عاصفة النزوح السوري غير الشرعي تضع قبرص مع لبنان في قارب واحد
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
كتبت هدى شديد في" النهار": قام الرئيس القبرصي بترتيب زيارته العاجلة إلى لبنان فمكث فيه بضع ساعات محقوناً وغادره متفهّماً ومتضامناً.
وبحسب مصادر حكومية مطلعة، جاء الرئيس القبرصي شاكياً من ارتفاع عدد المهاجرين السوريين الى قبرص إلى 27 ألف مهاجر غير شرعي، عبروا إلى الجزيرة بقوارب غير شرعية من الشواطئ اللبنانية أو السورية.
وفي السرايا كما في عين التينة، سمع الرئيس القبرصي شرحاً لعبء النزوح السوري الذي يرزح تحته لبنان من دون عون خارجي ومن دون قدرة داخلية على تحمّل تداعياته، وكيف يواجه لبنان استباحة لحدوده الشرقية مع سوريا من قِبل النازحين غير الشرعيين، فهناك 142 نقطة تفلّت حدودية مما يجعل من الصعب مراقبتها وضبطتها في ظل عدم ترسيم فعلي للحدود البرية ومع عدم وجود عديد كافٍ من الجيش والقوى الامنية لمراقبة هذه الحدود وضبطها، والحدّ من كثافة النزوح السوري إلى لبنان كما إلى قبرص.
وقال الرئيس ميقاتي لرئيس قبرص: "إذا كان يدخل إليكم عشرون الفاً فإنهم يتدفقون الينا بمئات الآلاف، والدول الداعمة لهم ترفض عودتهم ودعمهم في أرضهم".
واستعرض ميقاتي والرئيس القبرصي خريطة المناطق السورية التي باتت تعتبر آمنة وهي اكثر من 60 في المئة من مساحة سوريا من شمال اللاذقية إلى اطراف حلب وصولاً الى جنوب دمشق مروراً بالداخل السوري بما في ذلك حمص وحماه …
ميقاتي أكد للرئيس القبرصي ان "حكومته موحدة وتحوز أوسع تضامن ووحدة داخلية من جميع الأطراف السياسيين في مواجهتها لأزمة النزوح، وتطالب المجتمع الدولي ليس فقط بتفهّم موقفه بل بدعم عودة السوريين إلى مناطقهم ودعمهم في سوريا وليس في لبنان".
وكان تأكيد على ان فئة النازحين السوريين في لبنان لا تنطبق عليهم صفة النزوح السياسي بل هم بمعظمهم نازحون اقتصاديون يبحثون عن فرص عمل وحياة آمنة بسبب الأزمة الاقتصادية. وكرر ميقاتي مناشدة الحكومة اللبنانية عبر قبرص الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي من اجل خلق فرص عمل للسوريين في مناطقهم في سوريا لتحفيزهم على العودة.
الرئيس القبرصي أبدى تفهّماً لموقف لبنان ووعد بان بلاده "ستعمل مع عدد من الدول الأوروبية كاليونان وإيطاليا والدانمارك والنمسا لمساعدة لبنان في معالجة ازمة النازحين السوريين من أجل مساعدة لبنان على ضبط الحدود البرية والبحرية من خلال دعم مؤسساته الامنية وتمكينها، وخصوصاً الجيش اللبناني، وذلك بالضغط لدى المحافل الدولية ولدى بعض دول القرار الأوروبي" (ومعروف ان ألمانيا هي من اكثر الدول الأوروبية تشدداً في رفض ترحيل السوريين او إعادتهم إلى مناطقهم، وهي التي توقفت عن استقبال النازحين بعدما بلغ عددهم مليونا).
وقال دوليدس في محادثاته في السرايا كما في عين التينة "ان قبرص ستعمل مع عدد من دول أوروبا لتحديد المناطق التي تُعتبر آمنة في سوريا ويمكن اعادة النازحين اليها".
وأكد الرئيس القبرصي ان بلاده ستقف إلى جانب لبنان ودعم حكومته ومؤسساته في ملف النزوح كما في كل الملفات التي تقوّي وتمكّن مؤسساته الرسمية، "ليس لأنه يتحمل العبء الأكبر من النزوح ولأنه وقبرص في مركب واحد ازاء هذا الخطر، بل لأن لبنان الجار الأقرب ويهمّ قبرص ان يكون ومؤسساته متعافياً وبخير..."
وفي هذا السياق، جاء التعبير القبرصي في عين التينة عن تمنٍ بانتخاب رئيس للجمهورية، وأن يتحمل مجلس النواب مسؤوليته في إتمام هذا الانتخاب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس القبرصی
إقرأ أيضاً:
«عباس»: الشعب الفلسطيني في لبنان ضيف مؤقت.. ومخيمات اللاجئين تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الخميس، أن الشعب الفلسطيني في لبنان، هو ضيف مؤقت إلى حين عودته لوطنه فلسطين، مبينا أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين هي تحت سيادة الدولة والجيش اللبناني.
جاء ذلك في كلمته خلال منحه جائزة صنّاع السلام في دورتها السابعة لعام 2025، من قبل أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام، تقديرا لجهوده في إرساء المصالحة اللبنانية الفلسطينية، وتقديرا لمواقفه التي تعكس التزامه بالحوار ورفض العنف.
وقال «عباس» وفقا للوكالة الوطنية للإعلام في لبنان: نؤكد على موقفنا السابق، بأن وجود سلاح المخيمات خارج إطار الدولة، هو إضعاف للبنان، ويتسبب بالضرر للقضية الفلسطينية أيضا، وأننا مع لبنان في تنفيذ التزاماته الدولية والحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته، على كل حدوده وفوق أراضيه.
وأضاف أن الشعب الفلسطيني يقدّر عاليا كل التضحيات الجسام التي قدمها لبنان دولة وشعبا للقضية الفلسطينية، وتحمل تبعاتها منذ النكبة في عام 1948 وإلى اليوم، مجددا نداءه الذي دعا فيه قادة العالم لكسر الحصار عن فلسطين، باستخدام كل الوسائل الممكنة لدى الدول لإنجاز ذلك، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة ووقف حرب الإبادة والتدمير والتجويع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
ولفت «عباس»، إلى أن الأولوية في اللحظة الراهنة بعد وقف العدوان الإسرائيلي، هي العمل على تولي دولة فلسطين لمسؤولياتها كاملة في قطاع غزة، وربطه مع الضفة والقدس، تحت نظام واحد، وقانون واحد، وسلاح واحد للدولة الفلسطينية، وكذلك وجوب وقف العدوان على لبنان وشعبه، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من أرضه.
وتأسست جائزة هاني فحص للحوار والتعددية عام 2016، وهي جائزة سنوية تُقدم في ثلاثة مجالات: صنّاع السلام، والدفاع عن التعددية، والبحث العلمي، وتمنحها أكاديمية هاني فحص للحوار والسلام وشركاؤها، في سبيل متابعة تراث الراحل هاني فحص في مجالات الفكر الديني والتعددية والحوار.