كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": الى لقائه برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بوحبيب، المحور الفعلي لمحادثات وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه اجتماعه برئيس البرلمان نبيه برّي بصفة دوريْه المرجعيَين، كرئيس للمجلس وكمفاوض عن حزب الله: ما سيسمعه برّي وبما سيجيب؟
بعض الملاحظات المستمدة مما يصل الى المسؤولين اللبنانيين حيال الزيارة الثانية لسيجورنيه لبيروت بعد اولى في 6 شباط الفائت، الآتي:
1 - رغم معرفة باريس بالموقف القاطع لحزب الله بعدم فك اشتباكه باسرائيل ما لم يصر الى وقف حرب غزة، يتوخى وزيرها الزائر من الجولة الجديدة من محادثاته التوصل الى «مسودة افتراضية» للترتيبات الامنية التي اقترحتها حكومته، بأن يصير الى الاتفاق عليها على الورق في مدى قريب، على ان تُطبّق على الارض في الأوان المناسب، وهو مرحلة ما بعد وقف النار في غزة.

وجهة النظر المعاكسة له، عند حزب الله في احسن الاحوال، ان احداً لا يسعه التكهّن سلفاً بمآل حرب غزة ووضع اقليمي متفجر يطرأ عليه يومياً تطور جديد وعامل اضافي.
2 - تقارب باريس اقتراحها الترتيبات الامنية على نحو مشابه لما كانت شاركت في وضعه في «تفاهم نيسان» المعلن في 26 نيسان 1996. للمفارقة ان ذكرى موعده تصادف عشية زيارة سيجورنيه لبيروت امس. أُرسي «تفاهم نيسان» على وقف الاعمال العسكرية بين حزب الله واسرائيل ومنع استهداف المدنيين والانخراط في لجنة لمراقبة تنفيذه ضمت آنذاك - الى طرفيْ الاشتباك - لبنان والولايات المتحدة وفرنسا ناهيك بسوريا الموجودة في ذلك الحين على الاراضي اللبنانية والشريك الاساسي في مفاوضات التفاهم. ما تعوّل عليه الترتيبات الفرنسية الجديدة مطابقة تفاهم 1996 مع التفاهم الجديد المزمع حصوله اذا ابصر النور عبر ثلاثي اجتماعات الناقورة (لبنان واسرائيل والامم المتحدة). من ثم في حال وافق الطرفان المتقاتلان تأليف لجنة مراقبة خماسية تضم اعضاء لجنة 1996 باستثناء سوريا التي فقدت دورها السابق. على غرار تفاهم 1996 يراد ان يكون تفاهم 2024 عسكرياً فحسب.
3 - ما لم يُثر في تفاهم 1996 يضعه حزب الله منذ ما قبل حرب غزة، ثم اتت هذه الحرب كي تجعل منه حتمياً في اي تسوية لاحقة، مصير النقاط الحدودية العالقة بين لبنان واسرائيل، لا سيما النقاط السبع المتبقية بما فيها B1، وتثيبت الحدود البرية وصولاً الى مزارع شبعا. منذ اطلاعه على النسخة الفرنسية الاولى، يتفادى حزب الله في انتظار الوقت المناسب اتخاذ اي موقف معلن منها، ما خلا ابداء عدم استعداده الخوض في ترتيبات امنية تستثني الشق الرئيسي غير المنفذ في القرار 1701. لا يقتصر قرار مجلس الامن على منطقة امنية عازلة خالية من السلاح جنوب نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني والقوة الدولية المعززة، بل كذلك الانتهاكات الاسرائيلية وانهاء اسرائيل ما تبقى من اراض تحتلها في الجنوب.
في فحوى ملاحظة الحزب هذه ان اقتصار النسخة الفرنسية، الاولى ثم المعدلة، على فصل المراحل زمنياً واجرائياً، يحمله على رفض البحث في الصفقة برمّتها. لا ضمانات قاطعة للمرحلة التالية للاولى وهي وقف النار، بالذهاب الى المرحلة الثالثة المتروكة لعامل الوقت للخوض فيها. ذلك ما حدث ايضاً عند تطبيق القرار 1701. اولى مراحله وقف الاعمال العدائية قبل الانتقال الى المراحل التالية، فإذا تطبيقه بين عامي 2006 و2024 يقتصر على وقف الاعمال العدائية.
4 - ما يبدو حزب الله جاداً فيه ان العودة الى عشية 8 تشرين الاول 2023 مستحيلة في حسبانه، بحصر ما تنادي به المسودة الافتراضية بانسحابه عشرة كيلومترات شمالاً الى وراء نهر الليطاني. تالياً ليس ترابط المراحل وحده ما ينشده، بل كذلك الوصول الى تسوية سياسية في جانب في طياتها. ذلك ما رافق تفاهم نيسان 1996 الذي انتهى الى الاعتراف بشرعية المقاومة في تحرير الاراضي اللبنانية. ما يدركه حزب الله، في مقاربة تفاهم نيسان 1996 بذاك المزمع الوصول اليه، انه كان هو الطرف المفاوض الفعلي دونما ان يكون جالساً الى الطاولة، فشغل محله باسمه ونيابة عنه رئيس الحكومة آنذاك رفيق الحريري. لأنه كان كذلك، ابصر تفاهم نيسان النور. ولأنه كذلك كان الطرف الرئيسي في توقيع اتفاق الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل عام 2022.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان: الحوار سبيل معالجة التحديات .. وتفاؤل حيال تسوية عادلة في غزة

