بوابة الوفد:
2025-05-11@08:23:34 GMT

متى يتحول الجهل إلى غباء؟!

تاريخ النشر: 5th, July 2024 GMT

بداية نذكر بقول الله تعالى (أفحكم الجاهلية يبغون)، فالعرب فى الجاهلية الأولى رفضوا أحكام الإسلام التى آتى بها النبى صلي الله عليه وسلم، وارتضوا لأنفسهم الاحتكام إلى أعرافهم وتقاليدهم وعاداتهم السيئة.
ومن الأمور التى ارتضوها لأنفسهم والتى ألغوا معها عقولهم، عبادة الأوثان، الأصنام، فكيف بحجر صنم أصم لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنا شيئا نتخذه إلها، والأدهى والأمر من ذلك إذا حاورتهم يقولون مجادلين، ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى وقد حاجهم الخليل إبراهيم عندما حطم أصنام قومه وأتوا به لسؤاله أأنت فعلت هذا بآلهتنا، قال هذا كبيرهم فسئلوهم إن كانوا ينطقون، إذن جميعهم يعلم أنهم لا ينطقون ولا ينفعون ولا يضرون، وهذا هو تعطيل العقول، فى قولهم لسيدنا إبراهيم، لقد علمت ما هؤلاء ينطقون، فهذه ومضة وصحوة عقلية لبرهة من الوقت ثم عادوا لما نهوا عنه، فقال لهم الخليل: أف لكم ولم تعبدون من دون الله.


وكذلك الأمر مع مشركى قريش، يعملون عقولهم ثم يعطلونها، فهم يعلمون أن لهم إلها واحداً، وهذه التماثيل تقربهم إلى الله زلفي، فلو احتكموا إلى عقولهم احتكاما يقينيا لأدركوا أن هذه الأصنام لا طائل ولا عائد من ورائها اللهم إلا الشقاء الذى يتبع الاشراك بالله والذى حذر منه الله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما)
وكذلك قوله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا).
انظروا إلى بلاغة القرآن الكريم، الآية الأولى افتراء الإثم العظيم، جرم عظيم، جريمة الشرك بالله، والآية الثانية، الضلال البعيد، فليس بعد الشرك ذنب، وليس بعد الاشراك إشراك، فلو أعمل هؤلاء عقولهم اعمالا مصحوبا باليقين لتغير حالهم ولانتقلوا من ديار الكفر والشرك إلى ديار الإسلام، لكنهم نكصوا على أعقابهم وولوا مدبرين.
وهذا حالنا اليوم إلا ما رحم ربي، تجد الحق والصواب واضحا وضوح الشمس فى كبد السماء وفى وضح النهار، أبلج ناصع البيضاء، وللأسف الشديد تجد من يتنطع ويكابر ويتعالى ويناقش مناقشات جوفاء لا طائل من ورائها ولا عائد إلا تعطيل الفكر وتعطيل عمل المفكرين المخلصين الذين يريدون الخير للبلاد ويعملون مواصلين الليل بالنهار لخدمة العباد ومحاولة إيجاد حلول لقضايانا المعيشية، كل فى مجاله، فعلماء الدين المخلصين يعكفون ويعتكفون فى مكتباتهم من أجل البحث والدرس والاجتهاد للوصول إلى الفتاوى الرشيدة، مجددين ومجتهدين فى فقهم بما يتماشى مع متطلبات العصر دونما إخلال بثوابتنا وبقيمنا، واجتهادهم هذا محمود غير مرذول، فلو أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر اجتهاداتهم.
فيخرج عليهم من يشكك فى علمهم وفى فتواهم ويكيل لهم الاتهامات، وأنهم لا يعلمون شيئا ولا يؤخذ منهم علما، وإذا لم يؤخذ من هؤلاء علم فممن يؤخذ، إذا لم يؤخذ من العلماء العاملين المرابطين المجاهدون علما فممن يؤخذ، إذا لم يؤخذ من علماء الأزهر الشريف شرفه الله وحيى عمائم رجالاته فممن يؤخذ العلم، إذا لم يؤخذ علم من علماء الأوقاف ودار الفتوى فتاوى فممن يؤخذ.
ما لكم كيف تحكمون، لماذا ثم لماذا عطلتم عقولكم، عطلتموها فى ناحية، واستعملتموها فى ناحية أخري، عطلتموها فى الوقوف بجوار وإلى جانب هؤلاء العلماء الربانيين.
واستعملتموها فى الطعن على هؤلاء والتشكيك فى علومهم.
إذا لم نأخذ العلم من هؤلاء فممن نأخذه، نأخذه من الذين لا يستطيعون حتى التفرقة بين فروض العين وفروض الكفاية ممن نأخذه، نأخذه من الذين لا يستطيعون التفرقة بين الفقه وعلم أصول الفقه.
أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحكام الإسلام یؤخذ من

إقرأ أيضاً:

كاتب إسرائيلي: كيف يستدعي الوزراء جنود الاحتياط وهم لم يخدموا عسكريا؟

قال الكاتب الإسرائيلي في موقع "واللا" العبري، نير كيبنيس: "إننا أمام حكومةٌ لم يخدم أعضاؤها في الاحتياط أصلا، بينما تُرسل عشرات الآلاف من أوامر الاحتياط، بزعم تكثيف الحرب على غزة"، وذلك في إشارة لكون  قرارات حكومة الاحتلال الإسرائيلي، باستدعاء جنود الاحتياط في الجيش، ما زالت تترك تبعاتها السلبية على الإسرائيليين بشكل عام.

