بنكيران للزعماء العرب والمسلمين: أتوسل إليكم أن تفعلوا شيئا لوقف الحرب في غزة
تاريخ النشر: 30th, May 2024 GMT
ناشد رئيس الحكومة المغربية الأسبق الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران الزعماء والملوك العرب أن يفعلوا شيئا لإنقاذ غزة وأهلها، ودعا الرئيس الأمريكي إلى التحرك من أجل وضع حد للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، معتبرا أنه الطرف الأقدر عالميا على القيام بذلك.
جاء ذلك في كلمة مصورة لبنكيران تعقيبا على مجزرة الخيام التي قال بأنها استهدفت مدينة رفح جنوب قطاع غزة والتي خلفت عشرات الشهداء والجرحى وأحدثت صدمة عالمية بسبب استهدافها للأطفال والمدنيين في منطقة وجه الاحتلال الناس للذهاب إليها لأنها آمنة.
وأكد بنكيران أن "هذه الحرب ليست على حماس ولكن على المواطنين الفلسطينيين العزل، لأن الصهاينة يحاولون إخفاء حربهم على سكان غزة من خلال حماس".
وقال: "حماس حركة مقاومة وتقتُل وتقتَل، ولكن المواطنين الأبرياء العزل الذين لا سلاح لهم، تم تحطيم بيوتهم واستشهد منهم عشرات الآلاف على مدى ثامنية أشهر، والمجتمع الدولي والعربي والإسلامي يكتفي بالإدانة".
وشدد بنكيران على أن الولايات المتحدة هي المسؤول الأول حتى قبل إسرائيل عما يقع ويقع في فلسطين، وقال: "أريد أن أخاطب السيد بايدن الذي وقف يحمل الأنجيل، أنه مسؤول وأنه سيقف أمام الله ليؤدي الحساب، وقبل ذلك سمعة بلاده التي تهيمن على إدارة شؤون العالم.. إن البشرية تحسن تقدير الأسشياء ولا تحب الاعتداء على النساء والعجزة.. فهل تجد هذا في إنجيلك؟ أما نحن فنبينا أمرنا بأن لا نقتل امرأة ولا طفلا ولا عجوزا ولا نقطع شجرة إلا لحاجة.. فكيف تسمح لنفسك أن تساند هذه العصابات الصهيونية المارقة عن كل القوانين؟ هذا الأمر ستكون لها تبعات على دولتك.. وسيتحرج الناس منك ومن دولتك".
وأضاف: "أنا لا أناشدك، وإنما أدعوك أن تعطي أوامرك وعندي شعور أنك لو أردت أن تعطي أوامرك لوقف هذه الحرب لفعلت، وإنك لم تفعل.. وأنت مسؤول أمام التاريخ وأمام الشعوب وأما ربك.. ويدخل معك حكام أوروبا الذين يقفون خلف إسرائيل".
وتابع: "العدل أساس الملك.. إذا أردت أن تكون لك الهيمنة في العالم فعليك أن تعدل.. عندك القوة والمال ولكنك لا تملك العدل.. إذا لم يكن لديك المستوى الأخلاقي المطلوب ولا العدل المطلوب فإنك لن تستطيع أن تسود العالم.. والذي يظلم الفلسطينيين اليوم يمكنه أن يظلم أي شعب آخر غدا".
على صعيد آخر ثمّن بنكيران موقف عدد من الدول الأوروبية والغربية التي بدأت في الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وفي التعبير عن رفضها للظلم الواقع بحق الفلسطينيين..
وتوجه بنكيران إلى ملوك ورؤساء دول العالم العربي والإسلامي، بالقول: "لقد أعفاكم إخوانكم الفلسطينيون من واجب شرعي وهو أن تهبوا بجيوشكم لمناصرتهم، وهذه صدقة منهم عليكم.. نتفهم أنكم تعتبرون أن انتصار المقاومة وخصوصا حماس ربما ليس في صالحكم سياسيا وهذا خطأ، نحن على اتصال بحركة حماس، هؤلاء عنصر قوة لكم في بلدانكم ودولكم بشيء من التفاهم.. هذا كذلك نعفيكم منه".
وأضاف: "كيف يجوز أن لا تبذلوا أي مجهود حقيقي لوقف هذا العدوان وهذا في إمكانكم.. لأن الذين يقتلون اليوم هم فلسطينيون، وهو إخوانكم في الدين والعقيدة وفي البشرية، وأنتم مسؤولون عنهم أمام الله.. إنهم يسلخون الجلود ويأخذون الأعضاء البشرية.. يحرقون الأطفال والنساء.. رحم الله الملك فيصل ذات يوم هدد بقطع النفط على الغرب فتغيرت المعادلة الدولية.. هذا رجل لا نشك أن ارتقى إلى مراتب الشهداء.. وغيره كذلك سيموت".
