د. فكري فؤاد يكتب: بناء المهارات الرقمية
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
يمر الاقتصاد فى مجتمعات معظم الدول حالياً بفترة تحول أصبحت فيها بعض المهارات ضرورية لإدراج العمال فى النظام الإنتاجى، وبقاء الشركات قادرة على المنافسة.
ومن منظور سوق العمل، فإن «محو الأمية الرقمية» لا يقل أهمية اليوم عن محو الأمية اللغوية، والمهارات الرقمية هى تلك التى تسمح للناس باستخدام التكنولوجيا لأغراض مختلفة، مثل العمل والتعلم والتسوق والإعلام والترفيه والمشاركة فى المجتمع.
وتختلف المهارات الرقمية المطلوبة اليوم عن تلك التى كانت مطلوبة قبل 5 سنوات، مما يُسلط الضوء على الحاجة إلى تطوير المهارات الرقمية الأساسية، ولكن فى الوقت نفسه، المهارات اللازمة لتحديث التعلم مدى الحياة باستمرار.
فى الممارسة العملية، المهارات الرقمية التى نشير إليها غير قابلة للتجزئة ومتسلسلة، ولكن لغرض توليد تعريفات واسعة تسمح بالمناقشة فى مجال السياسات العامة، من الممكن التمييز بين مستويين، وفقاً للتصنيف الذى وضعه الاتحاد الدولى للاتصالات، ونضيف إليه مستوى ثالثاً من مقترحاتنا.
المستوى الأساسى: يتكون من تلك المهارات الأساسية التى تسمح لك بأداء المهام الأساسية، مثل استخدام لوحة المفاتيح أو شاشة تعمل باللمس، وبرامج التشغيل، مثل معالجات النصوص، وإدارة الملفات، وإرسال رسائل البريد الإلكترونى، وملء النماذج والبحث فى الويب.
المستوى المتوسط: تسمح لنا المهارات المتوسطة باستخدام التقنيات الرقمية بشكل أكثر فائدة لإنشاء محتوى، أو العمل على عمليات أكثر آلية أو تقييم التكنولوجيا. ورغم أن هذه الكفاءات عامة، إلا أنها تسمح للناس بتغطية مجموعة واسعة من المهام اللازمة لممارسة المواطنة والتطور فى العمل.
والسمة العظيمة لهذا المستوى هى أن المهارات المطلوبة تتوسّع باستمرار، لذلك تتخلّل الكفاءات الجديدة المستوى المتوسط، مثل القدرة على تحليل وإنتاج وتفسير وتصور كميات كبيرة من البيانات. وفى المقابل، تختلف بعض هذه المهارات نوعياً وتقع ضمن المهارات المطلوبة بشكل متزايد للتوظيف، لملاءمة الاقتصاد الرقمى.
المستوى المتقدم: وهو المطلوب لملاءمة متطلبات سوق العمل: (مقترح) إن الحاجة إلى المهارات الرقمية لاستخدام التكنولوجيا حسب التخصّص الأصيل تعتبر شيئاً أساسياً للجميع، وليست حكراً فقط على متخصّصى الحاسبات والمعلومات أو البرمجيات، إن الحاجة ملحة وشديدة حتى للإنسان غير المتخصّص فى علوم الحاسب بأن تكون لديه مهارات رقمية حسب تخصّصه، لأن بناء القدرات الرقمية للخريجين أمر مطلوب وتسعى الدولة لتحقيقه، لكن نريد أن نبدأ من مناهج التدريس بالجامعة، فلا يمكن أن نتحدّث عن بطالة خريجى الجامعات حالياً، ومع الذين يحملون مؤهلات علمية فى الستينات من القرن الماضى، ويفتقدون المهارات الرقمية الحديثة.
ويقدّم المقال إطار عمل يمكن تطبيقه لتطوير مهارات خريجى الجامعات والدراسات العليا الرقمية، وذلك بدمج وإدراج المهارات الرقمية التابعة لتخصّصهم الأصيل، والتى تعتبر فرعاً من مهام التحول الرقمى فى مجتمع الاقتصاد الرقمى.
إن التوجّه نحو دمج المهارات الرقمية المعتمدة على التخصّص لجميع تخصّصات خريجى الجامعات وبجميع مناهج التعليم مهما كان التخصّص للعمل بمجتمع المعلومات والمعرفة يُحقّق الأهداف التالية:
1 - التأكيد بأن المجتمع الحديث بقدر حاجته إلى الخبراء والعلماء فى علوم الحاسبات والمعلومات المتخصّصة بالقدر الذى هو فى حاجة إلى المواطن القادر على العمل بفاعلية فى مجتمع حديث تعتبر فيه القدرات والمهارات الرقمية المرتبطة بالتخصّص هى الأساس.
