عربي21:
2025-10-16@04:16:59 GMT

اليوم التالي في أوروبا!

تاريخ النشر: 2nd, August 2024 GMT

على مدار الأشهر الماضية تردد على ألسنة القادة السياسيين الأمريكيين وفي الكيان المحتل في فلسطين، وعلى لسان قادة المقومة في ردودهم على الفكرة، مصطلح "اليوم التالي" في سياق الحرب الدائرة في غزة، وهو مصطلح يشير إلى الخطط والتصورات التي يمكن وضعها للتعامل مع الوضع في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، هذه الخطط تهدف إلى التعامل مع التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تبرز بعد انتهاء العمليات العسكرية في غزة، وتتناول القضايا المتعلقة بإعادة الإعمار، وتأمين الخدمات الأساسية، وإعادة بناء المؤسسات المدنية، وهيكلة نظام الحكم والكيانات التي ستشارك فيه.



ليس ببعيد من هذا المصطلح ستعيش أوروبا خلال الأشهر القليلة القادمة و-تحديدا- حتى نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم نفس الأجواء، وسنسمع مصطلح اليوم التالي في أوروبا بعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، الحليف الأكبر لأوروبا وحامي حماها. ولا يخفى على المراقبين أن هذا المصطلح متداول -بالفعل- بين ساسة الاتحاد الأوروبي وبين قادته، بل وجاء على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مجازا، خلال خطاباته لقادة اتحاد القارة العجوز، فقد فهم ماكرون هذه الرسائل، وحذر من ضعف أوروبا، وشدد على ضرورة أن تكون أوروبا مستعدة للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الداخلية والخارجية وضد الأحزاب السياسية التي تسعى إلى هدم البيت الأوروبي بخطابها الشعبوي، لكن خشية ماكرون لها مبررها على مستوى علاقة القارة العجوز بحليفها الأكبر.. أمريكا.

عندما انسحب الرئيس الأمريكي جو بايدن من السباق الرئاسي، كان هناك ارتياح ملموس في معظم العواصم الأوروبية، في ظل تضاؤل دعم الرئيس الأمريكي لأوكرانيا في المدة الأخيرة، للتركيز على الشأن الداخلي الأمريكي، تاركا أوروبا تواجه مصيرها مع الدب الروسي، بعد أن أنهك أوروبا بإنفاق أكبر على التسليح الذاتي وضخ مثله لكييف من أجل أن تصمد كحائط صد أمام مخالب موسكو، لكن مخاطر انسحاب بايدن من السباق الرئاسي باتت أظهر بعد تقدم دونالد ترامب في استطلاعات الرأي، قبل أن تظهر كاملا هاريس في صورة المرشحين للتنافس على المكتب البيضاوي.

لقد تذكر الأوروبيون السنوات الأربع من رئاسة ترامب، بين عامي 2017 و2021، والتي أذاقهم فيها مرارة الإذلال بتذكيرهم دوما بأن بلاده هي من تقوم على حمايتهم، ما يعني مزيدا من الإنفاق العسكري من أجل عيون رفاه شعوبهم، وانتقد، بطبيعة الحال، حلف شمال الأطلسي، جنبا إلى جنب مع انتقاده للقوة الناعمة للاتحاد الأوروبي وقيمه، وما يجلبه الاتحاد من المزيد من الاستثمارات والسياحة، ما يعني أن على قادة أوروبا أن يسددوا فواتير الحماية للولايات المتحدة الأمريكية، وهي ذكريات تجعل من الأوروبيين قلقين إلى حد كبير من عودة ترامب.

بلا شك أوروبا 2017 ليست أوروبا اليوم؛ بعد عامين من الإنهاك الاقتصادي والأمني الذي تسببت فيه حرب أوكرانيا، ومن ثم فإن الأوروبيين غير مستعدين للتحولات التكتونية التي ستحدث في الولايات المتحدة.

