حدث تاريخي شهدته وزارة الداخلية مع حركة تنقلات وترقيات ضباط الشرطة لعام 2024، والتي اعتمدها السيد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية مؤخراً، حدث أعدت له وزارة الداخلية من أكثر من 35 عاما إلى أن جاء الوقت بأن تعلن الوزارة عن منح أعلي شهادة ثقة في المرأة بالعمل الأمني، وذلك بإعلان الوزير لأول مرة في تاريخ وزارة الداخلية، تولي سيدة لمنصب مساعد وزير الداخلية ورئاسة قطاع من أهم قطاعات الوزارة.

ذلك الحدث التاريخي الذي سيظل تاريخا في وزارة الداخلية وشاء القدر أن يسطر باسم بنت محافظة البحيرة، اللواء منال عاطف فتح الله إبراهيم، لتصبح أول سيدة تتولى منصب مساعد وزير الداخلية بعد رحلة كفاح وجهود وبصمات واضحة وحققت العديد من النجاحات في العمل الأمني على مدار أكثر من ثلاثين عاما.

كان الحلم منذ الطفولة لدى اللواء منال عاطف، حيث كانت تهوى مشاهدة الأفلام الأجنبية ويثير إعجابها الشرطة النسائية وذلك الحلم الذي داعبها بوجود شرطة نسائية في مصر وكان يمثل سؤالا حائرا لديها، وإذا بوزارة الداخلية تعلن قبول أول دفعة من الفتيات بكلية الشرطة بقسم الضباط المتخصصين عام 1983، وفي ذلك التوقيت كانت طالبة بالمرحلة الثانوية بشعبة علمي علوم بينما من أجل حلمها غيرت المسار للشعبة الأدبي والتحقت بكلية الآداب قسم علم الاجتماع وكان هدفها قسم الضباط المتخصصين وبالفعل اجتازت بجدارة اختبارات القبول، وأثبتت جدارة وسجلها المهني مشرف، خلال عملها بدءا من شرطة الآداب، وكذلك بعدما انتقلت لقسم جرائم العنف ضد المرأة وحققت نجاحات أمنية كبيرة، وحصلت على نوط الامتياز كمديرة لإدارة مكافحة العنف ضد المرأة.

فقد عملت في قطاع مكافحة جرائم العنف ضد المرأة ومكافحة التحرش لسنوات، وكانت تقود جولات مكوكية لملاحقة الخارجين على القانون ومنع التحرش في الشوارع، مما أسهم في القضاء على هذه الظاهرة، وقدمت الكثير من الدعم النفسي للناجيات من العنف الأسرى لتنتقل للعمل لمجال حقوق الإنسان على مدار سنوات وفي سابقة تاريخية، تمت ترقيتها في حركة تنقلات الشرطة لعام 2022 كمديرة للإدارة العامة لحقوق الإنسان، لتكون أول امرأة تتسلم هذا المنصب الرفيع.

وبعد عامين يقرر وزير الداخلية تجديد الثقة للمرة الرابعة، في اللواء منال عاطف لكفاءتها وعطائها ويقرر تعيينها كأول سيدة مساعدا لوزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان من ضابطات الداخلية، ذلك القرار الذي لاقى إشادة واسعة لما تلقاه المرأة من دعم في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فقد تقدم المجلس القومي للمرأة، بخالص الشكر إلى اللواء محمود توفيق وزير الداخلية لتعيينه اللواء منال عاطف في منصب مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان وذلك ضمن حركة التنقلات السنوية لرجال الشرطة لعام 2024.

وأكد المستشار سناء خليل نائب رئيس المجلس القومي للمرأة فخره بوصول اللواء منال عاطف لهذا المنصب المستحق، حيث تعد أول سيدة تشغل منصب مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان وذلك لجهودها الكبيرة والمثمرة خلال مسيرتها في قطاع حقوق الإنسان ولاسيما في مناهضة العنف ضد المرأة وفي تقديم الدعم النفسي للناجيات من العنف الأسرى كما يؤكد أن هذه الترقية تعد انتصارا جديدا للمرأة المصرية وامتدادا لجهود الوزارة في تمكين المرأة المصرية.

