سيدتي، طيب هو هذا المنبر بما يحمله من ألفة ودفء ، هذا الدفء الذي بات ملاذا لكل تائه حائر، فحيا الله ركن قلوب حائرة وكل القائمين على موقع النهار اونلاين.

سيدتي، لم أدق أبواب هذا المنبر سوى بعد أن سدّت الطرق في وجهي، كيف لا وأنا إنسانة ضعيفة جار عليّ الزمان أمام زوج ما إن شهد إنكساري وعلم بأنه ليس هناك من يشدّ أزري حتى إنهال عليّ بغطرسته وعنجهيته.

زواج يعانق العقد العاشر من عمره أسفر عن ابناء يحيون تحت ظلّ كبير الحب الذي أمنحه لهم، في حين بعيدا كل البعد عن أب هو على قيد الحياة حقا لكنه ميت في نظرهم.
فزوجي لا يعرف سوى لغة الزجر والصراخ والتأنيب، كما أنه لا شيء يرفع من هرمون سعادته سوى أن يطمس شخصيتي و يدوس على كرامتي، مغرور هو مكابر يرى أنه يجازف ويسدي إليّ معروفا لأنه يبقيني على ذمته، في حين أبكي أنا حظي العاثر لأنه لا مفرّ لي أمام طباعه الفضة. صحيح أنني لست بالمرأة المثالية بعد كل ما حدث لي بعد الزواج، لكنني سيدتي لا استحق ان أحيا تحت كنف زوج أراه ضعيفا ما دام يستأسد عليّ بهذه الطريقة، فمحاربة الأعزل من السلاح لهو قمة الضعف والبخاسة، أليس كذلك؟
أختكم ب.شهيناز من منطقة القبائل.
الرد
أختاه، من المؤسف أن تحيا أي أنثى على مثل هذا المبدأ من الفتور والغبن مع زوج تتوسم فيه أن يكون كل شيء بالنسبة إليها(زوج، أخ، صديق)و الافدح من ذلك أن تتوسم في أن يكون لها سند. هو الحلم الذي ينهار بمجرد أن تصطدم الزوجة بالحقيقة المرة وهي الحقيقة التي تؤكّد لها أنها أخطأت الإختيار، وأي إختيار هو ذاك الذي سيكلفها غاليا حيث أنه لا مفر لها من رجل ربطت مصيرها بمصيره وبايعته طول العمر .
ليست المزية أن يبقي أي زوج إمرأة لا يحبها على ذمته أختاه، لأنّ الجميل الأكبر أن يحاول هذا الزوج أن يضحد غطرسته ويلفي عنجهيته مع إنسانة ضعيفة لا يجب عليه أن يكسرها أكثر أو ينال من كرامتها ، خاصة إن هي-هذه الزوجة-لم تره إلا كل طيب ولم تعاشره إلا بالمعروف.
زوجك أختاه إنسان مغرور، وقد غذّى غروره وتعالى عليك لأنه يدرك أنك وحيدة بلا سند. ولم يعي أنّ سند أي مكسور هو الله. لقد تفنن في إلحاق الأذى وأدرك أن لامس بجبروته كلّ جانب مؤلم في قلبك الذي ضاق ذرعا، فزادك أسى وحسرة. إلا أنه وبالرغم من كل ما تقدم فزوجك لم ينتقص من حنانك كأمّ أي شيء، وهذا ما يجعلني اليوم أخاطب فيك القلب المحب للأبناء لتستثمري في العطاء بلا هوادة كرمى لفلذات كبدك الذين يحيون حياة مشحونة بالأسى. كذلك بإمكانك أن تكسبي أبناءك ليكونوا عزاءك الوحيد وجيشك الأكبر لمحاربة الجو المشحون في بيتك.كوني أنت سندهم وإستمدي قوتك منهم ، وإدفعي بهم إلى النجاح والفلاح، حتى لا تسوّل نية زوجك له أن ينعتك يوما ما بالفاشلة ومن أن أبناءك هو أيضا فاشلون.
كذلك،فمسألة أن تحاولي التقرب من زوجك ومعرفة ما يخفيه وراء كل هذا الإستئساد وارد، ولك أن تتقبلي أختاه كل ردة فعل منه ، فيما قد ينقلب السحر على الساحر وتغدو حياتك في منتهى الروعة إن أنت بادرت إلى كسر جدار الجليد الذي بناه زوجك على حين غفلة وهو يظنّ أن التعالي على الأنثى هو ما سيكسبه كيانا وهيبة.
لا يفوتك أختاه أن تكثري من الدعاء وأنت يقين من أن الله قادر ان يقلب برودة قلبك المتحسّر إلى دفء وحنان من زوج نتمنى له الهداية قبل فوات الأوان.
ردت: “ب.س”

المصدر: النهار أونلاين

إقرأ أيضاً:

بعد نهاية المواجهات بين إسرائيل وإيران.. "حماس" إلى أين؟

 

د. أحمد يوسف **

مع تراجع التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، تعود الأنظار مجددًا إلى قطاع غزة، والسؤال الأبرز الآن: ما مصير حركة حماس؟ وإلى أين تتجه خياراتها في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية؟ فبعد سنوات من السيطرة على القطاع، وتصدّر مشهد المقاومة المسلحة، تقف الحركة أمام منعطف تاريخي قد يفرض عليها مراجعة كبرى لمسارها السياسي والعسكري.

