فنانون ينعون الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
غيب الموت الشاعر الأمير السعودي بدر بن عبد المحسن صباح اليوم السبت عن عمر يناهز 75 عاما، إثر وعكة صحية مر بها الآونة الأخيرة، وكان يتلقى العلاج في أحد المستشفيات بالعاصمة الفرنسية باريس حيث وافته المنية.
ونعاه عدد كبير من الفنانين والشعراء في الوطن العربي، وتداول الجمهور آخر تغريدات الشاعر الراحل عبر منصة إكس، التي كتب فيها: "الناس ما همَّها ظروفك.
الناس ما همَّها ظروفكْ
كود الذي يحزن لغمّكْ
وإن شلت حملك على كتوفكْ
بتموت ما احدٍ ترى يمّكْ
— بدر بن عبدالمحسن (@albadr) April 29, 2024
وعبّرت المطربة الإماراتية أحلام عن حزنها على رحيله في أكثر من تغريدة عبر حسابها على منصة إكس.
فكتبت: "انطفى ضي الحروف".
انطفى ضي الحروف ???? #بدر_بن_عبد_المحسن pic.twitter.com/903KhubV2I
— A H L A M ~ ♥️ ~ أحلام (@AhlamAlShamsi) May 4, 2024
ونعته وقالت: "إنا لله وإنّا إليه راجعون، قدّر الله، وما شاء فعل، اللهم اغفر لعبدك البدر بدر بن عبد المحسن وارحمه واجعل ما أصابه من مرض تكفيرًا له، وارفع درجته في الجنة، وألهمنا الصبر".
كما نعاه الفنان الإماراتي حسين الجسمي عبر تغريدة قال فيها: "اللهم اغفر لعبدك بدر بن عبد المحسن وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، إنا لله وإنا إليه راجعون".
ووصفت المطربة نوال الكويتية الشاعر الراحل بالأب الكبير والصديق، وكتبت عبر حسابها على منصة إكس: "ستبقى دائما في قلوبنا وقلوب كل من يحبونك. رحم الله الأمير بدر بن عبد المحسن وأسكنه فسيح جناته. خالص العزاء لأسرة الأمير بدر بن عبد المحسن ولأسرة آل سعود الكرام".
رحل الأمير الشاعر الكبير، الصديق والأب والقريب
ستبقى دائما في قلوبنا وقلوب كل اللي يحبونك
رحم الله الأمير بدر بن عبدالمحسن واسكنه فسيح جناته
خالص العزاء لأسرة الأمير بدر بن عبدالمحسن ولأسرة آل سعود الكرام
إنا لله و إنا اليه راجعون#بدر_بن_عبدالمحسن pic.twitter.com/lJtSn4q3zF
— نوال الكويتية (@NAWALalq8iya) May 4, 2024
وقدم المطرب والملحن السعودي عبادي الجوهر العزاء لأسرته وكتب: "رحم الله الأمير الشاعر صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن وغفر له وأسكنه فسيح جناته".
رحم الله الأمير الشاعر صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن وغفرله واسكنه فسيح جناته .
عزائي لأسرته الكريمة وأبنائه ولآل سعود الكرام . pic.twitter.com/27KgU8t4bU
— عبادي الجوهر (@abadialjohar1) May 4, 2024
"وانطفى ضي الحروف والمسافر راح" بهذه الكلمات نعاه المطرب راشد الماجد، الذي قال إن العالم العربي فقد قامة ومدرسة شعرية وثقافية كبيرة، وكتب عبر حسابه على منصة إكس: "رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن، نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته".
" إنطفى ضيّ الحروف .. والمسافر راح "
ٰ
رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير#بدر_بن_عبدالمحسن
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته
فقد العالم العربي قامة ومدرسة شعريّة وثقافية كبيرة.
خالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد و ذويه
وللشعب السعودي والعربي ولكل محبيه.
إنا… pic.twitter.com/ZLT1Tc5b3w
— راشد الماجد (@RashedTV) May 4, 2024
ونعته أيضا المطربة أنغام التي كتبت: "يا رب، اغفر له وارحمه، خالص العزاء لعائلته، أحزنني جدا خبر رحيلك".
