نرى في عالم الأحلام الكثير من الخيال والرموز أثناء النوم، تحمل رسائل مبهمة وأفكاراً مبتكرة، قد تكون مصدرًا لإلهام قوي نحو إبداعات جديدة وغير تقليدية، فهل يحدث وتتحول هذه الرؤى لواقع ملموس؟.. حدث بالفعل حيث تمكّن البعض من تحقيق أفكارهم الإبداعية أثناء نومهم، فمثلاً الكيميائي "فريدريش كيكوله" ابتكر شكل حلقة البنزين بفضل حلمه، وكذلك الفنان السريالي "سلفادور" الذي اعتمد على إنتاج اللوحات الفنية من عالم الخيال، وابتكارات أخرى لفنانين وجدوا في أحلامهم الإلهام لأعمالهم الفنية الخالدة.

الأحلام كنافذة للإبداع الفني

العالم "سلفادور دالي" أمضى سنوات في محاولة محاكاة للأحلام، وفي لوحته "طيف وجه وصحن فاكهة على الشاطئ"، دمج بين أجزاء غريبة ومتناقضة من الواقع، بطريقة تضاهي المناظر الطبيعية الكلاسيكية في دقتها، والتي استمد فكرتها من عالم أحلامه، بحسب موقع Art obiography.

اختراعات من عالم اللاوعي

العالم الكيميائي الألماني "وجست كيكوله" حلم بهيكل البنزين الحلقي في رؤيا ليلية، إذ رأى ثعبانًا يلتف حول نفسه ليشكل حلقة، واستلهم من هذا الحلم أن جزيء البنزين يتكون من حلقة سداسية من ذرات الكربون، وهذا الاكتشاف كان محوريًا في فهم الكيمياء العضوية وساعد في حل لغز تركيب البنزين الذي حير العلماء لسنوات طويلة، وفقا لموقع famous scientists.

الأحلام مصدرا لإلهام الكتّاب

الكتّاب أيضًا يجدون في الأحلام مصدرًا غنيًا للإلهام الأدبي، فالروايات والقصص القصيرة التي تُستلهم من الأحلام يمكن أن تأخذ القراء في رحلات إلى عوالم مدهشة وغير مألوفة، الأدب السريالي، على سبيل المثال، يستخدم الأحلام كوسيلة لنقل الأفكار والمشاعر التي تتجاوز حدود العقلانية والتفكير المنطقي.

تفسير الطب النفسي

يفسر الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي لـ«الوطن»، ما يحدث مع هؤلاء المبدعين، مؤكدا أنه لاقت الأحلام اهتمامًا كبيرًا من الأدباء والكتاب والمفكرين والعلماء، ورموز الأحلام تتعلق بخبرات أصحابها، بمعنى إنه يمكن أن تلهمهم بالفعل وينفذونها على أرض الواقع.

واستشهد "هندي" بمفسر الأحلام الشهير ابن سيرين عندما كبُر تبرأ من كل مؤلفاته القديمة التي وصلت إلى 15 كتاباً، وقال حينها إن رموز الأحلام هي السبب لأنها تتعلق بخبرات أصحابها في هذا الوقت، وأنها نتجت من بحثه واجتهاده، وكتب ابن سيرين عندما كبر ورقة بحثية انتقد فيها كتبه الـ15، ومنها تفسير الأحلام وتثبيته لرموز الأحلام بها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأحلام تفسير الأحلام رموز الأحلام

إقرأ أيضاً:

لافتات الوهم.. العراق يغرق في سباق انتخابي يبيع الأحلام بالدولار قبل نوفمبر

6 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: يغرق الشارع العراقي هذه الأيام في بحر من اللافتات الملونة والصور اللامعة، حيث يتسابق المرشحون لملء الجدران والساحات بوعود فارغة قبل شهر من الانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر.

يتجول المواطنون في بغداد وسامراء والبصرة، و يلقون نظرة سريعة على تلك الوجوه المألوفة، لكنهم يهزون رؤوسهم بيأس عميق، مدركين أن السباق لم يعد يدور حول برامج إصلاحية بل حول من يملك أكثر المال لشراء الولاءات.

ويتردد صدى الاحتجاجات السابقة في أذهانهم، تلك التي طالبت بتغيير بنيوي، إلا أن اليوم يبدو الإحباط قد انتصر، فالكثيرون يتساءلون إن كانت هذه الانتخابات مجرد مسرحية أخرى لتكرار الفشل.

يتنافس آلاف المرشحين على مقاعد البرلمان الجديد

ويتنافس أكثر من 7900 مرشح حالياً على 329 مقعداً نيابياً فقط، في مشهد انتخابي يعكس الفوضى السياسية السائدة في البلاد.

ويتجاوز عدد الأحزاب المشاركة 400، بينما تشكلت نحو 140 تحالفاً سياسياً، مع تركيز خاص في بغداد حيث يتنافس نحو 5000 مرشح على 65 مقعداً برلمانياً.

ويعود هذا الزحام غير المسبوق إلى تدفق الأموال المسروقة من خزائن الدولة، التي تحولت إلى وقود للحملات الدعائية الضخمة، حيث تنفق الأحزاب والتحالفات مليارات الدولارات على الإعلانات والتوزيعات النقدية.

