بوابة الوفد:
2025-07-30@14:55:15 GMT

لا أحد ينصت لصوت الشعب العراقى

تاريخ النشر: 12th, April 2024 GMT

على مشارف غزو الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين للعراق عام 2003، أصدرت مجموعة من المثقفين المصريين بينهم كتاب وروائيون وصحفيون وحقوقيون وفنانون بياناً وجهوه إلى القيادة العراقية يعبرون فيه عن مخاوفهم مما هو قادم، ويقترحون شكلاً من المواجهة لتجنبه أو المساعدة فى تحسين شروطه. طالب البيان بتسليم السلطة فى بغداد لفرع آخر من حزب البعث أقل تشددا من النظام الذى يقوده صدام حسين، يستطيع أن يمتلك من الحكمة والمثابرة والكفاءة، والثقة فى كلمته، ما يؤهله للتفاوض لكى يستطيع أن يثبت للمجتمع الدولى أن امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل أو حتى قدرته على تصنيعها محض أكاذيب، وأن النظام العراقى القائم غير متورط فى مساعدة تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن لتنفيذ غزوتى نيويورك وواشنطن 2001.

 
كان نظام صدام حسين قد أصبح فى عزلة ويفتقد إلى الثقة فى نواياه من الغربيين وبعض العرب، بعد أن غزا الكويت معلناً أن الطريق إلى القدس يمر عبر ضمها إلى العراق. لكن الكويت لم تصبح المحافظة العراقية رقم 19 كما أراد. وانتهت حرب الخليج الثانية بحملة عاصفة الصحراء العسكرية الأممية والعربية المشتركة، لتحرير الكويت بتحطيم الجيش العراقى، وفرض حصار اقتصادى على العراق أضعف مؤسساته ونهب ثرواته فيما كان يسمى برنامج النفط مقابل الغذاء، وتعرض الشعب العراقى لكم هائل من المعاناة القاسية جراء العقوبات الدولية المفروضة على بلاده منذ العام 1991 وزادت أعداد مهاجريه إلى الخارج. 
بعد صدور البيان قاد ممثلو التيار القومى واليسار المتشدد كما هى عادتهم دائماً، حملة شنعاء على الموقعين عليه، ووسموهم بالخيانة والعمالة للولايات المتحدة الأمريكية، بدلاً من الحوار معهم والسعى لإقناعهم بالنقاش والجدل بأن دعوتهم ربما تكون غير صائبة، أو إصدار بيان يقدم مقترحاً بديلاً لما قدمه بيانهم. 
وكان خالد محيى الدين قد قال فى حوار معه، لو أن الموقف الشعبى والرسمى اجتمع على ضرورة انسحاب صدام من الكويت لكان يمكن إنقاذ العراق من هذا المصير البائس. ولمن لا يذكر كانت المظاهرات الشعبية تهتف باسم البطل والزعيم صدام حسين فى عدد من العواصم العربية، فكيف لمن كان فى وضعه، أن ينصت لنصيحة ثلة من المثقفين يراهم هو وحلفاؤه مأجورين وخونة، والجماهير وبعض قادتها يطالبونه بمواصلة الزحف من الكويت إلى غيرها من دول الخليج المجاورة وطبعا منها إلى القدس؟ 
تذكرت هذه الواقعة بعد أن قرأت مقال مصطفى الكاظمى رئيس الوزراء العراقى السابق ونشرته قبل أيام صحيفة الشرق الأوسط، والردود التى انتشرت عليه على وسائل التواصل الاجتماعى وفى بعض الصحف العراقية، بعضها ينبه والآخر يحذر، بأنه يمهد إلى عودته للسلطة من منفاه الأردنى. فتح معارضو الكاظمى عليه الأرشيف، وبدأ تسليط الضوء على ما يقولون إنه مسئوليته عن مقتل قاسم سليمانى قائد فيلق القدس الإيرانى، وأبو مهدى المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبى التابع بدوره لإيران، بمسيرات أمريكية حين كان رئيساً لجهاز المخابرات العراقية قبيل تقلده منصبه بأشهر قليلة. وتقدم من يدفعون من غيرهم لمقاضاته عن الاغتيال وفتح تحقيقات مع معاونيه وسكرتاريته تتهمهم بما سمى «سرقة القرن» وتوجه إلى حكومته الاتهام بتهريب 2٫5 مليار دولار من أموال الدولة إلى الخارج. مع أن حكومته نجحت فى الفترة القصيرة لرئاسته فى تطوير سبل المواجهة لتنظيم داعش وإضعافه. وعقدت اتفاقات اقتصادية مع دول الجوار غطت العجز المالى لموازنة البلاد، وصلت بعدها لأعلى احتياطى لها منذ الاحتلال. 
تولى مصطفى الكاظمى (57 عاما) الشيعى المستقل، رئاسة الحكومة العراقية فى فترة صعبة لم تستمر سوى عام واحد من أكتوبر 2021 وحتى أكتوبر 2022. وجاءت حكومته عقب المظاهرات الشعبية الغاضبة من تدنى الأوضاع المعيشية، وتدهور الأداء الاقتصادى وتفشى الفساد ما أجبر سلفه «عادل عبدالمهدى» على الاستقالة. ونجحت وزارته فى إبراز الوجه العربى للعراق الذى يجرى بتعمد على قدم وساق، طمس معالمه، فوثق علاقاته مع مصر والأردن والسعودية. وفى بداية ولايته تعهد بالتصدى للفساد ومكافحة وباء كورونا. وما إن أعلن الكاظمى عزمه على التصدى للانفلات الأمنى، وحصر السلاح المنتشر فى أرجاء البلاد وضم قطاع الحشد الشعبى إلى المؤسسة العسكرية الرسمية، حتى بدأت الأحزب الدينية التى تهيمن على القرار السياسى فى بغداد من بعد الغزو والاحتلال، التخطيط للإطاحة به. جرت محاولة لاغتياله بطائرات مسيرة على منزله ونجا منها دون تحديد شخصية الجناة، حتى أجبرته على الاستقالة، لكى لا يدور فى خلد أحد من مسئولى العراق أنه حر ومستقل الإرادة عن طهران. 
إيران لا تريد عودة مصطفى الكاظمى للعب دور سياسى، ومن يفتحون عليه نيران سخطهم لمجرد نشره مقالًا فى الصحف هم أدواتها فى الحشد الشعبى والأحزاب التى تأتمر بأمرها. وسلطة الولى الفقيه وهى تريد ذلك، لم تسأل يوما وماذا يا ترى يريد الشعب العراقى؟!