أولًا: خيارات حماس بشأن حكم غزة

منذ عام 2007، تفرض حماس سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، لكن التحديات المتراكمة من حصار خانق، وحروب مدمرة، وضغوط داخلية وإقليمية، تجعل من استمرار هذا الوضع أمرًا مكلفًا.

فهل تختار الحركة الحفاظ على سيطرتها المنفردة، أم تتجه نحو شراكة وطنية تُعيد الاعتبار للمرجعية الفلسطينية الموحدة؟

ثانيًا: المقاومة والميل نحو السياسة

بعد سنوات من العمل العسكري، تظهر دعوات داخلية وخارجية تطالب حماس بتحول تدريجي نحو العمل السياسي، ضمن مشروع وطني جامع. خيار المقاومة لم يُلغَ، لكنه لم يعد وحده كافيًا في ظل متطلبات إدارة الحكم، وإعادة إعمار القطاع، والبحث عن اعتراف سياسي إقليمي ودولي. وقد يكون الوقت قد حان لأن تعيد الحركة صياغة خطابها لتوازن بين المقاومة والبراغماتية السياسية.

ثالثًا: الانسحاب الإسرائيلي.. جزئي أم شامل؟

في ضوء الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، تظهر سيناريوهات تتحدث عن انسحاب جزئي أو كامل من غزة، ليس على طريقة "فك الارتباط" فقط، بل ضمن اتفاق سياسي يضمن التهدئة طويلة الأمد. وهنا يبرز دور حماس في رسم شكل المرحلة التالية: هل ستدخل في تفاهمات هدنة أم في ترتيبات حكم جديدة؟

رابعًا: إشراف عربي ودولي ومشاريع إعادة الإعمار

مع تصاعد الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب، تطرح أطراف إقليمية ودولية فكرة إشراف عربي-دولي على القطاع، لإعادة الإعمار وتوفير ضمانات الاستقرار، وهو ما قد يفتح الباب أمام نموذج جديد في إدارة القطاع، شبيه بتجارب دول ما بعد النزاع. غير أن نجاح هذه الفكرة مرهون بوجود طرف فلسطيني مُوحّد يحظى بشرعية وطنية وشعبية.

خامسًا: حكومة تكنوقراط انتقالية ومرجعية وطنية موحّدة

من السيناريوهات المطروحة تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية، تتولى إدارة الشأن العام في غزة، بإجماع وطني، وبالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية شرعية ووطنية. هذه الخطوة قد تفتح الباب لمرحلة جديدة من التفاهم الداخلي، وتساهم في تخفيف الحصار وتسهيل جهود الإعمار.

سادسًا: نحو شراكة وطنية عادلة

تدرك كافة القوى الفلسطينية أن الانقسام أضعف المشروع الوطني وأضر بالقضية الفلسطينية. لذلك، فإن أفضل شكل للشراكة الوطنية يجب أن يُبنى على قواسم استراتيجية، وليس مجرد تفاهمات إجرائية. المطلوب هو مشروع وطني مشترك يعيد بناء منظمة التحرير، ويضمن تمثيل الجميع ضمن رؤية موحدة.

سابعًا: خطاب سياسي جديد تحت عباءة منظمة التحرير

لكي تكون لحماس ولغيرها من الفصائل دور فاعل في النظام السياسي الفلسطيني، لا بد من خطاب سياسي موحد، يتكئ على الشرعية التاريخية والدولية التي تمثلها منظمة التحرير. وهو خطاب يُراعي ثوابت القضية، لكنه في ذات الوقت مقبول عربيًا ويحظى بدعم دولي، ويُشكّل مظلة للعمل السياسي والمقاومة الشعبية والدبلوماسية.

ختامًا.. حماس أمام مفترق طرق، وأيًّا كانت الخيارات، فإن اللحظة الراهنة تفرض مراجعة شاملة، ما بعد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية ليس كما قبلها، والمنطقة تدخل مرحلة إعادة تشكيل قواعد اللعبة، وعلى حماس أن تختار: إما العزلة أو الشراكة، إما الاستمرار في إدارة أزمات القطاع، أو المساهمة في صناعة مستقبل وطني جامع.

والفرصة لا تزال قائمة، ولكنها لن تنتظر طويلًا!

** المستشار السابق لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية

مقالات مشابهة

  • نهاية قصة بن ناصر مع “الروسونيري”
  • استقرار الدولار بأسواق بغداد وانخفاضه في اربيل مع إغلاق نهاية الأسبوع
  • الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على مبنى التلفزيون الإيراني
  • بعد نهاية المواجهات بين إسرائيل وإيران.. "حماس" إلى أين؟
  • دعاء نهاية السنة الهجرية.. 7 كلمات نهاية لأحزانك ردّده الآن
  • بعد نهاية حرب إسرائيل وإيران.. ما إنجازات كل طرف؟
  • ارتفاع السوق السعودي في نهاية جلسة اليوم
  • العرباوي: نندد بالعدوان الوحشي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني
  • هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
  • لو زوجك أكرهك على التنازل عن حقوقك.. اعرفي الإجراءات الواجب اتخاذها والعقوبة ضده