صحيفة الاتحاد:
2025-05-11@14:44:07 GMT

«صناعة القرقور».. حرفة بدائية تتجدّد

تاريخ النشر: 4th, April 2024 GMT

خولة علي (دبي) 

أخبار ذات صلة «الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية» تعلن أسماء الفائزات العيد في «ياس أبوظبي».. مغامرات وترفيه الاتحاد الرمضاني تابع التغطية كاملة

اتجه الكثير من الحرفيين قديماً إلى ابتكار وسائل قادرة على تلبية احتياجاتهم، وإعانتهم على ممارسة أعمالهم اليومية في ظل ندرة الأدوات، ونظراً لارتباط السكان قديماً بالبحر الذي كان مصدر رزقهم ونافذتهم للتواصل مع العالم الخارجي.

وابتكروا من خامات البيئة طرقاً مختلفة لصيد الأسماك ومواجهة التحديات التي كانت تحول دون حصولهم على قوتهم اليومي. ومن وسائل الصيد العديدة التي ابتكرها الحرفيون، والتي ما زالت تُستخدم حتى اللحظة، «صناعة القرقور»، والتي بالرغم من توفر وسائل الصيد الحديثة، يعتمد عليها الصيادون حتى اليوم كطريقة تقليدية تحظى باهتمام بالغ على أرض الواقع.

أصالة وعراقة
مهنة الصيد مازالت مستمرة، وعلاقة الأفراد بالبحر قائمة، والأعمال الحرفية تشق طريقها ماضية بأصالتها وعراقتها في الاحتفاظ بمكانتها بين الوسائل الحديثة والعصرية. وما زال مشهد الحرفيين وهم يفترشون رمال الشاطئ ويمارسون حرفتهم في صناعة القراقير، يعيش في الوجدان والذاكرة، لتبقى أعمال الحرفيين الأوائل في أذهان الأجيال. 

فخاخ للصيد
يقول الحرفي فهد محمد آل علي: لا يزال الصيادون يحافظون على الأساليب التقليدية في الصيد وصناعة أدواتها، التي تطورت باستخدام عناصر وخامات جديدة أكثر قوة، ما أكسبها جودة وعمراً افتراضياً أطول. وتُعتبر «القراقير» بمثابة فخ لصيد الأسماك، وهي من الأساليب التي ما زالت منتشرة وبكثرة بين الصيادين، وهذا المنتج كان يُصنع من عذق وجريد النخل، حيث كانت وما تزال النخلة، المورد الأساسي الذي يُستخدم في صناعة الكثير من المنتجات، نظراً لانتشارها بكثرة في البيئة المحلية. 

جريد وعذوق 
أضاف آل علي: تعلم الحرفيون كيفية استخدام خامات النخيل من جريد وعذوق في صناعة وسائل الصيد التقليدية، ومنها «القرقور»، وهو عبارة عن قفص نصف دائري محكم الإغلاق له فتحة على شكل قمع مخروطي يتسع لدخول الأسماك لتلتقط الطعم ولا تستطيع الخروج. ويتألف «القرقور» من قاعدة دائرية الشكل، وقبة وباب يُستخدم لإخراج الأسماك.

طرق صناعتها
عن «صناعة القرقور» يقول آل علي: في العادة يتم تجفيف عذق النخل تحت أشعة الشمس، ثم يتم تليينه بوضعه في ماء البحر، ثم تقطيعه طولياً إلى شرائح ويُطلق عليها «شراخ». ومن هذه الشرائح يتم سف أجزاء «القرقور»، موضحاً أن الحرفي المسؤول عن «صناعة القرقور» هو نفسه الشخص الذي يمتهن حرفة نسج الأقفاص أو السلال، وقد تطورت هذه الصناعة مع دخول الأسلاك الحديدية، ونجد الكثير من «القراقير» بأحجام وأشكال مختلفة يستخدمها الصيادون في الصيد بإلقائها في عرض البحر، وبعد أيام يتم سحبها وهي محمّلة بالكثير من الأسماك. 

صديقة للبيئة
يوضح الحرفي فهد آل علي، أن «القراقير» المصنوعة من مواد طبيعية صديقة للبيئة، وهي مصدر جذب للأسماك في عمق البحر، ولا تسبب أي تلوث أو ضرر للبيئة البحرية، بعكس «القرقور» المشغول من الحديد، حيث إن أضراره كثيرة، ويحرص آل علي على غرس هذا الموروث والتعريف بقيمته وأهميته، من خلال مشاركاته في المهرجانات التراثية والمساهمة بعروض حية لخوض تجربة «صناعة القرقور».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الحرف التراثية الحرف اليدوية الحرف التقليدية الإمارات الحرف الشعبية الحرف الإماراتية التراث التراث الإماراتي آل علی

إقرأ أيضاً:

غزة.. الحصول على وسائل المعيشة

بعد نزوج المواطن الغزاوي من بيته رغما عنه، يحصل على لقب" نازح" ويسكن الخيمة، هنا تبدأ المأساة التي لا أحد يعلم متى تنتهي، فالحياة في مخيمات النزوح تشبه وضع أعداد كبيرة من السمك في حوض صغير مع قليل من الطعام والشراب، والكثير من الخوف والقلق والبحث المستمر عن مقومات الحياة التي تختلف عن البيت، فلا شيء في الخيمة، لا تلفاز، لا غسالة، لا ثلاجة، لا كهرباء، لا صالة ضيافة، لا راحة نفسية.

