تايمز: إيران هي التهديد الأكبر لبريطانيا
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
أشارت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية إلى وجود اعتقاد لدى وزيرة الداخلية، بأن الحرس الثوري هو أكبر تهديد للأمن القومي البريطاني، وسط أدلة جديدة على نفوذه في البلاد.
هناك دعوات لحظر الحرس الثوري كمنظمة إرهابية
وتخشى سويلا برافرمان من أن المجموعة تكثف أنشطتها، وهي تشعر بالقلق من تقارير استخبارية تفيد بأن جواسيس إيرانيين يحاولون تجنيد أعضاء من عصابات الجريمة المنظمة لاستهداف معارضي النظام.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من وزيرة الداخلية قوله إن "التهديد الإيراني هو أكثر ما يقلقنا"، مضيفاً "أنها قضية كبيرة لأنهم يصبحون أكثر عدوانية وشهيتهم آخذة في الازدياد. إنهم عدوانيون للغاية تجاه أي شخص يتحدى نظامهم ويريدون فقط القضاء عليه. إنهم يزيدون من تحريضهم".
دعوات للتصنيفوحذر جهاز الاستخبارات البريطاني إم آي 5 السنة الماضية من أن طهران وقفت خلف عشرة مخططات قتل وخطف، وفي فبراير (شباط) الماضي، قالت شرطة العاصمة إنها ارتفعت إلى 15 مخططاً. واضطرت إيران إنترناشونال، وهي قناة تلفزيونية معارضة، إلى وقف البث من مقرها البريطاني بعد تحذير من سكوتلنديارد بأنها لا تستطيع أن تحمي الموظفين.
وكانت هناك دعوات لحظر الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، لكنها قوبلت بمقاومة من وزارة الخارجية التي تخشى أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى إلحاق ضرر دائم بالعلاقات الدبلوماسية.. وكشفت صحيفة صنداي تايمز عن تفاصيل العلاقة الوثيقة بين إيران ومنظمة طلابية مقرها كنيسة ميثودية سابقة في هامرسميث غرب لندن.
تأسست رابطة الطلاب المسلمين لمناصرة الفلسفة السياسية والدينية لآية الله الخميني الذي قاد ثورة 1979، وتستضيف الآن محادثات مع مسؤولين حكوميين ورجال دين متشددين، بينما يشرف على انتخاباتها الداخلية ممثلون دينيون للمرشد الأعلى علي خامنئي.. في يناير (كانون الثاني)، سافر الرئيس السابق للرابطة محمد حسين عطائي، وهو طالب ماجستير في جامعة برادفورد، لحضور مؤتمر في طهران حيث التقى بخامنئي.
وأظهرت صورة عطائي جاثياً بوقار أمام خامنئي. بعد ذلك تلقى كوفية "مباركة" كهدية. وقالت الرابطة إن عطائي لم يتولَّ المنصب منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ومع ذلك، نشرت قناة تلغرام التابعة للرابطة منشورات تشيد بقاسم سليماني، ويصف هؤلاء سليماني بقائد "المقاومة" و"الشهيد" وكذلك كبير علماء البرنامج النووي السابق لإيران محسن فخري زاده.
إغلاق وتحقيقفي أكتوبر 2020، نشرت الرابطة منشوراً للمرشد الأعلى يقول: "لماذا يُعد إثارة الشكوك حول الهولوكوست جريمة؟"، كما نشرت الرابطة محتوى يشيد بدور إيران في تقويض "الصهيونية العالمية" من خلال "نشر أفكار الاستشهاد والتضحية (و) المقاومة".. تستضيف الرابطة مناسبات في "قانون التوحيد"، أي كنيسة هامرسميث القديمة التي تحمل صورة الخميني على مذبحها والعلم الإيراني.
Iranian state ‘now biggest threat to UK’ says the British Home Secretary.
And yet the UK Foreign Office continues to block the sanctioning of the IRGC as a terrorist organization. https://t.co/powWvhX1GA
يملك الموقع صندوق التوحيد الخيري. ويرتبط اثنان من أمنائه الثلاثة بالمركز الإسلامي في إنجلترا، وهو مسجد يقع في منطقة مايدا فالي القريبة والذي تم إغلاقه لأشهر عدة هذه السنة بعد استخدام مبانيه في تأبين سليماني، ولا يزال قيد التحقيق من قبل مفوضية الأعمال الخيرية.
جنود الشيطانأحد الأمناء هو سيد هاشم موسوي مدير المسجد الموصوف في أدبيات رابطة الطلاب بأنه "ممثل المرشد الأعلى في إنجلترا"، لقد وصف المتظاهرين المناهضين للنظام بأنهم "جنود الشيطان" والنساء الإيرانيات اللواتي خلعن حجابهن بأنهن "سم".. وبدا أن موسوي وافق، السبت، على أن ممثلين عن خامنئي أشرفوا على انتخابات رابطة الطلاب، لكنه أصر على "أنها أمر ديني. بالتأكيد لا علاقة لها بالحكومة".
