افتتاحية: الإنسان الخالد ذو القوى الخارقة
تاريخ النشر: 22nd, May 2024 GMT
لم يعد حلم «الإنسان الخالد» حكاية خيالية تُروى في الأساطير، ولكنهُ الهدف الذي يشغل بال العلماء اليوم، ولا نقصد بذلك خلق أبطال خارقين بعباءات ملونة وأقنعة، إنما نشير إلى تمكين الإنسان ببساطة أن يحيا على أرض متجددة الخيرات، وأن يمتلك بفضل التقنية القدرة على التنبؤ بالأمراض وتفاديها قبل وقوعها، وتحريك الأشياء من حوله بمجرد فكرة!
إن هذا التصور للبشر بات أقرب مما نعتقد، بل إننا نقف اليوم على أعتابه، في حين ينشغل خبراء الهندسة الحيوية بإعادة كتابة الشفرات الجينية لخلايا الإنسان وتوازنه الكيميائي قبل حتى ميلاده، ليحظى بأفضل فرص الحياة، وليكون خالدًا، ما لم يتعرض لحادث مؤسف أو إطلاق ناري! فالعلم يقرأ الموت باعتباره مشكلة تقنية تواجه البشر أكثر من كونه لغزًا ما ورائيًا.
من الناحية التقنية نحن خارقون بالفعل، نصِل لأقصى الأرض في أجزاء من الثانية، ونتحكم بالأشياء من حولنا بأزرار. أما مستقبل ذلك فقد خصصنا له مساحة نقاش جيدة في العدد الثاني عشر من ملحق جريدة عمان العلمي الذي بين يديكم، والذي أكمل بفضل اهتمامكم عامًا كاملا هذا الشهر. تتعرفون من خلاله أيضًا على محاولات العالم في مزاوجة التقدم التقني وصون الأرض، وإذا ما كانت الطبيعة بقوانينها والعلوم من حولنا قادرة على الإجابة عن تساؤلاتنا الكبرى.
نعرج في عددنا هذا كذلك على نشاط الشمس وعواصفها التي بتنا نرى آثارها جلية على مناخنا، والأجهزة من حولنا، وحتى محاصيلنا الزراعية، في المقابل نقدم لكم حلولا لمقاومة النبات والأرض لعوامل الحرارة التي باتت تفوق توقعاتنا، ونهديكم المزيد من الأمل فيما يتعلق بإيجاد علاجات فعالة لأمراض مستعصية كسرطان الدماغ عند الأطفال. لا تترددوا في قراءة جميع صفحات هذا الملحق فلذلك تأثير إيجابي على عقولكم وعلاقاتكم مع الآخرين كما ستعرفون في الصفحات الأخيرة. قراءة ماتعة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ما الذي جرى؟
الدكتور / الخضر مجمد الجعري
عاش الشعب منذ حرب ٢٠١٥م ومابعدها عشر سنوات هي الأسوأ في التاريخ الحاضر..فقد عانى الناس من الجوع والفقر المدقع وانتشرت الاوبئة وتدهورت معيشة الناس وانهارت العملة وتدهورت الخدمات من تعليم وصحه وكهرباء وماء وحصلت تغيرات عميقة في المجتمع كبنية وأخلاق وانتشرت حتى المخدرات التي لم يكن لها وجود حتى في. مخيلة أي مواطن ..
ظلت الناس تعاني تدهور مريعا في كل مناحي الحياة..
ضعفت قدرات الناس الماديه ومرض الكثير من المواطنين دون أن يلاقوا حتى قيمة العلاج وفي مقدمتهم الكثير من المبدعين والفنانين..لم يلتفت إليهم أحد ومات كثير من الناس في بيوتهم وحيدون دون أن يعرف بهم أحد ..ظلت الناس ترفع أصواتها وتتظاهر وتكتب في المواقع والصحف عن هذا الوضع المأساوي ..وكل النداءات والمظاهرات والكتابات ذهبت أدراج الرياح..
الى ان جاءت انتفاضة حضرموت المباركة ..بعد بلغ بالناس الوضع مبلغ لم يعد معه أي قدرة على الأحتمال أكثر فخرجوا الناس وتظاهروا بل واقتحموا المؤسسات ليس حبا في الفوضى بل لعل هذا الزلزال يعيد التوازن للسلطة في مراجعة موقفها وان تلتفت إلى معاناة الناس…بعد أن صمت أذانها سنين طويلة..
أدركت الحكومة والتحالف بان الوضع يكاد يخرج عن السيطرة وأن تنتقل العدوى إلى بقية المحافظات لتعصف بالكل..فمن هنا أجتمع أهل الحل والعقد وقرروا فجأة إيقاف التدهور المريع في العملة ومعالجة أسعار الصرف مع مؤسسات الصيارفة واسعار المواد الغذائيه مع مؤسسات التجار..كل هذا تم فجأة ؛
وسواءا كان هذا التدبير للمعالجة صدر من اقتراحات البنك المركزي او من اجراءات الحكومة فإن المهم ان يصبح ماتحقق خلال أيام قليله مكسب في تثبيت قيمة العمله وأسعار الصرف وقيمة المواد الغذائيه وأسعار الوقود..
وان يكون لهذا الإجراءانعكاسه و أثره الإيجابي على تحسن الخدمات
من كهرباء ومياه ورواتب والاستعداد لحل مشكلة المعلمين حتى يعود الطلاب إلى مدارسهم وان تتحسن الخدمات الطبية وان تتحسن أسعار الأدوية اللا معقولة..
ماجرى امر محير لايجد المواطن العادي له تفسير سوى ان الارادة السياسية قد توفرت هذه المرة وان أطراف السلطة قد شعروا بالخطر..وان ماجرى يرجع الفضل فيه إلى انتفاضة أبناء حضرموت المباركة التي أعادت وضع الهرم. إلى وضعه بعد ان كان مقلوبا..
نأمل أن تنفذ الحكومة إجراءاتها بكل حزم وان تتصدى لكل هوامير الفساد ان حاولوا العودة إلى الخلف او وضع عراقيل اقتصادية لتعيد الوضع السابق ؛ وان على البنك المركزي ان يضع حلول عملية ومستدامة وليس إجراءات مؤقته تذهب في مهب الريح أمام ابسط عاصفة تهب.
لاتتركوا الناس تنكسر فربما هذه أول فرحة منذ عشر سنوات..