جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-24@19:08:26 GMT

رُكنٌ قَصي

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

رُكنٌ قَصي

 

فاطمة اليمانية

 

 

"أسوأ من كونك تهوي أنْ يكون لديك ما يكفي من الوقت لتَخيَّل الارتطام!" مجهول.

***

 

هُنَالِك فنجان قهوةٍ باردة... وهُنَالِك أنتَ حين كُنتَ شغلي الشاغل؟!

وشبحٌ ساخرٌ من مجرد تذكّر أنّك يومًا ما كنتَ تستحوذ جزءًا من القلب؟!

ولا مانع من مشاركة الشبح السخرية؟! لا مانع!

لأنّه غير مرئيٍ للآخرين.

.. وهو شأنٌ داخلي محض!

كشأنِ جُحَا مع حماره! وشأنهما مع الأدب الساخر المُستهلك للدرجة التي لم يعد يثير حاسّة الفكاهة لديها!

بل أصبحا طرفةً باردة تمر كأيّ خبرٍ سَمجٍ في مقالٍ رديء؟!

لمن نقرأ؟ الصادق العاجز عن إيصالِ رسالته؟ أم الكاذب الذي يستعرض أكاذيبه بتقنية عالية الدقّة؛ تتمكن من الإيقاع بعواطف الآخرين؟!

وعندما زيّنوا الهزيمة، وقالوا:

هذا النصرُ لنا؟!

استطاعَت كلمة "النصر" خرق طبلة أذني! ووصلت لعمق دماغي! لكنّني لم أستوعب ماهية النصر! لم أتكمن من معرفة أبعاده؟! وكيف يتحقق على الحُطام! أو على أشلاء الأطفال!

رغم ذلك وجدّ قائلها من يصفق له؟ ومن يُمجد خطواته! ومن يتأثر ويذرف الدموع، ويمسح وجنتيه بأطراف أصابعه!

وانتهى التصفيق الحاد، وبقيت حقيقة وحيدة سافرة:

قاتل وأشلاء طفل!

فهل يهم دين القاتل ودين الطفل؟! هل نفرق بينهما؟ ماذا إذا كانا من نفس الدين والملّة؟ ماذا إذا اختلفا؟ وهل تحتاج إنسانية المرء لاختبار وَرَقِيَ وقلم أحمر ليؤكّد لنا السياسيّ المحَنّك بأنّ الإرهاب لا دين له؟! وبأنّ انتهاك حرمة الإنسان الآمن محرّمة؟! هل يحتاج الأمر إلى تخصيص دين أو مذهب؟ أو ملّة؟!

أو إلى نزع حاسّة الإدراك والتمييز حتّى لا يتمّ تجريد المرء من إنسانيته؟!

***

- ليلة البارحة!

ليلة البارحة المقيتة! اكتشفتُ بأنّ ثلاثة مصابيح انطفأت في منزلي! وبأنّ عامًا كاملًا مرّ عليّ دون أنْ أكترث بإضاءة المنزل! ونسيتُ في زحمة المشاكل العبثية أنّني أقيم في حيّ سكنّي مأهولٍ بالأحياء!

حتّى اعتقد الجيران بأنّني غادرتُ المكان!

بينما كنتُ مشغولة بهموم الآخرين التافهة؟ ولا أعرف كيف تسلّلت المكالمات "العبيطة" إلى نظامي اليومي؟ أو مدى صدمتي من نفسي عند إدراكي بأنّني كنتُ أحرّضُ من يبدي استياءه من أمرٍ ما على التدمير، والفراق، والرحيل، وقطع العلاقات! وبترها!

 ولم تكن الدعوة إلى الصبر والتسامح في قاموسي اللغوي، بل كنتُ لا أرد على رسائل الشوق، والعتاب، والرغبة في التواصل، أو السؤال عن الحال؟!

وتطور الأمر لديّ؛ بعد أنْ وصلتني رسالة من إحداهن، تسألني فيها إذا كنتُ حيّة أو ميّته؟! وطبعًا لم أكنْ أردّ على رسائلها وأنا حيّة! فكيف أرّد عليها وأنا ميّته؟!

لكنّها أرسلَت رسالة أخرى، قالت فيها:

المنزلُ المهجور، للبيع؟!

