أكد معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي، أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة تواكب تطلعات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، في أن تكون المملكة العربية السعودية في طليعة الدول المتقدمة في ابتكار وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لتحقيق أهداف رؤية المملكة ٢٠٣٠.


جاء ذلك في كلمة له خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته سدايا اليوم في قاعة المؤتمرات الصحفية بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات؛ لاستعراض أهم مرتكزات القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بنسختها الثالثة وأبعادها المحلية والإقليمية والدولية بمشاركة معالي مدير مركز المعلومات الوطني الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت، والرئيس التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي في “سدايا” الدكتور ياسر بن محمد العنيزان، وحضور عدد من المسؤولين في سدايا وخبراء الذكاء الاصطناعي ولفيف من وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية.
وأوضح معاليه أن القمم العالمية للذكاء الاصطناعي التي نظمتها سدايا في نسختها الأولى عام 2020 مرورًا بالثانية عام 2022 وصولاً إلى النسخة الحالية هي صورة مشرقة من التقدم المزدهر والتطور المعرفي والتقني المذهل الذي تنعم به المملكة العربية السعودية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – كما تعبر هذه القمم عن إسهام المملكة الفاعل بتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي لخير البشرية ودعم جهودها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة محليًا وعالميًا.
وأكد معاليه اهتمام سدايا منذ إنشائها عام 2019م باللحاق بركب الدول الرائدة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وتعزيز مكانة المملكة ضمن الاقتصادات القائمة على هذه التقنيات المتقدمة التي أصبح أثرها واضحًا على العالم شعوب وحكومات، فكرست جهودها على تحقيق هذا الهدف الوطني ومن ذلك تنظيمها القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الأولى ٢٠٢٠ التي أسماها قمة إستراتيجية سدايا حيث جرى إطلاق الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي التي مثلت دور سدايا في قيادة التوجه الوطني للبيانات والذكاء الاصطناعي؛ لتحقيق رؤيتها ولتكون المملكة رائدة في الاقتصاد المعرفي المبني على البيانات وعليه حازت المملكة بفضل الله على المرتبة الأولى عالميًا في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي الخاص بالإستراتيجيات الحكومية للذكاء الاصطناعي.
ولفت معاليه النظر إلى أنه تم إطلاق مسابقة الآرتاثون الدولية في القمة العالمية بنسختها الأولى وكانت فكرتها تصب في كيفية اختيار الآفاق التي من الممكن أن يصل إليها الفن في مجال الذكاء الاصطناعي والوصول إلى القدرات البشرية وإخراج الرواية والقصص منها وتم اختبار هذه التحديات وما إذا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقود الشعر والرواية وغيرها من الأشياء المعنية بالإنسان وشارك فيها عدد من دول العالم.
وأفاد معاليه أن سدايا نظمت النسخة الثانية من القمة عام ٢٠٢٢ وهي قمة إطلاق مبادرات تطورات الذكاء الاصطناعي التوليدي حتى وصلت إلى التطور النوعي والكمي في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي ٢٠٢٤ التي تتناول حالة الذكاء الاصطناعي في الحاضر والمستقبل من خلال ثلاثة محاور هي : استكشاف الواقع المعاصر للذكاء الاصطناعي، واستشراف تطوره المستقبلي، وضمان الالتزام باستعماله الأخلاقي.
وقال معالي الدكتور عبدالله الغامدي : إن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي لعام 2024 تشهد تطورًا نوعيًا وتقدمًا ملموسًا حيث تسعى إلى محاولة الإجابة عن الأسئلة الصعبة التي تُواجه تطوير الذكاء الاصطناعي؛ لضمان تحويل إمكاناته إلى واقع ملموس يُفيد البشرية جمعاء، مبينًا أن سدايا تفخر بأنها من أوائل الجهات التي تجمع بانسجام وتكامل بين إدارة البيانات وتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لاستثمارها في صناعة منظومة اقتصادية جاذبة وبنية تحتية تقنية بمستوى عالمي.
