صحيفة الاتحاد:
2024-06-16@12:54:19 GMT

الصورة الفوتوغرافية كتابة ضوئيّة للعالم

تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT

محمد نجيم (الرباط)

أخبار ذات صلة محمد خليفة المبارك يكتب: المنطقة الثقافية في السعديات.. إرثٌ حيٌ لزايد المؤسس «تريندز».. يعزز التواصل البنّاء بين الثقافات

عن دار خطوط وظلال صدر حديثاً كتاب «الفوتوغرافيا المعاصرة.. من التصوير إلى التشكيل» للفنان التشكيلي والباحث المغربي إبراهيم الحيْسن وهو كتاب مرجعي كتاب ضم أربعة أقسام تسلط الضوء على تاريخ الفوتوغرافيا والبدايات التي تأسس عليها هذا الفن، كما يشتمل على مباحث أخرى عن مدارس وثيمات الفتوغرافيا عبر الغوص في تصوير المعمار وعلاقتها بمدرسة «الباوهاوس».

كما يبحث الكتاب في فوتوغرافيا الطبيعة، وفوتوغرافيا الوجه، وفوتوغرافيا الموضة واللباس، فوتوغرافيا الشارع، فوتوغرافيا الصحراء، مصوِّري الفنانين، مصوِّري البحر، مصوِّري الحيوانات، فوتوغرافيا الحرب، وغيرها الكثير.
إن الصورة الفوتوغرافية، بحسب الدكتور دخيل قويعة في كلمة الغلاف، تنخرط بوصفها كتابة ضوئيّة للعالم، في مسار التّاريخ، وبنفس القدر تكتسب تاريخها الخاص الذي يروي قدراتها التعبيريّة والجماليّة ويبرهن على ممكناتها الإبداعيّة.
الكتاب الذي بين يدينا «الفوتوغرافيا المعاصرة - من التّصوير إلى التّشكيل»، ثمرة جهد تأمّلي ونقدي في تدبّر التّحوّلات التي مرّت بها الفوتوغرافيا من جهتين، من جهة أنّها تقنية ثمّ من جهة أنّها فنّ في علاقة بالفنون التشكيليّة الحديثة والفنون البصريّة المعاصرة. إذ لا ريب، يقول المؤلف: مثلما أن هذه الصّورة الفوتوغرافيّة ابنة للّوحة الزّيتيّة التي ظهرت ملامحها مع عصر النّهضة الإيطاليّة وأنّ هندسة تناسبات المشهد بها تستمدّ مبادئها من هندسة الموضوع داخل الإطار كما ركّزه فنّانو الكواتروشانتو مثلاً، فإنّ السّينما، بما هي فنّ الصّورة التي تتحرّك، هي ابنة الفوتوغرافيا ذاتها ومن بعدها الصّورة المتلفزة والفيديو الفنّي وغير ذلك من أشكال التّصوير الضّوئي...وصولاً إلى الصّورة الرّقميّة وممكناتها داخل أنظمة البرمجيّات الذّكيّة.
بالنّظر إلى التطوُّر الإبداعي والتقني الذي شهده على مدى عقود كثيرة، يصحُّ القول، حسب رأي المؤلف، كون الفن الفوتوغرافي الحديث والمعاصر تجاوز تجارب البداية والتأسيس، وأمسى إبداعاً متطوِّراً استفاد كثيراً من التحوُّلات الثقافية والعلمية والتكنولوجية والاقتصادية التي يشهدها العالم. زد على ذلك، تحرُّر الفنانين الفوتوغرافيّين وتخلُّصهم من سُلطة المواضيع الكلاسيكية والثابتة المتمثلة في التصوير التوثيقي بمفهومه التقليدي المرتبط بالذكريات، الفردية والجماعية، حيث صاروا يُعالجون ويقاربون بصرياً مواضيع وقضايا جديدة منسجمة مع الرَّاهن، وأخرى مفاهيمية وتجريدية لا تنفصل عن مقاصد ورهانات الحداثة الفنية وما بعدها.
قادت كلّ هذه الابتكارات إلى توسيع دائرة الفن الفوتوغرافي، حيث تنوَّعت الأساليب والتقنيات والمواضيع والقضايا التي قاربها الفوتوغرافيون المعاصرون على نحو مفاهيمي ممتد كرَّس مكانة الفوتوغرافيا داخل مجال الفنون التشكيلية والبصرية على حَدٍّ سواء، وذلك منذ أواخر ستينيات القرن العشرين التي شهدت ولادة مرحلة أساسية من نقاط الالتقاء بين الأنماط المفاهيمية للفن والتصوير الفوتوغرافي الفني التي أرسى دعائمها الأولى فوتوغرافيون كبار يُوجد في طليعتهم الفنانان الألمانيان بيرند بيشر وزوجته هيلا بيشر، واللذان اشتهرا بصورهما الأمامية للمنشآت الصناعية، مما شجّع على إدخال الفن الفوتوغرافي إلى عالم الفن التشكيلي. بذلك، صارت الفوتوغرافيا أكثر شيوعاً ودينامية، متجاوزة حدود الزّمان والمكان بشكل غير مسبوق في تاريخ الفن، خصوصاً في ظلِّ إمكانية خلق المتاحف الافتراضية والتفاعلية التي فتحت مساحات واسعة لانتشار الصورة الفوتوغرافية على أوسع نطاق.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الفوتوغرافيا التصوير الثقافة ة التی

