إحياء عملية السلام.. في إطار يالطا جديدة
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
في 11 شباط 1945، عقد مؤتمر دولي بين موسكو ولندن وواشنطن في يالطا لتنظيم حالة السلم بعد الحرب. وشمل ذلك تقسيم ألمانيا وتقاسم النفوذ في اوروبا والعالم، في 1 مارس/آذار 1945، خاطب فرانكلين روزفلت الكونغرس بتفاؤل كبير حول ما تحقق في يالطا، قائلاً: "لقد أتيت من شبه جزيرة القرم بإيمان راسخ أننا قد بدأنا الخطوة الأولى في الطريق المؤدي إلى عالمٍ يسوده السلام".
أما اليوم وفي خضم ما يجري على مستوى الصراعات الكبرى والازمات في اوكرانيا والشرق الأوسط، يستذكر المراقبون مبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام 2020 لعقد قمة لرؤساء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، والتي عبّر عنها في منتدى الهولوكوست في إسرائيل في الـ 23 من كانون الثاني. وفي ذلك الحين لم تلق المبادرة دعما سوى من فرنسا والصين والأمم المتحدة نفسها. فالولايات المتحدة انتهجت سياسة عسكرية متشددة منذ العام 2021 مع انتخاب الرئيس جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة.
اليوم ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية، وترجيح مسؤولين أميركيين كبار فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وفي ظل الحديث عن أهمية عملية السلام، يعتبر السفير الروسي السابق في لبنان ألكسندر زاسيبكين أن احياءها يتم في إطار يالطا جديدة وليس في الظروف الراهنة.
لم تستكمل بعد عملية الانتقال إلى نظام عالمي جديد وهذا يعني، وفق قراءة زاسيبكين، أن القضايا الرئيسية المطروحة اليوم تبقى دون حل أو في حالة الجمود، فالمعسكر الغربي يحاول فرض إرادته على خصومه لكنه لم ينجح، فالدول التي لا تقبل نظام قطب واحد يزداد عددها وتعتبر ان نظاما متعدد الاقطاب طريق إجباري نحو مستقبل آمن واكثر عدالة للبشرية. وفي هذه الظروف أصبحت الولايات المتحدة تعترف بزيادة المنافسة على الصعيد العالمي بين الأقطاب الأساسية وهذا يتطلب تغيير النهج السياسي والاقتصادي بمعنى التخلص من مشروع الهيمنة وزرع الفتن تحت تغطية نشر الديمقراطية ويعتبر ترامب رمزا لهذا التوجه الجديد . فهل يتجسد ذلك فعلاً في اتفاقات بخصوص توفير الأمن وحل النزاعات؟ ام يقتصر على جولة جديدة من سباق التسلح اللا محدود ؟
يبقى هذا السؤال مشروعاً بانتظار ان يتضح المشهد الدولي والعالمي والاقليمي، علماً أن حل النزاع على الساحة الأوكرانية قد يلعب، بحسب زاسيبكين، دوراً أساسياً لتحويل الأوضاع العالمية نحو تنقية الأجواء واحترام حقوق الشعوب.
تسعى روسيا إلى التوافق الدولي الخاص بنظام عالمي جديد في أسرع وقت ممكن وبأقل الأضرار. وفي هذا الصدد قدمت موسكو اقتراحات عديدة تتعلق بالنزاع على الساحة الأوكرانية وبشكل واسع بالأمن في المنطقة الأورو-الأطلسية وإذا حصل الاختراق نحو الحل لهذه العقدة، فذلك سوف يشجع الوصول إلى التسويات للمشاكل الاخرى. ويجب الاشارة، بحسب زاسيبكين، إلى أن المعسكر الغربي سوف يكون مضطرًا لقبول المطالب الروسية لأنها متجاوبة ومواقف عدد كبير من الدول وبما في ذلك مصالح حقيقية للدول الغربية وشعوبها ولا بد من إجراء التحول الجوهري في العالم نحو استعادة توازن القوى والمصالح وتأمين الحقوق المتساوية.