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس الوزراء العراقي أمينة النقاش الولايات المتحدة الأمريكية

إقرأ أيضاً:

سعر الذهب في الكويت اليوم الثلاثاء 29 يوليو

سعر الذهب في الكويت.. ارتفع سعر الذهب في الكويت، خلال تعاملات اليوم الثلاثاء 15 يوليو 2025، مقارنةً بأسعار أمس، فارتفع سعر الذهب عيار 24 ليسجل 32.58 دينار، بما يعادل 106.62 دولار.

سعر الذهب في الكويت

ويقدم موقع «الأسبوع»، لزواره ومتابعيه في السطور التالية، سعر الذهب في الكويت، ضمن خدمة يقدمها في كل المجالات، ويمكنكم المتابعة بالضغط هنــــــــــا.

سعر الذهب في الكويت اليوم سعر الذهب في الكويت السعر بالدينار السعر بالدولار
عيار 24 32.59 دينار 106.65 دولار
عيار 22 29.88 دينار 97.78 دولار
عيار 21 28.52 دينار 93.33 دولار
عيار 18 24.44 دينار 79.98 دولار
عيار 14 19.01 دينار 62.21 دولار
عيار 12 16.30 دينار 53.34 دولار
سعر الذهب في الكويت اليوم سعر الذهب عيار 24

ارتفع سعر الذهب اليوم في الكويت عند مستوى 32.58 دينار، بما يعادل 106.62 دولار.

سعر الذهب عيار 22

سجل سعر الذهب عيار 22 اليوم نحو 29.86 دينار، بما يعادل 97.72 دولار.

سعر الذهب عيار 21

ارتفع سعر الذهب عيار 21 اليوم في الكويت عند 28.51 دينار، بما يعادل 93.30 دولار.

سعر الذهب عيار 18

سجل سعر الذهب عيار 18 حالةً من الارتفاع عند مستوى 24.43 دينار، بما يعادل 79.95 دولار.

سعر الذهب عيار 12

ارتفع سعر الذهب عيار 12 اليوم في الكويت عند 16.29 دينار، بما يعادل 53.31 دولار.

سعر أوقية الذهب في الكويت

سجل سعر أوقية الذهب اليوم نحو 1013 دينار، بما يعادل 3315.12 دولار.

سعر كيلو الذهب في الكويت

ارتفع سعر كيلو الذهب اليوم في الكويت عند 32.579 دينار، بما يعادل 106617.14 دولار.

اقرأ أيضاًسعر سبيكة الذهب في مصر اليوم.. الـ 10 جرامات بكام؟

سعر الذهب في عمان اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025

سعر الذهب في الجزائر اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025

مقالات مشابهة

  • مؤيد اللامي.. هل يكون رجل المرحلة لإنقاذ كرة القدم العراقية؟
  • العراق والسعودية تبحثان الأوضاع في سوريا
  • سعر الذهب في الكويت اليوم الثلاثاء 29 يوليو
  • العراق يجدد دعواته في وقف إطلاق النار في غزة
  • هوس المناصب في العراق.. صراع دموي على الامتيازات بدلاً من خدمة الشعب
  • الكويت تدرج حزب الله والقرض الحسن على لائحة العقوبات
  • نائب:السوداني خان العراق ببيع قناة خور عبدالله العراقية للكويت
  • نائب:لن نسمح للسوداني ولغيره بمس السيادة العراقية
  • خبير اقتصادي:الذهب يعزز الثقة بالسياسة المالية العراقية
  • حبس مغرّد 6 سنوات وإغلاق حسابه لمدة سنة في الكويت