سامي محمد علي يونس

✍️ سامي محمد علي
استراتيجيات العمل الانساني ..في الكوارث و الحروب يقوم العمل الانساني علي توفير الاحتياجات الاساسيه للمنكوبين في ساعات الحروب .
ولعل أهم استراتيجيات العمل الانساني استهداف الشرائح الضعيفة الاكثر تضررا بالحروب .
وتكون هناك حاجه ملحه لإيصال المساعدات للشرائح المستهدفة ،التي يصعب الوصول إليها المحاصرة في مناطق النزاعات النائية البعيده وكذلك للناجين في المناطق الامنه.


حتي المجتمعات المضيفة أيضا تصبح هناك حاجه متزايدة لادخالهم في البرامج الاغاثيه ،لان مراكز الخدمات تصبح أكثر اكتظاظا كالمستشفيات ومراكز تقديم الخدمات الأخري كالمياه وغيرها .
وفي ظل الحروبات والنزاعات تزداد المخاطر التي يتعرض لها عمال الإغاثة وقوافل العمل الإغاثية ،لانها تصبح مستهدفه من المتتفلتين الذين يستهدفون مستودعات وقوافل العمل الانساني .
ويبقي السؤال الاهم حماية القوافل الإغاثية والمدنيين ساعات الحرب مسؤلية من ؟
وللإجابة علي هذا السؤال لابد من النظر علي مناطق سيطرة الأطراف المتنازعين ،فاي طرف مسيطر علي مناطق محدده يقع علي عاتقه حماية المدنيين ما يترتب علي ذلك من خدمات اساسيه وهذه مسؤلية أخلاقية وقانونية منصوص عليها في الاتفاقات الدولية .
ولعل اكبر مشكلة تواجه العالقين في مناطق الصراع هي مستوي الحماية التي يتلقاها المدنيين .
ولأن الشرائح الضعيفه تصبح مهمله ولا احد يلقي لها بالا في الحروب نصت الاتفاقات الدولية علي ضرورة حماية المدنيين ،ولذلك تزداد مسؤلية المجتمع الدولي علي حماية المدنيين وترسل قوات حماية دولية خاصة لتلك المجموعات التي تتعرض لانتهاكات انسانيه وجرائم حرب .
وعلي القادة الميدانيين لأطراف الصراع أن يعلموا أن للحروب قوانين تجرم أي فعل إنساني يسئ للكرامة الإنسانية ،ليس ذلك وحسب ؛ بل حتي عرقلة عملية إيصال المساعدات الإنسانية جريمه لأنها تندرج تحت طائلة تعريض حياة المدنيين للخطر .
ومن أجل ذلك نشأة منظومات امميه مهمتها حماية المدنيين وهناك جماعات حقوقية مهمتها رصد الانتهاكات وترفع تقاريرها الي مجلس الأمن الذي مهمته تحقيق الأمن والسلم العالميين .
وعلي المسؤولين المحليين والقادة في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم إدراك حدود مسؤولياتهم ،حتي طرد الفاريين في المناطق الآمنه فعل يعني بالضرورة تعريض حياة المدنيين الفاريين للخطر .
وعمليات طرد النازحيين من مراكز الايواء يعتبر مسؤلية أخلاقية وقانونية للحكومات الولائية لأن هذه هي دائرة اختصاصها ،وطالما أن هناك مواطنين سودانيين تتعرض حياتهم للخطر تحت أي فعل أو بند ولائي فهو أيضا يعتبر جريمه طالما أنه يعرض حياة من تعرضوا للخطر لمخاطر اكبر .
والسؤال الأهم إذا كانت الحكومه عاجزه عن حماية المدنيين في مناطق نفوذها وسيطرتها فما هي مسؤولياتها في بند حماية المدنيين إذا ؟
بروتوكولات العمل الانساني هي عمليات منظمه ومحمية بالقوانين والدساتير المحلية والدولية ولها جهات اختصاص هذه هي نطاق عملها .
فإذا كانت مفوضية العمل الانساني (Humantarian Aid Committee) ,مهمتها تنسيق العمل الانساني وهو التنسيق بين كافة الوحدات الحكومية من أجل إيصال المساعدات الانسانيه وحماية المدنيين تتبع لوزارة كاملة اسمها وزارة الشئون الإجتماعية لا اعرف تماما ماهو نطاق عملها وإطار اختصاصها طالما أنها عاجزه عن القيام بدورها تجاه مجتمعاتها.
ولعل بند حماية المدنيين جند يندرج تحت مسؤلية جهات حكومية كثيره ،فان تداخل الصلاحيات بين وزارات الحكم الولائية والمركزية إشكالية حقيقية لمواجهة التحديات الآنية ؛
خاصة وأن الجهاز الحكومي عاجز عن القيام بدوره الوظيفي.
اي تلكؤ حكومي في عملية احتواء الازمه الإنسانية يعني بالضرورة أن هناك اشكاليات حقيقية .
ولعل تدخل جهات أمنية نافذه في الشأن الانساني السوداني يوضح الآلية التي تعمل بها مؤسسات الدولة ارتباطها لسياسات الدوله العليا ضاربة بعرض الحائط التحديات الإنسانية الماثله .
ولعل القرارات الاخيره التي راجت بمنع تدفق المعونات الاغاثيه في مناطق سيطرة الدعم السريع ،يوضح بجلاء النظرة اللا إنسانية لمعاناة الآلاف من بني وطني الذين شردتهم ظروف الحرب و العالقين أيضا في مناطق الصراع .
وهناك أيضا نظرة الحكومات الولائية للنازحيين علي أنهم مصدر تهديد أمني ،ومنها قرارات ولائية بمنع حركة ودخول اي شخص لا يحمل هوية لبعض الولايات إشكالية أخري تزيد من معاناة الكثيرين الذين فروا من مناطق الحرب دون أن يأخذوا ابسط متعلقاتهم الشخصية .
بند تفعيل حماية المدنين يجب أن يكون في سلم أولويات المسؤولين ذوي الاختصاص ،اذا كان هنالك مسؤولين في الأساس .
ملحوظة اخيره
يجب ايقاف الحرب
النازحين#يمشو_وين