وعن الكنيسة التي تحولت إلى مركز إسلامي قال: "يجتمع الطلاب كل أسبوع ويتحدثون عن مشاكلهم الخاصة ومشاكل الطلاب، والمشاكل الثقافية والمشاكل العائلية ويجلسون معاً، وأحياناً يدعون الناس لحضور مثلاً أعياد ميلاد قادتهم الدينيين أو استشهاد قادتهم الدينيين". وأصر على أن الأمر "لا علاقة له بإيران".
تحريض وخطابات لاساميةسرت مزاعم الأسبوع الماضي بأن الرابطة استضافت محادثات عبر الإنترنت بين كبار قادة الحرس الثوري وطلاب مسلمين في الجامعات البريطانية. ويُزعم أن ثمانية أفراد ينتمون إلى الحرس الثوري ألقوا خطباً للطلاب، تم فيها الإدلاء ببيانات معادية للسامية وطُلب من الطلاب الانضمام إلى "الحرب الأبوكالبتية" المقبلة، وفق تحقيق أجرته صحيفة ذا جويش كرونيكل.
تمثل المحادثات التي تم بثها مباشرة من إيران وشاهدها عشرات الآلاف من الأشخاص المرة الأولى التي يُنظر فيها إلى قادة الحرس الثوري، على أنهم يلعبون دوراً مباشراً في نشر دعاية النظام في المملكة المتحدة.. وقالت الرابطة إنها لا تنتمي إلى أحزاب وجماعات سياسية وإن نشر ما قاله خامنئي عن الهولوكوست ليس "إنكاراً للمحرقة.. وإنما فضح لمعايير الغرب المزدوجة حين يتعلق الأمر بممارسة حرية التعبير".
أعلن وزير الخارجية جيمس كليفرلي فرض عقوبات على الحرس الثوري في وقت سابق من هذه السنة، لكن الضغط البرلماني لحظر التنظيم رسمياً يتزايد.. تم اتخاذ خطوات مماثلة من قبل الولايات المتحدة وكندا، وهما شريكتان للمملكة المتحدة في تحالف العيون الخمس لتبادل المعلومات الاستخباراتية.. ومع ذلك، ثمة مخاوف من أن يصعّب ذلك إحياء المحادثات الدولية بشأن اتفاق تقييد البرنامج النووي الإيراني. كما أن ثمة مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى فقدان السفارة في طهران.
لعدم تكرار "أخطائنا السابقة"قال الرئيس السابق لجهاز إم آي 5 اللورد جوناثان إيفانز إنه من المهم أن "تُعطى احتياجات الأمن الداخلي وزناً مناسباً"، وأضاف "المصالح الدبلوماسية المتصورة أعطيت أحياناً الأسبقية في الماضي، على سبيل المثال، في ما يتعلق بالناشطين الروس، ويجب ألا نكرر هذا الخطأ".
وقالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية أليسيا كيرنز: "إن حظر الحرس الثوري الإيراني سيسمح لنا بمحاكمة أولئك الذين يعملون لصالحه، من أجل زرع الفتنة والتحريض على الكراهية ودعم الأنشطة الإرهابية والاغتيالات على الأراضي البريطانية.. ثمة المزيد والمزيد من الأدلة على حملات القمع العابر للحدود التي يشنها الحرس الثوري الإيراني، ولا يمكننا تحمل عدم اتخاذ أي إجراء".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرس الثوري الإيراني بريطانيا إيران الحرس الثوری
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: ترامب عزز سياسية بايدن الفاشلة في اليمن وخسائر أمريكا بلغت 7 مليار دولار (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن خسائر الولايات المتحدة في حربها ضد جماعة الحوثي في اليمن بلغت 7 مليار دولار في إطار تأمين الملاحة الدولية في البحر الأحمر.
وأضافت الصحيفة في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" أن واشطن أهدرت سبعة مليار دولار في قصف بلد لم نستطع تحديد موقعه على الخريطة، ولم تنل من جماعة الحوثي بل زادتها قوة"، مشيرة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزز سياسة جو بايدن الفاشلة.
وحسب التقرير فإن منظمة "أولويات الدفاع"، وهي مؤسسة بحثية في واشنطن، بشكل معقول أن الولايات المتحدة أهدرت أكثر من 7 مليارات دولار على قصف اليمن على مدى ما يزيد قليلاً عن عامين، بين بايدن وترامب. ويبدو أن معظم هذا المبلغ قد أُنفق في عهد بايدن.