وأكد كيبنيس عبر مقال ترجمته "عربي21" أنّ: "حكومة اليمين التي لم يخدم معظم وزراؤها في الجيش إطلاقًا، ولو خدمةً قصيرةً، أو خدموا في مواقع بعيدة كل البعد عن القتال، فإن تجربة الاحتياط تبدو غريبةٌ على جميع وزرائها تقريبًا".

"صحيح أن الالتزام بقرار الاستدعاء للاحتياط مسألة قانونية، لكنه أمرٌ سخيفٌ عند النظر للمسألة من منظور أخلاقي، لأنه بأي منطق يرسل هؤلاء الوزراء المراوغون الجنود لساحة المعركة مجددا" تابع كيبنيس خلال المقال ذاته، الذي نشر  في موقع "واللا".

 وأضاف بأنّ: "الاستجابة لأوامر الاحتياط بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر كانت طبيعية، ووصلت نسبتها 130%، لكن اليوم بعد عام ونصف حوّل فيها الجيش غزة بحراً من الأنقاض، وجرّب كل شيء، وقُتِل مئات الجنود، وأصبح من الواضح أن الحكومة أوقفت المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى".

وأردف: "وانسحبت الحكومة من العرض الذي قدمه نتنياهو نفسه، بعد أن ابتزّته الأحزاب اليمينية المتطرفة في حكومته، واتضح أن الحرب لا غاية عملية لها سوى وجوده، فإنها توحّد الحكومة، وتمنعها من الانهيار".

وأشار إلى أنّ: "أوامر الاستدعاء للاحتياط تصدر بينما تواصل الحكومة اختلاق الذرائع للحريديم للتهرب من الخدمة العسكرية، وصولا لاستكمال قانون التهرب الذي وُعدوا به، خاصة مع اقتراب عام انتخابي ساخن، الأمر الذي يستدعي من عموم الإسرائيليين الحذر من الاستجابة لأوامر الذهاب للقواعد العسكرية من جنود وضباط الاحتياط".

وأبرز: "لأن هذه الأوامر إنما تصدر فقط للحفاظ على الائتلاف اليميني الحاكم الذي يمنع هو نفسه إجراء الانتخابات المبكرة، لأن استطلاعات الرأي تواصل إخافته بأنه محكوم عليه بالهزيمة فيها".

إلى ذلك، أوضح الكاتب الإسرائيلي أنّ: "الحكومة تُصدِر اليوم قرارا بإصدار أوامر الاستدعاء للاحتياط لعشرات الآلاف من الجنود والضباط، وإن كان هذا صحيحًا ومبررًا تمامًا في بداية الحرب، وحتى مع استمرارها، عندما كانت لا تزال مرتبطةً بأمن الدولة، وليس فقط بأمن الائتلاف".


واستدرك: "صحيح أن رفض أمر الاحتياط يُعدّ انتهاكًا للقانون، ولكن عندما يُطلب من هؤلاء الجنود والضباط تنفيذه للمرة الخامسة أو السادسة، في دولة لا يتحمّل معظم مواطنيها هذا العبء، وجزء كبير منهم لم يتحمّله قط، فلا يحق للحكومة أن تطالبهم بأي شيء".

وختم  كيبنيس بالقول: "لو كنت مكان هؤلاء الجنود والضباط في صفوف الاحتياط، فقد كنت سأخرج للدفاع عن الدولة مرة، مرتين، ثلاث مرات، لكن في المرة الخامسة، فهناك احتمال كبير أن أُجبر على الدفاع عن عائلتي وسبل عيشي، وإيجاد طريقة قانونية للتخلص من هذا العبء العسكري".

واستطرد: "لأننا في دولة فقدت كل معالمها، وجيشٌ يُستدعى جنوده الاحتياطيون للخدمة، بينما مؤسسات تعليم أبنائهم مُغلقة، ووزراءٌ فاشلون لا يؤدون وظائفهم، وميزانياتٌ لا تُخصّص لرجال الإطفاء، ولا للمعلمين، بل لمن يُشجّعون التغيّب عن المدرسة، والنتيجة أن الحكومة ستدرك قريبًا أن سياستها المريعة، في جميع القطاعات، بدأت تنهار تحت سيطرتها".

مقالات مشابهة

  • الأرصاد الجوية التركية: رياح باردة قادمة من روسيا والطقس يتحول فجأة إلى شديد البرودة
  • كاتب إسرائيلي: كيف يستدعي الوزراء جنود الاحتياط وهم لم يخدموا عسكريا؟
  • مفاجآت وبالاسم.. كريستيانو رونالدو يطالب برحيل هؤلاء اللاعبين من النصر كريستيانو
  • في الميناء وطرابلس.. القوات تدعم هؤلاء
  • من ظهر السبت حتى الاثنين... يُمنع هؤلاء من السير في محافظتَي لبنان الشمالي وعكّار!
  • جدل حول منزل فيروز في بيروت.. هل يتحول إلى متحف أم يتم الترميم
  • شنآن بين تجار "البازارات" ومالك عقار بالمنطقة السياحية بأكادير (فيديو)
  • المراهنة على قوة أمريكا و”إسرائيل” خسارة.. والثقة بالله والتوكل عليه نصرٌ مؤزر
  • المراهنة على قوة أمريكا وإسرائيل خسارة..والثقة بالله والتوكل عليه نصرٌ مؤزر
  • مداهمات في الشمال.. هؤلاء سقطوا في قبضة الجيش