كيف انهار بعض الحجاج جراء الحر؟ شهادة حية عن وفاة المئات
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
بعد سنوات من السعي عبثا للحصول على تأشيرة الحج، عقد ياسر العزم على الذهاب إلى مكة وأداء الفريضة بدون تصريح رسمي، وهو ما ندم عليه.
وإن تمكن ياسر من أداء المناسك وخرج سليما في الظروف القاسية الناجمة عن درجات الحرارة الشديدة خلال موسم الحج مرة أخرى هذا العام، فإنه لم ير زوجته، منذ الأحد، ويخشى أن تكون من بين أكثر من 1000 حاج أعلنت وفاتهم وأغلبهم من المصريين غير المسجلين مثله.
قال المهندس المتقاعد البالغ 60 عاما لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من غرفته في الفندق، حيث مكث قلقا ومترددا في حزم حقيبة زوجته على أمل عودتها وتوضيبها بنفسها، "بحثت في كل مستشفى في مكة. لم أجدها".
وأضاف "لا أريد أن أصدق احتمال أنها ماتت، لأن وفاتها تعني نهاية حياتها ونهاية حياتي أيضا".
توفي 658 مصريا خلال الحج وشكلوا بذلك أكثر من نصف المتوفين هذا العام بعد إبلاغ نحو عشر دول تمتد من السنغال إلى إندونيسيا حتى الجمعة عن أكثر من 1000 وفاة، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.
وقال دبلوماسي عربي لوكالة فرانس برس إن 630 من هؤلاء المصريين المتوفين لم يكونوا مسجلين، وهذا يعني أنهم لا يستطيعون استخدام وسائل الراحة الموفرة لتيسير أداء المناسك مثل الخيام المكيَّفة التي تقيهم القيظ مع ارتفاع درجات الحرارة إلى 51,8 درجة مئوية في المسجد الحرام في مكة.
وفي أول تعقيب سعودي على الوفيات، قال مسؤول سعودي رفيع المستوى لوكالة فرانس برس الجمعة إن 577 شخصا توفوا خلال الحج في يوم عرفة، السبت، والعيد، الأحد، وأنه لم يتم بعد تقدير العدد الإجمالي للوفيات.
وقال المسؤول إن السلطات السعودية "لم تقصِّر، ولكن هناك سوء تقدير من الناس الذين لم يقدروا المخاطر التي سوف تحدث لهم".
وأعلنت وزارة الصحة السعودية عن أكثر من 2700 حالة "إجهاد حراري" خلال يوم الأحد وحده.
وتُصدر السعودية كل عام تصاريح رسمية من خلال نظام الحصص المخصصة لمختلف البلدان والتي يتم توزيعها على الأفراد عن طريق القرعة. ولكن تكاليف رحلة الحج الرسمية الباهظة تغري حتى من يستطيعون الحصول على التصريح الرسمي على اللجوء إلى الطريق غير الرسمي من أجل توفير بضعة آلاف الدولارات.
وصار هذا الأمر متاحًا بشكل خاص منذ عام 2019 عندما بدأت السعودية في إصدار تأشيرات سياحية عامة، وهو ما سهل السفر إلى المملكة الخليجية.
كن ياسر الذي رفض الكشف عن اسمه الكامل لأنه ما زال في المملكة، سرعان ما اتضحت له التعقيدات الناجمة عن عدم التسجيل بمجرد وصوله إلى البلاد في مايو.
فقبل وقت طويل من بدء مناسك الحج الرسمية قبل أسبوع، رفضت بعض المتاجر والمطاعم تقديم الخدمة للزوار الذين لم يتمكنوا من إظهار تصاريحهم على تطبيق الحج الرسمي، المعروف باسم "نسوك".
وبمجرد أن بدأت المناسك وأيام الطواف والصلاة الطويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، لم يتمكن من استخدام حافلات الحج الرسمية، وهي وسيلة النقل الوحيدة حول الأماكن المقدسة، من دون دفع رسوم باهظة على نحو غير رسمي.
وعندما أصيب بالإعياء جراء الحرارة، قصد مستشفى في منى للحصول على رعاية عاجلة، لكن لم يتم استقباله، على قوله هناك أيضا لأنه لا يحمل تصريحًا.
ومع تدهور حالتهما الصحية، فقد ياسر زوجته صفاء وسط الزحام أثناء رمي الجمرات في منى. ومنذ ذلك الحين وهو يؤجل رحلة العودة إلى مصر مرة بعد أخرى، على أمل أن تعود.
وقال "سأستمر في التأجيل إلى أن أجدها".
تحدث حجاج مصريون آخرون غير مسجلين قابلتهم وكالة فرانس برس هذا الأسبوع عن صعوبات مماثلة واجهوها وعن مشاهد مقلقة على طول طريق الحج مع ازدياد وطأة الحر.
