جنيف تستضيف أغسطس المقبل مباحثات السلام السودانية
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
تستضيف مدينة جنيف السويسرية الشهر المقبل، محادثات سياسية بين القوى السودانية المتحاربة. وسط دعوة أعضاء مجلس الأمن خلال جلسة مغلقة، مساء الاثنين، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة، إلى دعم الجهود المكثفة لإجراء المحادثات أملاً في التوصل إلى تسوية سياسية تعيد الاستقرار إلى هذا البلد العربي الأفريقي.
وقال المبعوث الأممي إلى السودان إن محادثات السلام ستبدأ في 14 أغسطس المقبل في سويسرا وتستضيفها المملكة العربية السعودية في جنيف بمساندة من الولايات المتحدة التي شجعت دعوة الأطراف المتحاربة إلى المشاركة في هذه المباحثات التي يتوقع أن يشارك فيها أيضا ممثلون عن الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة بوصفهم مراقبين.
وأضاف رمطان لعمامرة، إن التوجه إلى مباحثات جنيف جاء ضمن نتائج الاجتماع التشاوري الثاني الذي عقد في جيبوتي الأسبوع الماضي، والذي خصص لتعزيز التنسيق بين مبادرات السلام المختلفة في السودان. وشارك أيضا ممثلو الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية للتنمية "إيغاد" وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى ممثلين من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة والبحرين ومصر وموريتانيا.
وشدد على تنفيذ مقررات الاجتماع، ومنها: دعم كل الجهود الحالية والمستقبلية حول الالتزامات رفيعة المستوى للسلام، والتزام التعاون في المبادرات الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة، والتركيز على المسؤوليات المشتركة والمتباينة لآليات التنسيق المتعددة الأطراف القائمة والاعتراف بدورها.
وخلال جلسة مجلس الأمن قدم المبعوث الأممي إلى السودان إحاطة الجهود الجارية والرامية إلى حل الأزمة السودانية، بعدما كان توسط منتصف الشهر الحالي في جنيف لمحادثات غير مباشرة بين وفدين من القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب "حميدتي".
وأضاف أنه وجه دعوة للطرفين إلى مناقشات "بشكل قريب"، بدعم من فريق فني متكامل من الأمم المتحدة. وأوضح، أن الهدف هو "مناقشة القضايا المتعلقة بالتدابير الرامية لضمان توزيع المساعدات الإنسانية وخيارات حماية المدنيين في كل أنحاء السودان". وقال إن فريقه عقد نحو 20 جلسة مع الطرفين، بما في ذلك اجتماعات فنية وجلسات عامة، حيث عبرت الوفود عن مواقفها في شأن القضايا الرئيسية المثيرة للقلق، وبالتالي "تعميق التفاهم المتبادل".
ووصف مبعوث الأمم المتحدة للسودان رمطان لعمامرة مناقشات جنيف بأنها "خطوة أولية مشجعة في عملية أطول وأكثر تعقيداً"، مرحباً بالالتزامات التي أعُلنت لتسهيل تسليم المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية التابعة لـ(قوات الدعم السريع)، وتعزيز تدابير حماية المدنيين، وتسهيل المرور الآمن للأفراد والإمدادات".
وحدد مراقبون وفاعلون في هيئات ومجموعات سياسية ومدنية رافضة للحرب 5 مطالب من المفاوضات التي دعت لها الولايات المتحدة طرفي القتال في السودان - الجيش والدعم السريع - في جنيف السويسرية في منتصف أغسطس.
ولخصوا تلك المطالب في إلزام الطرفين بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح المسارات الإنسانية، وحماية المدنيين، وإيجاد آلية دولية وإقليمية فاعلة لتنفيذ تلك الالتزامات تمهيدا للحل الشامل، والدخول في ترتيبات سياسية.
ميدانياً، تجدد القصف المدفعي على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال إقليم دارفور (غرب السودان)، لثالث يوم على التوالي، واستهدف بشكل مباشر الأسواق والأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المدنيين.