إقرأ أيضاً:

"هل قطع الأشجار السبب؟".. خبراء يردون على تقرير حول نذير شؤم للعالم ينطلق من مصر

رد خبراء مصريون على تقرير وكالة "بلومبرغ" حول شعور خبراء الأرصاد في مصر بالقلق تجاه أن يكون هذا الصيف أكثر قسوة من العام الماضي، ويحدث دمارا في الحياة اليومية.

إقرأ المزيد "مصر نموذجا".. بلومبيرغ تطلق تحذيرا لاقتصادات العالم

وقال المتخصص في علوم الطقس والمناخ جمال عبد الحليم في حديث لـRT إن الخرائط الجوية والتوقعات بعيدة المدى تشير إلى احتمالية تأثر مصر بأجواء صيفية اعتيادية وليست متطرفة فقط شهر يونيو الذي جاءت فيه درجات الحرارة أعلى من معدلاتها الطبيعية بقيم ملحوظة.

وتابع عبد الحليم: "في حين تشير التوقعات الخاصة بشهر يوليو 2024 أن الحرارة ستكون حول معدلاتها الطبيعية، بارتفاع طفيف على محافظات جنوب الصعيد مع ارتفاع نسب الرطوبة السطحية شمال البلاد والقاهرة وحتى شمال الصعيد، والتي بدورها تعمل على زيادة الإحساس بحرارة الطقس مع سيطرة منخفض الهند الموسمي".

ونوه الخبير المصري المتخصص في علوم الطقس بأن توقعات أغسطس 2024 تشير إلى أنه قد يكون أفضل حالا من ناحية درجات الحرارة، حيث تبقى درجات الحرارة حول معدلاتها الطبيعية، مع ارتفاع طفيف عن المعدل على مناطق جنوب الصعيد وجنوب سيناء.

وأشار إلى أن الظاهرة الأبرز والأكثر تأثيرا على مناخ مصر خلال الصيف المقبل هي ظاهرة اللانينا المناخية التي تتشكل وسط وشرق المحيط الهادي الاستوائي، في الغالب ينعكس تأثيرها على مصر وكما هو معتاد في سنوات سابقة بأن حرارة الصيف تكون حول معدلاتها، المشكلة فقط في ارتفاع نسب الرطوبة السطحية شمالي البلاد.

وأكد أيضا أنه من نتائج تأثيرات اللانينا المناخية هو ارتفاع معدلات الأمطار في منطقة المنابع الإستوائية وهضبة إثيوبيا خلال شهور الصيف، وهو ما يعد إيجابيا بالنسبة لمصر حيث يعمل ذلك على ارتفاع منسوب فيضان نهر النيل، وهو ما يساعد مصر على تلبية احتياجاتها المائية بشكل كافي.

واختتم قوله: "مما لاشك فيه أن هناك فعليا خلل في معدلات الأمطار، درجات الحرارة في مناطق مختلفة حول العالم، وهو ما يؤثر سلبيا على الإنتاج الزراعي وتضرر العديد من المحاصيل كما حدث سابقا في البرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية واستراليا وغيرها، وتضرر المحاصيل ونقص الإنتاج الزراعي بالكاد سيؤدى الي ارتفاع أسعار الغذاء عالميا.

من جانبه، قال مستشار وزير التموين الأسبق والأستاذ بجامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين إنه في ظل هذه الظروف المناخية الصعبة فوجئ الجميع في مصر بصور لحملة غير مبررة لقطع الأشجار المعمرة، مضيفا أن هذا الأمر لا يوجد مبرر منطقى له وفي دولة صحراوية مثل مصر ثمثل الصحاري فيها 93% ولا تزيد مساحة الأراضي الزراعية عن 3.5% فقط من إجمالي مساحتها وبالتالي فهي في حاجة إلى كل شجرة قائمة وينبغي زيادتها دوريا كمسطح أخضر لا يكلف الدولة أي مياه إضافية حيث تعيش هذه الأشجار منذ القدم على المياه الجوفية القريبة بعمق متر ونصف في المدن والقرى المحيطة بالأرض الزراعية بمساحة 3% من مساحة مصر.

وتابع: "حرص المصريون منذ عقود طويلة بالتشجير حول جوانب الترع والمصارف وفي المدن المقامة على نهر النيل الذي يخلق مساحة من المياه الجوفية السطحية تمتد لعشرات الكيلومترات على جانبي ضفتي النهر".

