء الشرق الأوسط في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي؟
  • أوبك:العراق رابعاً عالمياً في حجم احتياطيات النفط
  • أوبك: العراق رابع أكبر دولة في العالم باحتياطيات النفط
  • ماذا يريد ترامب من الشرق الأوسط؟ إستراتيجيته للأمن القومي تجيب
  • ترمب يعيد هندسة الشرق الأوسط ويُسقط ورقة العراق
  • ما هي استراتيجية ترامب للشرق الأوسط 2026
  • ارتفاع أسعار النفط.. وخام برنت يسجل 63 دولارا للبرميل
  • ارتفاع أسعار النفط بدعم آمال خفض الفائدة الأميركية
  • سنتكوم تُطلق أول سرب من المسيّرات الهجومية في الشرق الأوسط