طهران"العُمانية".وكالات: أكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية على أهمية الحوار باعتباره أداة أساسية لمعالجة التحديات، منوّهًا إلى التزام سلطنة عُمان بهذا المسار الضروري مهما كانت صعوبته حتى مع أولئك الذين قد تكون هناك اختلافات شديدة معهم.

جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في افتتاح أعمال منتدى طهران الرابع للحوار، والذي أقيم برعاية فخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبحضور عدد من وزراء الخارجية وكبار المسؤولين وصناع القرار والمفكرين من مختلف دول المنطقة والعالم، إلى جانب ممثلين عن منظمات إقليمية ودولية.

وأكد معالي السيد وزير الخارجية على الأهمية التي توليها سلطنة عُمان للعلاقات الثنائية القائمة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشيدًا في الوقت نفسه بالمرونة والدقة والصراحة التي يُضفيها نظيره الإيراني على إسهامات بلاده في الحوارات الإقليمية والدولية.

وركز معاليه بشكل خاص على القضية الفلسطينية، واصفًا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من عنف وإبادة جماعية بأنه مأساة عالمية ما كان ينبغي لها أن تحدث، وكان يمكن منعها لو تم اغتنام فرص الحوار في إشارة إلى رفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة الانخراط في حوار موضوعي مع الجانب الفلسطيني فضلاً عن فشل المجتمع الدولي في ممارسة التأثير الفاعل.

وأعرب معاليه عن تفاؤله حيال المؤشرات التي برزت خلال الأشهر القليلة الماضية، لا سيما من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، والتي قد تعكس تحولًا نحو نهج أكثر واقعية ومرونة بشأن من يمكن اعتباره شريكًا في الحوار.

ورأى معاليه أن هذا التطور، وإن جاء في لحظة تشهد تصعيدًا عسكريًّا ومعاناة إنسانية هائلة، يُشير إلى رغبة متجددة لإجراء حوار حقيقي، حتى وإن كانت تل أبيب لا تزال تحاول تفادي ذلك عبر التصعيد على جبهات متعددة.

وشدد معاليه على أن الحوار ليس خيارًا سهلًا، لكنه الطريق الوحيد الممكن لتحقيق تسوية عادلة، مستشهدًا بما وصفه بـ ”الدرس الفظيع” الذي تجسده مأساة غزة عندما تغيب الشجاعة في الحديث إلى الآخر.

وأعرب معاليه عن أمله في أن يسهم هذا المنتدى في طهران في استقطاب المزيد من الأصوات المؤمنة بالحوار، وتعزيز قناعة المجتمع الدولي بأنّ الحلول لا تُبنى بالقوة بل بالتفاهم والانفتاح.

وناقش المنتدى في نسخته الحالية دور الدول الإقليمية في النظام العالمي المتغير، مستعرضًا أبرز التحديات المشتركة في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة، إلى جانب بحث سبل تطوير آليات التعاون متعدد الأطراف لمواجهة الأزمات الدولية في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة.

والتقى معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية اليوم بمعالي الدكتور عباس عراقجي، وزير الخارجية بالجمهورية الإسلامية الإيرانية بطهران.

وبحث الوزيران عددًا من الأفكار والمقترحات المتصلة بالمحادثات الإيرانية الأمريكية الرامية إلى التوصّل لاتفاق يفي باهتمامات ومشاغل الطرفين بشكل عادل وعملي وملزم ويخدم الأمن والاستقرار الإقليميين.