ورغم نجاحها في استثارة غضبي! وفي تجهيز ردٍ مزلزل كالصاعقة! ومناسب لحجم الخطيئة التي اقترفتها، وهي تسخر من منزلي المُظلم! كتبتُ لها سطرًا لاذِعًا؛ لألقنها درسًا في طرحٍ الأسئلة، ثمّ مسحتُ السطر!

متجنبةً عواقب ما بعد إرسالِ الرسالة التي ستجرّ لا شكّ بعدها رسالة، ثمّ رسالةٍ أخرى! إلى أنْ نصلَ إلى الصلحِ والسلامِ وإعادة العلاقات المُكْلِفة -معنويًا- معها!

***

 

ضوء غريب!

لا تحتاج الإقامة في المقبرة إلى إضاءةٍ عدا العمل الصالح! ورغم جهلي بكفاءة أعمالي الصالحة؛ إلّا أنّني لمحتُ -خجلًا- وميضًا خفيفًا يفضَحُ حجمَ أعمالي الصالحة التي قدّمتها في الحياة الدنيا!

ولم أدقق كثيرًا إنْ كانت هذه الأعمال قادرة على مساعدتي في عبور الصراط المستقيم! لكنّني لا شكّ بأنّني حتى هذه اللحظة لم أستطع السير على خطٍ مستقيم، ولا خطٍ متعرجٍ، وكل الطرق المتاحة لم تكن سوى حفرٍ مأهولة بالثعابين!

***

 

قالت لي جثّة باردة:

حاولتُ تناسي موتي، عند سماع أصوات أطفالِ الحارة! لكنّني اكتشفتُ بأنّها أصوات أطفالٍ تسرّبَت من مقبرة جماعية مجاورة، حُفِرَت منذ مدّة زمنية عجزت عن التكّهن بها!

لأنّهم يقولون بأنّ الأموّات لا يهتمون بالزمن! لهم زمنهم الخاص؟! ولي زمني!

ولي هذه المساحة التي أتفاخر بها الآن، وأقول لجميع الأموات بأنّها ملكيتي الخاصّة! ولا يزاحمني بها شيء غير أفكاري!!

أولئك الذين يقولون بأنّ الجسدَ يبلى- وهو ما يحدث فعلًا- هل يستطيعون الإجابة على سؤال شائك يحاصرني هذه اللحظة؟

- متى يتوقف العقل عن التفكير في القبر؟! فأنَأ ما زلتُ أفكر!

وما زلتُ أخترع قصصًا كثيرة أقدمها طعامًا لقطط المقبرة؟!

مميزة إحداهن لشدّة سوادها عن بقية القطط! وعندما سألتها:

لماذا أنتِ شديدة السواد؟!

لم تُجِبْ، واكتفت ببلع مواءَها، وتسديد نظرة باهتةٍ لي!

ثم قفزت بعيدًا؛ وتمدّدت على جدار المقبرة!

 

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الموسوي: ايران الدولة الأولى التي تقف على خط الجهاد لتمثل قلعة المقاومة

أكد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب إبراهيم الموسوي، أن" الدولة الأولى التي تقف على خط الجهاد والمقاومة لتمثل وتجسد قلعة المقاومة والمقاومين إلى أي ملّة أو مذهب أو طائفة انتموا، هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

كلام الموسوي جاء خلال احتفال تأبيني أُقيم في حسينية بلدة النبي عثمان وحضره فاعليات حزبية وسياسية وبلدية واجتماعية. وسأل: "من هم الذين يقاومون ويجاهدون في هذا الزمن؟ في هذه الأرض وفي كل أرض، من هم أهل الجهاد والمقاومة؟ هم أفراد وجماعات وفصائل وأحزاب ومقاومات وحكومات ودول، وإن الدولة الأولى التي تقف على خط الجهاد والمقاومة لتمثل وتجسد قلعة المقاومة والمقاومين الشرفاء إلى أي ملّة أو مذهب أو طائفة انتسبوا، هي الجمهورية الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني واليوم بقيادة الإمام السيد علي الخامنئي أليس كذلك؟".