وأضاف معاليه أن عدد المتحدثين في هذه القمة وصل إلى أكثر من ٤٥٦ متحدثًا ومتحدثة، يمثلون نخبة من الخبراء والعلماء والمتخصصين من أكثر من ١٠٠ دولة يشاركون في ١٥٠ جلسة، في حين بلغ عدد المسجلين في القمة حتى الآن أكثر من ٣٢ ألف مسجل، وستشهد القمة إطلاق أكثر من ٢٥ مبادرة محلية وعالمية، وتوقيع أكثر من ٧٠ اتفاقية، ومذكرة تفاهم محلية وعالمية، علاوة على إطلاق فعاليات تحضيرية من ضمنها: تحدي علام، والأولمبياد العالمي للبيانات والذكاء الاصطناعي بمشاركة ٢٥ دولة، وفعالية GAINx التي تقام مع أربع جامعات سعودية هي : جامعة الملك سعود، وجامعة الأمير سلطان، وجامعة الفيصل، وجامعة الأميرة نورة، ناهيك عن إقامة جلسة مشاورات دولية حول حوكمة الذكاء الاصطناعي بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الإيسيسكو.
وأبان معاليه أن مجالات القمة العامة تصب حول استكشاف أحدث تقنيات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتطبيقات البيانات الضخمة وطرق استثمارها في مجالات متعددة، وبناء القدرات البشرية التقنية، ومتطلبات واحتياجات البنية التحتية للتقنية والذكاء الاصطناعي، والأخلاقيات والحوكمة للذكاء الاصطناعي، بينما مجالاتها التفصيلية تتعلق بالأخلاقيات الناجحة للذكاء الاصطناعي، والإنسان، والنماذج اللغوية الكبيرة، والذكاء الاصطناعي بكل أبعاده، والبيانات والتطبيقات والبنى التحتية والمعالجات.
وشدد معاليه على أهمية وجود ضوابط وأخلاقيات لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، مفيدًأ أن المملكة من أوائل الدول في تبنّي توصيات أخلاقيات الذكاء الاصطناعي التي اعتمدتها “اليونسكو” في نوفمبر 2021 بمشاركة 193 دولة، وأصدرت “سدايا” مبادئ أخلاقيات الذكاء الاصطناعي خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية في 2022م بهدف زيادة الوعي والاستخدام المسؤول لمنتجات الذكاء الاصطناعي وتوجيهه نحو الاستخدام الأمثل، وبذلت المملكة جهودًا جبارة في ذلك الشأن ومنها إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) في الرياض الذي منحته منظمة اليونسكو عام ٢٠٢٣ صفة مركز دولي من الفئة الثانية تحت رعايتها.
من جهته قال معالي مدير مركز المعلومات الوطني الدكتور عصام الوقيت : إن ما يشهده عالمنا اليوم من نمو متسارع وتطور كبير لتقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي قد أسهم في إحداث تحول جذري في العديد من المجالات، وساعد على تعزيز النمو الاقتصادي مبينًا أن التوقعات تشير إلى وصول مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي لنحو 15 تريليون دولار أمريكي، ونمو سوقه إلى ما يقارب ترليون دولار أمريكي بنهاية هذا العقد، وذلك كنتيجة لاستمرار الدول في الاستثمار بشكل متزايد في عمليات البحث والتطوير إيمانًا بقيمة الذكاء الاصطناعي الكبيرة في دفع عجلة التقدم الاقتصادي ومعالجة التحديات التي تواجهه.
واستعرض معاليه بعض التقارير الاقتصادية التي قامت بها شركات استشارية عالمية، ومنها تقرير شركة “ماكينزي” الصادر عام 2024 الذي أفاد بأن المؤسسات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات واتخاذ القرارات انخفضت نفقاتها التشغيلية بنسبٍ تتراوح بين 20 و 25%، فيما ذكر تقرير صادر عن شركة “ديلويت” أن تقنيات أتمتة العمليات الروبوتية (RPA) المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها تحسين كفاءة العمليات بنسبة تتراوح بين 20-30% مقارنة بالتقنيات الأخرى، وذلك لقدرة هذه التقنيات على أتمتة العمليات وتأدية المهام بسرعة ودقة فائقة وكلفة أقل.