لكي تتحقق هذه الأهداف، فمن المطلوب، كما يقول زاسيبكين، تغيير سياسة الدول الغربية وقبل كل شيء الولايات المتحدة تجاوبا مع اقتراحات روسيا. وإذا حصل ذلك فإن طريق المفاوضات سوف يُفتح ويشمل كافة القضايا الاساسية بما في ذلك النزاع العربي الإسرائيلي الذي لا يمكن إيجاد حل له إلا عن طريق تشغيل عملية السلام المبنية على قرارات الأمم المتحدة وأي شيء آخر لن يؤدي إلى السلام العادل والدائم وتتكرر السيناريوهات الدموية المأسوية ولذلك تدعو روسيا اليوم، وفق زاسيبكين، إلى اتخاذ اجراءات ملحة لوقف سفك الدماء ومعالجة الأوضاع الإنسانية اخذاً بالاعتبار حتمية التفاوض الجدي وفقا للشرعية الدولية.
ويقول سفير روسيا السابق في لبنان: يحقق الشعب الروسي انتصارات ليس فقط في الجبهة بل في الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا داخل البلاد وهذا في ظروف صعبة للغاية، وسر النجاح يكمن في المعنويات العالية والاعتراف بأهمية المهمة لمصلحة البشرية كلها وفي نفس الوقت بتطور تعاون روسيا مع أكثرية دول اسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية وفي الشرق الأوسط تلعب روسيا دوراً مهماً في المجالات كافة وخاصة مكافحة الإرهاب في سوريا وتأييد ودعم القضية الفلسطينية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
روسيا تشن إحدى أكبر الهجمات جوا على أوكرانيا مع تواصل مفاوضات السلام
(CNN)-- شنت روسيا واحدة من أكبر الهجمات بوابل من الطائرات بدون طيار والصواريخ منذ شهور في أنحاء أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل 5 أشخاص على الأقل، بحسب السلطات، السبت.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها رصدت 704 هجمات بأسلحة جوية خلال الليل في أنحاء متفرقة من البلاد، بما في ذلك 51 صاروخا - من بينها 17 صاروخا باليستيا - و653 طائرة بدون طيار.
وأسقطت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية أو "أحبطت" 615 من هذه الأسلحة. ومن بين 14 صاروخا باليستيا من طراز إسكندر إم/كي إن-23 تم إطلاقها، ولم يتم إسقاط سوى صاروخ واحد، بحسب القوات الجوية.
ويأتي هذا الهجوم واسع النطاق في الوقت الذي يستعد فيه الوفدان الأمريكي والأوكراني للاجتماع مجددا، السبت، لليوم الثالث من المحادثات "لمواصلة دفع المناقشات" نحو إنهاء الحرب في أوكرانيا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية.
وقُتل ما لا يقل عن 5 أشخاص في الهجمات الروسية في أوكرانيا خلال الـ24 ساعة الماضية، بما في ذلك في مناطق خاركيف ودونيتسك وخيرسون، وفقا لإحصاء أجرته شبكة CNN بناء على أرقام السلطات المحلية.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "الأهداف الرئيسية لهذه الضربات مرة أخرى هي منشآت الطاقة".
وأعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الهجمات استهدفت البنية التحتية للطاقة في مناطق مختلفة. وأضافت الوزارة أن المستهلكين في مناطق أوديسا وتشرنيغوف وكييف وخاركيف ودنيبروبيتروفسك وميكولايف لا يزالون بدون كهرباء حتى صباح السبت بالتوقيت المحلي.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا عبر حسابه على منصة "إكس"، تويتر سابقا عقب الهجوم الليلي: "تواصل روسيا تجاهل أي جهود للسلام، وبدلا من ذلك تستهدف البنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك نظام الطاقة والسكك الحديدية لدينا".
وأضاف الوزير أن "ذلك يظهر أنه لا يمكن تأجيل أي قرارات لتعزيز قوة أوكرانيا وزيادة الضغط على روسيا، وخاصة تحت ذريعة عملية السلام".