القدس المحتلة - خــاص صفا

كشف الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة "صفا"، عن شق سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنفاقًا جديدة وإجراء عمليات حفر أسفل السور الغربي للمسجد الأقصى المبارك باتجاه حارة الشرف ومنطقة باب الخليل الملاصقة للمسجد. 

وما يدلل على وجود هذه الحفريات التي ما زال العمل جاريًا فيها ليل نهار، إغلاق سلطات الاحتلال المنطقة المستهدفة، ومنع المقدسيين من الدخول إليها منذ عدة أشهر، بالإضافة إلى وجود عدة آليات وجرافات فيها.

 

ومنذ بداية العام 2024- كما يقول أبو دياب- تشهد مدينة القدس المحتلة تصعيدًا كبيرًا في الحفريات التي تُجريها سلطات الاحتلال أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، والتي يتخللها تشويه للمعالم الإسلامية والعربية في المدينة. 

عبث وتزوير

ويوضح أن المنطقة المستهدفة بالحفريات والأنفاق الجديدة هي ملاصقة تمامًا للمسجد الأقصى من جهتيه الغربية والجنوبية الغربية، وهي تشهد أكبر عملية تزوير وطمس وعبث في التاريخ منذ احتلال الجزء الشرقي من القدس. 

وكشف أبو دياب عن 22 حفرية جديدة تُنفذها مؤسسات الاحتلال منذ بداية العام الجاري في محيط الأقصى، بالإضافة إلى أن الكثير من المعالم العربية والإسلامية والمسيحية في القدس التي يعمل الاحتلال على تغييرها وطمسها وهدمها، وسرقة حجارتها وتجييرها ونقلها لأماكن مجهولة.

وهذه المعالم تتضمن معابد ومساجد ومزارات عربية وإسلامية قديمة تحت الأرض ذات طراز معماري تعود للفترات الأيوبية والمملوكية والإسلامية، وجميعها تُدلل على هوية وتاريخ المدينة المقدسة. 

ويبين أن من بين هذه الحفريات 3-4 أنفاق جديدة يعمل الاحتلال عليها، وهي تتجه من حارة الشرف ومنطقة حائط البراق، وصولًا إلى المسجد الأقصى.

ويشدد على أن سلطات الاحتلال تستغل بشكل واضح انشغال العالم ووسائل الإعلام المختلفة بالحرب المستمرة على قطاع غزة للاستفراد في القدس والأقصى، عبر الحفريات وإقامة الأنفاق وتوسيع الموجودة منها أسفل المسجد وفي محيطه.

ومن خلال هذه الحفريات، يعمل الاحتلال ومؤسساته التهويدية- وفقًا لأبو دياب- على تغيير الطراز المعماري والمشهد الحضاري في تلك المناطق، واختلاق  معالم يهودية تُدلل على حضارة وروايات مضللة. 

ويلفت إلى أن الاحتلال عمل وما زال على تدمير الآثار العربية العريقة في المنطقة، والتي تحتوي على عشرات الأبنية والوقفيات والعقارات التاريخية من فترات وحقب تاريخية متعاقبة كالأموية والأيوبية والعثمانية. 

ويشير إلى أن سلطات الاحتلال تمنع المقدسيين والصحفيين من الوصول لتلك المنطقة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وتفرض إجراءات أمنية مشددة عليها، من أجل الاستفراد فيها والقيام بتلك الحفريات. 

وبعد نحو خمسة أشهر من محاولات البحث والتحري، تمكن الباحث أبو دياب من الوصول بصعوبة للمنطقة المستهدفة، ومعرفة ما يجري داخلها من أعمال إسرائيلية، نتيجة القيود والإغلاقات المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال على الوصول إليها. 

الأضخم من نوعها

وهذه الحفريات أصبحت بالغة الخطورة على المسجد الأقصى من ذي قبل، كونها تدعمها بشكل مباشر وزارة مالية الاحتلال برئاسة المتطرف بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وأيضًا بلدية الاحتلال في القدس، وما تسمى وزارة "تراث القدس". 

ويؤكد أن هؤلاء المتطرفين يعملون حثيثًا على مسح المعالم العربية والإسلامية بشكل كبير، وتشويه المظهر الحضاري، وزرع معالم يهودية دخيلة في محيط الأقصى، وبناء كنس جديدة، وتوسعة الأنفاق باتجاه المسجد، بهدف زيادة الوصول إليه، ومحاولة إنشاء مدينة يهودية قريبة منه تُحاكي الروايات الإسرائيلية المزورة. 

ولا يستبعد الباحث المقدسي وصول الاحتلال بهذه الحفريات إلى أسفل ساحات الأقصى بشكل كبير جدًا، نظرًا لمنع المؤسسات الرسمية بما فيها دائرة الأوقاف الإسلامية، والمقدسيين من الوصول لتلك المنطقة، وأيضًا البلدة القديمة، لدرجة أن لا أحد يستطيع رؤية ما يجري فيها. 