ويتحول الانتخاب إذن إلى سوق مفتوح، يبيع فيه السياسيون أحلامهم المزيفة لأصوات الفقراء، بينما يغيب أي نقاش حقيقي حول الإصلاحات الاقتصادية أو مكافحة الفساد.

يعتمد المرشحون على العشائر والأبناء الجلداء

ويعتمد غالبية المرشحين على أصوات عشائرهم وأبناء جلدتهم، محولين الانتخابات إلى معركة قبلية تتجاوز الحدود الوطنية.

ويتجول زعيم عشيرة في محافظة النجف، يجمع أبناء قبيلته تحت راية مرشح يعد بمناصب وظيفية وإعانات مالية، بينما يردد الشيوخ في ديالى أن الولاء للعائلة أقوى من أي برنامج سياسي.

ويقول أبو علي، شيخ عشيرة في بغداد، في حوار: “وأنا أقول لك، يا ولدي، الانتخابات هذه ليست للشعب كله، بل لمن يعرف كيف يحافظ على دماء عشيرته. وإذا لم يفز مرشحنا، فسنفقد الوظائف والحماية، فالدولة بعيدة والعشيرة هي الدولة الحقيقية.”

ويعمق هذا الاعتماد الشقاق الاجتماعي، حيث يصبح الناخب جزءاً من شبكة زبائنية، يبادل صوته بمنفعة فورية، مما يعزز التراجع في القيم السياسية النبيلة.

يغيب البرامج وتختفي المفاهيم الأيديولوجية

ويغيب تماماً البرامج الانتخابية الواضحة، وتختفي مفاهيم “الإسلامي والمدني والليبرالي” من خطابات المرشحين، تاركة الميدان للصور والشعارات السطحية.

ويتجول النشطاء الشباب في ساحات تشرين، يهزون رؤوسهم أمام اللافتات التي لا تذكر سوى أسماء ووجوه، ويتمتمون بأن الإصلاح البنيوي أصبح حلم بعيد.

وتقول سارة، معلمة في البصرة وناشطة سابقة في الاحتجاجات، في تصريح: “وأنا أرى هذه اللافتات كل يوم، وأتساءل أين الوعود بتوفير الكهرباء أو مكافحة البطالة؟ وكل ما نجده هو وعود بـ’الخير’ العام، لكن الخير هذا يذهب للأقارب والأصدقاء. وإذا استمر الأمر هكذا، فالانتخابات ستكون مجرد طقس فارغ، لا يغير شيئاً في حياتنا اليومية.”

ويؤكد هذا الغياب على تحول السياسة إلى تجارة، حيث يركز الناخبون على المنافع المادية المباشرة، مثل التوزيعات النقدية أو الوظائف المؤقتة، بدلاً من بناء دولة حديثة.

شحن الأحزاب جمهورها بالمال والدعاية

وتشحن الأحزاب حالياً جمهورها بالمال والحملات الدعائية الضخمة، مستنزفة موارد الدولة في سباق يعكس انهيار الثقة العامة.

ويتوزع الدعاة في المساجد والأسواق، يوزعون أكياساً مليئة بالنقود مقابل وعود بالتصويت، بينما تتردد أصوات السيارات المزودة بمكبرات الصوت في الشوارع، تردد أغاني انتخابية تفتقر إلى المضمون.

ويعلق أحمد، تاجر في سوق الشورجة ببغداد، قائلاً: “وأنا أتلقى عروضاً يومية من مرشحين مختلفين، يعدون بزيادة الإعانات إذا صوتت لهم. وأنا أقول لهم، أعطوني الآن شيئاً، فالغد غير مضمون.

ووهكذا أصبحنا زبائن، نبيع أصواتنا لأعلى مزايد، وننسى أحلام الإصلاح التي كنا نحلم بها في 2019.”

و يعمق هذا النهج الشعور باليأس، إذ يرى التحليليون أن التركيز على الشريحة الزبائنية من الناخبين يقضي على أي أمل في تغيير هيكلي، محولاً الديمقراطية إلى آلية للحفاظ على الوضع الراهن.

 

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بعد عامين على طوفان الأقصى…غزة التي غيرت العالم
  • تفسير رؤية أوراق الخريف في الحلم
  • تفسير رؤية فصل الخريف في المنام
  • الحكاية بالحلم
  • “أحلام بنات” ينال الجائزة الفضية.. ومروة الشرقاوي تمثل مصر بفيلم وثائقي عن فتيات الصعيد
  • تفسير حلم شهر أكتوبر في المنام
  • لقطات ملهمة للأشخاص ذوي الإعاقة ضمن فعاليات معرض “إكسبو أصحاب الهمم الدولي” بدبي
  • تفسير رؤيا «السفر إلى مكان بعيد» في المنام لابن سيرين
  • باستخدام الضوء الكمي.. عالم مصري يفتح الباب لتشفير لا يمكن اختراقه
  • لافتات الوهم.. العراق يغرق في سباق انتخابي يبيع الأحلام بالدولار قبل نوفمبر