من فشل إلى فشل.. أكاديمي إسرائيلي ينتقد استمرار الحرب وثمنها الباهظ
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
لم يعد سرا أن قادة الاحتلال يسعون للبقاء فيما يعتبرونها "حربا أبدية" ضد الفلسطينيين في غزة، وهذا ما تريده الحكومة ونخبتها الأمنية والعسكرية، دون توقف، ولو ليوم واحد، بهدف تحقيق تصورات اليمين المتطرف المسيحاني الذي يسيطر على الحكومة المتعصبة، رغم أنها من أوصلت الاحتلال لهذا الوضع الرهيب، لكن القناعة السائدة في أوساط الإسرائيليين أن نهاية الحرب تعني هي نهاية الحكومة، ونهاية الحياة المهنية لجميع النخبة العسكرية الحالية والعديد من المنظومات الأمنية والاستخبارية.
وأكد عالم الاجتماع الإسرائيلي، عامير عكيفا سيغال أن "نهاية حرب غزة تعني الذهاب إلى انتخابات جديدة سيُهزم فيها اليمين، ونهاية الحرب تعني تشكيل لجنة تحقيق معمقة وصارمة ستنهي الحياة السياسية والأمنية والعسكرية لأقطاب الدولة الحاليين، ونهاية الحرب تعني إجراء تغيير عميق في كل المفاهيم الأمنية الإسرائيلية، بحيث يتغير النظام الأمني، وغيرها وغيرها من النتائج المتوقعة، لذلك هناك من يشعر بالقلق من عدم استمرار الحرب على كل الجبهات الممكنة".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أنه "في السابع من أبريل علمنا أن جميع وحدات الجيش تقريبا غادرت قطاع غزة، وهذا يعني أن الحرب انتهت، وكان من المناسب الإعلان عن نهايتها، إلى أن ظهرت الوعود التي لا تنتهي حول العملية في رفح، بحيث بدت وكأننا أمام الحرب الأطول والأكثر قسوة وفشلاً في تاريخ الاحتلال، لأنه بعد كل هذه الشهور الطويلة من الحرب فلا تزال حماس تسيطر على القطاع، وتعود إلى شماله، فيما تعيش إسرائيل وضعا أكثر كآبة وصعوبة من أي وقت مضى".
وأشار أنه "رغم ذلك، فإن الإعلان عن نهاية الحرب لم يصل بعد، ولا يبدو أن ذلك سيتم من قبل الحكومة والنخبة الأمنية التي جلبت الوضع الحالي على الإسرائيليين، لأنها تجرّ الدولة إلى حرب أبدية، شاملة، ضد الجميع: غزة ولبنان والضفة وإيران واليمن، ومشاجرات مع الإدارة الأمريكية، وتصريحات لا أساس لها من الصحة تذكرنا بما أعلنته ألمانيا في الثلاثينيات، وحتى في المناطق التي يهاجمنا فيها الأعداء، فإن إسرائيل تنتج هجومًا بالفعل من تلقاء نفسها، من خلال تنفيذ عدوانات متواصلة في الضفة وسوريا ولبنان حتى يردوا علينا ضربة بعد ضربة".
وأكد أن "حرب غزة التي بدأت في السابع من أكتوبر الشهير بدأت بخسارة الاحتلال، وصاحبها إذلالا عميقا لم يتعافى منه، ولن يتعافي منه لفترة طويلة رغم محاولاته لتغييب شعوره بالذلّ، أو من أجل استعادة الردع، وعلى وقع تغريدات القاعدة اليمينية المتطرفة، انطلقت الحكومة الحالية في هذه الحرب الفاشلة، ورغم اعتقاد كثير من الإسرائيليين أن هناك إمكانية لهزيمة حماس في هذه العملية العسكرية الطويلة، لكن ذلك لم يتحقق على الإطلاق، ويبدو أننا أمام مهمة مستحيلة، رغم أن ذلك كان ينبغي أن يكون واضحا أمام جيشنا الفاشل".
وأضاف أنه "من الأفضل ألا نتوقع من الحكومة الحالية القدرة على تنفيذ مثل هذه العملية الاستراتيجية المعقدة في غزة، رغم قسوتها الواضحة والدمار الشامل الذي لحق بقطاع غزة، بما فيها المقابر الجماعية، والمباني المنهارة، والأزمة الإنسانية الفظيعة، لكن حماس لا تزال تسيطر على القطاع، وفي الوقت نفسه أهداف الحرب لم تتحقق، رغم مقتل مئات الجنود، ومئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب، وحكم عليهم أن يعيشوا مرحلة ما بعد الصدمة، وأضرار اقتصادية رهيبة، حتى أصبحت إسرائيل أكثر فأكثر مصابة بالجذام من وجهة نظر العالم".
