الجيل الجديد.. إضافة نوعية للمشهد الثقافي المحلي
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
هزاع أبوالريش (أبوظبي)
أخبار ذات صلةحضور الجيل الجديد من الشباب في المشهد الثقافي يعد لافتاً وبارزاً، وتعد إسهاماتهم الأدبية مصدراً مهماً للإبداع المحلي، ونلاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك وجوهاً شابة جديدة برزت، وحققت مشاركات مميزة من خلال وجودها في المحافل الثقافية والمعارض المحلية والدولية المعنية بنشر وتوزيع الكتب والإصدارات الأدبية والثقافية والمعرفية.
يقول الكاتب وليد المرزوقي: «المشاركات الشبابية، خاصة في المحافل الثقافية، تبرز عمق الأفكار التي تغذى عليها الشباب، ومدى رؤيتهم المعرفية ومكانتهم. فالإمارات اليوم بقيادتها الرشيدة دعمت الشباب وجعلتهم يشاركون في بناء وتطور وطنهم بفاعلية وإيجابية وحيوية، وهذا ما طمحت إليه القيادة ودعمته بكل الوسائل، ووصل هذا الدعم والتحفيز الصادق إلى الشباب بفضل الذين أدركوا أن ثروة الأوطان هي أبناؤها».
وتابع المرزوقي: «هناك مساهمات شبابية ومشاركات رائعة في المحافل الثقافية الدولية، وإصدارات وكتابات مميزة من شباب يمثلون الوطن بأفكار رائعة، وهذه ثمار الدعم الذي حصلوا عليه سواء من دور النشر أو الجهات الثقافية أو حتى أدباء وكتاب سبقوهم في هذا المجال، فالأيدي ممدودة دائماً للشباب وهذا ما جعل مشاركاتهم مميزة ولافتة».
وسائل متطورة
من جهتها، تقول الكاتبة مريم الرميثي: «الإبداع الشبابي اختلف اليوم عن السابق، والتقنيات الحديثة هيأت للجيل الجديد وسائل كثيرة وسهلة ومتطورة للحصول على المعرفة والثقافة والمعلومات بشكل أسهل في البحث والتحري والرجوع إلى مصدر الفكرة وقائلها، فهذه البوادر ساهمت بتشكيل ثقافة شبابية بامتياز. ووجود شخصيات شابة تشعر بثقتها الذاتية وقيمتها الفكرية جعلها تدرك مكانتها، وأن تتميز بما تقدمه من طرح سواء في كتاباتها الأدبية أو إسهاماتها الثقافية».
وتضيف الرميثي: «للمعارض الثقافية التي تقام على أرض الدولة الدور الكبير في تحفيز الشباب وتشجيعهم لأن يروا أنفسهم من خلالها، والجيل الجديد قادر على أن يثبت نفسه بجدارة لأنه على قدر الثقة والمسؤولية بما يملك من مواهب إبداعية تجعله أن يتميز بما يقدمه ويكون خير من يمثل نفسه وأهله ووطنه. والقيادة الرشيدة تدعم وتشجع وتحفز الشباب دائماً لأن يقفوا ويكملوا راية الثقافة بكل عزيمة وإصرار، فلا نستغرب من وجود جيل بهذا الطموح وهذه المشاركات الثقافية المُلهمة».
فعاليات ثقافية
وترى الكاتبة مريم الحمادي، أن وجود الفعاليات الثقافية بغزارة، وكونها حاضنة للشباب وإبداعاتهم، أسهم بنشأة جيل جديد متعطش لأن يكون حاضراً في صلب المشهد الثقافي، والحماس يرتسم على وجوههم للمشاركات وإبراز ما لديهم، وهذا جعلنا نستشعر مدى الدعم والتشجيع الذي نحظى به»، وتضيف: «كل الأبواب مفتوحة والأيدي جميعها ممدودة وعلينا دائماً أن نؤمن بأن الشباب يستندون إلى إرث ثقافي وشخصيات أدبية كبيرة لن تتردد في دعمهم وإعطائهم المشورة التي تخدم إنجازهم الأدبي ومشروعهم الثقافي القادم. وهذا التكامل يجسد جمالية التضافر لرفعة الثقافة، فحين يجتمع العطاء ما بين الخبرات المتراكمة والجهود المليئة بالنشاط تكون الحقيقة واضحة، والحقيقة أن هناك جيلاً مثقفاً ومبدعاً يعكس مكانة وطنه الثقافية».
