سودانايل:
2025-05-22@09:24:07 GMT

التلفزيون القومي والسقوط العجيب

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

بقلم صلاح الباشا

في عصر فوضي الوسايط هذه وتحت ظل حركة الإعلام الضلالي الذي بات يملأ الدنيا ضجيجا.
فقد أطل علينا التلفزيون القومي الذي سقط سقطة لايمكن النهوض منها إطلاقا حين استضاف ما يسمي بالانصرافي ليكيل الشتائم للسادة المراغنة والطريقة الختمية وبكل قلة أدب.. دون دراية منه باصلهم وفصلهم . وقد ظن التلفزيون القومي بتلك الاستضافة السخيفة الباهتة بأنه سيتمكن من نزع العمق الصوفي من أرباب الطريقة الختمية وسماحتها والتي تنطلق من سماحة ديننا الحنيف.


ومن المعروف أن الإسلام السياسي له أجندته الخاصة والتي لاعلاقة لها بأدب الدين الحنيف من بعيد او من قريب لأن الإسلام السياسي شأنه شأن كل التيارات التي تتصارع للوصول الي كراسي السلطة حتي لو كان ذلك بالقتل والتعذيب وسفك الدماء مثلما شاهدنا ذلك خلال ال 35 عام الماضية منذ الانقلاب الاهوج في 30 يونيو 1989م حيث لم تحقق حركة الإسلام السياسي اي منجزات تنموية لهذا السودان الواعد والمليء بالثروات والموارد الضخمة العديدة.
فكانت نهاية مراهقاتهم السياسية الرعناء هي تدمير كل مشروعات هذا البلد التاريخية والتي لا نحتاج الي إعادة نشرها.
وحين قامت قيادات الحزب الاتحادي الأصل بجولات دعم للقوات المسلحة في مثل هذه الظروف الماثلة أمامنا.. وحين خرجت جماهير الاتحادي والختمية لاستقبال قائد مسيرتها السيد جعفر الصادق الميرغني في شرق البلاد وفي بعض مدن نهر النيل وفي ليلة ضخمة باستاد شندي حتي يساعد ذلك في تأكيد قومية القوات المسلحة وأهمية تنقيتها من تيارات السياسة الايدلوجية التي أضرت بها كما يعلم الكل.. وما وجده سيادته من حسن استقبال من قيادة الجيش وأيضا من جماهير الحزب بشندي فإن تكتيكات قيادات الإسلام السياسي الفطيرة قد جن جنونها فاستضاف التلفزيون القومي بوقها المعروف بثقافة الشتائم القبيحة حيث وجد مجموعات من السذج تتابعه وتطرب له. ليكيل الشتائم ويؤلف الروايات في حق بيت الميرغني وفي حق الطريقة الختمية.. ما يدل علي أن التلفزيون القومي قد تسلل الي إدارته الفلول في أبشع صنوف التسلل والسرقة لهذا الجهاز القومي.
وبالتالي من المفترض أن تقوم قيادة الدولة برغم ظروفها المضطربة الراهنة بالتحقيق الشفاف للوصول الي الجهة التي اخترقت هذا الجهاز القومي وجعلته يوجه إساءاته الجارحة وأكاذيبه المضللة لقيادات أكبر حزب وطني في البلاد ولاعرق طريقة صوفية في تاريخه.. حتي يحدث التلفزيون شرخا داخل الجيش بعد أن أعلنت قيادة الجيش في الهواء الطلق منع أي كتائب أو مليشيات أو لجان استنفار بالعمل خارج مؤسسات القوات المسلحة ومعسكراتها وانظمتها.. الشيء الذي أحدث اضطرابا في أوساط المجموعات التي كانت ترغب في اختطاف الدور الوطني للقوات المسلحة وتقوم بتجيير اي انتصارات أو نجاحات لصالح تلك الكتائب والمنظمات المتسللين عمدا لكي تتحكم في السودان القادم.
فكانت سقطة التلفزيون وإدارته في أن تتيح الفرصة لشخص عشوائي اللغة ومحدود الثقافة ليوجه وبكل جرأة إساءات جارحة لا تشبه دور التلفزيون من الناحية المهنية البحتة فجعلته أشبه بتطبيقات فيسبوك أو واتساب... أو باركان النقاش للطلاب الجامعيين بسبب عامل السن وقلة التجربة. فافتقد التلفزيون رزانته التي عرف بها.
فهل تمت السيطرة علي التلفزيون بمثل هذا الاختراق الاهوج؟
الحديث إليك ياوزير الإعلام وبقية كوكبة إدارة البلد التي أتاحت عمدا هذا الاختراق الاهوج والذي يحدث لأول مرة في تاريخ التلفزيون عبر كل الحقب التاريخية منذ تأسيسه في العام 1963م.
فهل يتم التحقيق واتخاذ القرارات التي تعيد له قومي ورزانته ام يظل فاتح طاقة للأبواق المسيئة لمؤسسات شعبنا الوطنية؟؟