وافقت ليندا بيلمز، الخبيرة في جامعة هارفارد في تكلفة الصراع العسكري، على أن 7 مليارات دولار تقدير معقول عند تضمين تكلفة نشر حاملات الطائرات، وأجور القتال، وعوامل أخرى.
وقالت: "إنفاق الولايات المتحدة مقابل الحوثيين غير متكافئ. ننفق مليون دولار على الصواريخ للرد على طائرات الحوثيين المسيرة الإيرانية الصنع التي تتراوح أسعارها بين 200 و500 دولار".
وتطرق التقرير إلى فضيحة سيجنال التي أثارت موجة من الغضب بسبب الطريقة التي تبادل بها مسؤولو إدارة ترامب الرسائل النصية بشكل غير آمن حول الضربات العسكرية على اليمن. وقالت "لكن بالتعمق أكثر، نجد فضيحة أكبر".
وأضاف "إنها فضيحة تتعلق بسياسة فاشلة تُمكّن عدوًا للولايات المتحدة، وتُضعف أمننا، وستُودي بحياة آلاف الأشخاص. إنها فضيحة تُشوّه سمعة الرئيس جو بايدن أيضًا، لكنها تبلغ ذروتها في عهد الرئيس ترامب.
وحسب الصحيفة فإن المشاكل في العلاقات الدولية أكثر من الحلول، وهذا مثال كلاسيكي: نظام متطرف في اليمن كان يعيق التجارة الدولية، ولم يكن هناك حل سهل. ردّ بايدن بعام من الغارات الجوية على اليمن ضد الحوثيين، والتي استنزفت مليارات الدولارات لكنها لم تُحقق أي شيء واضح.
أسقط الحوثيون في غضون ستة أسابيع سبع طائرات مسيرة من طراز MQ-9 Reaper، كلفت كل منها حوالي 30 مليون دولار، وخسرت الولايات المتحدة طائرتين مقاتلتين من طراز F/A-18 Super Hornet، كل منهما 67 مليون دولار، وفق التقرير.
وتساءلت "نيويورك تايمز" ماذا حقق هذا المبلغ؟ أدى القصف الأمريكي إلى تدهور قدرات الحوثيين إلى حد ما، كما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 206 مدنيين في أبريل وحده، وفقًا لمشروع بيانات اليمن، وهي منظمة غير ربحية. كما أدت حملة القصف إلى تدهور القدرة العسكرية الأمريكية، حيث استنفدت الذخائر النادرة. على مدار أكثر من عامين بقليل، يبدو أن الحوثيين قد أسقطوا حوالي 7% من إجمالي مخزون أمريكا من طائرات MQ-9 Reaper المسيرة.
وأعلن ترامب في مارس أن حملة القصف ستؤدي إلى "إبادة كاملة" للحوثيين. لكنه تراجع هذا الشهر، معلنًا "توقفًا مؤقتًا" في العمليات الهجومية. لقد حفظ ماء وجهه بوعدٍ من الحوثيين بعدم استهداف السفن الأمريكية، لكن هذه لم تكن المشكلة الأساسية، فالغالبية العظمى من السفن في البحر الأحمر ليست أمريكية. أما الحوثيون، الذين شعروا بالنصر، وهو أمرٌ مفهوم، فقد أعلنوا النصر عبر وسم "اليمن يهزم أمريكا".
بالنظر إلى الماضي، تقول الصحيفة نجد أن ترامب قد عزز سياسة بايدن الفاشلة، لكنه أظهر أيضًا قدرةً أكبر من بايدن على تصحيح نفسه.
ونقلت الصحيفة عن غريغوري د. جونسن، الخبير في الشؤون اليمنية بمعهد دول الخليج العربية: قوله "من المرجح أن يُفيد قطع المساعدات الإنسانية عن اليمن الحوثيين أكثر فأكثر". "مع تفاقم الوضع الإنساني المروع أصلاً بسبب هذا الخفض، لن يكون أمام العائلات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون خيار سوى الانضمام إلى الجماعة في محاولة يائسة للبقاء على قيد الحياة".
وأضاف جونسن أن النتيجة هي أن الحوثيين "سيعززون سلطتهم بشكل أكبر، مما سيجعل اقتلاعهم من السلطة أصعب لاحقًا". لم يقدم لنا اليمن خيارات جيدة قط. لكن في خياراتنا السيئة بشكل غير معتاد، أرى قصة تحذيرية عن تكلفة السياسة الخارجية المتعثرة، فقد كانت هذه هي النتيجة: مجاعة، وموت الفتيات والفتيان، وضعف الأمن الأمريكي، وانتصار لخصومنا، كل ذلك بتكلفة 7 مليارات دولار من ضرائبنا. إنها فضيحة بكل معنى الكلمة.