وقال: "لم تترك لنا المقاومة حجة، لم يترك أهل غزة لنا حجة، لم تترك الجمهورية الإسلامية في إيران لنا حجة، لم يترك أهلنا في اليمن لنا حجة، لم يترك أهلنا في الجنوب والبقاع وخاصة على التخوم الأمامية، المجاهدون الذين ذهبوا من هذه البلدة وكل البلدات ومنهم من هو مفقود الأثر إلى اليوم، الذين صمدوا 66 يوماً في كفركلا والخيام ومنعوا العدو أن يتقدم، هؤلاء لم يتركوا لنا حجة أبداً في أن ننتصر للحق وأن نكون مع الحق".

واعتبر "أننا كأفراد وكجماعات علينا أن نتسلح بالوعي، وعلينا أن نعلم أن المجتمع الدولي، وأن الأمم المتحدة، وأن كل مواثيقهم، وكل ما درسونا إياه ويدرسونه في مناهج الجامعات، كله تضليل وكذب، يستعملونه لخدمة مصالحهم، ويستعملونه لإدانتنا، ولكي يزرعوا فينا عقدة الخوف، وعقدة الشك، وعقدة التردد. أما نحن الذين يتبعون خط المقاومة، وخط الإمام الخميني المقدس، وخط السيد القائد علي الخامنئي، وخط سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله، نحن سنبقى دائماً وأبداً الطلاب الذين لا يتردد في آذانهم، ولا في قلوبهم، ولا في عقولهم، ولا في وجدانهم إلا كلمة الحق التي قالها الإمام علي وقالها الإمام الحسين: ألا إن الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة". (الوكالة الوطنية) مواضيع ذات صلة الموسوي: الدولة صاحبة الكرامة لا تفاوض على سيادتها مع العدو Lebanon 24 الموسوي: الدولة صاحبة الكرامة لا تفاوض على سيادتها مع العدو 22/06/2025 16:10:40 22/06/2025 16:10:40 Lebanon 24 Lebanon 24 الناطق باسم حماس جهاد طه للجزيرة مباشر: نرفض تماما إخراج قادة المقاومة من قطاع غزة Lebanon 24 الناطق باسم حماس جهاد طه للجزيرة مباشر: نرفض تماما إخراج قادة المقاومة من قطاع غزة 22/06/2025 16:10:40 22/06/2025 16:10:40 Lebanon 24 Lebanon 24 جعجع: بيت القصيد أن تعود البترون قلعة الجبهة اللبنانية السيادية والاستقلال Lebanon 24 جعجع: بيت القصيد أن تعود البترون قلعة الجبهة اللبنانية السيادية والاستقلال 22/06/2025 16:10:40 22/06/2025 16:10:40 Lebanon 24 Lebanon 24 السفيرة الأميركية تزور قلعة فقرا الأثرية في كفردبيان Lebanon 24 السفيرة الأميركية تزور قلعة فقرا الأثرية في كفردبيان 22/06/2025 16:10:40 22/06/2025 16:10:40 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً موقف الرئيس بري يُعَّول عليه Lebanon 24 موقف الرئيس بري يُعَّول عليه 09:01 | 2025-06-22 22/06/2025 09:01:00 Lebanon 24 Lebanon 24 لا يملك أوراقاً ثبوتيّة... شاب يتعرّض لحادث سير وحالته خطيرة Lebanon 24 لا يملك أوراقاً ثبوتيّة... شاب يتعرّض لحادث سير وحالته خطيرة 09:03 | 2025-06-22 22/06/2025 09:03:15 Lebanon 24 Lebanon 24 جابر: الموقف ثابت وموحد بتجنيب لبنان أي ارتدادات تنعكس سلباً على أوضاعنا الداخلية Lebanon 24 جابر: الموقف ثابت وموحد بتجنيب لبنان أي ارتدادات تنعكس سلباً على أوضاعنا الداخلية 09:02 | 2025-06-22 22/06/2025 09:02:45 Lebanon 24 Lebanon 24 بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر Lebanon 24 بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر 08:51 | 2025-06-22 22/06/2025 08:51:11 Lebanon 24 Lebanon 24 هاشم: لا بد من إيجاد