أعلنت إدارة الفضاء الوطنية الصينية الجمعة عن نجاح مهمة إرسال القمر الصناعي "كويتشياو 2" المسؤول عن إدارة التواصل ونقل البيانات بين الأرض والبعثات القمرية، مما يجعل القمر الصناعي الحديث جسر تواصل لمهمات القمر المستقبلية.

وأشارت الصين إلى أنّ القمر الصناعي تُعزى تسميته إلى الجسر الأسطوري المصنوع من طائر العقعق الشائع وجوده في آسيا، وسيكون نقطة تواصل بين محطات الأرض ورحلات الاستكشاف التي ستهبط على سطح القمر في الجانب البعيد حتى عام 2030 على أقل تقدير.

ويفتقر الجانب البعيد من القمر لأي مجال للرؤية من الأرض، وهو ما يجعل الأمر مستحيلا لإطلاق أيّ خط تواصل مباشر، في حين يُعد الجانب القريب من القمر مثاليا ولا يتطلّب أيّ وسائط لنقل البيانات من وإلى الأرض.

وقال "شيونغ ليانغ" الباحث والمطوّر للقمر الصناعي "كويتشياو 2" إنه سيكون مفتاحا رئيسيا للمرحلة الرابعة المقبلة، وأضاف أنّ هذا المفتاح بمجرّد تعطله فإنّ كلّ التواصل مع القمر سينقطع تماما.

صورة حديثة بالأشعة تحت الحمراء للجانب البعيد من القمر بواسطة القمر الصناعي كويتشياو 2 (إدارة الفضاء الصينية) برنامج لاستكشاف الجانب البعيد لأوّل مرة

وسيدور القمر الصناعي "كويتشياو 2" حول القمر لينقل الإشارات من وإلى مهمة "تشانغ إي 6″، وهي البعثة الصينية الثانية لاستكشاف القمر والمقرر إطلاقها في عام 2025 في مهمة للعودة بعينات إلى الأرض من الجانب البعيد للمرّة الأولى في تاريخ البشر بواسطة مسبار آلي.

وسيعمل "كويتشياو 2" أيضا مع البعثتين "تشانغ إي 7″ المقرر إرسالها عام 2026، و"تشانغ إي 8" المقرر إرسالها في عام 2028.

وقالت إدارة الفضاء الوطنية الصينية وفقا لما ذكره تلفزيون الصين المركزي: إنّ الخدمات التي سيوفرها القمر الصناعي "كويتشياو 2" لربط التواصل مع الأرض ستكون متوفرة للصين ولدول أخرى على حد سواء.

كما ذكرت إدارة الفضاء الوطنية الصينية أن القمر الصناعي قد دخل مداره المطلوب حول القمر في 2 أبريل/نيسان الماضي بعد إجراء مناورة مدارية حول القمر وتصحيح مساره.

وتَواصل القمر الصناعي بنجاج مع بعثة "تشانغ إي 4″، وهي أوّل مركبة فضائية تهبط بسلاسة على الجانب البعيد من القمر عام 2019، وما زالت في طور مهمتها الاستكشافية. كما تواصلت مع المسبار الآخر بعثة "تشانغ إي 6" بينما كان لا يزال على سطح الأرض في وقت سابق هذا الشهر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات البعید من القمر القمر الصناعی الجانب البعید إدارة الفضاء

إقرأ أيضاً:

دول العالم تشعل سباق الفضاء الخفي وتتنافس على امتلاك القمر.. ما القصة؟

لا يزال العلماء والشركات حول العالم يضعون سطح القمر تحت مرمى أنظارهم، في سباق على الوصول إلى الموارد والهيمنة على الفضاء، ما جعل الأمور في هذا الشأن تتطور يومًا بعد يوم، ما يبشر بعصر جديد لمحاولة استكشاف القمر في ظل المهمات الرحلات المستمرة إلى هناك.

«وكالة ناسا تريد إعادة البشر إلى القمر»، هكذا تحدثت شبكة «بي بي سي» البريطانية، عن نية رواد فضاء أرتميس في الهبوط إلى هناك في عام 2026، بينما تؤكد الصين إنها سترسل البشر إلى القمر بحلول عام 2030، وبدلاً من الزيارات العابرة، تهدف الخطة إلى بناء قواعد دائمة، مشيرة إلى أنه في عصر تجدد سياسات القوى العظمى، يمكن أن يؤدي هذا السباق الفضائي الجديد إلى تصدير التوترات على الأرض إلى سطح القمر.

وحذر جاستن هولكومب، عالم الجيولوجيا من جامعة كانساس من تأثير هذا السباق، مؤكدًا: «علاقتنا بالقمر ستتغير جذريًا قريبًا جدًا، إذ إن سرعة استكشاف الفضاء الآن تتجاوز قوانين الأرض.