وأوضح معاليه أن الذكاء الاصطناعي يوفر فرص هائلة لمساعدة الإنسان ورسم مستقبل أفضل له في العديد من المجالات ومنها المدن والحياة الحضرية التي أظهرت إحدى مسوحات “بلومبيرغ” مؤخرًا بأن ما يقارب 69% من المدن تسعى للاستفادة من الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين جودة الحياة، وتشهد مدننا اليوم اعتماداً كبيراً على الذكاء الاصطناعي في تحسين كافة مناحي الحياة ومن ذلك الاستغلال الأمثل للطاقة وتحسين البيئة وإدارة الحركة المرورية وضمان انسيابيتها مبينًا أن سدايا أطلقت في وقت سابق من هذا العام مركز التميز لحلول الزحام باستخدام البيانات والذكاء الاصطناعي لتعزيز السلامة المرورية وإيجاد حلول للزحام في المملكة.
وتناول معاليه أهمية الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية وما يشهده العالم من نمو كبير في ابتكار واستخدام المعدات الطبية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لإجراء التشخيص الطبي وتنفيذ العمليات الجراحية والتجارب السريرية، وفي هذا الإطار، تُظهر بيانات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) إجازة 950 جهازًا طبيًا، معتمدًا على الذكاء الاصطناعي لغاية شهر أغسطس من هذا العام. أما على مستوى المملكة فقد أطلقت سدايا بالتعاون مع وزارة الصحة مركز التميز للذكاء الاصطناعي في الصحة بهدف تطوير حلول ذكاء اصطناعي تسهم في تشخيص الأمراض المزمنة والكشف المبكر عنها، كأمراض السرطان وأمراض اعتلال الشبكية – كفانا الله وإياكم كل مكروه.
وحول علاقة الذكاء الاصطناعي بالإنسان، أفاد معاليه أن الفجوة بين العرض والطلب على الكوادر البشرية المؤهلة في مجال الذكاء الاصطناعي أدت إلى اشتداد المنافسة بين المنظمات والدول في استقطاب المواهب والمحافظة عليها وازداد اهتمام المنظمات في تطوير مهارات موظفيها في مجالات الذكاء الاصطناعي لرفع إنتاجيتهم وتحسين قدرتهم على الابتكار، مؤكدًا أن العلاقة بين البشر والذكاء الاصطناعي ليست تنافسية بل تكاملية لخير البشرية جمعاء، إذ أن تكامل الذكاء الاصطناعي والبشري والاستفادة من نقاط قوة كل منهما بمسؤولية وأخلاقية ولفائدة الجميع هو السبيل إلى المستقبل، وعلى الرغم من التشابه بين الذكاء البشري والاصطناعي في القدرة على التعلم والتواصل وحل المشكلات إلا أن الذكاء البشري سيبقى متميزًا في الوعي الذاتي.
أما الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للذكاء الاصطناعي في سدايا فقد أكد أن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثالثة متميزة عن باقي القمم في العالم من حيث تنوع تخصصات المتحدثين والمشاركين في المجالات الأكاديمية والبحثية، يجتمعون في قمة واحدة مع متخذي القرارات الاقتصادية في كبرى الشركات العالمية المعنية بالتقنية والذكاء الاصطناعي وتلك التي تنتج أدوات الذكاء الاصطناعي أو المستثمرة فيه والجهات الحكومية وهذه بادرة نوعية قل وجودها في القمم التقنية المتخصصة.
وأوضح أن هذه القمة تبرز أهمية هذه التقنيات المتقدمة من الجانب المجتمعي وتركز عليها من حيث أهميتها للإنسان في ظل ما يشهده العالم من تطورات متسارعة في مجال تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي التي ألقت بظلالها على جميع مناحي حياة الإنسان وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من مكونات الحياة لذا كان من الأهمية بمكان التطرق لهذا الجانب في هذه القمة مع خبراء ومتخصصين ومسؤولين دوليين معنين بهذه التقنيات من مختلف دول العالم للوصول إلى صياغة مشتركة تضمن تناغم العلاقة مابين الإنسان وهذه التقنيات ويحقق الفائدة منها.
ولفت الدكتور ياسر العنيزان النظر إلى أن المملكة تتمتع بموقع إستراتيجي عالمي جعلها وجهة للعالم لبحث الموضوعات التي تمس الإقليم في مختلف المجالات ومنها مجال الذكاء الاصطناعي وسوف تكون هذه القمة بإذن الله مجالًا رحبًا للجميع للمشاركة في البحث عن بناء مستقبل أفضل لهذه التقنيات في ظل جهود المملكة الرائدة في دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي من أجل تحقيق الاستفادة المثلى منها في العالم.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية للبیانات والذکاء الاصطناعی تقنیات الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی الاصطناعی التی هذه التقنیات معالیه أن هذه القمة أکثر من فی مجال مجال ا