amiouse149@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العمل الانسانی حمایة المدنیین فی مناطق

إقرأ أيضاً:

إمام فرنسي يبعث رسالة إلى حاخام فرنسا الأكبر.. انتقد صمته عن جرائم الاحتلال

شدد الإمام والخطيب الفرنسي نور الدين أوسات، على أن صمت حاخامات فرنسا إزاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني في غزة "أمر لا يحتمل"، مشيرا إلى أن مستقبل البشرية جمعاء رهن لما يحدث في القطاع من هجمية لم يسبق لها مثيل منذ قرون.

وقال أوسات في رسالة مفتوحة إلى  حاخام فرنسا الأكبر حاييم كورسيا، عبر مدونته بموقع "ميديا بارت" المفتوحة للرأي العام، إن "ما يحدث حالياً في غزة من همجية لم يسبق لها مثيل منذ قرون، في نظر العديد من المراقبين الذين ليس لديهم أي صلة خاصة بالإسرائيليين أو الفلسطينيين، ينطوي على مستقبل البشرية جمعاء. وما يجعل مأساة غزة فريدة من نوعها في التاريخ المعاصر هو أن هذه الحرب الانتقامية والإجرامية بشكل خاص تجري فعلياً أمام أعين الكوكب بأكمله".

وأضاف أن "في مواجهة المذبحة المروعة التي تحدث حاليا في غزة، والهمجية التي لم يسبق لها مثيل منذ قرون، كان صمت حاخامات فرنسا، وعلى رأسهم الحاخام الأكبر، منذ الأسابيع الأولى، إشكاليا، ومع مرور الوقت بعد ما يقرب من 8 أشهر من حرب قصدها الإبادة الجماعية، يصبح هذا الصمت أمرا غير محتمل".

وأشار إلى أنه "منذ 230 يوما تقريبا، يتعرض السكان المدنيون الفلسطينيون في غزة لطوفان من النيران الجهنمية. وبحسب آخر الأرقام، فقد بلغ عدد الوفيات أكثر من 35 ألف شخص، 50 إلى 60 بالمئة منهم من النساء والأطفال. كما أن هذه التفجيرات التي تنفذ بشكل عشوائي ومن دون انقطاع على قطاع غزة تسببت بأضرار مادية في صفوف المدنيين، وهو أمر لم تشهده الإنسانية منذ فترة طويلة. وبعد 90 يوما فقط من بدء غزو غزة، كان هناك 90 مدرسة وجامعة خارج الخدمة تماما؛ وتم تدمير 102 سيارة إسعاف؛ 114 مسجدًا دُمر بالكامل، بالإضافة إلى ثلاث كنائس متضررة جدًا، يُشير الإمام والخطيب الفرنسي".


وتابع نور الدين أوسات في رسالته، أنه "من المؤكد أنه في الماضي القريب، كانت هناك بالفعل هجمات مميتة شنها الجيش الإسرائيلي ضد السكان المدنيين في غزة (ثلاثة عشر هجومًا بين عامي 2008 و2020). يمكننا أن نفترض أنها في كل مرة كانت سريعة ومختصرة نسبيا، وبالتالي لم تترك الوقت للحاخامات للتعليق عليها. ولكن عندما تستمر المأساة لعدة أشهر ويصل عدد الضحايا إلى هذه النسب، فمن الواضح أن هذا الصمت يصبح صاخبا للغاية، بل ويصم الآذان".

وشدد على أنه "في مواقف معينة، نحن نكشف عن آرائنا في كثير من الأحيان من خلال صمتنا أكثر من خلال كلماتنا، كما كتب الشاعر كونستانس دي ثيس، في كتابه أفكار متنوعة  عام 1835".

