كينيا.. مقتل متظاهر باحتجاجات تطالب برحيل الرئيس روتو
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
قتل متظاهر وأصيب العشرات جراء قمع الشرطة الكينية للمظاهرات المناهضة للحكومة في العاصمة نيروبي، في حين اتهم الرئيس الكيني وليام روتو مؤسسة فورد الأميركية بالتشجيع على "الفوضى" وتمويل الاحتجاجات.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على عشرات المتظاهرين في نيروبي، اليوم الثلاثاء، في الوقت الذي دعت فيه مسيرات متفرقة في أنحاء البلاد الرئيس وليام روتو إلى التنحي.
وشهدت المنطقة التجارية المركزية في نيروبي، مركز الاحتجاجات السابقة، انتشارا كثيفا لقوات الشرطة فيما قام شبان يحملون هراوات بمهمة حراسة أمام متاجرهم.
وقالت رويترز إن الشرطة أطلقت الرصاص على محتجين كانوا يرمون الحجارة ويحرقون إطارات ويهتفون مطالبين برحيل روتو في بلدة كيتنجيلا، على الأطراف الجنوبية للعاصمة نيروبي.
ونظّم ناشطون بقيادة الشباب الكيني مسيرات سلمية قبل شهر احتجاجا على زيادة الضرائب لكن التحرك تحول إلى أعمال عنف دامية الشهر الماضي ما دفع روتو إلى التخلي عن هذا المشروع.
ورغم تراجع الاحتجاجات منذ مقتل العشرات واقتحام البرلمان نهاية يونيو/حزيران الماضي، ما زال المتظاهرون يطالبون باستقالة الرئيس، ورفعوا اليوم الثلاثاء شعار "روتو ارحل".
وبالإضافة إلى سحب مشروع قانون المالية الذي تضمن الزيادات الضريبية المقترحة، أقال روتو حكومته الأسبوع الماضي ووعد بإجراء المزيد من التغييرات في الوقت الذي يواجه فيه أخطر أزمة خلال فترة رئاسته التي بدأت قبل عامين.
ويقول نشطاء إنهم يريدون أن يقدم روتو استقالته وأن يجري تغييرات منهجية للقضاء على الفساد وسوء الإدارة.
وقالت اللجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن 50 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 413 منذ بدء المسيرات في 18 يونيو/حزيران واتهمت الشرطة باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.
اتهامات الرئيسوفي سياق متصل، اتهم الرئيس الكيني وليام روتو الاثنين مؤسسة فورد ومقرها الولايات المتحدة بالتشجيع على "الفوضى" وتمويل الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وقال روتو، في كلمة ألقاها في بلدة ناكورو (وسط غرب)، "عار على أولئك الذين يمولون الفوضى في جمهورية كينيا، لأنهم يرعون العنف ضد بلادنا الديمقراطية".
وبحضور حشد كبير أضاف الرئيس "أريد أن أسأل العاملين في مؤسسة فورد، كيف سيستفيدون من هذه الأموال التي يقدمونها لدعم العنف؟".
في المقابل، نفت مؤسسة فورد الثلاثاء "تمويل أو رعاية" الاحتجاجات الأخيرة المناهضة للحكومة التي شهدتها كينيا.
وقالت المؤسسة، في بيان، "إذ نعترف بحق الكينيين في المطالبة سلميا بدولة عادلة ومنصفة، فإننا نرفض أي عمل أو خطاب يحض على الكراهية أو يدعو إلى العنف ضد أي مؤسسة أو فرد أو مجتمع".
وتأسست المنظمة في عام 1936 على يد إدسل فورد، نجل هنري فورد، مؤسس شركة فورد لصناعة السيارات، وهي تنشط في جميع أنحاء العالم وتهدف إلى الدفاع عن العدالة الاجتماعية والقيم الديمقراطية، على حد قولها.
وخصصت منظمة فورد منحا لعدد من منظمات حقوق الإنسان الكينية في العقود الأخيرة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
تصاعد الاحتجاجات في قابس التونسية وسط تفاقم أزمة بيئية خانقة
قال شهود لرويترز إن الشرطة التونسية أطلقت أمس السبت قنابل الغاز المدمع لتفريق محتجين في مدينة قابس بجنوب تونس، بعد أن اقتحم سكان مقر المجمع الكيميائي التونسي المملوك للدولة مطالبين بتفكيكه بسبب التلوث البيئي الشديد وتزايد الأمراض التنفسية وحالات الاختناق مع تصاعد الاحتجاجات في المدينة.
واندلعت أحدث موجة من الاحتجاجات بعد أن عانى عشرات من تلاميذ المدارس من صعوبات في التنفس وحالات اختناق في الآونة الأخيرة بسبب الأبخرة السامة المنبعثة من المصنع القريب.
وأظهرت مقاطع مصورة آباء مذعورين وفرق طوارئ يساعدون الطلاب الذين يعانون من الاختناق، وهي حالات أججت الغضب ومطالبات بإغلاق المصنع.
وتُسلط الاحتجاجات الضوء على الضغوط المتنامية على حكومة الرئيس قيس سعيد، المُثقلة في الأصل بأزمة اقتصادية ومالية خانقة، ويضعها في موقف صعب للموازنة بين مطالب الصحة العامة، وحماية الفوسفات، أحد أهم صادرات تونس والمصدر الحيوي للعملة الأجنبية.
واقتحم متظاهرون مقر المجمع الكيميائي وهم يرددون شعارات تُطالب بإغلاقه وتفكيكه. وبعد ذلك منعت الشرطة بقية المحتجين من الدخول.
أعمال عنفوبعد أن كانت الاحتجاجات أمام مقر المجمع الكيميائي، تحولت إلى أعمال عنف بعد أن أطلقت الشرطة الغاز المدمع وأجبرت المحتجين على الابتعاد عن الموقع ولاحقتهم في شوارع المدينة.
وقال شهود لرويترز إن محتجين أضرموا النار في مقر فرعي لإدارة المجمع في المدينة، وإن فرق الدفاع المدني تحاول إخماد الحريق.
وأغلق المحتجون أيضا بعض الطرق في المدينة.
وفي مسعى لتهدئة الغضب المتزايد وإخماد الاحتجاجات، اجتمع الرئيس سعيد في وقت متأخر السبت مع وزيري البيئة والطاقة ودعاهما إلى إرسال وفود إلى قابس لإجراء الإصلاحات اللازمة في وحدة الحامض الفسفوري بالمجمع.
وقال أحد المحتجين، خير الدين دبية، لرويترز "قابس تحولت إلى مدينة موت..الناس يعانون باستمرار من صعوبة التنفس، ومن السرطان أو هشاشة العظام بسبب التلوث الشديد".
إعلانوأضاف دبية، وهو عضو في حملة أوقفوا التلوث: "نطالب بإغلاق هذه الوحدة التي تقتلنا يوميا".
ويعمل المجمع الكيمائي الواقع قرب شاطئ "شط السلام" في قابس، على معالجة الفوسفات، أثمن موارد تونس الطبيعية.
وتهدف الحكومة إلى إحياء صناعة الفوسفات من خلال زيادة إنتاجها 5 أضعاف ليصل إلى 14 مليون طن بحلول عام 2030 للاستفادة من الطلب العالمي المتزايد.
وتُصرف أطنان من النفايات الصناعية في بحر شط السلام يوميا. وتُحذر جماعات حماية البيئة من تضرر الحياة البحرية بشدة.
وشهدت قابس، التي كانت تُعرف سابقا بنظامها البيئي الساحلي الغني، انهيارا مستمرا في صيد الأسماك بعدما كانت مصدر دخل حيويا لكثيرين في المنطقة.
وقال الرئيس التونسي في الأسبوع الماضي إن قابس تعرضت منذ سنوات طويلة "لاغتيال للبيئة والقضاء عليها" بسبب اختيارات قديمة وصفها بأنها "جريمة".