كيف يمكن لغذاء الطفل حمايته من مرض ألزهايمر مستقبلا؟
تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
يشعر الكثير من الآباء والأمهات بالقلق بشأن صحة أطفالهم، خاصة مع ارتفاع مستويات السمنة وكذلك السعال ونزلات البرد.
والآن، وجد فريق من الباحثين أن ما يأكله الطفل يمكن أن يكون له تأثير كبير على حياته في المستقبل. وأوضح أن اتباع نظام غذائي صحي في بداية الحياة يمكن أن يعني انخفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر المرتبط بالعمر.
وفي حين أن معظم الأبحاث السابقة ركزت على عادات الأكل لدى الأشخاص في الستينيات والسبعينيات من العمر، فإن هذه الدراسة الجديدة تعد الأولى في مجال تتبع النظام الغذائي والقدرة المعرفية طوال العمر (من 4 إلى 70 عاما).
وحلل الباحثون بيانات 3059 شخصا بالغا في المملكة المتحدة، تم تسجيلهم كأطفال في دراسة تسمى المسح الوطني للصحة والتنمية. وقدم أعضاء المجموعة، التي تسمى مجموعة المواليد البريطانية عام 1946، بيانات عن المدخول الغذائي والنتائج المعرفية وعوامل أخرى عبر الاستبيانات والاختبارات على مدار 75 عاما تقريبا.
ووجدوا أن جودة النظام الغذائي ترتبط ارتباطا وثيقا بالاتجاهات العامة أو القدرة المعرفية الكلّية.
ويمكن أن يكون للقدرة الإدراكية تأثيرات مهمة على نوعية الحياة والاستقلالية مع تقدمنا في السن.
وقالت الدكتورة كيلي كارا، المختصة في علوم التغذية بجامعة Tufts: “تدعم هذه النتائج الأولية إرشادات الصحة العامة الحالية التي تقول إنه من المهم إنشاء أنماط غذائية صحية في وقت مبكر من الحياة من أجل دعم والحفاظ على الصحة طوال العمر”.
وتضيف: “توفر النتائج أيضا أدلة جديدة تشير إلى أن التحسينات في الأنماط الغذائية حتى منتصف العمر قد تؤثر على الأداء المعرفي، وتساعد في تخفيف أو تقليل التدهور المعرفي في السنوات اللاحقة”.
ويقول الباحثون إن اتباع نظام غذائي صحي غني بالأطعمة النباتية، التي تحتوي على مستويات عالية من مضادات الأكسدة والدهون الأحادية وغير المشبعة، يمكن أن يدعم صحة الدماغ عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي وتحسين تدفق الدم إلى الدماغ.
وأضافت كارا: “الأنماط الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من مجموعات الأغذية النباتية الكاملة أو الأقل معالجة، بما في ذلك الخضار الورقية والفاصوليا والفواكه الكاملة والحبوب الكاملة، قد توفر حماية أكبر لصحتنا. ومن المرجح أن يؤدي تعديل المدخول الغذائي لأي شخص في أي عمر لدمج المزيد من هذه الأطعمة، إلى تحسين صحتنا بعدة طرق، بما في ذلك صحتنا المعرفية”.
وعُرضت النتائج في الاجتماع السنوي الرئيسي للجمعية الأمريكية للتغذية في شيكاغو.
المصدر: ميرور
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
البحث عن ملامح قديمة
في كل مرة أجدد فيها جواز سفري، أضع القديم بجوار ما سبقته، أتأمل تلك الصور الشاحبة. في هذا الصمت، يتردد صدى قصيدة الشاعر الكبير فاروق جويدة "وضاعت ملامح وجهي القديم" تطاردني بكلماتها، وتلاحقني بمعانيها، وكأنها استوطنت أعماق الذاكرة، فأصبحت وشمًا يتسرب داخل تجاعيد الزمن. لا تكتفي هذه القصيدة بمراجعة صوري المثبتة في جوازات السفر، بل تنحت في صميم الجسد كافة خيوط الحنين إلى براءة الأمس، وتصلها بمخاوف صورة جواز السفر القادم، والتي ربما لن أراها.
يرسم جويدة أيقونة للحلم الذى أصبح بقايا رماد. فمحاولاته المتكررة للصراخ ترتطم باعترافه" فما عدت أنطق شيئا جديدا "وتقف عاجزة بين حقيقة " ترى أين وجهي؟" وبين وهم "وقالوا سمعناك بعد الحياة". هذا الحلم الذي يختفى فى الكهوف الصغيرة وبحار الأمل وخلف الزمان حيث تموت العصافير بين جوانحنا، وترقد بذور البدايات بداخلنا. وهنا تبدأ اللحظة المقدسة التي تسعى بلا هوادة لطمس معالم الماضي، وتأكيد ما كان جويدة يجرى منه خائفا "وأصرخ في الناس: هل من دليل؟".
“تذكرت وجهي، كل الملامح، كل الخطوط " هى لحظة استرخاء تعكس ذلك الشعور العميق بالاغتراب الذي يسري كظل قاتم في شرايين القصيدة، لتصطدم بلعنة الاكتشاف "ولكن وجهي ما عاد وجهي". إجابة جويدة تصل بنا إلى النهاية، فقد تحولنا إلى مسافرين غرباء عن تلك النسخة النقية التي حملناها يومًا في أعماقنا، فمع تراكم سنوات العمر وتغير الملامح أصبحنا لا نعرف أنفسنا. إنها ليست مجرد إجابة لسؤاله الحائر "ترى أين وجهي؟"، بل هي الشبح الذي يلازمنا جميعا في لحظات البحث عن اللون وفرشاة الرسم واللحن القديم.
لا شك أن قصيدة "وضاعت ملامح وجهي القديم" تحمل رسالة إنسانية مرسومة بذكريات باهتة. إنها تذكير موجع بقيمة تلك اللحظات الأولى، بصفاء الطفولة الذي تحلل بزيف الكلام، وبحطام الوجوه التى لازلنا نبحث عن بقاياها. إنها دعوة حالمة للتأمل في رحلة العمر القصيرة التي حاول فاروق جويد أن يرسم ملامحها على كل باب، وفوق المآذن، وفوق المفارق، وبين التراب.