تأثير الحمل على القولون العصبي
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
قد تساهم التغيرات الهرمونية أثناء الحمل في زيادة أعراض الجهاز الهضمي. وقد تؤدي هذه التغييرات أيضاً إلى إثارة أعراض متلازمة القولون العصبي، أو التسبب في تفاقمها.
وتشير التقارير الطبية بأن حوالي 2 من كل 3 مصابين بمتلازمة القولون العصبي هم من الإناث. وغالباً ما يتم تشخيص الحالة الدى النساء في سن الإنجاب.
وبحسب "مديكال نيوز توداي"، قد تساهم هرمونات الحمل، بما في ذلك الإستروجين والبروجسترون، في شدة أعراض القولون العصبي، كما تؤدي التغييرات في جسم الحامل إلى تغيير أنماط حركة الأمعاء.
حيث تتعرض الحوامل لمجموعة من أعراض الجهاز الهضمي، المشابهة أو المرتبطة بالقولون العصبي، بسبب التغييرات الهرمونية، بما في ذلك الغثيان والقيء وحرقة المعدة.
مخاطر
وتبلغ نسبة النساء اللاتي يعانين من اضطراب وظيفي واحد أو أكثر في الأمعاء خلال الأشهر الـ 3 الأولى من الحمل حوالي 75%.
كما قد تحتاج بعض حالات الحمل لتناول أدوية مضادة لتسمم الحمل، وهذا يساهم أكثر في ظهور أعراض القولون العصبي بسبب تغيرات الغشاء المخاطي.
وإذا تم تشخيص المرأة بمتلازمة القولون العصبي قبل الحمل، فقد يعرضها ذلك لخطر أكبر من المضاعفات، مثل الحمل خارج الرحم.
وبالتالي، يجب أن يكون الطبيب على دراية بالحالة لضمان الرعاية والمتابعة المناسبة قبل الولادة.
مضاعفات
يمكن أن تعرض أعراض القولون العصبي غير المُدارة الحمل للخطر.
فالإسهال المطول يؤدي إلى الجفاف، وقد يؤدي الإجهاد المستمر الناجم عن الإمساك إلى إضعاف قاع الحوض بشكل أكبر، ما قد يتسبب في انزلاق الرحم من مكانه.
ولإدارة أعراض القولون العصبي جيداً اتبعي النصائح التالية:
شرب المزيد من الماء. بشكل عام، تحتاج الحوامل إلى المزيد من الماء لتخفيف آلام المعدة وتحسين الهضم.
ممارسة الرياضة. يوصي الأطباء الحوامل بممارسة 150 دقيقة على الأقل من التمارين متوسطة الشدة أسبوعياً، وينعكس ذلك إيجابياً على صحة الهضم.
نظام غذائي متوازن. يجب على المصابة بالقولون العصبي الحد من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من اللاكتوز، والكحول السكري مثل المحليات الصناعية والفركتوز.
الكثير من الألياف. يمكن أن تساعد الحبوب الكاملة ومعظم الفواكه والخضروات في الهضم. يمكن للأشخاص المصابين بالإسهال إضافة الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان. من ناحية أخرى، يمكن للألياف غير القابلة للذوبان تسريع عملية الهضم ومنع الإمساك، مثل التي توجد في الشوفان.
الاحتفاظ بمذكرات طعام. أي تدوين سجل للطعام ونوبات القولون العصبي لتحديد أنواع الأطعمة التي تسبب النوبات وتجنبها.
تناول الأدوية. مثل الملينات والمكملات الغذائية التي لا تستلزم وصفة طبية.
إدارة التوتر. يعد التوتر من المحفزات المعروفة لمتلازمة القولون العصبي. ومع ذلك، يمكن أن تسبب الانزعاج الجسدي والتقلبات الهرمونية الإجهاد أثناء الحمل.
