ماهر فرغلي يروي تفاصيل 13 عاما من الاعتقال مع الجماعات الإسلامية في التسعينيات
تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT
كشف الدكتور ماهر فرغلي الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، خلال استضافته ببرنامج (كلم ربنا) الذي يقدمه الكاتب الصحفي أحمد الخطيب رئيس قطاع الثقافة بالشركة المتحدة على الراديو 9090، تفاصيل تجربة السجن المريرة التي عاشها لمدة 13 سنة بتهمة الانتماء لجماعة دينية في التسعينيات.
. تفاصيل دورات الإخوان التدريبية بخلية الشروق الإرهابية
وقال فرغلى: "داخل أسوار السجن شعور واحد فقط يسيطر على أي إنسان وهو أن الجميع تخلى عنك وإنك وحيد إلا ربنا.. وإذا كنت صادق وأمين وشفاف مع نفسك مش هيكون قدامك غير إنك تكلم ربنا.. هو الملجأ والملاذ.. ولما بتروح له بتحس في أوقات كتير إنه قريب ومستنيك".
وأضاف الباحث في شؤون الحركات الإسلامية : " كنت أجرى مراجعات عنيفة.. لنفسي وللجماعة اللى كنت منتمي إليها.. وكنت أقول لزملائي: لن يُفتح باب السجن ونخرج منه بخير إلا بتوبة حقيقية ونعترف بخطأنا أمام ربنا، وبسبب هذه الآراء وتعاملت معاملة سيئة زادت الأمور صعوبة فوق صعوبة السجن نفسه".
وحكي فرغلي عن تفاصيل عدة محن واجهها ولجأ فيها إلى الله، وقال: "لما ضاقت عليا الدنيا داخل السجن، كلمت ربنا وقلت له "يارب أنا أهوه تُبت واستغفرت من ذنبي على الملأ.. وأنت شايف المعاملة السيئة اللى انا بتعرض لها.. يارب لو فكيت كربي وأخرجتني من السجن لن أعود لهؤلاء".. والله كنت صادق جدا في هذا اللجوء.. وبالفعل خرجت من السجن بعد هذه الدعوة بفترة وجيزة جدا".
وتابع فرغلي قائلا: بعد خروجي من السجن قررت تغيير مجرى حياتي بالكامل.. وذهبت إلى القاهرة ولجأت للعمل في المجال الذى كنت أحبه وهو الصحافة والبحث وعملت في صحف كتير جدا.. وخضت المسيرة دون أن يعرف أحد عني شيئا مطلقا.
بعد ثورة يناير تعرضت لمحنة شديدة أخرى لكن كانت محنة في العمل وجلست في المنزل أبكي حالي بعد أن تخلى عني الجميع.. وضافت عليا الأمور، كنت أعطي سيدة تُربي أيتاما مبلغا شهريا للانفاق عليهم.. ولجأت وقتها لصديق أحكي له إني بقالي كذا شهر مش قادر أدفع لها اللى كنت معتاد أديه لها .. فقال لى الصديق: أوعي تقطع العادة وإديها كل اللى كانت مفروض تاخده منك لأن الفلوس دي دين في رقبتك.. وبالفعل عاودت التواصل مع السيدة وأعطيتها.. بعد هذا الموقف بدقائق وصلتني رسالة على "الواتس" بأنني تم تعييني في مؤسسة إعلامية كبيرة وانصلحت كل أموري المالية .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ماهر ماهر فرغلي اخبار التوك شو الجماعات الإسلامية الاعتقال
إقرأ أيضاً:
نخب هابيل أم نهب هدوء الريح
ما الذي كان يفعله الشاعر الأردني ماهر القيسي (مواليد مأدبا عام ١٩٨٧) بين عامي 2012 و2021؟ بالتأكيد كان يكتب الشعر دون نشر، وبالتأكيد أيضًا كان "يطير" ليس بالمعنى المجازي بل بالحقيقي، فهو طيار مدني في الخطوط الجوية الملكية الأردنية.
لماذا يسكت الشعراء عن النشر؟ تلك مسألة جديرة بالنقاش، ولكن مهلاً، هل هذا موضوع منفصل أم مدخل مفيد لمناقشة شعر الشاعر وحياته؟ حين ننتهي من قراءة "نخب هابيل" - الكتاب الذي أمامنا الآن - نعرف فورًا أن هذه السنوات الطويلة من الصمت كانت كافية تمامًا لأن يتدرب الشاعر على كتابة فاتنة قادمة، يجمع فيها كل هذا الجمال، وكل هذا العمق، وكل هذه المعرفة.