hafizabdelbagi@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الإسلام السیاسی

إقرأ أيضاً:

تحت الضوء

#تحت_الضوء

د. #هاشم_غرايبه

قبل حوالي عشرين عاما كنت في زيارة سياحية الى تايلاند، وفي عاصمتها “بانكوك” معبد خاص لبوذا فيه تمثال له يزن أكثر عشرين طناً من الذهب الخالص، شاهدت مجموعة سياحية من الكوريين يبدو عليهم الوقار الأكاديمي، يتقدمون بخشوع شديد منه، فيلصقون على التمثال رقائق من الذهب تباع في كشك مجاور، فيتقربون بها منه ، ثم يعودون القهقرى من غير ان يديروا ظهورهم له، احتراما وتبجيلا لهذا الصنم.
دهشت من ذلك التصرف، فكيف يقتنع شخص قطع شأوا بعيدا في العلم والفهم، كيف يقتنع أن هذا الصنم المتربع مبتسما هو إله له سطوة، يراهم ويقدر لهم ذلك التوقير!؟.
عندها أيقنت أن الجهل الحقيقي هو الضلال عن معرفة الله، ولا قيمة للتقدم العلمي والتقني في ارتقاء المرء فهما، فهذا التقدم مهارات يكتسبها المرء ليحقق بها مكاسب ومغانم، لكن العلم الحقيقي الذي يرتقي به المرء عن الكائنات الحية الأخرى يجب أن يبدأ بمعرفة الله، ولذلك قال تعالى: “إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ” [الأنفال:55].
تعتبر كوريا الجنوبية من الأقطار الآسيوية الصاعدة بسرعة في التقدم التقني والصناعي، وعلى الرغم من ذلك فان الثقافة العامة لأغلب السكان ما زالت متخلفة، إذ أن معتقداتهم المتوارثة تعتمد تعدد الآلهة، إذ يسود الاعتقاد لديهم بوجود سبعة آلهة.
يعود السبب الى انعزال المنطقة جغرافيا مع تعرضها للاحتلالات الأجنبية، الصيني لحقبات عديدة ثم الاحتلال الغربي، لكنها كباقي المنطقة وصلها الإسلام عن طريق التجار المسلمين، وقد ذكرها العلماء المسلمون باسم “شيلا”، ورسم “الادريسي” خارطة لها عام 1154 م، والتي تعتبر اقدم خارطة لها، وقبل الخارطة التي اعتمدها الغرب ورسمها “مركاتور” بـ 441 عاماً، لكن انتشار الإسلام فيها كان ضئيلا مقارنة بالمناطق الأخرى في جنوب شرق آسيا.
في عام 1984 شكا وزير كوري زار الكويت من انعدام وجود دعاة مسلمين في بلادهم، فقام وزير الأوقاف بطرح المسألة في جامعة الكويت، فتحمس للفكرة استاذ سوري يعمل فيها اسمه “عبد الوهاب زاهد الحلبي”، رغم انه لم يكن يعرف شيئا عن ثقافة ذلك البلد.
ترك عمله ومركزه الرفيع كعميد لكلية الدراسات العليا، وسافر الى كوريا، وبدأ بدراسة ثقافة السكان ولغتهم، وشق طريق الدعوة وبدأ الناس يسلمون على يديه، منهم مشاهير ومنهم قساوسة وتم تأسيس الإتحاد الإسلامي.