يأتي هذا التصعيد المفاجئ بعد أكثر من أسبوعين على تراجع الاشتباكات بين الجيش وحلفائه من الفصائل المسلحة من جهة؛ و"قوات الدعم السريع" من جهة أخرى.
ووفقاً لتصريحات مصادر وسكان في المدينة فإن نزوح المواطنين يزداد بسبب القصف العشوائي الذي أدى لارتفاع أسعار السلع، وتوقف الخدمات العلاجية جراء خروج المرافق الطبية عن العمل. وأضافوا: إن "نقص مياه الشرب والغذاء يدفع كثيراً من أهالي المدينة إلى مغادرتها للمناطق الآمنة".
وأفاد تقرير من الأمم المتحدة، الاثنين، بمقتل وإصابة 97 مدنياً على الأقل في هجوم على مستشفى ومناطق سكنية وسوق للماشية في مدينة الفاشر خلال اليومين الماضيين.
وتشهد السودان صراعاً عسكرياً منذ الخامس من أبريل 2023، بين القوات المسلحة السودانية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع تحتَ قيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وأسفرت هذه المواجهات العسكرية في مقتل وإصابة مئات الآلاف من المدنيين إلى جانب نزوح الملايين.
كما يواجه أكثر من 8 ملايين ونصف المليون شخص مستويات طوارئ من الجوع (التصنيف المرحلي المتكامل الرابع)، في حين يعيش أكثر من 755 ألف شخص في ظروف كارثية (التصنيف المرحلي المتكامل الخامس) في دارفور الكبرى وجنوب وشمال كردفان والنيل الأزرق والجزيرة والخرطوم.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
البرهان يبلغ مبعوث غوتيريش استعداد السودان لتحقيق السلام والتعاون مع الأمم المتحدة و لعمامرة يتحدث عن حوار سوداني – سوداني
بورتسودان – متابعات تاق برس-أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، استعداد حكومة السودان على تحقيق السلام في جميع أنحاء البلاد بما يرضي تطلعات الشعب السوداني،كما أعلن البرهان مواصلة تعاون السودان مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الشخصي رمطان لعمامرة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في السودان وفي كافة الإقليم.
وابدى استعداد حكومة السودان للتعامل مع الأمم المتحدة وجميع وكالاتها العاملة في السودان من أجل تحقيق الأهداف المرجوة في كافة مجالات العمل الإنسانية والتنموية والاجتماعية وغيرها.
وقال البرهان إن حكومة السودان ترحب بجهود الأمين العام للأمم المتحدة واهتمامه الشخصي بملف سلام السودان.
والتقى رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، بمكتبه اليوم الأحد رمطان لعمامرة، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، بحضور وزير الخارجية السفير محي الدين سالم.
في الاثناء قال لعمامرة، إن الفرصة ما تزال متاحة لعقد حوار سوداني سوداني يحقن الدماء ويحقق الأمن والاستقرار، وأن الأمم المتحدة مستعدة لتقديم كافة المساعدات من أجل تحقيق هذا الهدف.
وامتدح البرهان جهود رمطان لعمامرة، من أجل تحقيق السلام في السودان، وأوضح، أن الحكومة ترغب في تحقيق السلام في كافة أرجاء البلاد بما يرضي تطلعات الشعب السوداني.
واكد البرهان حرص حكومة السودان على مواصلة تعاونها مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في السودان وفي كافة الإقليم.
إلى ذلك،أكد لعمامرة أنه أتى للسودان بغرض متابعة الأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية بالسودان وذلك بناء على رغبة الأمين العام للأمم المتحدة الذي ظل يراقب تطور الأحداث في السودان بشكل لصيق.
وأضاف لعمامرة أنه يدرك تعقيدات الأوضاع بالنسبة للحكومة السودانية.
ولفت الى أن الفرصة ما تزال متاحة لعقد حوار سوداني سوداني يحقن الدماء ويحقق الأمن والاستقرار، وأن الأمم المتحدة مستعدة لتقديم كافة المساعدات من أجل تحقيق هذا الهدف.
البرهانلعمامرة غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة