تحقيق CNN تتبع وجوه قادة وحدة إسرائيلية ترسم ملامح القتال بغزة.. إليكم ما اكتشفناه
تاريخ النشر: 13th, July 2024 GMT
(CNN)— وجد تحقيق أجرته شبكة CNN، ترقية القادة السابقين لكتيبة "نيتساح يهودا"، وهي وحدة عسكرية إسرائيلية تتهمها الولايات المتحدة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى مناصب عليا في الجيش الإسرائيلي.
والآن هم ينشطون في تدريب القوات البرية الإسرائيلية، وكذلك إدارة العمليات في غزة.
ومن بين النتائج التي توصلت إليها شبكة CNN، كانت هناك شهادة نادرة من مبلغين عن المخالفات، قدمها جندي سابق في الوحدة الذي وصف "قيادة تشجع ثقافة العنف"، وهي قضية حددتها مسبقا وزارة الخارجية الأمريكية بتحقيقاتها.
وقالت الخارجية الأمريكية في أبريل/نيسان الماضي، إنها توصلت إلى أن خمس وحدات أمنية إسرائيلية ارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان قبل اندلاع الحرب مع حماس في غزة. وقالت الوزارة إن 4 من الوحدات "عالجت بشكل فعال" أو أصلحت نفسها في أعقاب تلك الانتهاكات، لكنها لا تزال تقرر ما إذا كانت ستحجب المساعدة العسكرية الأمريكية على الوحدة المتبقية: كتيبة نيتساح يهودا، التي تم إنشاؤها في الأصل لاستيعاب اليهود الأرثوذكس المتشددين في الجيش.
وفي رسالة حصلت عليها شبكة CNN، أخبر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، أن الولايات المتحدة تعمل مع إسرائيل "على تحديد طريق للعلاج الفعال" لكتيبة نيتساح يهودا. ولم تذكر الرسالة اسم الوحدة، لكن مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين أكدوا لشبكة CNN أن بلينكن كان يشير إلى نيتساح يهودا، المتهمة بارتكاب سلسلة من الانتهاكات في الضفة الغربية على مدى السنوات العشر الماضية، بما في ذلك مقتل رجل فلسطيني أمريكي يبلغ من العمر 78 عامًا في عام 2022.
وباستخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه وغيرها من التقنيات مفتوحة المصدر، وجدت شبكة CNN أن ثلاثة قادة سابقين لكتيبة نيتساح يهودا - الذين كانوا مسؤولين عن الوحدة وقت وقوع الانتهاكات المزعومة في الضفة الغربية - قد ترقوا في صفوف الجيش الإسرائيلي- وتتبعت CNN هؤلاء القادة من خلال مطابقة وجوههم مع الصور المتاحة للجمهور على مر السنين، بدءًا من صور الاحتفالات العسكرية إلى تحديثات ساحة المعركة.
وتحدثت شبكة CNN مع عضو سابق في الكتيبة، والذي قام بتفصيل حالات المعاملة القاسية والعنيفة المفرطة للفلسطينيين في الضفة الغربية، حيث قال إن القادة دعموا بنشاط عنف اللجان الأهلية، وإن ترقيتهم إلى مناصب عليا في الجيش الإسرائيلي تخاطر بجلب نفس الثقافة إلى أجزاء أخرى من الجيش.
وقال الجندي السابق، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه بسبب مخاوف على أمنه، لشبكة CNN، إن الكتيبة معروفة بتنفيذ ما وصفه بـ"العقاب الجماعي للفلسطينيين"، وضرب مثالا على قيام قوات الكتيبة بمهاجمة قرية فلسطينية، حيث انتقلت من بيت إلى بيت، بالقنابل الصوتية وقنابل الغاز انتقاما من بعض الأطفال المحليين الذين كانوا يرشقون الحجارة.
وتابع أنه أثناء وجوده في نيتساح يهودا، لعب قادة الكتيبة دورا رئيسيا في إدامة ثقافة العنف، سواء من خلال الوقوف متفرجا كما حدث أو الترويج له.
وردًا على طلب CNN للتعليق على مزاعم الانتهاكات التي ارتكبتها نيتساح يهودا، قال الجيش الإسرائيلي إن الكتيبة "تعمل بطريقة مهنية وأخلاقية"، وإن جنودها وقادتها "يتصرفون وفقًا للأوامر والبروتوكولات المتوقعة من الجنود في الجيش الإسرائيلي"، مضيفا أنه يحقق في "كل حادث استثنائي"، ويتخذ إجراءات قيادية وتأديبية ضد المتورطين عند الاقتضاء. ولم يعلق على الترقية اللاحقة لبعض القادة.
وفي سياق تحقيقها الذي استمر لمدة شهر، تحدثت شبكة CNN مع العديد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين، الذين كشفوا عن الإحباط الشديد داخل إدارة بايدن إزاء المعاملة الخاصة التي تتلقاها إسرائيل من الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان من قبل قواتها، وقال المسؤولون الأمريكيون السابقون إن حقيقة استمرار ترقية قادة نيتساح يهودا السابقين في الرتب العسكرية الإسرائيلية، كانت نتيجة مثيرة للقلق لتقاعس أمريكا، ويمكن أن تكون لها عواقب مدمرة.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الضفة الغربية الجيش الإسرائيلي العمليات في غزة الجيش الإسرائيلي تحقيقات حركة حماس حصريا على CNN غزة الجیش الإسرائیلی فی الضفة الغربیة نیتساح یهودا فی الجیش
إقرأ أيضاً:
مجلة إسرائيلية: الاحتلال يصنف مناطق بغزة خالية لتبرير قصفها
نقلت مجلة "972+" الإسرائيلية عن مصدرين استخباريين قولهما إن الجيش الإسرائيلي يدّعي أن الأحياء السكنية التي يقصفها في قطاع غزة خالية من السكان رغم علمه بأن العديد من المنازل هناك مكتظة بالمدنيين الذين لا يستطيعون أو لا يريدون المغادرة.