تبدأ رحلة الأسرة في البحث عن مقومات الحياة منذ الصباح، ونظرا لتفرع الحاجات من غذاء وماء ودواء وكساء، فيتم تقسيم الأبناء لفرق، لتوفير المياه الحلوة ومياه الغسيل، وجمع الحطب، وإحضار الطعام من التكية التي أغلب طعامها من البقوليات (الفاصولياء والبازيلاء والعدس والمعكرونة الأرز) التي أتعبت أمعاء الغزيين؛ لأن الحصول على غير تلك الأصناف يُعد ترفا، ومسألة عصية على رب الأسرة الذي فقد عمله بسبب العدوان، ولم يجد عملا ليعيش منه، خاصة إن كانت أسرته كثيرة العدد.

لو أردنا تفصيل الاحتياجات، فالخضار تقلصت حصة المواطن منها بسبب قلة وجودها في الأسواق نتيجة تدمير الاحتلال للأراضي الزراعية وسيطرته على مساحة كبيرة من أراضي القطاع، أما الفاكهة التي بها عناصر غذائية يحتاجها الجسم، فإن 90 في المئة من الناس لم يزد نصيبهم عن نصف كيلوجرام من أصناف كثيرة، منذ عام تقريبا.

أما الحصول على اللحوم بكل مشتقاتها، وكذلك البيض، فمسألة صعبة، ولك أن تتصور عزيزي القارئ أنه منذ بداية رمضان (آذار/ مارس) 2025 حتى كتابة هذا المقال  (أيار/ مايو 2025) لم نتناول اللحوم نظرا لإغلاق العدو لمعابر غزة.

ونظرا لغياب نصف الأطعمة وغلاء النصف الآخر، نلجأ لتقليص عدد الوجبات، ونأكل الزعتر والدقة (نطحن الحمص والعدس والمعكرونة ليصبح دقة مع إضافة الملح)، وهذا على المدى البعيد يسبب أمراضا في الكلى، كما يلجأ الآباء لإيهام أطفالهم بأنهم شبعوا ليتيحوا لهم فرصة الأكل.

في الحرب لم يعد لدينا خيار أن نقول عن طعامٍ ما "لا أحبه"، وبعد الحرب سنشتكي جميعا من أمراض الصدر؛ لأن دخان النار قد تغلغل إلى صدرونا.

أما المياه بنوعيها الصالحة للشرب والتي تُستخدم للغسيل، فالحصول عليها يحتاج لبذل الجهد الكبير وإنفاق وقت طويل للوقوف في طابور.

وكي نعد ما يمكن تسميته بالطعام، نلجأ للحطب والخشب نتيجة انقطاع غاز الطهي، فهو ممنوع بأمر من العدو، وإن حدث وسمح العدو بدخول الغاز، فإنه يكون نصيب كل رب أسرة 6 كيلوجرامات لمدة شهر وبسعر مرتفع.

أما الحصول على كأس شاي فهذا يدخل في إطار الكماليات؛ لأنها تحتاج لسكر، والسكر ممنوع، ولو وُجد فهو مرتفع الثمن (10 دولارات للكيلو).

أما الحلويات فتناولها يحتاج لتخطيط عميق قبل أسبوع من يوم الشراء، فهي مرتفعة السعر بحكم دخول عدة عناصر فيها مثل السكر والزيت والسميد والطحين ويلزمها غاز، وكل هذه الأشياء مفقودة.

أما الدقيق فهو المشكلة الكبرى عند رب الأسرة، فلا طعام يصلح بدون خبز، وكيس الدقيق 25 كيلوجرام يتم استهلاكه خلال أسبوع، ونظرا لعدم توفره بالقدر الكافي فهو مرتفع الثمن، وقد وصل سعره إلى ما يزيد عن 500 دولار.

في غياب هذه المأكولات يلجأ الناس للتكية التي تطبخ الأطعمة وتوزعها على النازحين وهذه مفيدة إلى حدٍ ما، من حيث أنها توفر ثمن الطعام والحطب، لكنها لا تكفي للأسرة.

إجمالا مهما كتبنا وصفا لواقع حياتنا بغزة خلال العدوان، فلن نستطيع التعبير بشكل دقيق، لأن الظروف أقوى من كل الحروف، لكن الخيط الذين يبقينا على قيد الأمل قول الله عزوجل "ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين" (البقرة: 155).

فنحن في عزة نُبتلى الآن في "الخوف والجوع ونقص ‏من الأموال والأنفس والثمرات" ولسان حالنا يقول نصبر ونحتسب، وحسبنا الله ونعم الوكيل، بانتظار تحقيق "وبشر الصابرين".

(كاتب ومدون من غزة/ فلسطين)



مقالات مشابهة

  • أسعار الأسماك والجمبري اليوم الأحد 11 مايو 2025
  • تعرف على أسعار الأسماك اليوم الأحد الموافق 11-5-2025 فى سوهاج
  • أسعار الأسماك والجمبري اليوم السبت 10 مايو 2025
  • حسين الناظري: اتفاقية «الفاو» لمنع الصيد غير القانوني لا تؤثر على مستهدفات التصدير
  • شلل تام يضرب سان فرانسيسكو
  • غزة.. الحصول على وسائل المعيشة
  • بالتعاون مع يونسكو والفاو.. وزير الزراعة يبحث تطوير المتحف الزراعي وحديقة الأسماك
  • وزير الزراعة يبحث مع منظمات عالمية تطوير المتحف الزراعي وحديقة الأسماك
  • البلطي بـ 91 جنيهًا.. أسعار الأسماك اليوم الجمعة 9 مايو 2025
  • المملكة تنضم إلى اتفاقية "الفاو" لمكافحة الصيد البحري الجائر