وأنهى كلامه قائلا: "لا نطلب منكم أن تموتوا ولكن ليس أقل شيء أن تضغطوا بما تستطيعوا، وأقول لدول الجوار وللدول التي طبعت ومنها بلدي، ليس أقل أن تهددوا بكل ما لديكم من أوراق.. أنتم عرب ومسلمون ولا يمكنكم أن تنسلخوا من جلودكم.. أناشدكم وأتوسل إليكم أن تفعلوا أي شيئا"، على حد تعبيره.
وتعرف المغرب تحركات شعبية متنامية منذ بداية الحرب على غزة، مناصرة للفلسطينيين ومطالبة بوقف التطبيع مع الاحتلال.
ومساء الأحد وحده، قتل 45 فلسطينيا وأصيب 249 آخرون، أغلبهم أطفال ونساء، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان شمال غربي مدينة رفح.
ومنذ ليل الأحد، تقصف إسرائيل بشكل متتالٍ رفح، حيث أعلن المكتب الإعلامي في القطاع، الثلاثاء، مقتل 72 نازحا فلسطينيا خلال 48 ساعة بقصف خيامهم في مناطق زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة.
وتستمر إسرائيل في عملياتها العسكرية في رفح المكتظة بالنازحين ضاربة بعرض الحائط قرار محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم على المدينة وفتح معبرها البري الحدودي مع مصر.
وتتزامن مجازر رفح، مع توسيع الجيش الإسرائيلي توغله فجر الثلاثاء، ودفعه بلواء جديد لينضم إلى 5 أخرى في المدينة، ليصبح على بعد 3 كيلومترات من شاطئ البحر، ويقترب من عزل القطاع جغرافيا عن الأراضي المصرية.
إقرأ أيضا: المساعدات الإنسانية تنخفض و"المطبخ العالمي" تعلّق أنشطتها في رفح
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية بنكيران غزة الاحتلال الفلسطيني مجازر احتلال فلسطين غزة مجازر بنكيران المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هكذا أهدر فريق ترامب فرصة سانحة لإنهاء الحرب
كانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تقترب من إنجاز صفقة تفضي إلى وقف لإطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، وكسر الحصار اللاإنساني المفروض على أهلها الذين يستخدم الجوع سلاحا للفتك بهم، ومن ثم ضمان إطلاق جميع الأسرى الذين تحتفظ بهم حماس داخل القطاع.
وبالفعل، تم التوصل إلى اتفاق مبدئي في الدوحة بين حماس ومبعوث الإدارة الأمريكية بشارة بحبح، الفلسطيني الأمريكي الذي كان يترأس منظمة العرب الأمريكيين؛ التي شجعت العرب في الولايات المتحدة على التصويت للرئيس ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. كان بحبح ينوب في هذه المفاوضات عن مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وكان من ثمار تواصله المباشر مع حركة حماس إطلاق سراح الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان أليكسندر.
ما من شك في أن تحرير عيدان أليكسندر هو الذي مهد الطريق لما جرى بعد ذلك من مباحثات، ولا أدل على ذلك من أن بحبح صرح في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية بأن ويتكوف اقترح بأن تطلق حماس سراح الأسير أليكسندر كبادرة حسن نية تجاه ترامب، الذي سوف يتمكن بعد ذلك من استخدام "نفوذه لتحقيق وقف لإطلاق النار والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة لإغاثة سكانها الذين هم في أمسّ الحاجة لهذه المساعدات".
لربما خلص الإسرائيليون وداعموهم الأمريكيون إلى أن حركة حماس، وبعد شهور من الحرب، تهشمت وباتت في غاية الضعف بحيث لم تعد تقوى على رفض المقترح المقدم لها. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يثبت فيها خطؤهم
ولكن بمجرد إبرام اتفاق مبدئي على وقف إطلاق النار، بدل ويتكوف رأيه وغير مسار الأحداث، حين خرج على الملأ بخطة معدلة سرعان ما وافق عليها الإسرائيليون. يومها، أعلن ويتكوف أن "الكرة باتت الآن في ملعب حماس".
من الواضح أن ويتكوف لم يتمكن من إقناع الإسرائيليين بقبول ما تم الاتفاق عليه مع حركة حماس في الدوحة، وقام بدلا من ذلك بتبني الاقتراح المضاد الذي قدمه الإسرائيليون كما لو كان من بنات أفكاره هو. درست حركة حماس الاقتراح الجديد، ثم أعلنت رفضها له لأنه كان ببساطة يطالبها بالاستسلام للشروط الإسرائيلية.
لربما خلص الإسرائيليون وداعموهم الأمريكيون إلى أن حركة حماس، وبعد شهور من الحرب، تهشمت وباتت في غاية الضعف بحيث لم تعد تقوى على رفض المقترح المقدم لها. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يثبت فيها خطؤهم.
بالعودة إلى قضية المفاوضات المباشرة مع حركة حماس، كانت تلك خطوة صحيحة من قبل الإدارة الأمريكية، اتُخذت في وقت مبكر من هذا العام وتمثلت في قيام مبعوث ترامب لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، بإجراء أول جولة محادثات مباشرة مع مسؤولين في حركة حماس. كان بوهلر واثقا من مهمته ومن التفويض الذي أوكل إليه، لدرجة أنه رد على الإسرائيليين الساخطين عليه بسبب لقائه مع حماس قائلا: "نحن لسنا وكيلا لإسرائيل".