اقرأ أيضاً"قومي المرأة" يهنئ اللواء منال عاطف لتوليها منصب مدير الإدارة العامة لحقوق الإنسان بالداخلية

لأول مرة في التاريخ امرأة تتولى منصب مساعد الوزير.. تفعيل العنصر النسائي بـ حركة تنقلات الشرطة 2024

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: اللواء محمود توفيق وزير الداخلية اللواء منال عاطف مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان اللواء منال عاطف العنف ضد المرأة وزارة الداخلیة حقوق الإنسان أول سیدة

إقرأ أيضاً:

فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها

في كل عام ومع حلول 27 مايو، تتجدد ذكرى ميلاد الفنانة القديرة فاتن حمامة، التي لم تكن مجرد نجمة لامعة في سماء الفن، بل كانت حالة فريدة من النقاء الفني والوعي الاجتماعي والذكاء الإنساني، لم تُعرف فقط بجمال ملامحها، بل بعُمق أدوارها وحرصها على تقديم فن نظيف وهادف يعبّر عن واقع المجتمع المصري ويُلامس قضاياه الحساسة ورغم مرور سنوات على رحيلها، لا تزال فاتن حمامة حاضرة في قلوب الملايين وأذهانهم، رمزًا للأنوثة الراقية والموهبة النادرة والالتزام القيمي.

النشأة.. بداية موهبة مبكرة

 

ولدت فاتن حمامة في 27 مايو 1931 في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وسط أسرة تنتمي للطبقة المتوسطة، حيث كان والدها يعمل موظفًا في وزارة التعليم. 

 

منذ طفولتها، بدت عليها ملامح النجومية؛ فقد شاركت في مسابقة لجمال الأطفال وفازت بها، مما لفت أنظار المخرج الكبير محمد كريم، الذي قدمها لأول مرة في فيلم "يوم سعيد" عام 1940 إلى جانب الموسيقار محمد عبد الوهاب، وكانت لم تتجاوز التاسعة من عمرها. ومن هنا بدأت رحلة الصعود، التي ستجعل من هذه الطفلة واحدة من أعظم الفنانات في تاريخ السينما العربية.

مسيرة فنية امتدت لعقود.. رقي وأداء بلا حدود

 

طوال أكثر من 60 عامًا، أبدعت فاتن حمامة في تقديم شخصيات متنوعة عكست تطور المرأة المصرية وتحولاتها، وتعاونت خلالها مع كبار المخرجين مثل يوسف شاهين وصلاح أبو سيف وكمال الشيخ. جسّدت المرأة القوية، المظلومة، المكافحة، العاشقة، والمتمردة، فتركت بصمة لا تُنسى في كل دور قدمته.

من بين أبرز أفلامها: "دعاء الكروان" (1959)، "أريد حلًا" (1975)، "الحرام" (1965)، "نهر الحب" (1960)، "الخيط الرفيع" (1971)، "أفواه وأرانب" (1977)، "إمبراطورية ميم" (1972)، "بين الأطلال"، "لا أنام"، و"الطريق المسدود".

 

كما أثرت الشاشة الصغيرة بمسلسلات ناجحة أبرزها "ضمير أبلة حكمت" و"وجه القمر"، الذي كان آخر ظهور فني لها في عام 2000.

فاتن حمامة والسينما النظيفة

 

لم تكن فاتن حمامة مجرد ممثلة تؤدي أدوارًا مكتوبة، بل كانت تمتلك رؤية وضميرًا فنيًا حيًا. كانت من أوائل الفنانات اللاتي رفضن المشاهد الجريئة أو الأدوار التي تُهين صورة المرأة أو تهدم القيم. بل كانت دائمًا تحرص على أن تقدم رسالة اجتماعية أو إنسانية من خلال كل عمل، لذلك لُقّبت بـ "صاحبة المدرسة النظيفة في السينما المصرية".