ووفق أبو دياب، فإن مشاريع الاحتلال في محيط الأقصى تتضمن "إقامة كنس ومعابد يهودية، حيث تم وضع يافطات وعلامات لربطها بالتوراة أو الحضارة اليهودية، للدلالة على وجودهم، ولإثبات أن القدس يهودية الأصل".

وهذه المشاريع تعد الأضخم منذ احتلال الجزء الشرقي من القدس، وتتوزع على 22 موقعًا قريبًا ومتصلًا ببعضه البعض، ما يُشكل خطورة كبيرة على الأقصى خاصة، وعروبة وهوية المنطقة المستهدفة.

ومن هذه المناطق-كما يبين أبو دياب- القصور الأموية، وساحة البراق، وحارة الشرف التي لها نصيب الأسد من هذه الحفريات، بالإضافة للمنطقة المؤدية لباب السلسلة، وباب الخليل من الداخل، وباب النبي داود القريب من الأقصى.

ويشير إلى أن شرطة الاحتلال منذ بداية الحرب على غزة، لم تسمح لأي فلسطيني ولا مؤسسة من المرور من باب النبي داود المفضي لبلدة سلوان، وباب المغاربة الملاصق للبلدة القديمة، لأجل إخفاء الأعمال التي يقومون بها. 

ولهذه المشاريع والحفريات مخاطر جمة على القدس والأقصى، تتضمن مسح الذاكرة العربية والإسلامية والمسيحية في القدس، وصناعة تاريخ وآثار مزيفة، وغسل أدمغة العالم، وكذلك سلخ المدينة عن إرثها التاريخي الإسلامي، وخنق الأقصى بهذه المشاريع التهويدية، ومن ثم الانقضاض عليه، وفق ما يحذر الباحث المقدسي.

ويقول إن المسجد الأقصى يبقى المعلم الذي يُدلل على هوية وعروبة القدس، وإزالة محيطه يُسهل على الاحتلال فيما بعد إزالته، كونه في عين العاصفة وبؤرة الاستهداف، وهم يستغلون (المتطرفون) كل الظروف لأجل تهويده كاملًا، بشكل لا يمكن العودة عن ذلك.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: المسجد الأقصى تهويد القدس القدس سلطات الاحتلال المسجد الأقصى أبو دیاب فی القدس إلى أن

إقرأ أيضاً:

القاهرة الإخبارية: مجزرة جديدة في رفح وتحليق مكثف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي

أكد بشير جبر، مراسل «القاهرة الإخبارية»، أن حدثين أمنيَّين وقعا منذ قليل في قطاع غزة، الأول في المنطقة الشرقية من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والثاني في المنطقة الشمالية من مدينة خان يونس جنوب القطاع، موضحًا أن الطائرات الحربية الإسرائيلية تحلق بشكل مكثف، على ارتفاع منخفض جدًا.

وأشار «جبر»، خلال رسالة على الهواء عبر شاشة «القاهرة الإخبارية»، إلى أن المروحيات الإسرائيلية، أطلقت قبل قليل، نيرانها باتجاه المنطقة الشمالية من خان يونس، وكانت تحلق على علو منخفض، ما أدى إلى تطاير خيام النازحين في منطقة المواصي نتيجة لقربها الشديد من الأرض.

وقال: «في الجنوب، يُتداول حديث عن اشتباك بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، لكن لا تتوفر حتى الآن تفاصيل دقيقة بشأن هذا الحدث الأمني الجاري شمال خان يونس»، موضحًا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ارتكبت قبل قليل، مجزرة جديدة بحق الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية في المنطقة الغربية من مدينة رفح الفلسطينية.

وشدد على أنه بلغ عدد الشهداء حتى الآن 30، إلى جانب 180 مصابًا بجراح متفاوتة الخطورة، جراء إطلاق النار المباشر من قوات الاحتلال، بالإضافة إلى مشاركة الآليات العسكرية التي أطلقت نيرانها وقذائفها بشكل مكثف تجاه جموع المدنيين في تلك المنطقة.

اقرأ أيضاًمدير الإغاثة الطبية بغزة: المجازر الإسرائيلية ممتدة في القطاع دون توقف

استشهاد أصغر أسير في العالم خلال قصف للاحتلال الإسرائيلي وسط مدينة غزة

غزة بين فخ القصف والمرض.. المستشفيات تلفظ أنفاسها الأخيرة والأطفال يموتون جوعًا

مقالات مشابهة

  • القاهرة الإخبارية: مجزرة جديدة في رفح وتحليق مكثف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي
  • مجزرة جديدة في رفح.. وتحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية فوق غزة
  • ‎50 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 50 ألفًا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 3 شهداء بينهم امرأتان برصاص وقصف الاحتلال في خان يونس وغزة
  • ‎50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • دعواتٌ لشدِ الرحال للأقصى لأداء صلاة الجمعة والرباط فيه
  • كيف وثّق كتاب المغاربة والقدس تاريخ المغاربة وتضحياتهم في بيت المقدس؟
  • قوات الاحتلال ومستوطنيه يقتحمون المسجد الأقصى والمصلى القبلي
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى