9 شهداء في غارتين إسرائيليتين بـطولكرم بينهم قيادي في حركة المقاومة حماس
تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT
قالت وسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) إن قياديا في الحركة وأربعة من مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي استشهدوا اليوم السبت في غارة جوية إسرائيلية على مركبة في الضفة الغربية المحتلة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه استشهاد أربعة مسلحين آخرين في ضربة منفصلة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة الجوية الأولى أصابت مركبة في بلدة قريبة من مدينة طولكرم، واستهدفت خلية مسلحة قال إنها كانت في طريقها لتنفيذ هجوم.
وأعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أن الأربعة الآخرين من مقاتليها.
وقال الجيش الإسرائيلي إن غارة ثانية استهدفت بعد ساعات مجموعة أخرى من المسلحين أطلقوا النار على القوات خلال ما وصفها بعملية لمكافحة الإرهاب في طولكرم.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن خمسة استشهدوا في الغارة الأولى وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) إن أربعة ارتقوا في الغارة الثانية. وقالت إن هوياتهم لم تتحدد بعد.
كانت أعمال العنف في الضفة الغربية تتصاعد بالفعل قبل اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر، وزادت حدتها منذ ذلك الحين مع تنفيذ إسرائيل مداهمات على نحو متكرر استهدفت المنطقة التي تعد من بين المناطق التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم عليها.
وزادت أيضا الهجمات التي يشنها فلسطينيون على الإسرائيليين في الشوارع.
من جهة اخرى، قال مسؤولون بالقطاع الطبي في قطاع غزة إن غارات جوية إسرائيلية ادت الى استشهاد ستة أشخاص في منزل في المنطقة الجنوبية من رفح واثنين آخرين في مدينة غزة بشمال القطاع.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن ما لا يقل عن 31 فلسطينيا استشهدوا في مناطق مختلفة بالقطاع . ولا تفرق إحصاءات الوزارة بين المقاتلين والمدنيين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته استهدفت مسلحين ودمرت بنى تحتية لحماس في رفح وأماكن أخرى بالقطاع.
وخلال عمليات الابادة الجماعية التي ينتهجها العدو اسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 39550 فلسطينيا في الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة. وجاءت الحملة بعد هجوم لحماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه قُتل فيه 1200 شخص مع اختطاف 250.
ويزداد الوضع الانساني والصحي سوء بعد أن تجاوزت المعارك أكثر من 300 يوم، واكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن الوضع في الضفة الغربية يزداد سوءا.
وأضافت "الأونروا" في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"،، أن مخيمي نور شمس وطولكرم يعانيان من نقص في المياه وانقطاع في الكهرباء.
وأشارت إلى أن عمليات قوات الاحتلال الإسرائيلي مستمرة بإحداث الدمار وتهديد حياة المواطنين في الضفة الغربية، مؤكدة أن هذه "الحرب الصامتة" يجب أن تنتهي.
واشارت الاونروا في وقت سابق إلى استمرار خروج محطات تحلية المياه، في محافظتي غزة والشمال، عن الخدمة لعدم توفر الوقود، وتعاني فيهما المستشفيات من نقص في المستلزمات الطبية، ما أدى الى تعرض حياة الاف الفلسطينيين للموت.
واكدت الأونروا بتسجيل أكثر من 40 ألف حالة التهاب الكبد الوبائي وانهيار إدارة النفايات والمسببة لأمراض جلدية معدية.
مشيرة الى أن ألاوضاع تتفاقم صحيا وبيئيا على الأرض مع استمرار القتال، وتأتي في وقت احيا فيه الفلسطينيون اليوم العالمي للتضامن مع غزة والأسرى بعدة فعاليات داخل الأراضي الفلسطينية والعواصم العربية والدولية، متشبثون بأمل وقف الحرب.
في هذه الاثناء، من المقرر أن يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة خلال اليوم لمناقشة إطلاق سراح الرهائن المحتمل واتفاق لوقف إطلاق النار على غزة.
وتضاءلت احتمالات تحقيق انفراجة مع تنامي التوتر بالمنطقة في أعقاب اسستشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران يوم الأربعاء الماضي، وذلك بعد يوم من غارة إسرائيلية في بيروت واستشهاد القائد العسكري الكبير في جماعة حزب الله فؤاد شكر.
ويأتي اغتيال هنية في إطار سلسلة من عمليات القتل استهدفت شخصيات بارزة في حركة حماس مع اقتراب الحرب في غزة من شهرها الحادي عشر وتزايد المخاوف من اتساع نطاق الصراع في الشرق الأوسط.
واتهمت حماس وإيران إسرائيل بتنفيذ عملية الاغتيال وتعهدتا بالرد. ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية، كما لم تنفها.
كما توعدت جماعة حزب الله، شأنها شأن حماس، بالثأر.
من جهة اخرى، أصيب، السبت، ثلاثة مواطنين فلسطنيين بينهم طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامه محيط مخيم بلاطة، شرق نابلس.
وأفاد الناطق باسم الهلال الأحمر احمد جبريل، بأن طواقم الإسعاف تعاملت مع 3 إصابات بينها طفل (14 عاما)، برصاص الاحتلال الحي بالفخذ واليد والقدم، في محيط مخيم بلاطة ونقلوا إلى المستشفى.
وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت شارع القدس قرب مخيم بلاطة وسط اندلاع مواجهات.
الى ذلك، أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح السبت، اقتحام مدينة طولكرم، للمرة الثانية خلال ساعات قليلة من انسحابها منها.
واكدت الانباء، إن عددا كبيرا من آليات الاحتلال العسكرية ترافقها جرافتان من النوع الثقيل، اقتحمت المدينة من محوريها الغربي والجنوبي، واتجهت إلى مخيم طولكرم.
كما أن قوات الاحتلال فرضت حصارا على المخيم، بعد نشر آلياتها على مداخله كافة، وقناصتها على أسطح البنايات العالية المحاذية والكاشفة للمخيم، مع اقتحامها لضاحية ذنابة الملاصقة له، وسط سماع أصوات إطلاق نار كثيف، وتحليق لطائرات الاستطلاع.
الى ذلك، قامت جرافات الاحتلال بتدمير ممتلكات المواطنين من أسوار منازل، ومركبات، خلال توجهها إلى المخيم وتحديدا في الحي الشرقي للمدينة، في الوقت الذي شرعت فيه بتجريف شارع المقاطعة عند المدخل الغربي للمخيم.
وأطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على مدخل مخيم طولكرم قنابل الغاز السام تجاه مجموعة من الصحفيين كانوا متواجدين قرب المخيم لتغطية الأحداث، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق.
وأفاد الهلال الأحمر، بأن طواقمه في طولكرم قدمت الإسعاف ميدانيا لثلاث إصابات اختناق بالغاز.
وتواصل جرافات الاحتلال تجريف شوارع مخيم طولكرم وتحديدا شارع الوكالة، وتخريب البنية التحتية في عدة شوارع داخل حارات المخيم.
وكانت قوات الاحتلال وجرافاتها اقتحمت فجر اليوم المنطقة الغربية للمدينة، وشرعت بتجريف وتخريب الشارع المحيط بمسجد المرابطين ودوار العليمي "المحاكم"، قبل انسحابها مع ساعات الصباح.
وفي شأن آخر، كشف الاتحاد الأوروبي عن ارتفاع النشاط الاستعماري للاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية خلال عام 2023، مؤكدًا أن ذلك يقوّض إمكانية التوصل إلى حل الدولتين.
وأوضح الاتحاد، في تقريره عن المستعمرات غير القانونية في عام 2023 الذي أعدته ممثليته في الضفة الغربية وقطاع غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي واصل خططه الاستعمارية العام الماضي، حيث شهد 30 ألفًا و682 وحدة استعمارية غير قانونية في الأراضي الفلسطينية، منها 18 ألفًا و333 وحدة في القدس الشرقية المحتلة، و12 ألفًا و349 في الضفة الغربية.
ونوه إلى أنه جرى بناء 4427 وحدة استعمارية في الضفة الغربية خلال 2022، ليتضاعف هذا العدد ثلاث مرات تقريبًا في 2023، وهو الرقم الأكبر في الضفة منذ عام 1994، مشيرًا إلى دعوات الاتحاد الأوروبي المتكررة لإنهاء السياسة الاستعمارية في الأراضي المحتلة.
وبيّن الاتحاد، في تقريره، أن قرار الاحتلال الإسرائيلي تقديم خطط للموافقة على بناء مستعمرات جديدة في 2023، يقوض إمكانية التوصل إلى حل الدولتين.
من جهة اخرى، نظم متظاهرون، تابعون لـ"تحالف المدافعين الإندونيسيين عن فلسطين"، مظاهرة سلمية أمام سفارة الولايات المتحدة، في وسط جاكرتا، للتعبير عن دعمهم لفلسطين.
وذكرت وكالة انتارا نيوز الإندونيسية أن حشودا تجعت صباح السبت أمام السفارة الأمريكية وطالبت إسرائيل بوقف الإبادة الجماعية، التي ترتكبها على الأراضي الفلسطينية.
ودعا زيتون راسمين، المنسق بالتحالف، الشعوب والمجتمع الدولي إلى الضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي للإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين لديها.
وأكد زيتون "نطالب أيضا بإنهاء الإبادة الجماعية في غزة ورفع الحصار عن المنطقة بشكل دائم".
وحث زيتون أيضا جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، على تقديم مساعدات عسكرية في قطاع غزة، لإنقاذ السكان من الفظائع التي ترتكبها إسرائيل.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی إن فی الضفة الغربیة قوات الاحتلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر على غزة
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري إن المقاومة الفلسطينية لا تزال تنفذ عملياتها في عمق انتشار قوات الاحتلال داخل قطاع غزة، مشيرا إلى أن الكمين الأخير لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة يؤكد هذه الحقيقة الميدانية بوضوح.