زيجاتها.. حبّان في حياتها وثالث كان السكينة

 

مرت فاتن حمامة بثلاث زيجات شكلت فصولًا مختلفة من حياتها:

عز الدين ذو الفقار: المخرج الذي تزوجته عام 1947 وأنجبت منه ابنتها "نادية"، وكان له دور كبير في بداياتها الفنية.

عمر الشريف: نجم السينما العالمي الذي وقعت في حبه أثناء تصوير "صراع في الوادي"، وتزوجا عام 1955، وأنجبا ابنها طارق، لكن انتهت علاقتهما بالطلاق بسبب حياة عمر الشريف العالمية.

 الدكتور محمد عبد الوهاب: وهو طبيب مصري تزوجته عام 1975، وعاشت معه حياة مستقرة بعيدة عن الأضواء حتى وفاتها.

تكريمات وجوائز.. اعتراف عالمي ومحلي

نالت فاتن حمامة عشرات الجوائز والتكريمات تقديرًا لموهبتها وحرصها على تقديم فن راقٍ، منها:

جائزة أفضل ممثلة من مهرجان طهران الدولي، جائزة أفضل ممثلة من مهرجان جاكرتا، جائزة "نجمة القرن" من منظمة الكتاب والنقاد المصريين، دكتوراه فخرية من الجامعة الأمريكية ببيروت عام 2013، وسام الفنون والآداب من فرنسا.

الرحيل في صمت.. لكن صوتها لا يزال حيًا

 

في 17 يناير 2015، غابت فاتن حمامة عن عالمنا إثر أزمة صحية عن عمر ناهز 83 عامًا. رحلت في هدوء كما عاشت، لكن ظلت سيرتها تتردد في كل بيت، وكل لقاء عن الفن الأصيل.

 

خرجت جنازتها من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر وسط حضور فني وجماهيري كبير، مودعين واحدة من أنبل من عرفتهم الشاشة العربية.

إرث لا يُنسى.. مدرسة في الفن والخلق

 

بموهبتها وثقافتها واحترافها، أرست فاتن حمامة قواعد فنية وأخلاقية لا تزال تُدرَّس حتى اليوم. لم تكن مجرد فنانة، بل كانت صوت المرأة الواعية، والضمير الحي للفن. وفي كل ذكرى لميلادها، يعود جمهورها ليتأمل أعمالها، ويتذكر قيمة فنية وإنسانية قلّ أن تتكرر.

 

رحلت فاتن حمامة، لكن أعمالها لا تزال تنطق بالحياة، واسمها محفور في الذاكرة العربية كأعظم من أنجبتهم الشاشة المصرية.

مقالات مشابهة

  • قومي المرأة والنيابة العامة ينظمان ورشة عمل حول جرائم التكنولوجيا المرتبطة بالعنف ضد المرأة
  • القومي للمرأة ينظم ورشة عمل عن جرائم تقنية المعلومات
  • كشف حقيقة إدعاء سيدة بتعرضها للتهديد من قِبل رجال الشرطة بالبحيرة
  • مع احتفاظهم بالمصرية.. وزير الداخلية يسمح لـ 21 مواطنًا بالتجنس بجنسيات أجنبية
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
  • وزيرة التنمية المحلية تشارك في المقابلات الشخصية لبرنامج المرأة تقود
  • جامعة حلوان تشارك في ورشة عمل عن الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030 بالمجلس القومى للمرأة
  • قادة جدد لجهاز الأمن الداخلي في سوريا.. و6 مساعدين لوزير الداخلية
  • بالأرقام.. انتهاكات جسيمة بحق المرأة السودانية في خضم الحرب
  • تعيين اللواء عبد القادر طحان معاوناً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، واللواء أحمد محمد لطوف معاوناً للشؤون الشرطية، والعميد زياد فواز العايش معاوناً للشؤون المدنية، والعميد عبد الحميد المنصور معاوناً للشؤون الإدارية والقانونية