فرص متعددة
بيّنت الكاتبة رحمة حسن، أن المشاركات الشبابية في المحافل الثقافية الدولية تشير إلى ما وصل إليه الجيل الجديد، وما لديه من حصيلة ثقافية معرفية تعكس جهده المبذول للارتقاء بنفسه وللوصول إلى الفكرة الرامية التي تطمح إليها قيادة الإمارات. مشيرة إلى أن الدعم الموجود من قبل الجهات المعنية في الثقافة، يجعل الشباب أمام فرص متعددة ومتاحة للجميع، والكل يساهم بجهده وفكره في إثراء المشهد الثقافي المحلي والدولي.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الشباب الثقافة الإمارات مريم الرميثي مريم الحمادي
إقرأ أيضاً:
من الطفرة إلى واي وزد.. إلى أي جيل تنتمي؟ وما الجيل الأقل حظا؟
تعرّف الأجيال على أنها "مجموعات من الناس وُلدوا في نفس الفترة تقريبا، وحصلوا على تعليم وقيم ثقافية واجتماعية متقاربة، تجعلهم يتبنون مواقف متشابهة غالبا". وقد بدأت التسمية الرسمية للأجيال خلال منتصف القرن العشرين.
ومع سرعة تطور العالم، أصبح تصنيف فئة عمرية تبلغ 15 عاما تحت مسمى واحد، "يأتي في إطار تحديد مجموعة الأشخاص الذين تأثروا جميعا بلحظة فارقة في الزمن، واستشراف الاتجاهات الشاملة لمستقبلهم"؛ كما يقول المؤلف والباحث في شؤون الأجيال، جيسون دورسي، لشبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية.
موضحا أن لكل جيل تاريخه وشخصيته الخاصة والحدث الحاسم الذي ميز حقبته. فعلى سبيل المثال، بالنسبة لجيل الألفية، كان الحدث الحاسم هو أحداث 11 سبتمبر/أيلول، التي شهدتها الولايات المتحدة عام 2001؛ وبالنسبة لجيل "زد"، كان الحدث الحاسم هو جائحة "كوفيد 19". أما جيل "ألفا" وجيل "بيتا"، فمن السابق لأوانه التنبؤ بأحداثهما الحاسمة. لكن سوف يليهم جيل "غاما" (مواليد 2040-2054)، وجيل "دلتا" (مواليد 2055-2069)، وهكذا.. كما يقول عالم الديموغرافيا والمستقبل مارك ماكرندل.
ولفهم الخصائص المحتملة للجيل القادم الذي يُعد مفتاحا لتشكيل مستقبل أفضل، علينا أن نعود قليلا للأجيال السبعة الأقرب؛ "لفك رموز المصطلحات الخاصة بكل جيل، وتحديد موقعنا من الطيف الجيلي، وشرح بعض الجوانب الرئيسية له"، وفقا لموقع "توداي".
إعلان الجيل الصامت: 1928-1945وهو الجيل الذي وُلد بين عامي 1928 و1945، وفقا لمركز بيو للأبحاث. ويُشير اسمه – الذي صيغ لأول مرة في مقال نُشر في مجلة "تايم" الأميركية عام 1951- إلى فلسفة الأبوة والأمومة الشائعة حينذاك، والتي تقوم على أن يكون الأطفال "مرئيين ويحظون بالاهتمام، ولا يُشترط أن يكونوا مسموعين"؛ وقد شَكّل نحو 7% من سكان الولايات المتحدة وحدها في عام 2022، ويُوصف غالبا بأنه "جيل عملي وحذر في تعامله مع الشؤون المالية الشخصية".
وهو الجيل الذي وُلد من عام 1946 إلى عام 1964، وتعود تسميته إلى الارتفاع الحاد في متوسط المواليد، الذي أعقب الحرب العالمية الثانية، وخصوصا في الولايات المتحدة وأوروبا. وابتداء من عام 2019، بلغ عدد هذا الجيل في الولايات المتحدة وحدها نحو 71.6 مليون نسمة، وفقا لمركز "بيو" للأبحاث.
جيل "إكس": 1965-1980وهم الذين ولدوا بين عامي 1965 و1980، ويتميزون بقلة عددهم نسبيا مقارنة بجيلي طفرة المواليد والألفية، وهم معروفون بقدرتهم على تحقيق التوازن بين العمل والحياة. وكانت نهاية الحرب الباردة وصعود اقتصاد السوق الحرة، "من أهم اللحظات التاريخية التي شكّلتهم".