وكانت قناة الجزيرة قد بثت الجمعة مشاهد حصرية لكمين نفذته كتائب القسام السبت الماضي شرق خان يونس ضمن عمليات "حجارة داود"، أسفر عن مقتل ضابط وجندي من لواء كفير وإصابة ضابطين آخرين من وحدة الاستخبارات، كما أظهرت المشاهد استهداف دبابة من المسافة صفر.
وأوضح الدويري في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة يُظهر بجلاء خروج عناصر المقاومة من أحد الأنفاق وتنفيذهم لهجوم مركب استهدف آليات الاحتلال في منطقة الزنة، وهي منطقة يُفترض أنها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، مما يكشف أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة حتى اللحظة.
وأضاف أن هذا النوع من الكمائن يعكس حالة "العمل في العمق" داخل صفوف العدو، وهو ما يعدّ نجاحا استخباريا وميدانيا مهما، إذ تمكنت المقاومة من جمع معلومات دقيقة من خلال نقاط المراقبة المنتشرة في الميدان، ثم التخطيط والتنفيذ في إطار 3 مراحل: تثبيت، هجوم، ثم تفجير حقل الألغام بعد الانسحاب.
وأشار الدويري إلى أن الفيديو أوضح كيف خرج المقاومون من الأنفاق، وضعوا الحشوات المتفجرة، وتمركزت وحدة الاستهداف بقواذف "الياسين"، بينما وثّقت كاميرتان تفجير ناقلة جند وإشعال النار في الآليات، مما عزز مصداقية المشاهد التي بثت ودلّل على الجاهزية العالية للمجموعة المنفذة.
مناطق آمنة
وبيّن أن وجود المقاومة بهذا الشكل في مناطق من المفترض أنها "آمنة" لقوات الاحتلال يضع علامة استفهام كبرى على أداء الجيش الإسرائيلي، ويؤكد في الوقت ذاته أن أبناء المقاومة رغم ظروف الحرب يواصلون رصد التحركات المعادية والتحضير للرد في التوقيت المناسب.
إعلانوفي سياق الربط بين التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، شدد الدويري على أن هذا التوتر الإقليمي لم يسحب تأثيره على سير العمليات في غزة، موضحا أن الاحتلال رغم إعادة توزيع بعض وحداته نحو الشمال والضفة الغربية ما زال يحتفظ بفائض قوة كبير داخل القطاع يسمح له بمواصلة العمليات.
وكان جيش الاحتلال قد أعاد انتشار بعض وحداته العسكرية بعد تصاعد التهديدات على الجبهة الشمالية تحسبا لتحرك من حزب الله، كما عزز إجراءاته الأمنية في الضفة الغربية، إلا أن الدويري أوضح أن غزة كانت ولا تزال تكفيها فرقة واحدة على أقصى تقدير، وهو ما لم يتغير جوهريا حتى الآن.
وأكد أن حجم الدمار الهائل وتهجير السكان لم يمنعا المقاومة من العمل، وهو ما تعكسه المعارك اليومية والكمائن المتكررة في مختلف مناطق القطاع، في ظل استمرار الاعتماد على سلاحَي الجو والمدفعية من جانب الاحتلال لتحقيق أهدافه من خلال فرض واقع ميداني في المناطق الحمراء.
وفي ما يخص الهدف الإستراتيجي من استمرار العمليات البرية، رأى الدويري أن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى فرض تهجير قسري للسكان باتجاه مناطق تم تحديدها سلفا كمراكز لتوزيع المساعدات، تشمل 3 مناطق في الجنوب وأخرى وسط القطاع، مما يؤدي إلى تكدّس سكان غزة في نطاقات ضيقة يسهل التحكم فيها لاحقا.
الأهداف السياسيةوأشار إلى أن هذه التحركات تأتي أيضا في إطار السعي لتدمير شبكة الأنفاق وإزالة البنية السكنية التي تحتضن المقاومة، وذلك كمحاولة لتحقيق أهداف سياسية واضحة تتعلق بإعادة تشكيل الخارطة السكانية والجغرافية لقطاع غزة بشكل يخدم الخطط الإسرائيلية الطويلة الأمد.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الحالي تدمير 3 دبابات من طراز ميركافا بعبوات شديدة الانفجار شرق مخيم جباليا شمالي القطاع، كما استهدفت تجمعات للجنود والآليات في قيزان النجار بقذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى من طراز "رجوم 114 ملم"، في دلالة على تنوع الوسائط القتالية المستخدمة.
ومنذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصلت المقاومة الفلسطينية تنفيذ كمائن محكمة وعمليات استنزاف واسعة النطاق ضد القوات الإسرائيلية، مع توثيق عشرات الهجمات الناجحة التي أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف الاحتلال وأعطبت أو دمرت مئات الآليات العسكرية.
وشدد الدويري على أن المعادلة في الميدان تشير إلى استمرار فاعلية المقاومة، رغم كل الضغوط العسكرية، وهو ما يعني -بحسب تعبيره- أن هدف القضاء الكامل على فصائل المقاومة لا يزال بعيد المنال، وأن ما يحدث يؤكد فشل إسرائيل في تحقيق حسم عسكري واضح حتى الآن.