وبفضل جهوده، اعتنق الألاف من الكوريين الإسلام، وفي مراكزه الإسلامية التي ساهم وساعد وجاهد في إنشائها والمنتشرة في مدن كورية كثيرة، يتهافت الناس للتعرف على الإسلام، وفي المساجد الكبيرة التي عمل على بنائها، بتبرعات من محسنين عرب، وتوزيعها وفقاً لأعداد المسلمين في المدن، يمكنك أن ترى حقيقة إنتشار الإسلام في كوريا.
كتب للكوريين عشرات الكتب باللغة الكورية حتى أصبح التعرف على الإسلام ظاهرة لافتة، والإقبال على التحول إلى الإسلام يحدث بشكل يومي والأعداد في إزدياد، في بلاد ينهشها الإلحاد، وينتشر فيها الانتحار والكفر بشكل كبير.
ووصل عدد الكتب التي ألفها بعدة لغات الى أكثر من 55 كتابا، جميعها تبسط الإسلام وتوصل رسالته وتوضح معانيه.
هكذا أثمرت جهود شخص واحد مخلص لدينه، ترك مباهج الدنيا ومناصبها طمعا برضوان الله، فأنقذ أنفسا كثيرة من الضلال، اتباعا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن ابي طالب: “فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم” [متفق عليه].
كل الأمم السابقة التي أنزل الله إليها رسالاته، كانت كل رسالة محددة بها، وموقوتة زمانا ومكانا بها، لذلك فلم يكلفها الله بنشرها لغيرها، فهي تمثل مرحلة من مراحل نزول الدين على البشر، فكل رسالة تكمل على ما قبلها.
الرسالة الخاتمة كان فيها أكمال الدين، بعدها انقطع وحي السماء عن أهل الأرض، فهي النهائية، لبشر ذلك الزمان ولكل العالمين للأزمان القادمة، فحمّل الله مسؤولية التبليغ لهذه الأمة التي انزل القرآن بلغتها، لأنها أقوى اللغات وأقدرها على حمل معانيه العظيمة.
لذلك سميت أمتنا أمة الدعوة، وهذا تشريف آخر من رب العالمين لها، وإنعام عظيم عليها، أن تبقى الى يوم الدين هادية لكل الأمم الأخرى، فالحمد لله على عظيم آلائه.

مقالات ذات صلة وليد عبدالحي يكتب .. هل اسرائيل في مأزق ؟ 2025/05/21

مقالات مشابهة

  • تحت الضوء
  • الجيش يحبط تهريب مواد مخدرة بواسطة درون في المنطقة الشرقية
  • الجيش المصري يعلن سقوط طائرة عسكرية وإستشهاد طاقمها
  • اعتنقت الإسلام
  • الجيش المصري يعلن سقوط طائرة تدريب ومقتل طاقمها
  • الجيش المصري يعلن سقوط طائرة عسكرية ومقتل طاقمها
  • عاجل || الجيش المصري يعلن سقوط طائرة عسكرية ومقتل طاقمها
  • الجيش السوداني يوجه ضربة موجعة لقوات الدعم السريع ويستعيد السيطرة على أهم المناطق الإستراتيجية بدارفور
  • وزير الدفاع السوري يمنح الجماعات المسلحة مهلة 10 أيام للاندماج في الجيش
  • نصرة الإسلام تجتاح مدينة مهمة في بوركينا فاسو وسط تهاوي قبضة الجيش