أوروبا تواجه أخطارا كبيرة ومتعددة ومتشعبة؛ منها ما هو داخلي، والمتمثل في الصعود الصاروخي لليمين المتطرف في الانتخابات الأخيرة في جل الدول التي شهدت انتخابات في العامين الماضيين، وهو يزيح بعض أحزاب يمين الوسط إلى اليمين للتماهي مع المزاج الشعبي.

ومنها ما هو اقتصادي في ظل زيادة معدلات التضخم منذ بدء الحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى اضطرابات في سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، ففي شهر أيار/ مايو الماضي، بلغت نسبة التضخم السنوي في منطقة اليورو 2.6 في المئة زيادة عن الأشهر التي سبقته.

كما أن الاتحاد الأوروبي، ككيان، أصبح مهددا، في ظل تنامي خطاب بعض الأحزاب المعروفة اصطلاحا بـ"الأحزاب الأوروبية المتشككة" والتي تدعو إلى الانسحاب من الاتحاد، تحت مبرر السيادة الوطنية، وتعارض للسياسات الاقتصادية للاتحاد التي تراها تضر بالاقتصادات المحلية، وترفض قبول الاتحاد بموجات الهجرة التي تؤثر من وجهة نظرها على معدلات البطالة وتمحو الثقافات الوطنية بزيادة عدد المهاجرين.

يضاف إلى كل ما سبق مخاوف كبيرة في جميع أنحاء أوروبا فيما يتعلق بالأمن والاستقرار، على خلفية احتمال إعادة انتخاب دونالد ترامب في تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، لما تمثله مواقف ترامب التي لا يمكن التنبؤ بها، وتصريحاته إبان فترة رئاسته السابقة تجاه حلف الناتو ومنظومة الدفاع الأوروبي، وتشكيكه في إمكانية استمرار بلاده بالتزاماتها بالمادة الخامسة من معاهدة الناتو، والتي تنص على الدفاع الجماعي بين أعضاء الحلف، خاصة في ظل الحرب الدائرة في أوكرانيا ومحاولة موسكو جر أوروبا لحرب أوسع، أو على الأقل التهديد بها من خلال بيلاروسيا، بالتزامن مع تصريحات ترامب حول إمكانية حل النزاع في جلسة مع بوتين، ما يعني احتمالية الدفع باتجاه حل سريع للنزاع على حساب وحدة أراضي أوكرانيا، وهو ما يعني بالنتيجة زعزعة استقرار المنطقة أكثر مما يقوض الوحدة الأوروبية.

كل هذه المخاوف تجعل أوروبا تقف على أطراف أصابعها حابسة أنفاسها في انتظار اليوم التالي للانتخابات الأمريكية في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، والتي سيحدد مصيرها إما "حمار" يرفسها أو "فيل" يهدمها.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أوروبا ترامب امريكا روسيا أوروبا اوكرانيا ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیوم التالی ما یعنی

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يعتزم إعادة التفاوض على الاتفاق التجاري مع واشنطن بعد انتهاء ولاية ترامب

ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، نقلاً عن دبلوماسيين أوروبيين، أن المفوضية الأوروبية تستعد لإعادة التفاوض بشأن الاتفاقية التجارية الموقعة مع الولايات المتحدة، وذلك عقب انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

وأوضحت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يعتزم مراجعة الاتفاق الذي يعتبره غير متوازن مع واشنطن، مشيرة إلى أن وزراء التجارة الأوروبيين سيناقشون هذا الملف، يوم الثلاثاء في الدنمارك، مع مفوض التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش.

 

وأضافت أن عدداً من الدول الأعضاء كانت قد وافقت على الاتفاق السابق على مضض، لكنها تطالب الآن بإدراج بند يحدد تاريخ انتهاء صلاحية الاتفاقية، بحيث تنتهي تلقائياً دون تجديدها.

 

ووفقاً للمصادر نفسها، فإن المفوضية الأوروبية تبدي استعداداً لمناقشة هذا المقترح، في إطار السعي إلى صياغة ترتيبات تجارية أكثر توازناً مع الولايات المتحدة.