من جانب آخر تم عقد لقاء مشترك بين معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور عباس عراقجي وزير الخارجية الإيراني، ومعالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر الشقيقة.

جرى خلال اللقاء مناقشة مستجدات المحادثات الأمريكية الإيرانية في إطار الوساطة العُمانية.

ورحب كل من معالي السّيد وزير الخارجية ونظيره الإيراني بالمبادرة القطرية بعقد هذا اللقاء البنّاء والتشاور حول سُبل دعم وتعزيز الحوار وتقريب وجهات النظر في سبيل التوصّل إلى تفاهمات تفضي لتحقيق الاتفاق المنشود بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبما يُسهم في توطيد دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وأعربت إيران اليوم عن استعدادها "لفتح صفحة جديدة" في العلاقات مع الدول الأوروبية التي تدرس امكان إعادة تفعيل عقوبات دولية على طهران بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أمام منتدى طهران الرابع للحوار، إنّ "إيران مستعدّة لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع أوروبا، إذا لمست إرادة حقيقية ونهجا مستقلا من قبل الأطراف الأوروبيين".

ووقعت إيران مع كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، إضافة الى روسيا والصين والولايات المتحدة، اتفاقا بشأن برنامجها النووي في العام 2015.

ونصّ الاتفاق رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل تقييد نشاطاتها النووية وضمان سلمية برنامجها. لكن الاتفاق أصبح بحكم اللاغي بعد انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه في العام 2018 خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب الذي أعاد فرض عقوبات قاسية.من جهتها، بقيت إيران ملتزمة كامل بنود الاتفاق لمدة عام بعد الانسحاب الأمريكي منه، قبل أن تتراجع تدريجا عن التزاماتها الأساسية بموجبه.

وتدرس القوى الأوروبية الثلاث المنضوية في اتفاق العام 2015، ما إذا كانت ستفعّل آلية "العودة السريعة" أو "الزناد"، وهي جزء من الاتفاق، تتيح إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران في حال انتهاكها الاتفاق. وتنتهي المهلة لتفعيل هذه الآلية في أكتوبر 2025.وقال عراقجي اليوم "إذا كانت لدى أوروبا الإرادة اللازمة لتصحيح هذا الوضع، فإنّ إيران لا ترى أي عائق أمام استعادة الثقة المتبادلة وتطوير العلاقات" مع الدول الأوروبية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أكد أواخر أبريل، أنّ الدول الأوروبية لن تتردّد "للحظة" في إعادة فرض العقوبات على إيران إذا تعرّض الأمن الأوروبي للتهديد بسبب برنامجها النووي.

وفي مقال نُشر الأسبوع الماضي على موقع مجلة "لو بوان" الفرنسية، حذر وزير الخارجية الإيراني الأوروبيين من "استراتيجية المواجهة".وأجرت إيران الجمعة في تركيا مباحثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا بشأن برنامجها النووي، تطرقت خلالها الى المفاوضات الجارية مع واشنطن.

وتهدف المحادثات الأميركية الإيرانية للتوصل إلى اتفاق جديد يضمن للقوى الغربية عدم تطوير إيران سلاحا ذريا، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وتنفي طهران على الدوام سعيها الى تطوير أسلحة نووية، مؤكدة سلمية برنامجها.

مقالات مشابهة

  • سلطنة عمان: الحوار سبيل معالجة التحديات .. وتفاؤل حيال تسوية عادلة في غزة
  • نيسان صني أوتوماتيك بـ 350 ألف جنيه
  • سلام في مراكز الاقتراع في الجميزة : بيروت تاريخيا حاضنة للجميع وستبقى كذلك
  • هل تراجعت حدة خطاب ترامب حيال إيران أثناء زيارته للمنطقة؟
  • نجوم من هوليوود ينضمون إلى رسالة تدين الصمت حيال الإبادة الجماعية في غزة
  • متابعة لبنانية لأبعاد جولة ترامب وتداعياتها.. بري: ملتزمون باتفاق وقف النار وقرارنا الصبر
  • منفذ جديدة عرعر يستقبل الدفعة الثانية من حجاج العراق وسط منظومة خدمات متكاملة
  • منفذ جديدة عرعر يستقبل الدفعة الثانية من حجاج العراق
  • كيف يمكن معرفة موعد الزيارة الميدانية للباحث الاجتماعي بحساب المواطن؟.. البرنامج يجيب
  • مهم من الحكومة السعودية لحاملي تأشيرات الزيارة