لبنان ٢٤:
2025-05-23@04:54:19 GMT

جنون اسرائيل تابع.. ممنوع قصف تل ابيب؟

تاريخ النشر: 28th, May 2024 GMT

جنون اسرائيل تابع.. ممنوع قصف تل ابيب؟

عادت المجازر الإسرائيلية التي تطال المواطنين في قطاع غزة إلى المستوى الذي كانت عليه خلال بداية الحرب، اذ كان لافتاً في المرحلة الأخيرة تجاوب إسرائيل مع الضغوط الاميركية التي وضعت حداً واضحاً لاستعمال القوة ضدّ المدنيين، وتراجعت إلى حدّ كبير عمليات القتل الجماعية التي اعتمدت في الاشهر الأولى من طوفان الأقصى، لكن في الأيام القليلة الماضية عادت تل ابيب إلى استهداف المدنيين بشكل مباشر ومقصود، إذ قصفت خيم النازحين في أكثر من منطقة من القطاع وتحديداً في رفح.


 
لقد شكلت التحركات الشعبية في الغرب والولايات المتحدة الأميركية دافعاً اساسياً لواشنطن من أجل فرملة الاندفاعة الإسرائيلية الاجرامية ضد المدنيين الغزاويين، والتي كان لها الدور الاكبر في تحريك الشارع العالمي ضدّ إسرائيل والتأثير على الوضع السياسي الاميركي، من هنا كان القرار الاميركي بأن الغطاء السياسي والدولي لإسرائيل بات مشروطاً بعدم التعرض للمدنيين، حتى ان الضوء الأخضر الاميركي للجيش الاسرائيلي لاجتياح رفح ترافق مع مساعي لوضع خطة شاملة لإخلاء المدنيين من المنطقة.
 
كل ذلك سقط في الايام الاخيرة، اذ عادت مشاهد الدمّ والأشلاء لتتصدر النشرات الإخبارية العربية والمحلية، الامر الذي طرح اسئلة عن السبب الاساسي الذي دفع إسرائيل للعودة إلى هذه السياسة التي تزيد من تشويه صورتها امام الرأي العام العالمي. بحسب مصادر مطلعة فإن إسرائيل باتت تشعر في الاسابيع الأخيرة أن "حماس" استعادت قدرتها على السيطرة وأعادت تشكيل مجموعاتها، لا بل اعادت مسار التصنيع العسكري وهذا ما فتح معارك جديدة في شمال القطاع، فكان لا بدّ من ردّة فعل.
 
لكن الحدث الأساسي الذي اصاب إسرائيل في العمق هو قصف تل ابيب. فبعد اسبوعين من عودة القصف ليطال غلاف غزة ومستوطنات محيطة بالقطاع، استهدفت "حماس" مدينة تل ابيب بالصواريخ ما دمر السردية الإسرائيلية بأن العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في القطاع أعاد الأمن لإسرائيل وأضعف "حماس" وجعلها غير قادرة على تهديد "المدنيين"، ما يعني أن قصف تل ابيب بعد ثمانية أشهر يصيب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو بشكل شخصي، ويهدد مستقبله السياسي وواقعه الشعبي، لذلك قد تكون اسرائيل حاولت تحقيق ردع ما عبر قتل المدنيين.
 
وتشير المصادر إلى أن المعادلة التي تسعى اسرائيل الى فرضها هي قصف تل ابيب مقابل المجازر في القطاع، لتصبح الحكومة الاسرائيلية كمن يلحس المبرد. فالمجازر التي من المفترض ان تكون رادعة وتنهي قصف تل ابيب وتحسن شروط اسرائيل في المفاوضات وتضعف موقع "حماس" فيها، ستقلب الرأي العام العالمي الثائر في العواصم الغربية بشكل غير مسبوق، وهذا بدوره سيزيد من الضغط الاميركي على اسرائيل لوقف اطلاق النار بغض النظر عما استطاعت تحقيقه حتى الآن، لان اقتراب الانتخابات الرئاسية الاميركية بالتزامن مع مشاهد المجازر سيعمق ازمة الادارة الديمقراطية.
 
بعيداً عن هذه القراءة هناك تطور لافت على الجبهة الشمالية (جنوب لبنان) إذ إن اسرائيل تقوم بتصعيد نسبي لضرباتها الجوية وتصيب المدنيين من دون غاية عسكرية، وهذا ما يحصل للمرة الأولى منذ بدء الاشتباك. وعليه، فإن الحراك العسكري على مختلف الجبهات يوحي بأحد أمرين: الأول، اقتراب موعد المفاوضات الجدية وتاليا التسوية السياسية وانتهاء المهلة التي أعطتها واشنطن لتل ابيب، وعليه لا بدّ من تحسين الشروط قدر الامكان وبأسرع وقت ممكن. والثاني، هو أن قراراً إسرائيلياً واضحاً بالتصعيد قد صدر وما يظهر للعلن هو نتائجه.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قصف تل ابیب

إقرأ أيضاً:

انتفاضة دولية ضد اسرائيل.. والعرب غائبون

تحوّل ملموس وكبير في المواقف الدولية تجاه حرب الابادة الاسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين في قطاع غزة، وهذا التحول وإن جاء متأخراً وبعد أكثر من 19 شهراً على بدء هذا العدوان، إلا أنه بالغ الأهمية في مسار الأحداث ويدل بشكل قاطع على أنَّ الاحتلال بدأ يخسر داعميه في العالم وبدأت تكاليف هذه الحرب ترتفع أكثر مما كانت في السابق.

تحولت مواقف العديد من الدول الداعمة للاحتلال، لكن الأهم هو أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وكندا بدؤوا في التحرك من أجل معاقبة اسرائيل واتخاذ اجراءات ضدها وليس الاكتفاء بالموقف السياسي الداعي لوقف الحرب وإنهاء الحصار والتجويع، حيث بدأت الحكومة البريطانية تدرس الاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة وذلك من بين جملة إجراءات كان أبرزها فرض عقوبات على المستوطنين والمستوطنات في الضفة الغربية، وكذلك استدعاء السفيرة المتطرفة تسيبورا حوتوفلي، ووقف المباحثات من أجل التوصل الى اتفاق تجارة حرة.

قبل ساعات من موقف بريطانيا وفرنسا وكندا كانت اسبانيا ومعها ستة دول أوروبية قد تحركت في نفس الاتجاه، وأعرب رئيس الوزراء الاسباني أن بلاده ستتحرك من أجل إنهاء الحصار الاسرائيلي وحرب التجويع التي يشنها الاحتلال على غزة، وهو ما دفع حكومة بنيامين نتنياهو الى الاعلان فوراً عن موافقتها إدخال مساعدات إنسانية الى القطاع. 

هذا التحول الجذري في المواقف الدولية مرده يعود الى إدراك العالم بأن نتنياهو يخوض حرباً عبثية لا جدوى ولا فائدة منها، وإن جيش الاحتلال بكل العنف المفرط الذي استخدمه لم يتمكن من استعادة ولو مختطف اسرائيلي واحد من غزة، حيث إن كل من عادوا الى ذويهم تم لهم ذلك بقرار من حركة حماس ووفقاً لاتفاق، وليس بالقوة. 

الأهم من ذلك أنَّ اسرائيل اليوم وبعد 19 شهراً على بدء هذه الحرب لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف الثلاثة التي أعلن عنها نتنياهو في اليوم الأول لهذه الحرب (أي يوم الثامن من أكتوبر 2023)، وهذه الأهداف الثلاثة هي: استعادة الأسرى، القضاء على حماس، وتأمين التجمعات السكانية الاسرائيلية في غلاف غزة. 

ما حدث خلال الأيام الماضية هو أنَّ حرب التجويع الاسرائيلية والعقاب الجماعي الذي يمارسه الاحتلال لم يعد من الممكن الدفاع عنه أو غض الطرف عنه من قبل العالم، بما في ذلك حلفاء وأصدقاء اسرائيل، كما أن هؤلاء الحلفاء والأصدقاء اقتنعوا تماماً بأن هذه الحرب هي مجرد عبث لا جدوى منه، وأنها فشلت في تحقيق أي من أهدافها، كما أن الاستمرار فيها ليس في مصلحة الاسرائيليين أنفسهم ولا في مصلحة الدولة العبرية، فضلاً عن أن هذه الحرب شكلت وما زالت تشكل تهديداً للسلم الاقليمي العام وقد تتوسع في أية لحظة بشكل غير محسوب، وتؤدي الى فوضى أكبر على مستوى المنطقة برمتها.

بقيت إشارة واحدة مهمة ومأساوية في هذا المشهد الدولي اللافت، وهو أن العرب غائبون وفي إجازة مفتوحة من العمل السياسي والدبلوماسي، حيث تأتي مواقف الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا بعد أيام قليلة من القمة العربية التي انعقدت في العاصمة العراقية بغداد والتي انتهت بلا شيء، فلا اتخذ العربُ على المستوى الجماعي أي قرار، ولا تحركت أي دولة على المستوى الفردي من أجل التصدي للاحتلال وردع عنوانه، بل إن العواصم العربية التي تقيم علاقات مباشرة مع اسرائيل كانت حريصة بأن لا تتأثر علاقاتها مع دولة الاحتلال على الرغم من كل ما يجري في غزة!

مقالات مشابهة

  • 7 يونيو.. أصالة تستعد لحفلها في الكويت «صورة»
  • قوات صنعاء تكشف تفاصيل استهداف “بن غوريون” وموقعين إسرائيلين في “تل ابيب” وحيفا
  • علاقة ما فعله ترامب مع رئيس جنوب أفريقيا بالقضية التي رفعتها الأخيرة ضد إسرائيل حول غزة تثير تفاعلا
  • البلطي يرتفع إلى 110 والماكريل لـ 220جنيهًا للكيلو.. جنون الأسعار يضرب الأسماك
  • أبرز مضامين اتفاقية الشراكة التي يهدد الاتحاد الأوروبي بمراجعتها مع إسرائيل
  • ميناء حيفا بوابة إسرائيل التي يتوعدها الحوثيون
  • غزة تنتظر الغذاء وسط ضغوط دولية تحاصر اسرائيل المنبوذة
  • سكيكدة: السباحة في سد بوسيابة والمسطحات المائية ممنوع
  • أطباء بلا حدود: المساعدات القليلة التي سمحت “إسرائيل” بدخولها غزة مجرد ستار لتجنب اتهامها بالتجويع
  • انتفاضة دولية ضد اسرائيل.. والعرب غائبون