وقال الإمام الفرسي مخاطبا حاخام فرنسا الأكبر: "اسمح لي، أن أخبرك لماذا أرسل إليك. أنا واحد من بين أكثر من ألف وخمسمائة إمام يعملون في فرنسا. عمري 63 عامًا ولدي خلفية دينية وعلمانية مزدوجة. لقد قمت بإمامة صلاة الجمعة الكبرى في العديد من المساجد في إيل دو فرانس منذ ما يقرب من ثمانية وثلاثين عاما. إن تعليمي وتدريبي الديني وخلفيتي الأكاديمية وفكري المدني يقودني إلى التمييز بشكل واضح جدا بين الإسرائيلي واليهودي والصهيوني. وما زلت اليوم، كما هو الحال دائما، أعارض بشدة أي شكل من أشكال معاداة السامية في خطبي".

أضاف "في أحد مداخلاتي في الأشهر الأخيرة، أمام إخواني في الدين، وجدت نفسي أفصح رسميا عن اعتراف قلت فيه، إذا كانت دولة أو أي كيان يدعي أنه إسلامي قد ارتكب ولو عُشر ما ارتكبته دولة إسرائيل، لو ارتكبت جريمة قتل، لكان من المؤكد أننا كنا مئات الأئمة في فرنسا الذين كانوا سيشعرون بالغضب والتنصل منا بشكل لا لبس فيه".

وأشار نور الدين أوسات، إلى أن المقصود من هذه الرسالة ليس التشكيك ولا الإشارة إلى تمسك حاخامات فرنسا أو عدمه بأفكار المستوطنين أو بسياسات اليمين المتطرف الاستعمارية، "ولكن سؤالي أكثر جوهرية وعمقا، فما أتساءل عنه هو عدم القدرة على التعبير عن أدنى قدر من التعاطف مع المأساة التي لا توصف لعشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، خاصة عندما نقدم أنفسنا بوصفنا رجال الله. إنه بالتأكيد أمر مخيف".


كما انتقد ما أظهره الحاخام من عدم موضوعية في حديثه عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على قناة "بي إف إم"، مشيرا إلى أنه استخدم جدلية مذهلة لتجنب التعبير عن التعاطف الذي كان سيشرفه، ولم يخرج من عدم مبالاته بمعاناة المدنيين الفلسطينيين حتى عندما سأله مدير البرنامج مباشرة عما إذا كان يشعر بالحزن على الضحايا المدنيين الفلسطينيين ليجيب بالقول "من يستطيع أن يفرح بالضحايا؟ من يستطيع أن يسعد بالضحايا المدنيين الذين هم أنفسهم رهائن لدى حماس!".

وأوضح الإمام الفرنسي أنه "عندما يسقط جيش على سكان مدنيين متجمعين بكثافة في منطقة صغيرة، في غضون أسابيع قليلة، ما يعادل ضعف قنبلة هيروشيما في عبوة ناسفة؛ لا يمكننا أن نتحدث عن حرب عادلة، سيدي الحاخام الأكبر لفرنسا. عندما يتم إسقاط آلاف القنابل من طراز مارك 84 التي تزن 2000 رطل، مما يتسبب في دمار منازل السكان الفلسطينيين؛ إنه لمن قبيل الهراء والسخافة أن نتحدث عن "حرب عادلة".

واختتم رسالته إلى حاخام فرنسا، بالإشارة إلى أنه "مع الآلاف من إخوانه في الدين من مسلمي فرنسا، يدعون الحاخام الأكبر إلى موجة من الإنسانية والعدالة في مواجهة مثل هذا الوضع المأساوي الذي تشهده فلسطين، من دون أن يتجاهلوا آلام ومعاناة يهود إسرائيل الذين يتطلعون إلى السلام"، حسب قوله.

مقالات مشابهة

  • حماية لأرزاقنا.. نقابة استقدام العاملات تنفذ وقفة احتجاجية أمام وزارة العمل
  • د.حماد عبدالله يكتب: " الكذب " له ألوان متعددة !!
  • تَمَغْرِبِيتْ والقضية الفلسطينية
  • لقاء بين وفد الدعم السريع و لعمامرة يناقش توصيل المساعدات الإنسانية للمتأثرين بالحرب
  • إمام فرنسي يبعث رسالة إلى حاخام فرنسا الأكبر.. انتقد صمته عن جرائم الاحتلال
  • بعد عصابة التيك توك.. جرائم جنسية مروعة ضد الأطفال تهز لبنان
  • من لبنان.. شكوى إلى الأمم المتحدة ضد إسرائيل بشأن غارة النبطية
  • السلطة المحلية في الحديدة تدين جرائم العدوان الأمريكي البريطاني بحق المدنيين
  • تقرير يكشف تمعّن إسرائيل في جريمة التهجير القسري للفلسطينيين من غزة
  • نتنياهو: فرنسا قتلت مدنيين بالخطأ في حفل زفاف في مالي لكنني لن أصف ماكرون بمجرم حرب (فيديو)