يارب اغفر له وارحمه .. خالص العزاء لعائلته .. صاحب السمو الأمير الشاعر #بدر_بن_عبدالمحسن احزنني جدا خبر رحيلك انالله وانا اليه راجعون pic.twitter.com/Ab1jZUoloK
— Angham (@Angham) May 4, 2024
وكتب الشاعر نايف الرشيدي: "ذبلت أنوار الشوارع وانطفى ضيّ الحروف، رحل البدر؛ بدر الشعر والأدب والجمال، بالعجز اللغة ووجع شعور عن وصف رحيله.. اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنه".
أما الشاعر محمد جبر الحربي، فكتب: "علمت قبل قليل بانتقال الإنسان والأخ والصاحب ومحب الجميع ورفيق الرحلة صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن بن عبد العزيز إلى جوار ربه فجر اليوم في باريس".
ويعد الأمير السعودي بدر بن عبد المحسن أحد أبرز رواد الشعر الحديث في الجزيرة العربية، وله نصوص أدبية وغنائية جمعت بين الواقع السياسي والاجتماعي في المملكة، وبين الغزل والفخر والرثاء.
وقد ولد الشاعر الراحل في الثاني من أبريل/نيسان 1949، وتنقل في دراسته بين السعودية ومصر، كما درس أيضا في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، ونشأ في منزل مهتم بالعلم والأدب، حيث ضمت مكتبة والده عديدا من الكتب، مما جعله منفتحا على العلم منذ صغره، وأحب الشعر والأدب.
وقد تزامل مع عدد من الشعراء في المملكة، منهم محمد العبد الله الفيصل، وعبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز آل سعود، ومحمد بن أحمد السديري، وآخرون.
الشعر الغنائيوتغنى بقصائده عديد من المطربين والمطربات في الوطن العربي، فغنى له طلال مداح أغنيات مثل "ما أطولك ليل" و"الهوى لو تمنى" و"عطني المحبة"، وغنى له الفنان محمد عبده "صوتك يناديني" و"الرسايل" و"ردي سلامي" و"لا تجرحيني" و"أنا حبيبي" و"رسالة إلى من يهمها أمري" و"عطني في هواك الصبر" و"ما بقى لي قلب".
وقدم الراحل أشعاره للمغني عبادي الجوهر "كأنك حبيبي" و"كلهم راحوا" و"المرايا" و"كفاك غرور" و"ليلهم طال"، ومع الفنان عبد المجيد عبد الله "تخيل" و"موت وميلاد".
وقدمت نوال الكويتية قصائده "لا تجي الليلة" و"أنت ولا الموت"، وغنى له المطرب عبد الله الرويشد "وحدك لي" و"نسيت الزمن" و"أنتي حلم"، وخالد عبد الرحمن "عقد وسوار" و"ليل التجافي" و"عود الليل"، أما راشد الماجد، فغنى له "المسافر" و"الحل الصعب" ، وغنى له المطرب كاظم الساهر "البتول" و"ناي" و"صور" و"الجريدة" و"ممكن توصلني"، وصابر الرباعي "لا أنت حارس للنجوم"، كما تعاونت معه أيضا المطربة نجاة الصغيرة التي غنت من أشعاره أغنيتها "موال الشوق"، أما أصالة فغنت من أشعاره "أعلق الدنيا" و"أوقات" و"وش كنت أقول"، وماجد المهندس "جفن الليل".
وإلى جانب الغناء العاطفي قدم أيضا عددا من الأوبريتات الوطنية، منها أوبريت "فوق هام السحب" و"سيوف العز" و"حدثينا يا روابي نجد" و"الله أحد" وقدمها المطرب محمد عبده، و"عز الوطن" و"صرخة" لطلال مداح، وقدم أوبريتات الجنادرية مثل "وقفة حق" و"فارس التوحيد" و"وطن الشموس" و"مملكة الحب والسلام".
وإلى جانب الشعر والغناء، له تجربة في كتابة السيناريو والتأليف الدرامي من خلال مسلسل "توق" الذي صدر عام 2011.
البدر المكتملوخلال مشواره الممتد، عُيّن الأمير السعودي بدر بن عبد المحسن في منصب رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون، ورئيسا لتنظيم الشعر بالمملكة.
تم تكريم الشاعر الراحل في عدد من المناسبات، ففي عام 2019 كرمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ومنحه وسام الملك عبد العزيز، وفي العام نفسه كرمته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بالتزامن مع اليوم العالمي للشعر نظرا لإسهاماته الشعرية.