ونوه الخبير المصري إلى أنه ضاعت المسؤولية بين المحليات وأجهزة الحكم المحلي وبين وزارتي الزراعة والري حيث نفت وزارة الزراعة مسئوليتها عن الأمر وقالت أن الحدائق التي تتبعها وأهمها حديقتي الأورمان والحيوانات لم يتم تقطيع أي أشجار فيهما وأن مايتم هو تقليم سنوي تقليدي لإزالة الفروع القديمة التي شاخت وإحلالها بفروع جديدة شابة تعيش طويلا وتزيد من مساحة الظل أسفل الأشجار، كما نفت المحليات مسئوليتها عن إزالة أشجار ومساحات خضرية من حديقة الميريلاند وإحلالها بمحلات تجارية وكافيها قام الناشطون المحافظون على البيئة بوضع صورها على شبكات التواصل الاجتماعي ومعها حدائق أنظونيادس والساعة وغيرها بمحافظة الإسكندرية.

وأكد مستشار وزير التموين الأسبق والأستاذ بجامعة القاهرة الدكتور نادر نور الدين لكن لم يتطرق أي مسئول حكومي للرد على قطع أشجار الشوارع في الأحياء الراقية والقديمة حتى لا يقع تحت المسئولية. فمن المعروف أن لكوكب الأرض ثلاث رئات تحافظ على حياة البشر وهي المياه المالحة للبحار والمحيطات والتي تمتص كميات هائلة من غاز ثاني أكسيد الكربون والتي وصل بها الأمر إلي تحمض مياهها بسبب ما أمتصته من الغاز وتحوله إلى حامض كربونيك يقتل الأسماك ويمسح الألوان الزاهية للشعاب المرجانية الجاذبة للسياحة، ثم الرئة الثانية للغابات والأشجار المعمرة، ثم الرئة الثالثة لجليد القطبين الشمالي والجنوبي والبعيدة تماما عن موضع مصر.

ونوه أنه: "بالتالي فقطع الأشجار العمرة في الشوارع والحدائق العامة يحرم مصر من أحدى رئتيها في مناخها الصحراوي ولا يتبقى لها إلا مياه البحرين المتوسط والأحمر وهي بحار مغلقة وصغيرة ذات قدرات محدودة على إمتصاص الانباعاثات الغازية كما أنها لا تنتج غاز الأكسجين ولا توفر ظلال كما في الأشجار. فالمنظمات العالمية للحفاظ على البيئة ومجابهة التصحر الذي أحد أسبابه قطع الأشجار وإزالة الغابات منعت قطع الأشجار وألزمت الدول التي تحتاج إلى أخشابها بزراعة شجرتين مقابل كل شجرة يتم إزالتها بشعار إقامة غابات مضاعفة بدلا من إزالتها A forestation against Deforestation".

وقال في النهاية كما وأن وزارة الري هي المسؤولة عن كل الترع والمصارف في مصر بطول 33 ألف كم للترع و 20 ألف للمصارف تحميها من كل التعديات، فينبغي أيضا إعلان تبعية كل الأشجار المعمرة والغابات والحدائق العامة إلى وزارة الزراعة وليس المحليات فقط على أن يتم مراجعة وإستئذان وزارة الزراعة قبل تقليم أو قطع أي شجرة في شوارع وترع وقرى مصر، وبعدها تقدر الوزارة الأمر وتسمح به أو تمنع كليا أو تمنع التقليم الجائر الذي يقص أشجار الشجرة كاملة حتى سطح الأرض لتأخذ سنين طويلة بعد ذلك حتى تصل إلى حجمها الأصلي. ينبغي لإدارات الحكم المحلي والمحليات تقديم تبريرا عن الأمر بعد الغضب العارم الذي شعر بها المواطن المصري في جميع محافظات مصر.

المصدر: RT

القاهرة - ناصر حاتم

مقالات مشابهة

  • "الصورة العائلية" المحرجة لقادة العالم
  • أبرزهم إلهام شاهين.. نجوم الفن يؤدون مناسك الحج
  • درس سعودي للعالم
  • محافظ المنطقة الروتارية يفتتح المؤتمر الصحفي لعرض إنجازات الروتاري في الخدمة المجتمعية
  • "هل قطع الأشجار السبب؟".. خبراء يردون على تقرير حول نذير شؤم للعالم ينطلق من مصر
  • حصاد جامعة حلوان الأسبوعي.. تنظيم ورش عمل وافتتاح معمل مركزي ومعرضًا للتصوير الفوتوغرافي
  • جائزة اتصالات لكتاب الطفل تعزز قدرات المبدعين في مجال كتابة شعر الأطفال
  • خاطفة للأنفاس..هكذا يرصد مصور جمال الطبيعة الخفي
  • محمد سعيد المرتجي: هذه أسباب وفرة البحوث الفرنسية عن الفن الإسلامي
  • عمل فنّي من “لامبورغيني أبوظبي ودبي” يحتّل ساحة الضوء في إيطاليا