2 - دمج المهارات الرقمية المعتمدة على التخصّص مع نظم التعليم الحالية، التى يتم تقديمها لقطاعات الأعمال لتتكيّف بما يسد الحاجات الاجتماعية والمعرفية، والتى تخدم سوق العمل بكل تخصّصاته. ذلك أن التكنولوجيا بمفهومها الصحيح تتضمن قدراً كبيراً من الأفكار بطبيعتها الذاتية وتستوعب جميع الأنماط المهنية لكل الناس والمهارات الرقمية المعتمدة على التخصّص أصبحت مفهوماً عالمياً ولا تستطيع أن تحتكره أمة، أو طبقة، أو حكومة، أو مجموعة من الناس أو حتى مجموعة تخصّصات.
3 - مساعدة أفراد المجتمع وخريجى الجامعات على الاندماج بسوق العمل الدولية بصورة لائقة، وفى نفس التخصص، فتعليم المهارات الرقمية المعتمدة على التخصّص فى مراحل الجامعة يساعد على تهيئة الخريج لاستخدام التكنولوجيا لتطوير حياته ومسايرة التطور التكنولوجى العالمى، وهو أيضاً يزوّده بالمفاهيم العلمية والمهارات الأساسية التى يستعملها ويستفيد منها فى حياته اليومية وباستخدام المهارات الرقمية المناسبة لتخصصه نفسهم.
4 - المهارات الرقمية لجميع مجالات المجتمع.
5 - المهارات الرقمية لخريجى الإدارة والاقتصاد والتجارة، مثل المحاسبة الرقمية والإدارة الرقمية والاقتصاد الرقمى والتسويق الرقمى أيضاً لمجالات القانون، مثل المهارات الرقمية للتعامل مع القضايا الافتراضية وأدلة الإثبات الرقمية، وأيضاً مهارات الإعلام الرقمى المرئى والمسموع والصحافة، بالإضافة إلى مهارات السياحة الرقمية والزراعة والصناعة الرقمية وغيرها من مجالات المجتمع.
* أستاذ النظم والتحول الرقمى
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: القدرات الرقمية المبادرات التوعوية
إقرأ أيضاً:
محافظ الجيزة يكرِّم خريجي البرامج التدريبية الرقمية والإدارية دعمًا للرقمنة وتطوير الأداء الحكومي
كرم المهندس عادل النجار محافظ الجيزة عدد 28 متدربًا من خريجي برامج الإدارة الرقمية المستدامة للمشروعات من موظفي الديوان العام والمراكز والمدن والأحياء، وذلك بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في إطار خطة الدولة للتطوير المؤسسي الرقمي وتنمية القدرات الرقمية للعاملين.
جاء ذلك بحضور الدكتورة غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتطوير المؤسسي، وهند عبد الحليم نائب المحافظ.
وأكد محافظ الجيزة أن الدولة تضع تطوير الكوادر البشرية على رأس أولوياتها، مشددًا على أن المحافظة تولي اهتمامًا كبيرًا بتنمية مهارات الموظفين ورفع كفاءتهم الفنية والإدارية، وتكريم المتميزين منهم، لما لذلك من أثر مباشر في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بضرورة تحفيز العاملين على التطوير المستمر ومواكبة متطلبات العصر والتطورات التكنولوجية لبناء مصر الرقمية والجمهورية الجديدة الذكية.
وأضاف المحافظ "نسعى جاهدين إلى تهيئة بيئة عمل محفزة للعاملين، تمكنهم من تطوير أنفسهم ونقل خبراتهم، بما يدعم منظومة العمل داخل الإدارات المحلية، ويعزز جهود الرقمنة بالمحافظة.
وثمَّن المهندس عادل النجار التعاون المثمر مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دعم برامج بناء القدرات الرقمية للعاملين، وتمكينهم من أدوات وتقنيات التكنولوجيا والإدارة الرقمية الحديثة، مؤكدًا استمرار التعاون في تنفيذ المزيد من الدورات التدريبية المتخصصة.
وخلال الاحتفالية، حرص المحافظ على تهنئة المكرمين، مشددًا على أهمية تعظيم الاستفادة من البرامج التدريبية ونقل الخبرات والمعارف لزملائهم في مواقع العمل المختلفة، لتحقيق انتشار أوسع للمعرفة وتحسين الأداء العام داخل المنظومة الحكومية.