المعروف باسم جيل الألفية، وهم المولودون بين عامي 1981 و1996. ويعود أصل تسميتهم بجيل الألفية، إلى "بلوغ أكبرهم سن الرشد مع مطلع الألفية". وفي عام 2019، تجاوز جيل الألفية جيل طفرة المواليد ليصبح "أكبر جيل بالغ حي في الولايات المتحدة"، وفقا لتقديرات مكتب الإحصاء الأميركي. ويُعرف جيل الألفية بمواجهته صعوبات اقتصادية كبيرة طوال حياته، "حيث عايش الركود الاقتصادي الكبير من 2007 إلى 2009، إضافة إلى ركود عام 2020 بسبب جائحة كوفيد-19″؛ وفقا لصحيفة "واشنطن بوست"، التي وصفت هذا الجيل بأنه "الأقل حظا".
إعلانكما يُعرف هذا الجيل أيضا "ببراعته في استخدام التكنولوجيا"، حيث شهد التقدم السريع في التطور التكنولوجي منذ صغره.
جيل "زد": 1997-2012وقد وُلد هذا الجيل بين عامي 1997 و2012، ويُعتبر أول جيل نشأ على الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي. كما يُعرف جيل "زد" أيضا بوعيه العام بالعدالة الاجتماعية والقضايا السياسية.
ويشمل أولئك الذين ولدوا بين عامي 2011 و2024، ويُعرف بكونه من أبناء العصر الرقمي، حتى أكثر من جيل "زد"، إذ وُلد في عالم متكامل تماما مع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والعالمي.
ويميل جيل "زد" إلى انتقاد اعتماد جيل "ألفا" على الشاشات، ويقولون إنهم طوروا سلوكا غير مرغوب فيه وغير صحي وغريب تماما، جعلهم يستحقون وصف "أطفال الآي باد".
كما دفع ازدياد استخدامهم للتكنولوجيا، خبراء مثل المختص النفسي الاجتماعي في كلية ستيرن للأعمال بجامعة نيويورك، جوناثان هايدت، إلى تسمية جيل ألفا بـ"الجيل القَلِق".
جيل "بيتا": 2025-2039وهم الأطفال الذين يولدون ابتداء من أول يناير/كانون الثاني عام 2025، وحتى عام 2039 تقريبا. وهم جيل "سيبدأ حياته بشكل مختلف تماما عن نظرائه من جيل ألفا، وسيعيش كثير منهم ليشهدوا القرن الثاني والعشرين".
ومن المرجح أن يكون جيل بيتا منغمسا في الأجهزة الذكية والذكاء الاصطناعي، "بطريقة لم تكن عليها الأجيال السابقة"؛ وأن يكبروا مع تغير المناخ "كواقع مرير له عواقب أكثر مباشرة على حياتهم"، بحسب جيسون دورسي. وبحلول عام 2035، سيشكل جيل بيتا 16% من سكان العالم"، وفقا لماكرندل.
تلعب التكنولوجيا دورا مزدوجا في تربية الأجيال في العصر الحديث، فآباء جيل الألفية، يستغلون التكنولوجيا كأداة للتعليم والتواصل والترفيه وتوثيق حياة أطفالهم، "ويدمجونها بسلاسة في حياة أطفالهم منذ الصغر، مع محاولة الموازنة بين وقت الشاشة مع الأنشطة الخارجية والتفاعلات الشخصية".
إعلانأما آباء الجيل "زد"، فمن المرجح أن يحرصوا بشدة على أن "يمثل الحد من وقت شاشة أطفالهم أولوية قصوى بالنسبة لهم"، باعتبارهم الجيل الأكثر دراية بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وفوائدها وسلبياتها.
وبينما شهد جيل ألفا "صعود التكنولوجيا الذكية والذكاء الاصطناعي"، يعتقد ماكرندل أن جيل بيتا "سيُمثّل فجر عصر جديد"، يتكامل فيه الذكاء الاصطناعي والأتمتة بشكل كامل في الحياة اليومية، من التعليم وأماكن العمل إلى الرعاية الصحية والترفيه، "وسيكون العالمان الرقمي والمادي بالنسبة لهم في غاية السلاسة".
وسينشأ على يد آباء من جيل الألفية الأصغر سنا، وجيل "زد" الأكبر سنا، الذين يُولي معظمهم "الأولوية لحماية أطفالهم من إدمان الإنترنت، والتكيف والمساواة والوعي البيئي في تربيتهم".
مما سيؤدي إلى أن يصبح جيل بيتا أكثر وعيا بالعالم، وتركيزا على المجتمع، وتعاونا من أي وقت مضى، و"ستؤكد تربيتهم أهمية الابتكار".
أيضا، من المُرجح أن يكون جيل بيتا أول من يُجرب تقنيات الصحة القابلة للارتداء، والبيئات الافتراضية كجوانب أساسية من الحياة اليومية. وستحكم خوارزميات الذكاء الاصطناعي تعلمهم وتسوقهم وتفاعلاتهم الاجتماعية بطرق لا يُمكن تخيلها"؛ على حد قول ماكرندل.