إقرأ أيضاً:

هل يجوز للذكاء الاصطناعي كتابة الأبحاث العلمية؟ العلماء منقسمون

مع ثورة الذكاء الاصطناعي الكبيرة وإسهاماته في مجال العلوم، تختلف آراء العلماء في استخدام هذه الأدوات لكتابة الأوراق البحثية، ويأتي ذلك في سياق تزايد الأوراق البحثية التي تُظهر استخدام الذكاء الاصطناعي، ليثير تساؤلات عن الانتحال العلمي ومخاوف أخلاقية أخرى.

وقد أجرت مجلة نيتشر استطلاع رأي شمل 5 آلاف أكاديمي كانت لهم آراء متناقضة حول قبول إشراك الذكاء الاصطناعي في الأبحاث، وما يجب على الباحثين الكشف عنه لدى استخدامهم للذكاء الاصطناعي.

وطرحت مجلة نيتشر مجموعة متنوعة من السيناريوهات على الباحثين لمعرفة استخدامات الذكاء الاصطناعي التي تعتبر مقبولة أخلاقيا.

وكانت استطلاعات الرأي السابقة قد كشفت أن الباحثين يستخدمون أيضًا أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لمساعدتهم في البرمجة وتبادل الأفكار البحثية وفي العديد من المهام الأخرى. ويتفق معظم أعضاء المجتمع الأكاديمي بالفعل على أن هذه التطبيقات مناسبة في بعض الحالات، وغير مناسبة في حالات أخرى مثل توليد صور الذكاء الاصطناعي.

ولكن أحدث استطلاع رأي أجرته مجلة نيتشر ركز على كتابة المخطوطات ومراجعتها، وهي مجالات لا تتسم قواعدها الأخلاقية بالوضوح الكافي.

آراء العلماء تختلف في استخدام هذه الأدوات لكتابة الأوراق البحثية (شترستوك) أكاديمي خيالي يستخدم الذكاء الاصطناعي

عرض استطلاع مجلة نيتشر مجموعة سيناريوهات استخدم فيها أكاديمي خيالي يُدعى الدكتور بلوغز الذكاء الاصطناعي من دون الإفصاح عن استخدامه. وقام بأشياء مثل إنشاء المسودة الأولى لورقة بحثية وتحرير مسودته الخاصة وصياغة أقسام محددة من الورقة وترجمة الورقة.

إعلان

وتضمنت سيناريوهات أخرى استخدام الذكاء الاصطناعي لكتابة مراجعة أقران أو لتقديم اقتراحات حول مخطوطة كان الدكتور بلوغز يراجعها.

وسُئل المشاركون في الاستطلاع عمّا يرونه مقبولًا، وإذا كانوا قد استخدموا الذكاء الاصطناعي في مثل هذه الحالات، أو يرغبون في استخدامه. وكان الاستطلاع مجهول الهوية، وتم عبر رسائل بريد إلكتروني أُرسلت إلى باحثين من جميع أنحاء العالم، كان 21% منهم من الولايات المتحدة و10% من الهند و8% من ألمانيا وكانوا يمثلون مراحل ومجالات مهنية متنوعة.

