هناك علاقة مثيرة للاهتمام بين الأنشطة الترفيهية والقدرات العقلية ترتكز على نتائج بحث علمي صارم، بداية من فن تعلم اللغة الدقيق وحتى الغوص بالأعماق الاستراتيجية للشطرنج، إذ تقدم كل هواية مجموعة فريدة من الفوائد التي تساهم بشكل كبير في التطور الفكري، بما يجعلها بوابات لبناء شخصية أكثر ذكاءً ورشاقة عقليًا، إلى جانب الجانب الترفيهي.
هنا بعض الأنشطة التي يمكن أن تساعد في تنشيط العقل:
1. حل الألغاز والألعاب العقلية: مثل الألغاز المنطقية، وألعاب الأرقام، والألغاز الرياضية. يمكنك العثور على مجموعة واسعة من هذه الألعاب في الكتب وعلى الإنترنت.
2. تعلم لغة جديدة: تعلم لغة جديدة يعمل على تنشيط وتحفيز العقل. يمكنك البدء بتطبيقات الهواتف المحمولة أو الدروس عبر الإنترنت أو حضور دورات في اللغة المرغوبة.
3. قراءة الكتب: اقرأ كتب في مجالات متنوعة مثل العلوم، والتاريخ، والفلسفة، والأدب. قراءة الكتب توسع دائرة المعرفة وتعزز القدرة على التفكير النقدي.
4. ممارسة التدريب العقلي: هناك تمارين تعزز القدرة العقلية مثل حل الألغاز الكلمات المتقاطعة، وحل الألغاز الرياضية، وتمارين ذاكرة العمل، وتمارين تحسين التركيز.
5. ممارسة الرياضة: النشاط البدني له تأثير إيجابي على العقل. يمكن أن يساعد في تحسين الذاكرة والتركيز والإبداع. قم بممارسة التمارين الرياضية بانتظام مثل المشي، أو ركوب الدراجة، أو السباحة.
6. التعلم المستمر: استمر في توسيع معرفتك وتعلم أشياء جديدة في مجالات متنوعة. تحدي نفسك بشكل منتظم لاكتشاف أشياء جديدة وتطوير مهاراتك.
7. حل المشكلات: قم بتحدي نفسك بحل المشكلات المعقدة. ابحث عن مشكلات في حياتك اليومية أو اختر مشكلات تحتاج إلى حلها واعمل على إيجاد حلول إبداعية.
8. لعب ألعاب العقل: هناك العديد من الألعاب التي تساعد في تنشيط العقل مثل الشطرنج والسودوكو والتدريبات الذهنية الأخرى.
9. ممارسة التأمل: التأمل يساعد في تهدئة العقل وتحسين التركيز والانتباه. جرب ممارسة التأمل لبضع دقائق يوميًا لتعزيز تنشيط العقل.
10. الاسترخاء والنوم الجيد: يجب أن يحصل العقل على قسط كافٍ من الراحة والنوم الجيد. قممارسة الأنشطة التي تنشط العقل بانتظام يمكن أن تعزز التركيز، والذاكرة، والإبداع، والقدرة على حل المشكلات. قم بتجربة مجموعة متنوعة من هذه الأنشطة واختر تلك التي تلائم اهتماماتك الشخصية وتحفزك أكثر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العقل الصحة العقلية
إقرأ أيضاً:
مَن يحفظُ ماءَ وجهِ الأمّة؟
سلطان اليحيائي
"وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا" (آل عمران: 103)
ثباتٌ يُعاقَب، وصمتٌ يُدان، هل يمكن لأمة أن تنهض وهي تُشيح بوجهها عمّن صمد في وجه عدوّها؟ أيّ منطقٍ هذا الذي يُعادي العضيد الصامد ويُصادق العدو المارِق؟ وإلى متى ستظلّ رايةُ الكرامة مرميةً على رصيف الحسابات الخاطئة؟ كيف يُحفَظ ماء الوجه حين تغرق الوجوه في صمتٍ مريب، وتشرب كؤوسَ الخذلان جرعةً جرعةً؟
كيف ينهارُ ظهرُ الأمة بينما تقوم طهران بقامةِ جبلٍ وسط الزلازل الصهيو-أمريكي؟
محاصَرة، محارَبة، ممزّقةٌ بالحظر… تُعرَض عليها الرايات البيضاء، فتغمدها في الأرض وتقول: “كرامتُنا لا تُباع.”
الجمهورية الإسلامية الإيرانية، رغم ما يلتفّ حول عنقها من قيود الشرق والغرب، ما فتئت تمدّ يدَ السلام لجيرانها العرب، ترسل إشاراتِ حسنِ النية، وتعرضُ الشراكة لا السيادة، والحوار لا الهيمنة.
