خبراء: رهان ترامب على استغلال إدانة هانتر بايدن قد يرتّد عليه
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
واشنطن «أ.ف.ب»: قد تنتاب دونالد ترامب الرغبة في استغلال إدانة هانتر بايدن بتهم جنائية تتعلّق بحيازة الأسلحة النارية في حملته الانتخابية بمواجهة جو بايدن المتعلّق بشدّة بنجله، لكن الخبراء يحذّرون من أن الاستراتيجية قد تنطوي على مخاطر.
لم ينتظر فريق حملة ترامب طويلا قبل إصدار رد فعل قوي على حكم الثلاثاء الصادر في محكمة في ديلاوير على خلفية شراء بايدن عام 2018 سلاحا ناريا.
وأفاد فريق حملة ترامب في بيان بأن «هذه المحاكمة لم تكن سوى محاولة لصرف الأنظار عن الجرائم الحقيقية لعائلة بايدن التي جمعت عشرات ملايين الدولارات من الصين وروسيا وأوكرانيا».
لطالما سعى الجمهوريون لإخراج مسعى بايدن (81 عاما) للفوز بولاية ثانية عن مساره عبر استغلال مشاكل نجله، بما في ذلك بعض التعاملات التجارية في الصين وأوكرانيا التي تطرح العديد من التساؤلات حولها.
وبالنسبة للأستاذ في جامعة برينستون جوليان زيليزر، فإنه حتى لو أن الحكم يرتبط بهانتر (54 عاما) وحده، فإن ترامب «سيحاول جعل القضية مرتبطة بالرئيس».
وبالطبع، فإن ترامب نفسه يواجه العديد من الصعوبات القانونية.
فقد دانته الشهر الماضي محكمة في نيويورك بـ34 تهمة جنائية تتعلّق بتزوير سجلات تجارية لإخفاء أموال تم دفعها في ذروة انتخابات 2016 الرئاسية. وقد يكون من الصعب على ترامب (77 عاما) التشديد على أن النظام القضائي الأمريكي كان مسيّسا في قضيته ولكنه محايد وفاعل في حالة هانتر بايدن.
مناظرة 2020
يمكن للحكم حتى أن يساعد بايدن في كسب تعاطف الناخبين نظرا إلى أن «العديد من العائلات في أمريكا لديها أطفال يتسببون بمتاعب»، وفق ما قالت أستاذة العلوم السياسية في جامعة براون ويندي شيلر لفرانس برس.
ولدى سؤاله عن القضية الأسبوع الماضي، استذكر ترامب الصعوبات التي مر بها شقيقه فريد الذي توفي عن 42 عاما سنة 1981 بعد معركة مع إدمان الكحول.
وقال ترامب لـ«فوكس نيوز»: «كان الشخص الأكثر وسامة الذي يمكن أن تراه في حياتك. كل شيء كان مثاليا. لكنه عانى من الإدمان».
سيتعيّن على فريق ترامب أيضا تذكّر أنه عندما حاول قطب العقارات مهاجمة هانتر أثناء مناظرة عام 2020، جاءت النتائج عكسية.
سجّل بايدن نقاطا يومها عندما نظر مباشرة نحو الكاميرا وقال: إنه يشعر بالفخر لأن ابنه نجح في تجاوز إدمانه.
ماذا عن حملة بايدن؟
سيكون تأثير الحكم على حملة بايدن أطول مدى ومرهقا نفسيا أكثر.
من الآن وحتى الخامس من نوفمبر، سيتعيّن على الرئيس الثمانيني تحقيق توازن بين مهامه الرسمية والمناسبات المرتبطة بحملته، مع القلق بالوقت نفسه بشأن نجله والحكم المرتقب بحقه في الشهور المقبلة.
ويواجه هانتر احتمال الحكم عليه بالسجن مدة تصل إلى 25 عاما، إلا أنه يستبعد بأن يتم سجنه على اعتبار أن لا سوابق لديه.
وقال بايدن مباشرة بعد صدور الحكم: «سأكون أنا وجيل (السيدة الأولى) هنا من أجل هانتر وباقي أفراد عائلتنا بكل حبنا ودعمنا. لن يغيّر أي أمر ذلك».
وبدّل الرئيس بالفعل جدول أعماله فور عودته من فرنسا ليتوجه إلى ويلمينجتون الثلاثاء لرؤية ابنه قبل التوجّه إلى إيطاليا للمشاركة في قمة مجموعة السبع الأربعاء المقبل.