وأكد المهندس عادل النجار، أن المحافظة على استعداد تام لتوفير دورات تدريبية وتأهيلية للعاملين بديوان عام المحافظة والوحدات المحلية والأجهزة التابعة، وفقًا لاحتياجات العمل وتحليل الفجوات المهارية، بما يساهم في تعزيز قدراتهم ورفع كفاءة الأداء وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتحسين إدارة موارد الدولة.
من جانبها، أشادت الدكتورة غادة لبيب بالتعاون المثمر مع محافظة الجيزة، مشيرة إلى أن البرنامج التدريبي يأتي ضمن جهود وزارة الاتصالات لتأهيل العاملين بمؤسسات الدولة للتحول الرقمي وتبني أحدث التقنيات، بما يسهم في بناء دولة رقمية تفاعلية تستفيد من أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة في تقديم خدمات متميزة للمواطنين.
وكشفت نائب وزير الاتصالات عن تنفيذ برامج معرفية ومهارية لبناء قدرات العاملين والقيادات بدواوين المحافظات، معربة عن سعادتها بخريجي برنامج الإدارة الرقمية المستدامة بمحافظة الجيزة، مؤكدة أن البرنامج يمثل خطوة نوعية نحو تحسين إدارة الموارد المؤسسية.
بدورها، أوضحت الأستاذة هند عبد الحليم نائب المحافظ، أنه جارٍ تجهيز قاعات تدريب حديثة داخل ديوان عام المحافظة، مزودة بأحدث وسائل التكنولوجيا، لخلق بيئة تعليمية محفزة تتيح للموظفين فرصًا مستمرة للتعلم والتطوير الذاتي.
وقد تخلل اللقاء كلمات من المتدربين الذين عبّروا عن مدى استفادتهم من البرامج التدريبية، مؤكدين أن البرامج أسهمت في صقل مهاراتهم ودعمت قدراتهم في العمل الإداري والرقمي.
قائمة المكرمين ببرنامج PMP هم:
سلامة عبد الرحيم حسن من جهاز المنطقة الصناعية والاستثمارية، وهناء إسحق صديق من حي العمرانية، ومحمد فضل أحمد السيد من حي جنوب الجيزة، وغادة محمد عبد الفتاح من مركز ومدينة العياط، ويوسف عبد العزيز يوسف من الديوان العام، ومنصور ماهر أبو النور عبد الرسول من حي إمبابة، ونادية عبد اللطيف عوض من حي المنيرة الغربية، وسارة محمد محمود القباني من مدينة كرداسة، ومحمود بدر عبد السميع من حي الهرم.
أما الحاصلون على برنامج AGILE فهم:
معتز عطية عزب أحمد من حي الطالبية، وهبة علي أحمد من حي الدقي، وأحمد علي عبد السلام من مدينة الجيزة، ومحمود عبد الواحد جابر ومصطفى محمد عبده من مركز ومدينة العياط، ومحمود صلاح إسماعيل من الديوان العام، وفاطمة نادي أحمد من مدينة الجيزة، وأحمد عبد اللطيف سيف من مركز ومدينة أطفيح، ويوسف شريف عبد الحكيم من مركز ومدينة البدرشين.
وبالنسبة للمكرمين الحاصلين على برنامج PMD فهم:
أحمد إبراهيم سلطان وعبد الحميد نبيل عبد الحميد من مركز ومدينة أبو النمرس، وأحمد عبد المعطي خليل من حي الطالبية، وأيمن زكريا أحمد من حي جنوب الجيزة، وهناء محمد عبد الرحمن من الديوان العام، وإبراهيم عبد القادر يوسف من حي المنيرة الغربية، وجيهان رجب موسى من حي بولاق الدكرور، وأيمن عبد الغني قطب من مدينة أوسيم، ورضوى حامد السيد وإيمان عباس جاد قمر من مديرية الإسكان والمرافق.
وفي ختام اللقاء، تقدم المكرمون بالشكر لمحافظ الجيزة على دعمه المتواصل، مؤكدين حرصهم على تطبيق ما اكتسبوه من معارف ومهارات في تطوير منظومة العمل داخل المحافظة.
IMG-20250617-WA0076 IMG-20250617-WA0078 IMG-20250617-WA0077 IMG-20250617-WA0079 IMG-20250617-WA0075 IMG-20250617-WA0074 IMG-20250617-WA0073 IMG-20250617-WA0071 IMG-20250617-WA0072 IMG-20250617-WA0070