«تريندز» يترجم كتاب «قاموس تمويل الإرهاب» للغة العربية
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأبرم مركز تريندز للبحوث والاستشارات اتفاقاً مع السيناتور الفرنسية ناتلي جوليه، عضوة مجلس الشيوخ الفرنسي، لترجمة كتابها «قاموس تمويل الإرهاب» للغة العربية، والذي يقدم عرضاً تحليلياً شاملاً لأكبر قدر ممكن من وسائل تمويل الإرهاب والتنظيمات الإرهابية، كما يناقش الوسائل والأدوات التي تمتلكها الدول لمكافحة هذه الظاهرة.
مساهمة قيّمة
وقد استهلت الحلقة السيناتور ناتالي جوليه، مشيدة بجهود «تريندز» البحثية ودوره العالمي في مكافحة التطرف عبر الفكر. وقالت إن كتاب «أبجديات تمويل الإرهاب» يشكل مساهمة قيّمة في الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الإرهاب، ويوفر فهماً عميقاً لمصادر تمويل الإرهاب وطرق عمله، كما يقدم توصيات عملية لتعزيز فعالية جهود مكافحة هذا التهديد الخطير.
وذكرت أن الكتاب جاء حصيلة لجهودها بعد أن شاركت في لجنة تقصّي حقائق حول خطورة التطرف والجماعات المتطرفة 15 يوماً قبل هجمات شارلي إبدو والمتجر اليهودي «إيبر كاشير» الإرهابية، مشيرة إلى أن عمل تلك اللجنة، التي شاركت فيها بصفتها نائبة رئيس اللجنة الاقتصادية لحلف الناتو، انصب على كيفية مكافحة تمويل الإرهاب في دول حلف الناتو.
وبينت المؤلفة أن الكتاب يقدم شرحاً تفصيلياً لأساليب تمويل الإرهاب، بدءاً من الوسائل التقليدية، مثل التبرعات والتحويلات المالية، وصولاً إلى الأساليب الحديثة، مثل العملات المشفرة وتمويل الجماعات الإرهابية عبر الإنترنت، كما يُناقش دور الجريمة المنظمة في تمويل الإرهاب.
وأشارت جوليه إلى أن كتابها يوضح العلاقة الوثيقة بين الإرهاب والجرائم المالية، مؤكدة أن الإرهاب يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالجرائم المالية، وبالجريمة المنظمة، مثل الاتجار بالبشر والمخدرات.
وذكرت أن الكتاب يرصد مصادر تمويل الجماعات الإرهابية والطرق المختلفة والملتوية والمتنوعة التي تعتمدها هذه الجماعات وتلجأ إليها حتى تتمكن من الحصول على مصادر التمويل اللازمة لها، مبينة أن الكتاب يوضح تنوع مصادر تمويل الإرهاب ويوثقها على اختلاف أشكالها، بما في ذلك العملات المشفرة أو الرقمية، وشركات العقارات، و«المحصّلون»، وتهريب البشر والحيوانات، وتجارة وتأجير السيارات، وتجارة الأسلحة، وتجارة الأعمال الفنية والأثرية، وغسْل الأموال وتجارة السلع المقلدة والبطاقات مسبقة الدفع، وتجارة الذهب والمخدرات، والمال النقدي، والاختطاف وطلب الفدية.
وأضافت أن الكتاب يشير إلى أن القطاع غير المالي قد يعمل في خدمة الإرهاب من خلال استخدامه في تمويل الإرهاب، موضحة أن ذلك ينطبق خاصة على المهن المتصلة بـ«المالية والقانون»، فضلاً عن المهن التي تقدم خدمات للأفراد أو الشركات، كما يُركز الكتاب على ظاهرة «الإرهاب منخفض التكلفة»، حيث إن العديد من العمليات الإرهابية لا تتطلب ميزانيات كبيرة، وهو ما يجعل من الصعب رصدها ومكافحتها.