كان ذلك باعثا على التفاؤل في حينه، وجاء ليؤكد فساد مقولة "نحن لا نتحدث مع الإرهابيين"، والتي طالما شهرت في وجوه الآخرين كذريعة للتحلل من المسؤولية وتفادي الدخول في حوار بناء ونزيه مع الخصوم.
منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، لم تزل الإدارات الأمريكية قاطبة، الديمقراطية منها والجمهورية على حد سواء، تصنف حركة حماس ضمن المنظمات الإرهابية. بل كان الأمريكان هم الذين ضغطوا على الأوروبيين، بما في ذلك بريطانيا، حتى يحذوا حذوهم في ذلك. هذا على الرغم من أن حركة حماس كانت قد حظيت في عام 2006 بثقة غالبية الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة في أول وآخر انتخابات تشريعية حرة ونزيهة تنظم في الأراضي الفلسطينية التي احتلها الصهاينة؛ في ما يعرف بحرب الأيام الستة في عام 1967.
كان ديدن القوى الاستعمارية والسلطات الاستبدادية وصم من يقاومون طغيانهم وهيمنتهم بالإرهاب ووضعهم ضمن قوائم الشخصيات والكيانات المحظورة، التي لا يجوز التواصل معها. كانت هذه هي السياسة التي انتهجتها كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، في عهدي الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان ورئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر، إزاء المؤتمر الوطني الأفريقي، الذي كان يناضل ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حيث صُنف منظمة إرهابية يُحظر الحديث مع أحد من قياداته، لدرجة أن مارغريت ثاتشر قالت ذات مرة إن نيسلون مانديلا إرهابي "لن نسمح بأن تطأ قدماه تراب بريطانيا".
كانت تلك فرصة حقيقية أمام إدارته لكي تثبت للعالم أنها لم تعد ترغب في أن تكون شريكة لإسرائيل في الإبادة الجماعية التي تشنها على غزة وفي الجرائم الأخرى التي ترتكبها في كل أنحاء فلسطين المحتلة
بعد سنوات معدودة انتُخب زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي رئيسا لجمهورية جنوب أفريقيا، ثم جاء إلى بريطانيا في زيارة رسمية، حيث استقبل بحفاوة، وأقيم له فيما بعد تمثال في وسط العاصمة لندن.
لا يخلو التاريخ من النماذج الأخرى التي تثبت بطلان مقولة إنه لا ينبغي التواصل مع "الإرهابيين". ومن هذه النماذج ثوار فيتنام، الذين كانوا يسمون "فيتكونغ"، والذين صنفهم الأمريكان لسنوات طويلة ضمن الكيانات الإرهابية، ثم لم يجدوا مفرا في نهاية المطاف من الجلوس معهم على طاولة المفاوضات في باريس. وحصل نفس الأمر بعد ذلك مع طالبان، التي عادت الآن إلى الحكم في أفغانستان. وكانت الولايات المتحدة قد أطاحت بها بعد غزوها لأفغانستان في عام 2001، وصنفتها على قائمة الإرهاب، ثم خاضت مفاوضات معها بوساطة قطرية في الدوحة.
من المثير للانتباه أن حل الصراع في الحالتين الأخيرتين، فيتنام وأفغانستان، لم يكن ثمرة للتفاوض، وإنما بسبب الهزيمة الشنيعة التي منيت بها القوات الأمريكية، وأفضت إلى انسحابها المهين من البلدين.
عندما فوض ترامب مبعوثيه للتحدث مع حماس بشكل مباشر، اعتبر ذلك في حينه خطوة في الاتجاه الصحيح، ورأى كثير من المراقبين فيه مؤشرا على أن ترامب كان جادا في مساعيه لوقف الحرب، إلا أن ما حدث من بعد بدد تلك الآمال، بل وأسخط عددا من حلفاء الولايات المتحدة في العالم العربي.
باختصار، يبدو أن إدارة ترامب أضاعت فرصة تاريخية وبددت إمكانية أن تلعب دورا أكثر إيجابية وأقل انحيازا في الشرق الأوسط، وخاصة أن ترامب نفسه كان قد أعلن مرارا وتكرارا أنه يريد إنهاء الحروب.
بل كانت تلك فرصة حقيقية أمام إدارته لكي تثبت للعالم أنها لم تعد ترغب في أن تكون شريكة لإسرائيل في الإبادة الجماعية التي تشنها على غزة وفي الجرائم الأخرى التي ترتكبها في كل أنحاء فلسطين المحتلة. بدلا من ذلك، أثبتت إدارة ترامب أنها ليست أهلا للثقة، وأنها غير قادرة على لجم إسرائيل، أو غير راغبة في ذلك، على الرغم من أن الكيان الصهيوني يعتمد اعتمادا شبه كامل على دعم الولايات المتحدة عسكريا وماليا ودبلوماسيا.
كانت تلك فرصة سانحة، فأضاعوها.