هل يمكن للفول أن يعالج الكآبة لدى البريطانيين؟
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
قالت عالمة النبات بجامعة كامبريدج، نادية محمد رادزمان، إن "الفول يحتوي على مجموعة من الخصائص الخاصة. فهو غني بالبروتين والألياف والحديد، على سبيل المثال. والأهم من ذلك، أنه يحتوي على مواد كيميائية مرتبطة بتحسينات دائمة في الحالة المزاجية والعواطف لدى أولئك الذين يستهلكونها".
وأضافت الباحثة، في حديثها لصحيفة "الأوبزرفر"، أنها تطمح لأن يعترف البريطانيون بـ"الصفات العجيبة" لهذا المحصول الذي تعتقد أنه "يمكن أن يؤثر إيجابا على الصحة العامة".
وتابعت: "لهذه الأسباب، يجب على بريطانيا أن تدرك قيمة البقول الذي تم تجاهله لفترة طويلة"؛ كما تدّعي العالمة، التي أطلقت للتو حملة لتعزيز الفول العريض البريطاني.
وسوف يشمل ذلك التحرك لتحسين أصناف الفول، ونشر وصفات لجعل الفول أكثر شهية، وتنظيم المحاضرات والعروض التوضيحية لتوضيح فوائد المحصول الذي لا يحظى بالتقدير الكافي.
وتقول: "يمكن للفول أن يقدم الكثير من الفوائد للناس في هذا البلد إذا تم إقناعهم بتناوله. وهذه هي مهمتي. أن أجعل البلاد تحب الفول".
لقد تم زراعة الفول ابتداءً في الشرق الأوسط، ولكن تم زراعته في بريطانيا منذ العصر الحديدي. ويتم حصاد حوالي 740 ألف طن كل عام من حوالي 170 ألف هكتار من الأراضي في المملكة المتحدة.
ومع ذلك، فإن قدرا كبيرا من هذا المحصول يستخدم كأعلاف للحيوانات، ويتم تصدير الكثير من الباقي إلى مصر، حيث يتم استخدامه، بدلا من الحمص، لصنع الفلافل،" كما أضافت نادية، وهي الباحثة في مختبر سينسبري في كامبريدج: "يجب علينا نحن أن نتناوله".
ولا تعد حملة نادية للفول هي المحاولة الوحيدة لحثّ البريطانيين على تناول المزيد من الفول. فقد اقترح العلماء في جامعة "ريدنغ" مؤخرا أن تتحول بريطانيا إلى تناول الخبز المصنوع من الفول لأن المنتج النهائي سيكون أكثر استدامة وسوف يسهل أيضا توصيل العناصر الغذائية الرئيسية للناس.
ومع ذلك، فإن مكون ليفودوبا، أو لي-دوبا، هو الذي يثير اهتماما خاصا لدى نادية، التي تعمل أيضا في مختبر ريادة الأعمال في كينغز كوليدج كامبريدج. يتم استخدامه في العلاج السريري للأشخاص المصابين بمرض باركنسون - ويحتوي الفول على مستويات عالية من المركب.
قالت نادية: "النقطة الحاسمة هي أن ليفودوبا ثبت أنه فعال للغاية في علاج الحالة المعروفة باسم انعدام التلذذ، والتي تتمثل في الأساس في عدم القدرة على الشعور أو تجربة المتعة. ولهذا السبب أعتقد أن الفول مهم".
وأضافت: "لدينا مشكلة كبيرة مع أعداد متزايدة من الشباب الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية في المملكة المتحدة اليوم، ومساعدتهم على تناول نظام غذائي سليم وصحي سيكون أمرا بالغ الأهمية في معالجة هذا. إن الفول سيكون خط هجومنا الأول".
بالتعاون مع مؤسسة ويليام تمبلتون للصحة العقلية للشباب، ركّزت نادية على إيجاد طرق غير مكلفة وسهلة المنال لتحسين الأنظمة الغذائية. "إن الفول رخيص وسهل المنال وله تأثيرات مفيدة معروفة، ولهذا السبب أقوم بالترويج له في المحاضرات والعروض التوضيحية".
ولكن الفول له تاريخ متقلب. فقد ربطه الإغريق القدماء بالموت والتحلل. وأمر عالم الرياضيات والفيلسوف فيثاغورس أتباعه بعدم تناول الفول.
ينبع أحد أسباب عدم الشعبية هذه من حقيقة أن تناول الفول يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض يسمى "الفوال" في عدد صغير من الأشخاص المعرضين للخطر في دول البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. يمكن أن يصاب هؤلاء الأفراد باضطراب في الدم يُعرف باسم فقر الدم الانحلالي.