لا شك في أن مشاكل هانتر ستعيد إحياء جزء من الصدمات التي عاشتها عائلة بايدن، بما في ذلك مقتل زوجة بايدن الأولى (والدة هانتر) وابنته في حادث سيارة عام 1972، نجا منه هانتر وشقيقه بو.
لكن في 2015، توفي بو بايدن بعد معركة مع سرطان الدماغ ودخل بايدن في حالة اكتئاب بينما لجأ هانتر إلى الكحول والمخدرات.
أعيد طرح هذه المآسي أثناء المحاكمة في ديلاوير، وإن لم يحضر الرئيس الجلسات شخصيا، لا شك في أن إدراكه بأنه تعيّن على حفيدته الإدلاء بشهادتها عن مشاكل هانتر كان أمرا صعبا.
وقال ديفيد أكسلرود الذي رسم استراتيجيات باراك أوباما لمدة طويلة لصحيفة «واشنطن بوست»: لا أعتقد أن الناخبين سيحاسبون بايدن على إدمان ابنه أو سوء سلوكه... لكن أعتقد أن السؤال الحقيقي يكمن في تأثير الأمر عليه وعلى عائلته.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
هل سيفرض ترامب عقوبات جديدة على روسيا أم سيؤجلها؟.. مصادر توضح
(CNN)-- قالت مصادر مطلعة إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يمضي قدمًا في فرض عقوبات جديدة على روسيا خلال الأيام المقبلة، بعدما عبر عن استيائه من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بسبب هجومه الجوي على أوكرانيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتم وضع خيارات خلال الأسابيع القليلة الماضية لتطبيق إجراءات جديدة لمعاقبة موسكو، لكن ترامب لم يوافق عليها حتى الآن. وقال ترامب، الأحد، إنه سيدرس "بالتأكيد" فرض عقوبات جديدة في أعقاب القصف المتواصل بالصواريخ والطائرات بدون طيار، والذي خلّف العديد من القتلى.
وقال ترامب عن بوتين، الأحد، إنه "يقتل العديد من الناس. لا أعرف ما الذي أصابه. ماذا حدث له بحق الجحيم؟".
وأضافت المصادر أن ترامب قد يقرر عدم تطبيق العقوبات الجديدة، تماشيًا مع مواقف سابقة لتراجعه عن تهديداته بفرض عقوبات على روسيا. وقال ترامب سرًا إنه يشعر بالقلق من أن العقوبات الجديدة قد تبعد روسيا عن محادثات السلام.
وبعد حديثه مع بوتين الأسبوع الماضي، أبلغ ترامب القادة الأوروبيين في مكالمة هاتفية أنه لن ينضم إليهم، في الوقت الراهن، في تطبيق إجراءات جديدة على موسكو، على الرغم من أنه كان قد أشار في وقت سابق إلى استعداده لاتخاذ نهج أكثر صرامة تجاه بوتين، حسبما قال مسؤول أوروبي.
وبعد تصريحات ترامب الأخيرة، أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن أمله في أن يغير الرئيس الأمريكي نهجه.
وقال ماكرون، الاثنين: "يدرك الرئيس ترامب أنه عندما قال الرئيس بوتين عبر الهاتف إنه مستعد للسلام، أو أخبر مبعوثيه أنه مستعد للسلام، فقد كذب". وأضاف: "رأينا دونالد ترامب مرة أخرى يعبر في الساعات الأخيرة عن غضبه. إنه شكل من أشكال نفاد الصبر. آمل ببساطة أن يترجم ذلك الآن إلى أفعال".
كما شجع بعض حلفاء ترامب الجمهوريين على اتباع نهج أكثر صرامة. وقدم السيناتور ليندسي غراهام مشروع قانون يفرض رسومًا جمركية بنسبة 500% على الواردات من الدول التي تواصل شراء النفط أو الغاز الطبيعي أو اليورانيوم من روسيا.
وسبق أن أثار ترامب فكرة فرض عقوبات جديدة على القطاع المصرفي الروسي، وعقوبات ثانوية على من يشترون منتجات الطاقة الروسية. وقد تم طرح الخيارين، ولكن لم تتضح الخطوات المحددة التي يدرسها ترامب عقب القصف الذي تعرضت له أوكرانيا نهاية الأسبوع الماضي.