 

 

ترامب يزور ماليزيا ويحضر توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا


قال وزير الخارجية الماليزي محمد حسن إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيزور ماليزيا في 26 أكتوبر للمشاركة في قمة دول "آسيان."

ونقل موقع "ستار" عن حسن قوله إن القمة التي ستعقد في العاصمة كوالالمبور بين 26 و28 أكتوبر،  ستشهد توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا.

ووفقا للموقع، قال الوزير إن ترامب سيزور ماليزيا في 26 أكتوبر و"يتطلع بشغف" إلى توقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا.

وأشار إلى أن الاتفاقية تتضمن إزالة جميع الألغام والمدفعية الثقيلة من الحدود بين البلدين، مؤكداً أن ماليزيا والولايات المتحدة ستدعمان عملية التوصل إلى هذا الاتفاق.

وأوضح قائلا: "نأمل خلال القمة أن نرى توقيع إعلان يُعرف باسم اتفاقية كوالالمبور بين هذين الجارين لضمان السلام ووقف إطلاق النار طويل الأمد".

 

 

 

ويأتي النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا، الموروث من الحقبة الاستعمارية للهند الصينية الفرنسية، بعدة مناطق لم تحدّد بدقة منذ عام 1907، وقد أدى في القرن الـ21  إلى ثلاث مواجهات عسكرية كبيرة على الحدود في أعوام 2008 و2011 و2025.

وكان آخر نزاع مسلح وقع بين 24 و28 يوليو 2025، حيث استخدمت الأطراف أسلحة ثقيلة ومدفعية ودبابات وطائرات قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار منتصف ليل 28 يوليو.

 

ترامب يعتزم استقبال زيلينسكي بالبيت الأبيض في 17 أكتوبر


أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نيته لاستقبال فلاديمير زيلينسكي في البيت الأبيض في 17 أكتوبر الجاري، وكان قد أعلن ذلك يوم امس الاثنين أثناء حديثه للصحفيين على متن طائرته في طريقه من شرم الشيخ إلى واشنطن.. وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الروسية تاس.
أجاب ترامب بالإيجاب على سؤال حول ما إذا كان ينوي استضافة زيلينسكي يوم الجمعة، وقال: "أعتقد ذلك، نعم"، دون تقديم أي تفاصيل، كما رفض الإجابة على سؤال حول إمكانية توريد صواريخ توماهوك أمريكية لأوكرانيا.
وفي وقت سابق، أفاد كريستوفر ميلر، الصحفي في صحيفة فاينانشال تايمز، على موقع التواصل الاجتماعي X، نقلاً عن ثلاثة مصادر، أن ترامب قد يلتقي زيلينسكي في واشنطن في 17 أكتوبر. 
 

 


 

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي وإسبانيا يرفضان تهديدات ترامب بزيادة الرسوم على مدريد
  • الاتحاد الأوروبي يتعهد بحماية إسبانيا من عقوبات ترامب التجارية بسبب الإنفاق الدفاعي
  • بحبح: حماس سيكون لها دور في “اليوم التالي” وترامب لا يعارض حل الدولتين
  • وثيقة داخلية: الاتحاد الأوروبي يسعى لتعظيم نفوذه في إعادة إعمار غزة
  • المجلس الأوروبي يطبق إجراءات سلامة أكثر صرامة على الألعاب في أوروبا
  • الاتحاد الأوروبي يعتزم إعادة التفاوض على الاتفاق التجاري مع واشنطن بعد انتهاء ولاية ترامب
  • أوربان: أوروبا بحاجة لمفاوضات مباشرة لتحقيق السلام بعد الشرق الأوسط
  • سيناريوهات الحرب بين روسيا وأوروبا
  • الاتحاد الأوروبي : سنقدم تمويلا لإعادة إعمار غزة
  • الاتحاد الأوروبي يرحب بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين مشيدا بدور ترامب