ويعتمد الجيش الإسرائيلي في تصنيفه حيا معينا بأنه خالٍ من السكان على تحليل خوارزمي غير واف لأنماط استخدام الهاتف على مساحة واسعة، وليس على تقييم مفصل لكل منزل على حدة قبل القصف، حسبما كشفت المجلة وموقع لوكال كول الإسرائيلي وصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: حماس أعدت آلاف العبوات المتفجرة ونحن سنغوص في وحل غزةlist 2 of 260 شهيدا في قصف للاحتلال وعمليات نوعية للمقاومة بغزة وخان يونسend of listوفي مايو/أيار الماضي لاحظ المصدران الاستخباريان -اللذان لم تفصح المجلة عن هويتهما- أن الجيش الإسرائيلي كان يقصف المنازل ويقتل العائلات، في حين كان يسجل في تقاريره الداخلية استنادا إلى الحساب الخوارزمي المعيب أن تلك المباني كانت خالية أو شبه خالية من السكان.
قتل متعمدوقال أحد المصادر إنه عند النظر إلى الجداول التي تبين معدلات الإشغال في المنازل يكتشف المرء أن كل بيان موسوم باللون الأخضر يعني أن ما بين صفر إلى 20% من السكان لا يزالون يقيمون فيها، الأمر الذي يعكس مدى رداءة الخوارزميات التي يستند إليها الجيش في تقديراته.
إعلانوأشار المصدر نفسه إلى أن كل المنطقة التي زاروها في خان يونس وسمت باللون الأخضر، أي أنها خالية من السكان، لكنها لم تكن كذلك، وليس أدل على ذلك من الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل الأسبوع الماضي على منزل الدكتورة آلاء النجار في الحي نفسه، مما أدى إلى استشهاد 9 من أطفالها العشرة وزوجها الدكتور حمدي النجار الذي توفي متأثرا بجراحه بعدها ببضعة أيام.
وتوضح المجلة أنه قبل تصنيف حي ما "أخضر" تقوم خوارزمية الاستخبارات بحساب عدد السكان في كل منزل وفقا لمعدل الإخلاء المقدر للمنطقة، فإذا قدّرت الخوارزمية أن 80% من السكان قد غادروا فإن العدد المتوقع للإصابات في كل منزل ينخفض بالنسبة نفسها، وغالبا ما يتم ذلك دون تكريس وقت كافٍ لإجراء فحص مفصل.
فعلى سبيل المثال، إذا كان 10 فلسطينيين يعيشون في منزل قبل الحرب تُظهر الخوارزميات أن اثنين منهم فقط هم من تبقوا فيه، وهو ما اعتبرها أحد المصادر الاستخبارية طريقة إحصائية تفضي إلى أخطاء.
وبهذه الطريقة، يمكن للجيش الموافقة على شن مزيد من الغارات الجوية والادعاء بأنه يلتزم بمبدأ النسبة والتناسب ولكن دون أن يجري تقييما لما بعد الهجمات لتحديد عدد المدنيين الذين قتلوا بالفعل، وهو ما يجعله لا يعرف عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حسب ادعاءات المصادر التي استندت إليها مجلة "972+".
لكن المجلة ترى أن إحصائية الجيش لأعداد المدنيين الذين قتلوا جراء عمليات القتل الجماعي في غزة لم تكن نتيجة خطأ في التحليل الخوارزمي، بل نتيجة مباشرة لسياسات إسرائيل المتساهلة إزاء مقدار الأذى الذي تلحقه العمليات العسكرية بالفلسطينيين.
وصرحت الدكتورة مارتا بو الباحثة البارزة في القانون الدولي بمعهد آسر في لاهاي للمجلة بأن استخدام بيانات إحصائية غير دقيقة لتحديد الأضرار التي تلحق بالمدنيين يمكن اعتباره انتهاكا لمبدأ الحيطة في القانون الدولي الذي يلزم الدول باتخاذ تدابير لتقليل الضرر المتوقع على السكان المدنيين.
إعلانمن جانبه، قال المحلل السياسي الفلسطيني في غزة محمد شحادة -وهو باحث زائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية- إنه يجب النظر إلى هذه السياسات في سياق الجهود الإسرائيلية الممنهجة لتدمير كل ما تبقى هناك، مضيفا أنه لم يتم إخلاء أي حي بالكامل في القطاع.
ولفتت المجلة إلى أن المدارس والمستشفيات المكتظة بالنازحين التي استهدفتها الغارات في الآونة الأخيرة هي منشآت كانت تعد في السابق "مواقع حساسة"، لكن الجيش الإسرائيلي يصنفها "مراكز ثقل" زعما منه أنها تؤوي أعدادا كبيرة من مقاتلي حركة حماس.