هكذا، يمكننا قراءة هذا الصمت كتدريبات ذكية على الكتابة الجميلة القادمة، وهو واحد من استراتيجيات قراءة الكتب ومدخل لفهمها والاستمتاع بها وتحليل صورها وربطها بالماضي الشعري للشاعر. لم أقرأ ديوان "كاهن الطين" - ديوان ماهر الأول - لكن يمكنني تخيله، وتكهن عباراته وصوره ولغته، مثل دواويننا الأولى جميعًا، لا بد أنه مليء بالفوضى وعدم الترابط والاندفاعية واللغة الدرامية والصور الجامحة، وهذا ليس عيبًا، بل جزء من البدايات.
لكنه مليء أيضًا بالوعود والبروق التي تسبق الانفجار الشعري القادم المتماسك، وهذا ما وجدته عندما قرأت بعمق ديوان ماهر القيسي الأخير "نخب هابيل" - الصادر عن مؤسسة "ناشرون موزعون" في عمان عام 2021، بحجم متوسط (150 صفحة) وغلاف من تصميم بسام حمدان. هذا الديوان، للأسف، لم يُوزّع جيدًا، ولم يكن العالم - ولا الأردن - مهيّئين لتتبع الدواوين الشعرية في ظل كارثة اسمها كورونا، وهكذا ظلم هذا الديوان الجميل.
النصوص الشعرية في هذا الكتاب متدفقة ومتنوعة، بعناوين لذيذة وطريفة مثل: "ما قاله النهر"، "بكاء سري"، "جنازة ومشيع واحد"، "عتمة القصائد"، "عابث سبيل"، "إحداثيات خرائط الوادي"، و"هشاشة"، وغيرها من العناوين الجميلة التي تحفزك على فتح الصفحات، مدفوعًا بفخامة وغموض هذه العناوين.
منذ أولى صفحات الكتاب تواجهنا عبارة لافتة، مفجّرة، ساخنة، وعميقة جدًا: "مرةً حين قرر الرحيل نظرنا إلى البيوت وبكينا. مرةً حين قررنا المكوث نظرنا إلى البيوت وبكينا." هل يمكن أن أدخل هذا الكتاب من هذا المدخل الساحق؟ نعم، بالتأكيد! فالتنوع في القصائد والموضوعات المختلفة لا يحجب عنا خيطًا واضحًا يجمعها جميعًا: خيط الحنين المحروق والملل من كل شيء. من أين يأتي سحر هذا الكتاب؟ هل من رومانسيته الخادعة، حيث يوهمنا الشاعر بوجود حب وحنين وانتظار وامرأة فاخرة... ثم يكسر ذلك فجأة بسخرية طريفة أو عبارة فظة، فيذهب الشعور الأول، لكننا ننتقل معه إلى جمال آخر في مساحة أخرى.
كأن ماهر يقول لنا: "ماذا سأقول لكم عن مشهد امرأة تنتظر؟ عن حب رجل خارق يتعذب؟ لقد قيل كل ذلك... فسامحوا واقعيتي!" لكنها ليست واقعية طبيعية، والمسامحة التي يطلبها ليست مسامحة عادية، فهو لم يُخطئ، بل خيّب ظن القارئ الذي اعتاد لغةً محددة وصورًا ثابتة. هنا، يكسر ماهر اللغة التي بدأ بها ويغرقنا في صور فكاهية تحطم جدية الشعر الجامدة. من أين يأتي سحر هذا الكتاب أيضًا؟ من ذلك التفلسف الخفيف والأسئلة الكونية المخففة النبرة في القصائد. في أكثر من نص، يأخذنا ماهر القيسي إلى داخلنا - إلى مفارقاتنا، ضعفنا، سطحيتنا، أمراضنا - دون أن يمنح أي جواب، فهو نفسه لا يملك الجواب. أليس هذا هو الشعر؟ نعم، الشعر: السؤال... لا الجواب.
أن تتمنى لو يتفق مرة موعد طائرته مع موعد طائرتك. و يقودك إلى حيث تسافر, يا لها من فكرة شعرية! أن يقودك في الجو طيار شاعر، كلما شعرتُ بمطب هوائي أقول: ها هو صديقي الطيار يخترق ضباب صورة ؛, يتحرك جناح الطائرة بفعل ريح فأقول ها هو يهز مجازا مستعصيا، ترتفع الطائرة فجأة فأقول ها هو يحاول في قصيدته لمس المطلق.
تحية الى صديقي الشاعر الاردني في الملكية الأردنية ابن ريف مأدبا الطيار ماهر القيسي. وهو يطير الآن بركاب آخرين محظوظين الى حيث يسافرون.