ويشير الاستطلاع إلى تباين الآراء الحالية حول استخدام الذكاء الاصطناعي بين الأكاديميين، إذ يرى أكثر من 90% من المشاركين أنه من المقبول استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحرير الأبحاث أو ترجمتها، لكنهم يختلفون حول ضرورة الإفصاح عن استخدام الذكاء الاصطناعي، وبأي صيغة يكون الإفصاح، فعلى سبيل المثال يمكن ذكر إفصاح بسيط عن استخدام الذكاء الاصطناعي، أو يمكن تقديم تفاصيل حول التوجيهات الموجهة لأداة الذكاء الاصطناعي.

وبخصوص إنشاء نصوص باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل كتابة بحث كامل أو جزء منه، يرى 65% من الباحثين أن ذلك مقبول أخلاقيا، بينما يعارضه حوالي الثلث.

وعند سؤالهم عن استخدام الذكاء الاصطناعي لصياغة أقسام محددة من ورقة بحثية، شعر معظم الباحثين بأن من المقبول القيام بذلك بالنسبة لملخص الورقة البحثية، لكن المزيد منهم عارضوا القيام بذلك بالنسبة لأقسام أخرى.

وعلى الرغم من أن الناشرين يتفقون عمومًا على ضرورة الإعلان عن الاستخدام الجوهري للذكاء الاصطناعي في الكتابة الأكاديمية، فإن استطلاع نيتشر يشير إلى أن رأي الباحثين ليس واحدًا.

كان استخدام الذكاء الاصطناعي لإعداد تقرير أولي لمراجعة الأقران موضع استنكار أكثر من 60% من المشاركين إذ رأو أنه غير مناسب وأشار حوالي ربعهم إلى مخاوف تتعلق بالخصوصية. ولكن الأغلبية (57%) رأت أن من المقبول استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في مراجعة الأقران من خلال الإجابة عن أسئلة حول المخطوطة.

تأثير استخدام نماذج اللغة الكبيرة يظهر في الأوراق والمراجعات والمقالات التي ينتجها العلماء باستمرار (شترستوك) قلة تستخدم الذكاء الاصطناعي

عدد قليل من الأكاديميين هم الذين أفادو بأنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي فعليا في السيناريوهات التي طرحتها مجلة نيتشر، فقد أفاد حوالي 28% فقط بأنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحرير أوراقهم البحثية، و43% أفادوا بأنهم مستعدون لذلك.

إعلان

وانخفضت هذه الأرقام إلى حوالي 8% في كتابة المسودة الأولى وإعداد ملخصات لمقالات أخرى لاستخدامها في أوراقهم البحثية وترجمة أوراق بحثية ودعم مراجعة الأقران.

وقال 4% فقط من المشاركين إنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي لإجراء مراجعة أولية بين الأقران.

وإجمالا، أفاد حوالي 65% من المشاركين بأنهم لم يستخدموا الذكاء الاصطناعي قط في أي من السيناريوهات المذكورة.

وكانت هناك استطلاعات سابقة حول استخدام الذكاء الاصطناعي في المجتمع الأكاديمي، ففي يناير/كانون الثاني نشر باحث صحي وزملاؤه في معهد أبحاث مستشفى أوتاوا في كندا استطلاعًا لأكثر من ألفي باحث طبي قال 45% منهم إنهم استخدموا روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي سابقًا.

ومن بين هؤلاء، قال أكثر من ثلثيهم إنهم استخدموها لكتابة المخطوطات أو تحريرها، وذلك يعني بشكل عام أن حوالي 31% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع استخدموا الذكاء الاصطناعي لهذا الغرض، وهي نسبة مرتفعة قليلا عن استطلاع نيتشر.