لكن ما الذي يمنع؟ أهو الخوف؟ أم الغفلة؟ أم أن في أعماق بعض الأنظمة من يرى في الكيان الصهيوني حليفًا أوفرَ حظًا من أخٍ يقاسمه الدينَ والدمَ والمصير؟
وفي هذا المشهد الملتبس، تبقى سلطنةُ عُمان نقطةَ ضوءٍ لا تُخطئها العين. بلدٌ اختار ألّا يُنصت لهوس التصعيد، بل يُصغي لصوت العقل وضرورات الجغرافيا. لقد فهمت عُمان أن الجغرافيا لا تتبدّل، وأن إيران جارةٌ أبدية لا تُلغى بالتمنّي، ولا تُختصر في دعايات التشويه؛ بل داومت على لغة الاحترام، والمصالح المشتركة، والبُعد التاريخي، فلماذا لا تحذو باقي دول الخليج حذوها؟!
أما آن للخطاب الديني أن يُغيّر مساره؟ ما فتئ بعضُ رموز التيارات الدينية في منابرهم ومؤتمراتهم يُلصقون بإيران تهمة “تصدير الثورة”، ويشيطنونها، لا لأنها ظالمة، بل لأنها مختلفة
لقد كانت السرديّةُ المذهبية- لا الأخوّة الإسلامية- هي المعول الذي هُدِم به بنيان الأمة.
صُنعت من اختلافِ الفقهاء أسوارٌ، ومن اجتهادات القرون صراعاتٌ دامية، حتى باتت العقليات الداعيةُ للاختلاف بدل الائتلاف، وللتباعد بدل التقارب، هي من يُوجّه العقول ويُحرّك القرار.
متى نفيق من وهم العِداء؟
أليس من الإثم أن نجعل من مذاهبنا الإسلامية سببًا للعداء، بينما نتغافل عن كيانٍ غاصبٍ لا يؤمن لا بمذهبٍ ولا بإنسانية؟
أليس من الواجب أن يتراجع هذا الخطاب الانقسامي، ويُستبدل بنداء الوحدة على أساس القيم المشتركة لا الفوارق التاريخية؟
البديل… مشروع إسلامي جامع، لقد آن الأوان أن تُواجَه هذه الخطابات، لا بالتكفير المضاد، بل بالوعي، وبمشروعٍ إسلاميّ جامع، يُعلي من شأن الانتماء للأمة فوق التحيزات المذهبية.
يكون الولاء فيه لله، ولرسوله، ولأمته، لا للمدرسة الفقهية. وللتجمّع لا للفرقة.
والتقارب مع إيران بُعد استراتيجي واقتصادي، وليس المطلوب من العرب أن يُحبّوا إيران، بل أن يُفكّروا. فهل من العقل أن تُضيّع أمةٌ فرصتها الوحيدة في بناء محورٍ مستقل، وتترك الدولةَ الوحيدة التي ثبتت تحت النار، لتعانق سرابَ الحماية الغربية، وتُراهن على كيانٍ لم يجلب إلا الخراب؟
أيها العقلاء، إيران، بحكم الجغرافيا والموقع والموارد، ليست خصمًا يمكن تجاهله، بل شريك طبيعي في أمن المنطقة واستقرارها. وما يمكن بناؤه معها من تكامل اقتصادي في مجالات الطاقة، والتقنيات، والتجارة، يُشكّل شبكة أمان حقيقية تُقلّل التبعية للخارج.
واستراتيجيًّا، أثبتت أنها لم تضعف تحت الضغوط، بل عزّزت حضورها، وأصبحت رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه أو حذفه.
وإن استهدافها المتكرّر، ليس بسبب طائفتها؛ بل لموقفها السيادي، ومساندتها لمحور المقاومة الإسلامية، ورفضها للهيمنة الأمريكية.
نافلة القول.. العقل أوقى من الخوف، ماذا سنقول لأبنائنا؟
حين تسقط السردية الكاذبة، تلك التي رسمها الإعلام المأجور، والتي زعمت أن إيران تتعاون مع الكيان الصهيوني ضد “الدول العربية”، سيأتي الأبناء يومًا ليسألوا:
لماذا صدّقتم كذبة؟ لماذا خاصمتم من وقف مع فلسطين، ووثقتم بمن طبّع، وباع، وساوم؟ سيُحاسبوننا، لا على ما فعلنا فقط، بل على ما سكتنا عنه
وحين يكتب التاريخ فصوله، لن يغفر للذين ضيّعوا فرص الوحدة من أجل أوهام الطائفية وأكاذيب وتدليس أذناب الصهيونية. ونحن في خِضم هذا التحدي الواقعي فلنبادر بفتح صفحةٍ جديدة، لا حُبًّا، بل نضجًا.
لا تأخيرَ، بل حفاظًا على ما تبقّى من ماء الوجه، قبل أن يجفّ تمامًا.
إن لم يكن من أجلنا، فليكن من أجل من سيأتون بعدنا، ليفهموا أن العقل كان يومًا أقوى من الخوف.
وأن الطريق إلى التحرّر يبدأ من طهران، لا من تل أبيب.
"وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ" (محمد: 38).