وتساعد اليوغا قبل الولادة وتمارين التنفس والتأمل في تقليل التوتر وتحسين الصحة العامة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجهاز الهضمي أعراض الجهاز الهضمي القولون العصبى التغيرات الهرمونية الإناث النساء الإنجاب الحمل هرمونات الحمل أعراض القولون العصبی
إقرأ أيضاً:
هل يمكن أن تستمر أوروبا المُجَزَّأة في الازدهار
ترجمة قاسم مكي
ما الذي حققه الرومان لنا (نحن الأوروبيون)؟
في فيلم «حياة برايان» للفرقة الكوميدية البريطانية «مونتي بايثون» شملت الإجابات على هذا السؤال قنواتِ الري والحمّامات والسلام. لكن ماذا إذا كانت الإجابة الصحيحة هي أن ما حققوه لنا هو سقوطُ إمبراطوريتهم؟
باختصار، يعود دور أوروبا في تغيير تاريخ العالم إلى غياب إمبراطورية أوروبية على امتداد القارَّة. أوجد ذلك الوضع ما يدعوه مؤرخ التاريخ القديم والتر شيدل التشظي التنافسي لأوروبا الغربية (تفتتُها من إمبراطورية رومانية موحَّدة إلى دول محلية متنافسة- المترجم) أفضى التنافس فيما بينها إلى التحولاتِ التجارية والفكرية والتقنية والقانونية والسياسية التي قادت في النهاية إلى الثورة الصناعية، وعقب ذلك تغيّر كل شيء.
الفائدة التي تحققت من تجزئة أوروبا تشكل الفكرةَ المركزية في كتاب شيدل «الهروب من روما» والذي نشر في عام 2019. إنها ليست فكرة جديدة.
لكن شيدل بعث فيها الحياة بتجذيره تقدم أوروبا الغربية في عدم قدرة أي قوة لاحقة على تكرار ما فعلته روما، فخلافا لما حدث في الصين والشرق الأوسط والهند لم تتأسس في أوروبا أبدا إمبراطورية أخرى تلمّ شملها.
طوال 1500 سنة نافست الدول الأوروبية بعضها البعض، ويمكن تصوّر هذه الدول «كعقارب في زجاجة» خلال هذه الفترة من تاريخ أوروبا. كانت هذه العقارب بحاجة إلى تطوير لدغات سامة لكي تظل على قيد الحياة وتزدهر في هذه البيئة الضارية. لقد فعلت ذلك في الحقيقة إلى حدّ أن جزيرة أوروبية صغيرة (بريطانيا) أخضعت جزءا كبيرا من العالم وابتدرت الثورة الصناعية.
خرجت بعض الدول من المنافسة، لكن الابتكارات والأفكار التي قُمِعَت في بعض الأماكن انتقلت ببساطة إلى أماكن أخرى.
أسس الأوروبيون إمبراطوريات في باقي العالم ولكن ليس في أوروبا. وذلك هو الشيء المهم كما يقول شيدل.
يقارن شيدل التنافس الأوروبي بالركود الإمبراطوري في أماكن أخرى. وكتب أن الإمبراطوريتين الرومانية والصينية تشتركان «في قدر من التكامل في السوق والنمو غير المتكافئ الذي قيَّده ضعف قدرة الدولة وانتشار تعدِّي النخب على الموارد والافتقار الدائم لكل من الابتكار وتشكيل رأس المال البشري والنمو الشومبيتري الذي يقوده الابتكار» (النمو الذي ينتج عن التدمير الخلاق على نحو ما شرح ذلك الاقتصادي شومبيتر- المترجم).
تُقدِّم الإمبراطوريات السلام لبعض الوقت، لكنها «آلات» لاستخراج الريع، وفي أوروبا مثل هذه الأنظمة هزمتها تلك التي نجحت في تعزيز الابتكار.
السؤال: لماذا ظلت أوروبا مجزأة؟ الإجابة كما يبدو هي الجغرافيا وتحديدا الجبال والبحار. فالمناطق الخصبة والتي يمكنها إعاشة أعداد كبيرة من السكان وبالتالي دفع ضرائب مرتفعة لم تكن كبيرة ولا قريبة بما يكفي. كما لم تُستنسخ الكفاءة العسكرية النسبية لروما.
في القرنين التاسع عشر والعشرين شهدت اقتصادات أوروبا الغربية نمو مثيرا. ففي عام 2022 كان الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للفرد في أوروبا الغربية يساوي 19 ضعف حجمه قبل 200 سنة مضت. وارتفع متوسط العمر أيضا من 36 سنة في عام 1820 إلى 82 سنة في عام 2020. لقد انتشرت الثورة (الصناعية) من أوروبا عبر العالم. وصار اقتصاد الولايات المتحدة قائد الركب في العالم منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وفي وقت أقرب تعاظم ازدهار الصين. لقد تغير العالم. إنه أكثر ثراءً إلى بعيد.