وقال محمد وهو مصري عمره 31 عاما يعيش في السعودية وأدى فريضة الحج هذا العام مع والدته البالغة 56 عاما "كنا نرى جثثا ممددة على الأرض" في عرفات ومنى وفي الطريق إلى مكة.
وأضاف "رأيتُ أشخاصًا ينهارون فجأة ويموتون من الإرهاق".
وقالت مصرية أخرى توفيت والدتها خلال أداء المناسك، ورفضت الكشف عن اسمها لأنها تعيش في الرياض، إنه كان من المستحيل إحضار سيارة إسعاف لوالدتها، وإن سيارة خدمات الطوارئ لم تأتِ إلا بعد وفاتها، ونقلت جثمانها إلى مكان مجهول.
وأضافت "حتى الآن ما زال أبناء عمومتي في مكة يبحثون عن جثة والدتي ... أليس من حقنا أن نلقي عليها نظرة أخيرة قبل دفنها؟".
أما مصطفى فتوفي والداه المسنان اللذان كانا يحملان تصريحًا رسميًا بعد انفصالهما عن مرافقيهما الأصغر سنًا. وقال الشاب إن حتى بعض الحجاج المسجلين واجهوا صعوبات في الاستعانة بخدمات الطوارئ، بسبب الضغط الشديد عليها.
وقال مصطفى لوكالة فرانس برس عبر الهاتف من مصر "كنا نعلم أنهما منهكان. كانا يسيران لمسافات طويلة جداً ولم يتمكنا من الحصول على الماء، وكان الجو حاراً جداً".
كان مصطفى يتطلع إلى الترحيب بهما لدى عودتهما، لكن عزاءه الوحيد الآن أنهما دفنا في مدينة مكة المكرمة.
وقال "طبعا نحن مؤمنون بما كتب الله لهما.... لكن مصر كلها حزينة. ... لن نراهما مرة أخرى".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: لوکالة فرانس برس أکثر من
إقرأ أيضاً:
الحر الشديد بمونديال الأندية يثير المخاوف في كأس العالم 2026
أثار الارتفاع الشديد في درجات الحرارة في كأس العالم للأندية لكرة القدم مخاوف بشأن بطولة كأس العالم 2026 المقررة إقامتها في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، إذ سيشارك عدد قياسي من الفرق يبلغ 48 منتخبا في هذا الحدث العالمي -الذي يقام كل 4 سنوات- خلال فصل الصيف الحار في أميركا الشمالية.
وطبق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) استراحات من أجل إنعاش الجسم وإجراءات لتخفيف حدة الحرارة، لكن المدربين واللاعبين اشتكوا من كثرة مواعيد انطلاق المباريات بعد الظهر، مما يجعل الفرق تتنافس تحت أشعة الشمس المباشرة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غونزالو غارسيا.. خريج أكاديمية ريال مدريد وهداف كأس العالم للأنديةlist 2 of 2دوناروما يوجه رسالة مؤثرة لموسيالا ونوير يهاجمه وكورتوا يدافع عنهend of listوتواجه 9 من المدن الـ16 المضيفة لكأس العالم 2026 ظروفا تعد "شديدة الخطورة" للمصابين بأمراض مرتبطة بالحرارة، وقال الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين إنه سيبحث عن طرق أفضل لحماية اللاعبين.
وطالب نيكو كوفاتش مدرب بروسيا دورتموند بتأخير مواعيد انطلاق المباريات بعد معاناة لاعبيه مرة أخرى بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال المواجهة المثيرة التي انتهت بهزيمته 3-2 أمام ريال مدريد في الدور ربع النهائي بكأس العالم للأندية لكرة القدم أمس السبت.
وأقيمت المباراة في الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1900 بتوقيت غرينتش) في نيوجيرسي.
ولعب دورتموند في درجات حرارة تجاوزت 32 درجة مئوية الشهر الماضي في إحدى مبارياته بدور المجموعات في نفس التوقيت من اليوم في سينسيناتي.
وقال كوفاتش "كان على هؤلاء الرياضيين تقديم أداء مميز، لكن مرة أخرى هذا هو وضع البطولة، وسنرى الأمر نفسه في العام المقبل خلال كأس العالم، علينا أن نفكر في اللاعبين".
وأضاف "هذا وضع صعب جدا بالنسبة لشخص ما، ويجب على اللاعبين أن يخوضوا هذه المباريات، لكن حسنا، هذه هي البطولة وعلينا أن نلعبها، أقترح أن يكون موعد انطلاق المباريات متأخرا قليلا".
إعلانوتابع "كمتفرج، تود أن ترى كرة قدم حماسية وهجومية وقوية وتشهد ارتفاعا وتراجعا في الأداء، لذا عندما يكون الجو حارا جدا من الصعب تقديم هذا النوع من كرة القدم".