باب لتأمين تمويل للبلديات المنتخبة Lebanon 24 هاشم: لا بد من إيجاد باب لتأمين تمويل للبلديات المنتخبة 08:45 | 2025-06-22 22/06/2025 08:45:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بالفيديو.. هكذا تمّ إعلان اغتيال "أبو علي" مرافق نصرالله Lebanon 24 بالفيديو.. هكذا تمّ إعلان اغتيال "أبو علي" مرافق نصرالله 11:08 | 2025-06-21 21/06/2025 11:08:17 Lebanon 24 Lebanon 24 مساعدة مالية بـ150 دولاراً.. من "قبضها"؟ Lebanon 24 مساعدة مالية بـ150 دولاراً.. من "قبضها"؟ 04:27 | 2025-06-22 22/06/2025 04:27:05 Lebanon 24 Lebanon 24 خبرٌ عن الـ100 دولار.. انتبهوا لهذا الأمر Lebanon 24 خبرٌ عن الـ100 دولار.. انتبهوا لهذا الأمر 14:50 | 2025-06-21 21/06/2025 02:50:25 Lebanon 24 Lebanon 24 إطلاق نار كثيف في محيط الطريق الجديدة - بيروت Lebanon 24 إطلاق نار كثيف في محيط الطريق الجديدة - بيروت 11:46 | 2025-06-21 21/06/2025 11:46:50 Lebanon 24 Lebanon 24 حادثة مؤسفة.. "سقوط" عند كورنيش عين المريسة (فيديو) Lebanon 24 حادثة مؤسفة.. "سقوط" عند كورنيش عين المريسة (فيديو) 03:08 | 2025-06-22 22/06/2025 03:08:53 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 09:01 | 2025-06-22 موقف الرئيس بري يُعَّول عليه 09:03 | 2025-06-22 لا يملك أوراقاً ثبوتيّة... شاب يتعرّض لحادث سير وحالته خطيرة 09:02 | 2025-06-22 جابر: الموقف ثابت وموحد بتجنيب لبنان أي ارتدادات تنعكس سلباً على أوضاعنا الداخلية 08:51 | 2025-06-22 بشأن عمل مطار بيروت والرحلات... إليكم هذا الخبر 08:45 | 2025-06-22 هاشم: لا بد من إيجاد باب لتأمين تمويل للبلديات المنتخبة 08:26 | 2025-06-22 البعريني: آن الأوان لتحتكر الدولة القرار والسلاح والهيبة فيديو بوسي وهيفا تشعلان الصيف بـ"يا أحمد" Lebanon 24 بوسي وهيفا تشعلان الصيف بـ"يا أحمد" 13:40 | 2025-06-21 22/06/2025 16:10:40 Lebanon 24 Lebanon 24 بسبب مقعد.. شجار عنيف على متن طائرة شاهدوا ماذا حصل (فيديو) Lebanon 24 بسبب مقعد.. شجار عنيف على متن طائرة شاهدوا ماذا حصل (فيديو) 04:00 | 2025-06-21 22/06/2025 16:10:40 Lebanon 24 Lebanon 24 نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) Lebanon 24 نجمة شهيرة تنجو من تشوّه دائم بعد حادث خلال التصوير.. جراح تجميل أنقذها (فيديو) 01:13 | 2025-06-19 22/06/2025 16:10:40 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • الضرائب والرسوم التي فرضها السوداني على المواطنين بلا خدمات
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل
  • دعاء أوصى به الرسول.. أهم الأدعية التي كان يرددها النبي
  • شيخ الأزهر لـ أنجلينا أيخهورست: ما سرُّ القوة الشيطانية التي تُجهض أي قوى أخرى؟
  • صلاة الضحى.. اعرف وقتها وعدد ركعاتها والسور التي تقرأ فيها
  • الجزائر تجدد دعمها للدفع بمسار تسوية الأزمة في اليمن التي طال أمدها
  • من هي نيهال جاندان التي رحلت بعد صراع مع الأنوركسيا؟
  • الموسوي: ايران الدولة الأولى التي تقف على خط الجهاد لتمثل قلعة المقاومة
  • ما هي القاذفات الشبحية «بي-2» التي استخدمتها أمريكا في قصف إيران؟
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران