في مرمى الاتهامات: نواب البرلمان.. ممثلون للشعب أم أدوات حزبية؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
3 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة: تواجه الساحة السياسية العراقية أزمة جديدة تتعلق بمنصب رئيس البرلمان، حيث تصاعدت الانتقادات لتدخل زعماء القوى السياسية في اختيار الرئيس الجديد لمجلس النواب فيما تثار تساؤلات حول استقلالية النواب وقدرتهم على اتخاذ القرارات بعيدًا عن تأثير كتلهم السياسية.
وأصبح من الواضح أن النائب في البرلمان العراقي غالبًا ما يكون أسيرًا لكتلته السياسية، مما يقلل من حقه في اختيار رئيس البرلمان بحرية.
وهذا الأمر أثار حفيظة العديد من الأطراف، حيث يشعر الكثيرون أن النواب تحولوا إلى مجرد دمى تحركها الأحزاب وفقًا لمصالحها وأجنداتها الخاصة.
ويبرز هذا الوضع بشكل خاص في عملية اختيار رئيس البرلمان، حيث تسعى الكتل السياسية إلى فرض إرادتها وتنصيب شخصية تتماشى مع توجهاتها.
وما يزيد من تعقيد المشهد هو أن المباحثات لاختيار رئيس البرلمان تجري غالبًا خلف الكواليس وبعيدًا عن الأعين، بأسلوب يشبه الصفقات السياسية أكثر من كونه عملية ديمقراطية شفافة.
والدليل على ذلك هو أن عملية الاختيار لا تتم تحت قبة البرلمان، بل خارجها، في اجتماعات مغلقة يتخذ فيها زعماء الكتل السياسية القرارات بعيدًا عن النواب.
و من الجدير بالذكر أن القوى السنية في البرلمان هي المعنية بشكل مباشر بترشيح شخصية لرئاسة البرلمان.
ومع ذلك، يبدو أن القوى الشيعية، التي تمتلك الأغلبية العددية في البرلمان، هي صاحبة الحسم النهائي في هذا القرار.
ومثل هذا التوازن في القوى يعكس طبيعة الصراع السياسي في العراق، حيث يتعين على كل طرف محاولة الوصول إلى توافق يضمن مصالحه.
و منصب رئيس البرلمان ليس مجرد منصب رمزي، بل هو أساسي للأداء التشريعي والرقابي في العراق و يلعب دورًا محوريًا في توجيه جلسات المجلس وتنسيق العمل بين مختلف اللجان، وهو يمثل البرلمان في الداخل والخارج. من هنا تأتي أهمية اختيار شخصية تتمتع بالكفاءة والاستقلالية لتولي هذا المنصب الحساس.
وتفيد تحليلات بإن الأزمة الحالية تعكس عمق الانقسامات السياسية في العراق وصعوبة الوصول إلى توافقات بين مختلف القوى، كما تكشف عن مشكلة أكبر تتعلق ببنية النظام السياسي العراقي، الذي يعتمد بشكل كبير على التحالفات والصفقات بين الكتل السياسية، بدلاً من التمثيل الحقيقي لإرادة الشعب.
وكانت المحكمة الاتحادية العليا “أعلى سلطة قضائية في العراق”، قد قررت في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، إنهاء عضوية رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، على خلفية دعوى قضائية رفعها ضده النائب ليث الدليمي اتهمه فيها بتزوير استقالة له (الدليمي) من عضوية مجلس النواب، وعلى إثره قضت المحكمة الاتحادية بإنهاء عضويتهما (الحلبوسي والدليمي).
وفي 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 قررت رئاسة مجلس النواب العراقي إنهاء عضوية رئيس المجلس محمد الحلبوسي رسمياً.
ومنذ ذلك الحين ولغاية شهر حزيران/ يونيو الماضي، عقد مجلس النواب كثيرا من الجلسات لانتخاب رئيس جديد للمجلس إلا أن خلافات القوى السياسية السنيّة حالت دون ذلك.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: رئیس البرلمان فی العراق
إقرأ أيضاً:
نواب يحددون الخطوات المطلوبة لكيفية استعادة مصر ريادتها لصناعة الأدوية في سوق أفريقيا.. ويؤكدون: لو لدينا أبحاث علمية لصناعة دواء نستطيع إنتاجه بسعر قليل
نواب يطالبون بضرورة تركيز الحكومة خلال الفترة القادمة على تصنيع الأدوية المستوردة من الخارج
رئيس صحة النواب يطالب بمنح حوافز لإقامة مصانع للمواد الخام للأدوية
نائب: مصر دولة ذات تاريخ كبير في صناعة الدواء لمدة 100 عام
حدد عدد من أعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب الخطوات المطلوبة لكيفية استعادة مصر ريادتها لصناعة الأدوية في سوق أفريقيا ، وطالبوا بضرورة تركيز الحكومة خلال الفترة القادمة على تصنيع الأدوية التي نستوردها من الخارج.
في البداية قال النائب أشرف حاتم، رئيس لجنة الصحة بمجلس النواب ووزير الصحة الأسبق إن 91 % من الأدوية فى السوق المصري سواء كانت صناعة من شركات دولية أو محلية كلها تصنع فى مصر.
وأشار حاتم في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أن المشكلة الموجودة لدينا في مصر، تتمثل فى أننا ليس لدينا مصانع لتصنيع المواد الخام للأدوية ولأدوية الأورام والمواد البيولوجية، وذلك بسبب نقص الدولار.
وطالب الصحة بمجلس النواب ووزير الصحة الأسبق الدولة المصرية بضرورة منح حوافز لإقامة مصانع للمواد الخام للأدوية، مثلما حدث فى الهند والصين، وهذا هو الهدف الأساسي من إنشاء مدينة الدواء، والتي ننتظر أن نصنع لنا المواد الخام للأدوية، خاصة وأن 9 % من الأدوية الغير موجودة فى السوق المصري، بسبب نقص توافر المواد الخام.
وقال النائب مكرم رضوان، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أن مصر دولة ذات تاريخ كبير في صناعة الدواء لمدة 100 عام ، وتعتبر من الدول الرائدة فى صناعة الأدوية فى الشرق الأوسط.
وأشار رضوان فى تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أنه للأسف منذ فترة كبيرة لم نطور أنفسنا في صناعة الدواء، وهناك دول سبقتنا فى صناعة الدواء، مؤكدا أننا اقتصرنا على شركات تصنيع الأدوية ومثيلاتها.
وأوضح عضو لجنة الصحة بمجلس النواب أن هناك أدوية حديثة غير موجودة لدينا مثل أدوية الأورام والسكر بسبب عدم توافر الدولار.
وطالب بضرورة تركيز الحكومة خلال الفترة القادمة على تصنيع الأدوية التي نستوردها من الخارج، وتكلفنا عملة صعبة مثل أدوية السكر والأنسولين، بالإضافة إلى تصنيع أدوية الأورام والتى توفر لنا دولارات.
واختتم : حينما تقوم إحدى الدول أو الهيئات بالحصول على براءة اختراع لدواء يكون مقصور عليها لمدة 10 سنوات، وتستطيع من خلال ذلك التحكم فى سعره، مشيرا إلى أننا لو لدينا أبحاث علمية لصناعة دواء، نستطيع أن ننتجه بسعر قليل ونستفاد به داخل البلد، ونقوم بتصديره إلى الخارج لجلب العملة الصعبة للبلاد.