وأوضح أن "الفشل الإسرائيلي لم يقتصر على جبهة غزة، فالجبهة الشمالية أيضاً شهدت تدمير العديد من المستوطنات على الحدود اللبنانية، ولم يعد مستوطنوها لديارهم، وليس من الواضح متى سيعودون، وهكذا تم إجلاء مئات آلاف الإسرائيليين من منازلهم خلال الأشهر الماضية، وهذا الإخلاء جزء من الفشل والخسارة الفادحة التي مُنيت بها إسرائيل مؤخرا، وكل ذلك يؤكد أن أيّاً من أهداف الحرب لم تعد صالحة، رغم الاعتقاد الشائع أن الحصول على الأمن يحصل كلما سنحت الفرصة لقتل أو ترحيل المزيد من الفلسطينيين".
وكشف أن "عودة المختطفين من أسر حماس لا تهم الحكومة الحالية، على العكس تماما، فقد بدا أنها العائق الرئيسي أمام عودتهم، وقد تخلت عنهم، وما زالت تتخلى، ولعل أشرطة الفيديو التي تصدرها حماس حول المختطفين دليل على إهمال وفشل الحكومة الحالية والنخبة الأمنية في الدولة تجاههم، في ضوء تردي علاقاتنا الدولية، ووضعنا الدولي، والتماسك الاجتماعي الهشّ، بسبب الحرب الأبدية الحالية التي أسفرت عن الانهيار الاقتصادي الناشئ، والأضرار التي تسببت بها هذه الحرب للمجتمعات اليهودية في العالم، وعلاقتها بإسرائيل".
يمكن الخروج باستنتاج حقيقي من هذه القراءة الإسرائيلية مفاده أن كل من لديه عين في رأسه يفهم اتجاه الانهيار الحتمي لهذه الحرب الطويلة والمرهقة، التي حققت إنجازا واحدا وهو أن هذه الحكومة لا تزال في السلطة، وبنيامين نتنياهو لا يزال جالسا على عرشه، ويمكنه ترميم حمام السباحة، أو التسكع في المنزل، وكل ذلك من أجل عدم وقف هذه الحرب التي تكلف الإسرائيليين والفلسطينيين ثمنا باهظا، الأمر الذي يدعو للإطاحة بهذه الحكومة التي ارتكبت كل سلسلة الإخفاقات والخسائر، وتقود الاحتلال من فشل يتلوه فشل في حرب غير ضرورية وفاشلة وكارثية للجميع.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال الحرب انتخابات الاحتلال انتخابات الحرب المين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحکومة الحالیة نهایة الحرب هذه الحرب
إقرأ أيضاً:
أخنوش : الحكومة ملتزمة بمواصلة تنزيل المشاريع التي بدأت بفك العزلة عن جهة كلميم وادنون
زنقة 20. كلميم
أفاد عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت بكلميم، أن البرنامج الملكي لتنمية الأقاليم الجنوبية، أعطى تموقعا للجهة، عبر عدة مشاريع كبرى مهيكلة تم إنجازها وأخرى ستُنجز، منها الطريق السيار تيزنيت-الداخلة، ومحطات تحلية المياه التي ستسقي أزيد من 10 آلاف هكتار بالجهة، والتي ستغير وجه الجهة
في هذا الإطار، عبّر رئيس التجمّع الوطني للأحرار، عن سعادته بالالتقاء من جديد مع سكان الأقاليم الأربعة لجهة كلميم-واد نون (كلميم، سيدي إفني، طانطان، آسا الزاك)، المعروفة بوطنيتها الصادقة وحماسها الدائم لخدمة الوطن.
وذكّر أخنوش بأنّه زار كلميم في مناسبات سابقة لا تقلّ عن خمس مرات، لكنّه أكّد أنّ مستوى لقاء هذا اليوم أعلى بكثير، سواء من حيث عدد الحاضرين أو من حيث نوعية المشاركين، مردفا “فقد شهدت المحطة الثالثة من الجولة الوطنية “مسار الإنجازات” مشاركة ثمانية وزراء، وأكثر من نصف أعضاء المكتب السياسي للحزب، إضافةً إلى برلمانيين، ومستشارين، ومناضلين، الأمر الذي يعكس أهمية الموعد وحرص القيادة على الإنصات المباشر للمواطنين”.
