خصوصية تراثية وتقاليد جميلة في طقوس عيد الفطر في أرياف الجزيرة السورية
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
الحسكة-سانا
تتشابه طقوس عيد الفطر السعيد في مدن الجزيرة السورية مع طقوس العيد في بقية المحافظات السورية من حيث أجواء الفرحة وتقديم الحلويات وتبادل زيارة الأقارب والأصدقاء وانتشار الألعاب الخاصة بالأطفال، وإنما تختص أرياف محافظة الحسكة بطقوس خاصة لا تزال تشكل جزءاً مهماً من الموروث الشعبي المتوارث بين الأهالي منذ عقود.
الباحث التراثي دحام السلطان بين لمراسل سانا أن العيد هو حالة بهجة وفرح يأتي في ختام شهر رمضان المبارك وأجوائه الروحانية وترافق حلول عيد الفطر السعيد طقوس وعادات لا يزال غالبية أهالي الأرياف يحافظون عليها ولا تزال متبعة منذ عشرات السنوات، حيث يبدأ الأهالي يومهم الأول بحضور صلاة العيد ويجتمعون في منزل وجيه القوم أو المختار لأداء الصلاة والاستماع إلى خطبة العيد التي تحث على تعزيز أواصر صلة الرحم والمحبة ونشر الفرحة ومساعدة الآخرين.
ويضيف الباحث السلطان: يعقب ذلك قيام الأهالي بزيارة المقابر والبعض يزورها قبل أداء صلاة العيد، وبعد الانتهاء من ذلك يعودون إلى منازلهم لتناول وجبة الإفطار والتي غالباً ما تكون الوجبة المشهورة في المنطقة ألا وهي المنسف المؤلف من لحم الضأن المطبوخ وخبز الصاج والمرق، ثم ينطلق الأهالي لزيارة بعضهم في الفترة الصباحية، ومن ثم زيارة الجيران والأصدقاء في الفترة المسائية لتبادل التهاني والتبريكات بهذه المناسبة.
ويشير الباحث السلطان إلى أن وجيه القوم أو العشيرة يقوم خلال فترة ظهيرة اليوم الأول بدعوة الأهالي إلى وليمة العيد في منزله ومضافته، والتي يقدم فيها كذلك وجبة الثرود والمناسف ويحرص من خلالها على دعوة أهالي القرية، ولا سيما العوائل المحتاجة.
الألعاب الشعبية التراثية لا تزال حاضرة في أيام العيد التي قد تتجاوز الأيام الثلاثة المحددة بحسب الباحث السلطان الذي يتطرق إلى أهم الألعاب التي لا تزال موجودة ويلعبها الرجال والشباب في الأرياف، ومنها لعبة “النيشان” وهو هدف يضعونه في منطقة مفتوحة يتم الرمي عليه بالسلاح لإظهار دقة الإصابة، حيث يحظى من يصيب الهدف بدقة باحترام وتقدير الحضور، وهناك لعبة “الطراد” وهو سباق للخيل يشارك فيه عدد من شباب القرى ضمن مضمار محدد، وهناك لعبة “الحورة” القريبة من لعبة الهوكي الحديثة، وهناك لعبة ” التبة ” المشابهة للعبة كرة القدم.
والباحث السلطان أكد أن مظاهر الفرحة والبهجة أكثر ما تظهر على الأطفال الذين لهم طقوسهم الخاصة للفرح عبر ارتداء الثياب الجديدة، ففي الصباح الباكر يأخذ الأطفال “الخرجية” من والدهم وهي قدر محدد من المال ومن ثم “العيدية” وهي أموال يوزعها الأقارب على الأطفال بمناسبة العيد ثم يذهب الأطفال ويباركون للجيران والأقارب ويحصلون على الحلوى والسكاكر، بعد ذلك يمارسون الألعاب الخاصة بهم، فيما تزور النساء والفتيات وفق مجموعات ولا سيما خلال الفترة المسائية أقاربهن وأهاليهن لتبادل التهاني والتبريكات.
نزار حسن
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: لا تزال
إقرأ أيضاً:
بعد وصول الضحايا لـ 59 قتيلا.. ترامب يعلن مقاطعة كير منطقة كوارث
غرقت تكساس تحت سطوة السيول العارمة، في واحدة من أحلك لحظات تاريخها المناخي، ففي لحظة خاطفة، تحولت أرض تكساس إلى ساحة صراع مع الطبيعة.. أمطار غزيرة نزلت كالسياط، وسيول عارمة اجتاحت الطرق والمنازل والمخيمات، تاركة وراءها مشاهد من الفوضى والذهول واللهاث خلف المفقودين.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن مقاطعة كير «منطقة كوارث» بعد مقتل 59 شخصا وفقدان العشرات جراء السيول العنيفة.. موضحا أن هذا الإعلان يهدف إلى ضمان حصول رجال الإنقاذ على الموارد التي يحتاجونها على الفور، واصفا ما حدث بأنه «مأساة لا يمكن تصورها».
من جهته، حذر نائب حاكم ولاية تكساس دان باتريك من أن أعداد الضحايا مرشحة للارتفاع مع تواصل عمليات البحث، لافتا في الوقت ذاته إلى أن حجم الكارثة يفوق التوقعات، وأن فرق الإنقاذ تبذل كل ما بوسعها رغم التحديات.
السيول العارمة ضربت المناطق منذ ساعات الفجر الرابع من يوليو الجاري، مع تسجيل معدلات أمطار تراوحت بين 10 إلى 12 بوصة خلال أقل من ساعة، ما أدى إلى ارتفاع نهر «جوادالوبي» أكثر من 20 قدما خلال ساعتين فقط، ليبلغ ذروة ارتفاعه عند 26 قدما.
معسكر( Camp Mystic) القريب من نهر «جوادالوبي» والذي يضم نحو 750 فتاة تتراوح أعمارهن بين 9 و16 عاما هو أحد أشد المواقع تضررا، فيما لا تزال 27 فتاة في عداد المفقودين بعد أن انهار جسر المعسكر وفناؤه تحت وطأة المياه الجارفة.. وتم نقل العشرات منهن إلى مستشفيات وملاجئ موزعة على امتداد النهر.
ومع تضارب الروايات حول التحذيرات السابقة للكارثة، وجهت انتقادات حادة لإدارة الطقس الوطنية بسبب ما وصف بـ"التقليصات المؤثرة" في أنظمة الإنذار المبكر التي كان ينتظر أن تنقذ الأرواح.
وفي وقت لا تزال فيه جهود البحث مستمرة، تتزايد المخاوف من ارتفاع جديد في حصيلة الضحايا، لا سيما أن عددا من الجثث لم تحدد هويتها بعد.
اقرأ أيضاًمصر تعرب عن خالص تعازيها للولايات المتحدة الأمريكية في ضحايا الفيضانات بولاية تكساس
نشر قوات الحرس الوطني بولاية تكساس.. وترامب يشبه احتجاجات لوس أنجلوس بالغزو الأجنبي