الجهود الدولية
وأوضحت ناتالي جوليه أن الكتاب يناقش بالتفصيل قضية تمويل تنظيم داعش، بما في ذلك الاتهامات الموجهة إلى شركة لافارج الفرنسية بتمويل التنظيم، ويستعرض الجهود الدولية المبذولة لمكافحة تمويل الإرهاب، بما في ذلك دور مجموعة العمل المالي (FATF) والمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب (ECTC) ووحدات الاستخبارات المالية (Egmont Group). وبينت أن الكتاب يحتوي على فصل كامل من إعداد مركز تريندز للبحوث والاستشارات يتضمن المؤشر الدولي حول جماعة الإخوان المسلمين.
بدورها، قالت الباحثة رهف الخزرجي: إن «تريندز» يسعى لفهم ظاهرة التطرف المؤدي للعنف باسم الإسلام من جميع جوانبه، لذا فهو اليوم يستضيف السيناتور الفرنسية ناتالي جوليه في سياق أخذ «تريندز» على عاتقه ترجمة كتابها المهم حول تمويل الإرهاب من اللغة الفرنسية للغة العربية، مشيرة إلى أن تمويل الإرهاب يعد قضيةً معقدة ومتعددة الأوجه، وتُشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين.
وأوضحت الخزرجي أن تمويل الإرهاب هو أيّ نشاط يهدف إلى توفير الموارد المالية للجماعات أو الأفراد الذين ينخرطون في أعمال عنف أو تهديد بالعنف لتحقيق أهداف سياسية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: تريندز مركز تريندز للبحوث والاستشارات اللغة العربية الإرهاب تمویل الإرهاب أن الکتاب إلى أن
إقرأ أيضاً:
«تريندز» يناقش دور «التكنوجيوسياسية» في تشكيل العلاقات الدولية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةعقد مركز تريندز للبحوث والاستشارات، عبر مكتبه في كندا، مؤتمراً دولياً تحت عنوان «التكنوجيوسياسية.. ما هي مكانة التكنولوجيا في العلاقات الدولية؟»، بالتعاون مع جامعة مونتريال، وذلك في مقر جامعة التكنولوجيا العليا الكندية، برعاية منتدى الجمعية الفرانكوفونية للمعرفة «ACFAS»، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، وجاء المؤتمر ختاماً لجولة المركز البحثية في كندا.
وأكد الأكاديميون والمتخصصون والخبراء المشاركون في جلسات المؤتمر، أن السيطرة على التكنولوجيا المتقدمة وتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي، أصبحت من أهم معايير التأثير والريادة في النظام الدولي الجديد، موضحين أن التكنولوجيا باتت تعيد تشكيل موازين القوى الإقليمية والدولية.
واستهل أعمال المؤتمر حمد الحوسني، الباحث الرئيسي، رئيس قسم الإسلام السياسي في «تريندز»، حيث ألقى الكلمة الافتتاحية، قال فيها: إن المؤتمر يناقش قضية ملحة، وهي «التكنوجيوسياسية»، أو ما يمكن وصفه بالتداخل المتسارع بين التكنولوجيا والجغرافيا السياسية، مضيفاً أن العالم دخل مرحلة أصبحت فيها السيطرة على التكنولوجيا من أهم معايير التأثير والريادة في النظام الدولي الجديد.
وعقب ذلك، بدأت أعمال الجلسة النقاشية الأولى التي حملت عنوان «تحولات العلاقات الدولية بفعل التقنيات الجديدة»، وأدارها الدكتور وائل صالح، مستشار شؤون الإسلام السياسي في «تريندز»، مدير مكتب «تريندز» في كندا، وتحدثت خلالها الدكتورة أوفيلي كويلو، من جامعة باريس بانثيون أساس، عن الدور المتصاعد للتكنولوجيا في إعادة تشكيل موازين القوى الإقليمية، مستندة إلى تحليل معمق للعلاقات بين الفاعلين المحليين والدوليين في سياقات رقمية حساسة، مثل البنية التحتية للاتصالات والبيانات.
الدور المتنامي لـ «جوجل»
بدوره، استعرض الدكتور تشارلز تيبوت، من المركز الأوروبي لعلم الاجتماع والعلوم السياسية، الدور المتنامي لشركة جوجل في السياسة الخارجية الأميركية، من خلال تعاونها مع المؤسسات الفيدرالية في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والدبلوماسية التقنية، مما يجعلها فاعلاً جيوسياسياً مؤثراً، مضيفاً أنه رغم استفادة «جوجل» من الحماية والفرص التي توفرها الدولة الأميركية، فإنها تواجه تحديات عندما تتعارض مصالحها التجارية مع أولويات السياسة الخارجية الأميركية.
من جانبه، أشار الدكتور جيم سافاس، من جامعة يديتيبي التركية، إلى كيفية تحول مبادرة «French Tech» من مجرّد مشروع لدعم الشركات الناشئة الفرنسية، إلى أداة استراتيجية بيد الدولة، تُستخدم في تعزيز نفوذها الرقمي والاقتصادي على الساحة الأوروبية، مبيناً أن المبادرة أصبحت جزءاً من خطاب السيادة التكنولوجية الذي تتبناه باريس لمواجهة التبعية للمنصات والتقنيات الأجنبية، خاصة الأميركية والصينية.
وأدار الجلسة النقاشية الثانية من أعمال مؤتمر «التكنوجيوسياسية.. ما هي مكانة التكنولوجيا في العلاقات الدولية؟»، الدكتور باتريس برودور، الأستاذ في جامعة مونتريال، تحدث خلالها الدكتور كريم بن خليف، نائب رئيس جامعة مونتريال، عن «الجيوسياسة التنظيمية للذكاء الاصطناعي.. رهانات القوة»، وكيف أصبحت مسألة تنظيم الذكاء الاصطناعي محوراً استراتيجياً في الصراعات الجيوسياسية العالمية.
من جانبه، قال الدكتور سيمون هوج، الأستاذ في جامعة كيبيك بمونتريال، إن الحرب في أوكرانيا تحوّلت إلى ساحة اختبار حقيقية للتكنولوجيا العسكرية الجديدة، فقد أدى الصراع إلى تسريع دمج الطائرات المسيّرة والذكاء الاصطناعي في العمليات الحربية، ورغم ذلك، فإن التأثير التكنولوجي في الحرب الروسية الأوكرانية لم يكن مطابقاً للتوقعات، حيث إن مخرجاتها لم تُحدث تغييراً حاسماً في موازين القوى.
من جهته، أكد الدكتور وائل صالح، مستشار شؤون الإسلام السياسي في «تريندز»، مدير مكتب «تريندز» في كندا، أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت أحد أهم عناصر القوة الجيوسياسية الحديثة، حيث لم تعد الدول تتنافس فقط على الموارد الطبيعية أو النفوذ العسكري، بل باتت تسعى للسيطرة على البيانات، والبنى التحتية الرقمية، والمنصات التكنولوجية الكبرى، مضيفاً أن هذا التحول أدى إلى بروز ما يُعرف بـ «التكنوجيوسياسة»، للتحكم في الفضاء السيبراني كامتداد جديد للسيادة الوطنية.
الدفاع السيبراني
أوضح صالح أن إعادة تشكيل العلاقات الدولية اليوم تقوم على محورين أساسيين، هما السيادة الرقمية والدفاع السيبراني، فالدول تسعى لتقليص اعتمادها على تكنولوجيا أجنبية، من خلال تطوير حلول محلية لحماية بياناتها ومؤسساتها، بينما تزداد أهمية الأمن السيبراني في مواجهة التهديدات المتصاعدة، وفي هذا السياق، تتحول الحرب في الفضاء الرقمي إلى ساحة صراع جديدة، تؤثر بشكل مباشر في القرارات السيادية والتوازنات الدولية.