ونوّه أخنوش بالجهود التي تبذلها رئيسة الجهة مباركة بوعيدة، كما استحضر العمل “الكبير والتأسيسي” لرموزٍ تجمعيين في المنطقة؛ من بينهم الراحل الحاج علي بوعيدة، إلى الجيل الجديد الذي تمثله النائبة البرلمانية نادية بوعيدة.
وبهذه المناسبة، استرجع أخنوش تجربته سنة 2007 حين كان عضواً في المجلس الإقليمي لتيزنيت برئاسة التجمعي العربي أقسام، ثم فترة رئاسته لمجلس جهة سوس-ماسة، حيث أُنجزت مشاريع تنموية عديدة في سيدي إفني التي كانت آنذاك تابعة لجهة سوس ماسة درعة.
وشدّد رئيس التجمع الوطني للأحرار، على أنّ المسار الحقيقي للإنجازات العظمى انطلق في عهد جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي “يحب المنطقة ويعطف على سكانها”. وقال إنّ الحكومة تعمل بثقة ومصداقية على تنزيل مختلف المشاريع الملكية، وفي مقدمتها البرنامج الملكي لتنمية الأقاليم الجنوبية، الذي أعطى الجهة تموقعاً جديداً بفضل مشاريع مهيكلة من قبيل الطريق السيار تيزنيت–الداخلة، ومحطّات تحلية المياه التي ستسقي أكثر من 10 آلاف هكتار وستُحدث تحوّلاً كبيراً في الجهة.
في قطاع التعليم، أوضح أخنوش أنّ الدولة قامت بإصلاحات وُصفت بالثورية من قِبل منظمات دولية كبرى، مشيراً إلى أن برنامج “مؤسّسات الريادة”، بلغ بالجهة حوالي 80 مدرسة رائدة، وسيُضاف إليها قريباً 10 ثانويات إعدادية، على أن تعمم على مختلف أقاليم الجهة في المرحلة المقبلة، لتكون الأولى على الصعيد الوطني في هذا المجال.
وعلى مستوى قطاع الصحة، قال أخنوش “ابتداءً من سنة 2029، ستبدأ كلية الطب بكلميم في تخرّج ما لا يقل عن 100 طبيب سنوياً، أي 500 طبيب في خمس سنوات، وألف طبيب في عشر سنوات، وهو ما سيعود بالنفع المباشر على الأقاليم الأربعة لجهة كلميم-واد نون”.
وبهذه المناسبة، شدّد رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار على أنّ جهة كلميم واد نون، ستعرف في السنوات المقبلة حركيةً تنمويةً قويّة بفضل العناية المولوية المستمرة من صاحب الجلالة، نصره الله.
وفي ما يتعلق بالحكومة، أكد أخنوش أن “الحكومة منسجمة وتشتغل بجدّ، وتضمّ كفاءات عالية، وهي حكومة منبثقة من أغلبيّة تريد الخير للبلاد وتطمح لدفعها إلى الأمام”.
ولفت إلى أنّ الإنجازات التي يجري الحديث عنها في جولة “مسار الإنجازات” ليست مكاسب حزب التجمّع الوطني للأحرار وحده، بل هي ثمرة عمل الحكومة والأغلبية برمّتها، تنفيذاً للتعليمات السامية لجلالة الملك.
ونوّه أخنوش بمستوى النقاش الذي يشهده برنامج “نقاش الأحرار”، حيث أشار في هذا الصدد إلى متابعته الدقيقة هذه المبادرة، مؤكّداً أنّ الوزراء والمواطنين يتابعون محتواها كذلك. وقال: “لا نحضر إلى نقاش الأحرار لنقول إنّ كلّ شيء على ما يرام؛ بل جئنا لننصت إليكم”، داعيا المشاركين إلى التعبير بحرية، واعداً بأن حكومة “المعقول” ستأخذ كل الملاحظات بعين الاعتبار وستعمل على تنفيذ الأوراش التي ينتظرها المواطنون.
في الختام، أكد أخنوش أن “مسار الإنجازات” ليس مجرّد شعار، بل خطة عمل ميدانية تُترجِم رؤى جلالة الملك، نصره الله، إلى مشاريع ملموسة، وأنّ جهة كلميم-واد نون على موعد مع مستقبل زاهر بفضل تعاون الساكنة، واجتهاد مسؤوليها، ودعم الدولة.