هل تستطيع أي دولة امتلاك القمر؟

وتنص اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1967، على أنه لا يمكن لأي دولة أن تمتلك القمر، وبدلاً من ذلك، فإن معاهدة الفضاء الخارجي التي تحمل اسمًا خياليًا تقول إنه ملك للجميع، وأنّ أي استكشاف يجب أن يتم لصالح البشرية جمعاء ولصالح جميع الدول.

وعندما تزايدت التوترات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية، كان الخوف من أنّ يصبح الفضاء ساحة معركة عسكرية، وبالتالي فإنّ الجزء الأساسي من المعاهدة كان عدم جواز إرسال أي أسلحة نووية إلى الفضاء، وقد اشتركت فيه أكثر من 100 دولة، إلا أنّ عصر الفضاء الجديد يبدو مختلفًا عن ذلك الوقت، وتعد أحد تغييراته الرئيسية أنّ مهمات القمر الحديثة ليست مجرد مشروعات للدول، بل منافسة بين الشركات أيضًا، بحسب التقرير.

منافسة شرسة للسيطرة على موارد القمر

في يناير من العام الجاري، أعلنت بعثة تجارية أمريكية تدعى بيريجرين، أنها ستأخذ رمادًا بشريًا وعينات من الحمض النووي ومشروبًا رياضيًا، إلى القمر، إلا أنّ تسرب الوقود أدى إلى عدم وصولها إلى هناك، والتنافس على امتلاك القمر، يكمن في أنّ أي دولة تتمتع بصناعة فضائية ناجحة يمكنها أن تحقق دفعة كبيرة للاقتصاد في ظل موارده غير المحدودة، فعلى الرغم من أن التضاريس القمرية تبدو قاحلة إلى حد ما، إلا أنها تحتوي على معادن وعناصر أرضية نادرة مثل الحديد والتيتانيوم والهيليوم أيضًا.

وتختلف تقديرات قيمة كل هذا بشكل كبير، لذلك من السهل أنّ نرى لماذا يرى البعض القمر كمكان لكسب الكثير من المال، ومع ذلك، من المهم أيضًا ملاحظة أن هذا سيكون استثمارًا طويل الأجل جدًا، وأن التكنولوجيا اللازمة لاستخراج هذه الموارد القمرية وإعادتها ما زالت بعيدة المنال، بحسب التقرير.

«المورد الذي يمكن أن يكون عليه الطلب الأكبر هو الماء»، هكذا أوضحت سارة راسل، أستاذة علوم الكواكب في متحف التاريخ الطبيعي: «عندما تم تحليل صخور القمر الأولى التي أعادها طاقم أبولو، كان يُعتقد أنها جافة تمامًا، ولكن بعد ذلك حدث نوع من الثورة منذ نحو 10 سنوات، واكتشفنا أن لديهم آثارًا قليلة من الماء داخل بلورات الفوسفات»، مشيرة إلى تجميد احتياطيات من الجليد المائي داخل الحفر المظللة  على القمر بشكل دائم، ويمكن للزوار المستقبليين استخدام المياه للشرب وتوليد الأكسجين، كما يمكن لرواد الفضاء استخدامها في صنع وقود الصواريخ، عن طريق تقسيمه إلى هيدروجين وأكسجين، مما يسمح لهم بالسفر من القمر إلى المريخ وما بعده.

مقالات مشابهة

  • العلماء يستنتجون أن الفيلة تستخدم أسماء للتواصل فيما بينها
  • لأول مرة.. علماء الفلك يدرسون الأرض من القمر بواسطة تلسكوب راداري
  • رئاسة مالاوي: جهود سلطات الطيران للتواصل مع طائرة نائب الرئيس ورفاقه منذ اختفائها باءت بالفشل حتى الآن
  • صوت من البعيد «8»: الشعر والتاريخ في ديوان «صقر عماني»
  • 7 وسائل مجانية لمتابعة مباراة مصر وغينيا بيساو في تصفيات كأس العالم 2026
  • 3 قنوات مجانية جديدة تعلن نقل مباراة مصر وغينيا بيساو.. اضبط التردد الآن
  • دول العالم تشعل سباق الفضاء الخفي وتتنافس على امتلاك القمر.. ما القصة؟
  • القمر يحتضن خلية النحل في مشهد بديع.. الليلة
  • الصين تطالب الولايات المتحدة بإلغاء مبيعات أسلحة إلى منطقة تايوان
  • وفاة رائد الفضاء وليام أندرس في حادث تحطم طائرة