وفي فبراير/شباط نشرت شركة وايلي دراسة استقصائية تتناول استخدام الذكاء الاصطناعي في الأوساط الأكاديمية شارك فيها ما يقرب من 5 آلاف باحث من أنحاء العالم. وكشف هذا الاستطلاع أن الباحثين يرون أن معظم استخدامات الذكاء الاصطناعي مثل كتابة الوثائق وزيادة سرعة وسهولة مراجعة الأقران ستحظى بقبول واسع النطاق في السنوات القليلة المقبلة.

لكن أقل من نصف المشاركين أفادوا بأنهم استخدموا الذكاء الاصطناعي فعليا في العمل، فقد أفاد 40% منهم بأنهم استخدموه للترجمة، و38% لمراجعة الأوراق البحثية أو تحريرها.

هل يجب الإفصاح عند استخدام الذكاء الاصطناعي؟

لدى معظم ناشري الأبحاث إرشادات بشأن الذكاء الاصطناعي تحظر استخدامه لإنشاء البيانات أو النتائج مثل الصور أو تعديلها أو التلاعب بها. وتنصّ هذه الإرشادات عادة على أنه لا يمكن إدراج أداة الذكاء الاصطناعي كمؤلف، لأنها لا تتحمل مسؤولية العمل. ولكن السياسات تختلف اختلافًا كبيرًا، لا سيما في ما يتعلق بالإفصاح عن استخدام الذكاء الاصطناعي.

إعلان

وعندما أُتيحت للباحثين المشاركين في استطلاع نيتشر فرصة التعليق تباينت آراؤهم بشكل كبير. فمن جهة، رأى بعضهم أن الانتشار الواسع لأدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي جعل الإفصاح غير ضروري. ويرى بعضهم أن الذكاء الاصطناعي سيصبح -إن لم يكن كذلك بالفعل- أمرًا طبيعيا تمامًا مثل استخدام الآلة الحاسبة. ولن يكون الإفصاح مسألة مهمة.

ومن ناحية أخرى، قال البعض إن استخدام الذكاء الاصطناعي سيكون دائمًا غير مقبول، وإن استخدامه لكتابة الأبحاث أو مراجعتها عبارة عن غش واحتيال شائن.

ويرى آخرون أن المشكلة في الاعتماد المفرط عليه؛ فذلك قد يُشعر المرء بالغش، إذ يحرم الباحث نفسه من فرص التعلم من خلال الانخراط في عمليات قد تكون مُرهقة أحيانًا.

وقال البعض إن تجربتهم الشخصية كشفت أن الذكاء الاصطناعي غالبًا ما يُنتج نتائج دون المستوى المطلوب واستشهادات خاطئة، وبيانات غير دقيقة، وكما وصفها أحد المشاركين بأنها "هراء مُحكم الصياغة".

وكانت هناك أيضًا بعض الإيجابيات إذ أشار العديد من المشاركين إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحقيق المساواة بين الأكاديميين الذين لا تعد اللغة الإنجليزية لغتهم الأولى.

مقالات مشابهة

  • "المطاحن العمانية" توظف الذكاء الاصطناعي  في إدارة الموارد البشرية
  • المملكة المتحدة ترسخ ريادتها في الذكاء الاصطناعي
  • هل يجوز للذكاء الاصطناعي كتابة الأبحاث العلمية؟ العلماء منقسمون
  • توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأعاصير
  • “الموارد البشرية” تعلن بدء تطبيق قرار حظر العمل تحت أشعة الشمس اعتبارًا من 15 يونيو الجاري
  • “جوجل” تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جيميني” لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني
  • “فيفا” يكشف عن تقنيات جديدة بالذكاء الاصطناعي في كأس العالم للأندية 2025
  • “الدرونات” و”الذكاء الاصطناعي”.. أبرز التقنيات لحج آمن وميسر
  • تقرير عبري مذهل عن استخدام الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي في حربه على غزة
  • “فيفا” يعتمد تقنيات مبتكرة بالذكاء الاصطناعي في “كأس العالم للأندية 2025”