أيضا فتحت الاختراقات التقنية المجال لتنافس عالمي حامي الوطيس. ولذلك دلالات ضخمة. فحتى وقت قريب كان الاقتصاد الوحيد المتقدم تقنيا وبحجم قارة هو اقتصاد الولايات المتحدة. حاول الاتحاد السوفييتي أن يكون كذلك، لكنه فشل باستثناء تقدمه في المجال العسكري. غير أن الصين قوة مثلها. وقد تكون الهند قوة أخرى أيضا. واليوم «الزجاجة» هي العالم وليست أوروبا. وأخطر العقارب بنفس حجم الإمبراطوريات القديمة. في الواقع إحداها، وهي الصين، المثال النموذجي لإمبراطورية قديمة.
أين موضع أوروبا، أصل هذه الثورة، من كل هذا؟
يبلغ عدد سكان أوروبا 450 مليون نسمة وهو أقل كثيرا من عدد سكان الصين. هذا إذا لم نذكر سكان الهند. لكنه أكبر بقدر مهم من سكان الولايات المتحدة. واقتصادها على أساس تعادل القوة الشرائية أصغر من الاقتصادين الأمريكي والصيني. مع ذلك يظل كبيرا جدا. لكن، وكما جاء في تقرير ماريو دراغي وأيضا في ورقة حديثة بعنوان «دستور الابتكار» من إعداد لويس جاريكانو وبينجت هولمستروم ونيكولا بيتي، الاتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو يتخلفان في الإنتاجية.
كما تجد أوروبا أيضا صعوبة في تحريك مواردها الاقتصادية والديموغرافية (رغم إنها أكبر بكثير من موارد روسيا) لضمان أمنها بدون حماية المظلة الدفاعية الأمريكية.
ربما باستطاعة الاتحاد الأوروبي فعل ما يجب عليه فعله على الرغم من أن تاريخ تشظي سياساته سيجعله دائما رابطة كيانات سيادية متنازعة أكثر منه دولة ذات سيادة. لقد كان ما يجب عليه تحقيقه، كما تحاجج الورقة المذكورة، وهو الوعد بإقامة «السوق الموحدة» عليه فقط أن يحاول ذلك أكثر وأكثر. ويمكن القول إن ذلك يصح أيضا بالنسبة للتحدي الذي يشكله الأمن الأوروبي.
لكن هذا القول ليس مقنعا تماما؛ فالسيادة والهوية الوطنية والسياسة والضرائب (وهي تعبير عن هذه العناصر) تظل «وطنية» بشكل راسخ، وهذا هو السبب في صعوبة استكمال السوق الموحدة، وهو يصح أكثر بالنسبة للدفاع؛ فانعدام التنسيق بين الدول الأعضاء يجعل الانتفاع المجاني لبعضها من (الترتيبات الدفاعية) مسألة حتمية.
إلى ذلك، تلعب ضخامة الإنتاج وتنوعه وفوق ذلك تركُّزه المكاني دورا كبيرا في تعزيز معظم التقنيات الحديثة الأكثر تقدما.
وبالتأكيد ليس مصادفة، كما يذكر بول كروجمان، أن الثورة الرقمية تركزت في منطقة وادي السيليكون بالولايات المتحدة.
هل سيقبل الأوروبيون مثل هذا التجمع الصناعي العملاق؟ أو هل سيكون في مقدورهم هندسته؟ على المرء أن يشك في ذلك.
إذا كان هذا هو الوضع وإذا كان يؤثر ليس فقط على إنتاجية أوروبا ولكن أيضا على قدرتها على الدفاع عن أمنها قد يعني ذلك أن أوروبا تعاني الآن من «مفارقة» لتاريخها. فالتجزئة التي جعلت دولها قوية وغنية تشكل في العالم الجديد حاجزًا لبقائها كذلك. وفي عصر القوى العظمى التي هي بحجم قارة قد يكون تفتت أوروبا إلى دول مستقلة عائقا لا يمكن تخطيه.
مع ذلك هنالك أيضا إمكانية تدعو إلى قدر أكبر من التفاؤل. فالتحجّر الإمبراطوري يظل مهددا للدول الكبيرة.
نحن نرى ذلك في التمركز المفرط للسلطة الصينية ومحاولة إيجاد أوتوقراطية فاسدة في الولايات المتحدة. على الأوروبيين أن يسعدوا دائما بسقوط (إمبراطورية) روما وبأنها -رغم كل المحاولات- لم تَعُد أبدا.
مارتن وولف كبير معلقي الاقتصاد بصحيفة الفاينانشال تايمز