يعتقد الباحثون أن قلة التنوع الجيني بين الرجال ربما لم ينشأ بسبب الصراعات العسكرية، بل نتيجة للتحول الجذري في المجتمع البشري والانتقال إلى النظام الأبوي بعد ظهور الحضارة.



وتشير مجلة Nature Communications، إلى أنه وفقا لعلماء الحفريات والانثروبولوجيا الفرنسيين، لم يكن الانخفاض الكبير في التنوع الجيني بين الرجال، الذي حدث قبل 3- 5 آلاف عام، مرتبطا بكثرة الحروب، بل بظهور النظام الأبوي وتشكيل مجتمعات عشائرية من الرجال ذوي القرابة الوثيقة.

إقرأ المزيد اكتشاف طفرة جينية أدت إلى اختفاء ذيول أسلاف البشر والرئيسيات

ويقول الباحثون: "أظهرت حساباتنا أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية أثرت على مستوى التنوع الجيني بين الرجال أكثر بكثير من الحروب ومظاهر العنف الجماعية الأخرى في العصر النحاسي، ويمكنها أن تفسر بشكل كامل سبب وصول مستوى التنوع الجيني بين النساء في هذا العصر إلى حوالي 17 مرة أعلى من نفس المؤشر بالنسبة للرجال".

وقد توصل إلى هذا الاستنتاج فريق من علماء الحفريات وعلماء الأنثروبولوجيا الفرنسيين برئاسة رافائيل تشي، الباحث في جامعة باريس سيتي، خلال دراسته أسباب الانخفاض الحاد في مستوى التنوع الجيني بين الرجال منذ حوالي 3- 5 آلاف عام. وكما هو معروف يعتقد العديد من المؤرخين أن هذا يرجع إلى كثرة الحروب خلال العصر النحاسي، وأودت بحياة ما يصل إلى 20- 30 بالمئة من كل جيل.

واستنادا إلى ذلك يفترض الباحثون أن هذا الاختناق الجيني ربما لم ينشأ بسبب الصراعات العسكرية، ولكن نتيجة للتحول الجذري للمجتمع البشري والانتقال إلى النظام الأبوي بعد ظهور الحضارة. والدليل هو أن الرجال في قبائل الرعاة والمزارعين الأفارقة أدنى من النساء من حيث التنوع الجيني دون مشاركتهم في أي حروب، وهو أمر غير معتاد بالنسبة لمجتمعات الصيد وجمع الثمار.
واسترشادا بتصورات مماثلة، احتسب الباحثون كيفية تغير مستوى التنوع الجيني للبشر في سيناريوهين، أحدهما تنتقل فيه السلطة في المجتمع والملكية من خلال خطي الأب والأم، والثاني فقط من خلال خط الذكور. واحتسب العلماء كيفية تغير التجمع الجيني لعدة قرى في الحالتين على مدى ما يقرب من 20 ألف جيل، وحللوا أيضا كيفية تأثير العوامل المختلفة، بما في ذلك الحروب.

وأظهرت حسابات العلماء، أن مستوى التنوع الجيني للرجال لم يتأثر كثيرا بالحروب، بل بعاملين اجتماعيين - معدل "انفصال" العشائر الجديدة عن الأسر الكبيرة الموجودة بالفعل، وكذلك الاختلافات في الوضع الاجتماعي والإنجابي بين مجموعات القرابة من الرجال، ما أدى إلى زيادة حجم بعض العشائر واختفاء البعض الآخر.

ووفقا للعلماء، أدت مجموعات معينة من هذين العاملين إلى انخفاض التنوع الجيني بين الرجال في المجتمعات الأبوية، حتى في الحالات التي لم يشارك فيها الرجال مطلقا بالحروب. ولكن العنف الجماعي أدى إلى تسريع هذه العملية، ما أدى إلى انخفاض التنوع الجيني بين الرجال إلى أدنى مستوى بشكل أسرع بعدة عشرات من الأجيال مقارنة بتطور الأوضاع في السيناريو السلمي.

ويعتقد العلماء أن هذه النتائج تشير إلى أن العديد من المؤرخين يبالغون في تقدير تأثير الحروب والهجرات الجماعية التي سببتها في البنية الجينية للبشر في العصر النحاسي والعصور الحضارية اللاحقة، ويقللون من تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية في السلوك الإنجابي للبشر.

المصدر: تاس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: اكتشافات بحوث دراسات علمية معلومات عامة أدى إلى

إقرأ أيضاً:

دراسة: النباتات تتمتع بذكاء خاص وتتفاعل مع الخطر

أظهرت الكثير من الدراسات خلال الفترة الأخيرة أن النباتات على مختلف أنواعها تتفاعل “بحساسية” مع بيئتها، لكن الدراسة الأخيرة زعمت أنها تمتلك أيضاً “ذكاء خاصاً”، وتتمتع بالقدرة على حل المشكلات.

جاء ذلك بعد أبحاث انطلقت عام 2021 من قبل فريق علمي من جامعة كورنيل الأمريكية، وفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وإضافة إلى قدرتها على حل المشاكل لحماية نفسها من الخطر، فإنها تستطيع أيضاً حسب هذه الدراسة، اتخاذ القرارات والتعرف على النباتات الأخرى، وحتى تذكر الأحداث.

مصدر الذكاء

يُعرّف العديد من العلماء الذكاء على أنه جهاز عصبي مركزي، حيث تمر الإشارات الكهربائية عبر الرسائل إلى أعصاب أخرى لمعالجة المعلومات.
وبدلاً من ذلك، تمتلك النباتات نظاماً طبيعياً، وفق هذه الدراسة، وهو عبارة عن شبكة من الخلايا التي تنقل الماء والمعادن والمواد المغذية لمساعدتها على النمو.
ووجدوا أن النباتات تمتلك نظاماً طبيعياً، عبارة عن شبكة من الخلايا التي تنقل الماء والمعادن والمواد المغذية لمساعدتها على النمو.
ودعت الدراسة إلى العمل على إعادة تعريف الذكاء بين النباتات، وتحليل بيئتها لدراسة قدرتها على التكيف، وحماية نفسها من الخطر.

مؤشرات بيئية وأصوات استغاثة

وعلّق أستاذ علم البيئة والأحياء التطوري في الجامعة أندريه كيسلر على هذه الدراسة قائلاً: “رغم ربط الذكاء بالجهاز العصبي البشري والحيواني، إلا أنه هناك أكثر من 70 تعريفاً عالمياً للذكاء، ولم يتم التوافق على تعريف واحد”.
ورأى أنه من الضروري إضافة المفهوم الجديد المكتشف الخاص بالنباتات، التي سبق ووجدت دراسات قديمة أنها تصدر أصوات استغاثة عالية التردد، عندما تتعرض لضغوط بيئية، مثل تلف أوراقها وجذوعها.

مواد كيميائية إنقاذية

شرح كيسلر سبب اعتقاده أن النباتات تتمتع بالذكاء، من خلال استعراض نتائج أبحاثه، التي أجراها مع فريقه العلمي على نبتة  “غولدن رودز” (عصا الذهب) المنتشرة حول العالم.
وحلل الفريق رد فعل هذه النبتة تجاه الخطر المحدق بها، عند تعرضها لهجوم من الخنافس، إذ تبيّن أنها تفرز مادة كيميائية توهم الخنافس أنها تالفة و”غير صالحة للأكل”.
ومن خلال إرسال أصوات وإطلاق مواد كيميائية تفاعلية، تشعر النباتات المجاورة بأن نباتاً قريباً يتم أكله من الخنافس. وعندها تتكيف من خلال النمو بشكل أسرع، وإطلاق المزيد من المواد الكيميائية الدفاعية.

وفي حال كانت النباتات الأخرى بعيدة، فإنها أيضاً قادرة على التقاط مؤشرات التحذير، والتنبؤ بالخطر المستقبلي، والتصرف بناءً على ذلك لإنقاذ نفسها.

مقالات مشابهة

  • دراسة تحسم الجدل.. من يتناول اللحوم أكثر الرجال أم النساء؟
  • دراسة: النباتات تتمتع بذكاء خاص وتتفاعل مع الخطر
  • عرفات.. أبحاث "الأرصاد" تسهم في تقليل حالات الإجهاد الحراري وضربات الشمس
  • أبحاث: أدمغة الرجال تتغير عندما يصبحون آباء
  • دراسة جديدة تكتشف "جوانب خفية" حول تناقص أعداد الحيوانات المنوية في العالم
  • مثل البشر.. دراسة تقترح أن الفيلة الإفريقية تستخدم الأسماء لمناداة بعضها البعض
  • دراسة: المكملات الغذائية تقلل السلوك العدواني
  • دراسة: الدماغ يحاول التنبؤ بالتجارب المستقبلية عند النوم
  • شاهد.. درة تتألق في أحدث ظهور لها
  • دراسة: تغيير بسيط يزيد من احتمالات العيش لفترة أطول