والهيئة العامة للترفيه بالمملكة كان لها إسهامها في تكريم بدر بن عبد المحسن، إذ خصصت لتكريمه ليلة غنائية بعنوان "ليلة الأمير بدر بن عبد المحسن: نصف قرن والبدر مكتمل"، وقد حاز خلال مشواره على عديد من الألقاب، منها "مهندس الكلمة" وأحد رواد الشعر الحديث.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الأمیر بدر بن عبد المحسن الأمیر بدر بن عبدالمحسن الشاعر الراحل الأمیر الشاعر خالص العزاء فسیح جناته عبد العزیز منصة إکس pic twitter com آل سعود
إقرأ أيضاً:
مواهب شعرية في الظل
لدينا الكثير من المبدعين في مجالات الثقافة، والأدب، يشتغلون في الظل، ويعملون بصمت على مشاريعهم الثقافية الشخصية، بعيدا عن الضجيج، لا يعيرون الظهور الإعلامي اهتماما، ولا يلتفتون إلى شهرة أو أضواء، يعيشون مع إبداعاتهم ولا يدخلون في معارك كلامية وهمية، يكتبون دون أن يثيروا التفات أحد، وينسجون نصوصا أدبية وشعرية غاية في الروعة والجمال، ورغم ذلك يعتقدون أنهم ما زالوا في طور النشأة والتكوين، وأن ما يكتبونه مجرد بدايات، ربما يكون ذلك الشعور نوعا من التواضع الأخلاقي، ولكنه قد يتحوّل بمرور الوقت إلى شيء من عدم تقدير الذات، وهذا هو الجانب المظلم في الأمر.
أحيانا أجلس مع صديق قديم، دون أن أدري أنه شاعر، هو لم يحدثني قط عن الشعر، ولم يُلفت انتباهي يوما إلى هذا الجانب، وفي لحظة بوح، يقول بيتا شعريا رائعا، وغير اعتيادي، أسأله: «لمن هذا البيت»؟، فيجيبني بعد تردد: «إنه لي»، أعتقد أنه يمزح، ولكن تتضح الحقيقة بعد الحوار، صديقي شاعر «مبدع»، لديه تجربة خاصة جدا، لم يبح بها لأحد، ولم يسكبها إلا على الأوراق، أو احتفظ بها في ذاكرته، أسأله: «لماذا لا تنشر نتاجك في وسائل الإعلام، أو وسائل التواصل؟».. يجيب بتواضع جم : «هي مجرد محاولات، لا ترقى للنشر»!!..
في إحدى الأمسيات، التقيت بشاب ضمن الحضور، وبعد أن تبادلنا الحديث السريع، ذكّرني بأنه كان على تواصل معي في نهاية التسعينيات، وأنه نشر في صفحة الشعر ـ في تلك الفترةـ نصين أو أكثر، طلبت منه أن يذكّرني بأحد نصوصه، ألقى عليّ نصا من أروع ما سمعتُ، أبهرني ذلك الشاب، سألته أن يعاود التواصل مع النشر، ووعدني خيرا، ولكن تساءلتُ في نفسي عن سبب عدم ظهور مثل هذه المواهب، وسبب عدم اهتمامها بالتواصل مع وسائل النشر المختلفة، ولماذا هم ينكرون ذواتهم إلى هذه الدرجة من التقزيم؟..
في البادية، وعلى الجبل، وعلى الساحل، وفي المدينة كثير من المبدعين الذين يحتاجون إلى اكتشاف مواهبهم، وأعتقد أن الوقت أصبح مواتيًا لمثل هذه الخطوة، وذلك من خلال برامج شعرية إعلامية، سواء رسمية أو خاصة، تقوم باستقطاب مثل المواهب، وتصديرها إلى المشهد الإبداعي، وعدم إهمال هذه الطاقات الشبابية التي أهملت نفسها بقصد أو دون قصد، والتي لم تجد من يأخذ بيدها، أو تلك التي لا تعرف كيف تستثمر موهبتها، أو التي تحتاج إلى مجرد دعم معنوي، وتحفيز إعلامي، وستظهر أمام أعيننا مواهب، وطاقات إبداعية، ذات إمكانات غير طبيعية، تعيش في الظل، وبعيدا عن صخب الشعر، وضجيج الشعراء الذين يملؤون محطات التواصل الإعلامي والاجتماعي، ولكنهم لا يقدمون إلا صراخ الإلقاء، والقليل من الإبداع.