قالت نادية: "من الواضح أن هذه قضية يجب النظر فيها. إن أحد الحلول هو إيجاد أصناف من الفول تحتوي على مستويات منخفضة من المواد الكيميائية التي تسبب مرض الفول لدى الأشخاص المعرضين للإصابة به. ومع ذلك، فإن الحل الحقيقي هو إنشاء نسخ تم تعديلها وراثيا باستخدام تقنية كريسبر والتي لا تحتوي على أي أثر للمواد الكيميائية التي تسبب مرض الفول - وهذا ما بدأنا العمل عليه".
وواصلت نادية قائلة إنه يتوجب، في الوقت نفسه، إيجاد المزيد والمزيد من الطرق لإدخال الفول في وجباتنا الغذائية، "يمكنك صنع الحليب منه. يمكنك قليها بالملح. يمكنك حتى تخميرها بالفلفل الحار لصنع عجينة مثل الكيمتشي. يمكنك صنع السلطات بها أو مزجها مع الكوريزو [لحم الخنزير المقدد]. يمكنك القيام بكل أنواع الأشياء بالفول. إنه قابل للتكيف بشكل لا يصدق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الفول بريطانيا بريطانيا الفول البروتين المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
خبيرة أمريكية تكشف: أطعمة شائعة في المطاعم تهدد حياتك
أميرة خالد
وجهت طبيبة أمريكية متخصصة في الأمراض المزمنة تحذيراً مثيراً بشأن بعض الأطعمة التي قد يتحول تناولها في المطاعم إلى خطر صحي جسيم قد يهدد الحياة.
الدكتورة كريستين أديز نووها، المقيمة في ولاية تكساس، استندت في تحذيرها إلى خبرتها الطويلة مع مرضى التسمم الغذائي داخل المستشفيات، مستعرضة قائمة تضم أربعة أطعمة تتجنب تناولها تماماً خارج المنزل.
أشارت الطبيبة إلى أن بعض المأكولات المصنفة ضمن قائمة الأطعمة “الفاخرة” كالمحار النيء أو البرغر غير المطهو جيداً، تحمل في الواقع مخاطر خفية قد تكون مدمرة على الصحة.
ولفتت إلى أن البكتيريا المنقولة عبر الطعام، مثل الإشريكية القولونية والسالمونيلا والنوروفيروس، تتسبب في وفاة مئات الآلاف سنوياً حول العالم، وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية، فيما تسجل بريطانيا وحدها ملايين الإصابات بأمراض منقولة بالغذاء سنوياً بحسب وكالة معايير الغذاء البريطانية.
وفي مقطع مصور بثته عبر حسابها الرسمي في إنستغرام، والذي تجاوز عدد مشاهديه نصف مليون شخص، كشفت نووها عن الأطعمة الأربعة التي وصفتها بـ”المحظورة” في المطاعم، في مقدمتها شرائح الليمون والحمضيات التي يتم تقطيعها غالباً من ثمار تعرضت للتلوث أو السقوط على الأرض، ثم تُعاد لاستخدامها في تزيين المشروبات.
كما حذّرت من مكعبات الثلج، موضحة أن أجهزة صنع الثلج في كثير من المطاعم لا تخضع لتنظيف دوري عميق، ما يجعلها بيئة خصبة للبكتيريا، خاصة مع عدم التزام بعض العاملين بإجراءات النظافة.
أما بالنسبة للبرغر غير المطهو جيداً، فقد شددت على خطورته بسبب احتمال بقاء البكتيريا المسببة للأمراض داخل اللحم في حال عدم طهيه بشكل كافٍ.
وتطرقت كذلك إلى خطورة تناول المحار النيء، مشيرة إلى واقعة صديقة لها تعرضت لتسمم خطير استدعى مكوثها في المستشفى لأشهر، بعد تناول محار ملوث تسبب لها في عدوى بكتيرية خطيرة قد تؤدي أحياناً إلى التهابات قاتلة.
تزامن هذا التحذير مع تزايد القلق في بريطانيا بسبب تفشي سلالة شديدة السمية من بكتيريا الإشريكية القولونية، التي رُبطت حديثاً في بعض الدراسات بسرطان القولون.
وتشير الأرقام إلى أن الإصابات بهذه السلالة تضاعفت عشر مرات خلال السنوات الأخيرة نتيجة تناول أطعمة ملوثة مثل السلطات واللحوم غير المطهوة جيداً، فيما شهدت بريطانيا العام الماضي تفشياً كبيراً بعد إصابة أكثر من 280 شخصاً عقب تناولهم وجبات جاهزة احتوت على أوراق سلطة ملوثة.
وفي ختام حديثها، نصحت الدكتورة نووها الجمهور باتخاذ الحيطة والحذر عند تناول الطعام في الخارج، مؤكدة أن الوقاية تبدأ من قرارات بسيطة كطلب المشروبات من دون ثلج أو تجنب بعض الأطعمة النيئة، وأضافت: “لقد رأيت كثيراً في غرف الطوارئ.. هناك أطعمة لا تستحق المخاطرة”.