المشهد اليمني:
2025-05-10@12:07:36 GMT

لا تسكت !

تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT

لا تسكت !

ظهر من شرفة نافذته، وقال لي أنه قادم، انتظرت على رصيف مقابل منزله، فأقبل بملابس قطنية دافئة، وبين أصابعه يتدلى سيجار إليكتروني غريب ينفث دخانه بولع فتى مُرفّه، وأظهر لي توجهه العنصري قبل أن يركب سيارته الحديثة، قائلًا : لماذا لا نُسلِّم للحوثيين أمرنا، وتنتهي الحرب!

ثم أدار مفتاحًا وسط سيارته، وأخرج علبة خشبية بيضاء والتقط منها نظارة carter ، ورغم أن الجو كان غائمًا إلا أنه إرتداها متباهيًا بإطاراتها الذهبية اللامعة، وندت منه لحظة تهكم سريعة حين رأى سيارتي الصغيرة وسائقها المصري، ثم ذهب بي في جولة إلى مجمع بنايات فخم بمدينة أكتوبر ليمنحني لحظة إذلال يستمتع بها حين أشاهد "فلته الجديدة" !

فرددت إليه غروره : أتتركون صنعاء وتأتون إلى هنا، تفرون منها بعد أن أكلتم خيرها 50 سنة، وأشبعتكم، وأتخمتكم، وعلمتكم في مدن الدنيا، ثم تقول لي متباهيًا : هذا منزلي !، وهل ترى "علبة الكبريت هذه منزلًا" ؟

وفي طريقه، كان شديد الغضب من كل شيء، مني، ومن الرئيس العليمي ومجلس القيادة، والحكومة والجيش، ومن حياته في اليمن التي غادرها بعد أن فقد عيشته المدللة هناك، ولكنه كان مصرًا على إبداء رائحة متكبرة.

اقرأ أيضاً جماعة الحوثي تتواطئ مع إحد البنوك بصنعاء لتسريح الموظفات وإحلال عناصر تابعة لهم بدلا عنهن صحيفة لبنانية تكشف عن ”سبب آخر” وراء عودة الوفد العماني إلى صنعاء في الأيام القادمة برلماني بصنعاء يعلن إعتراف سلطات المليشيا بحق المعلمين في الإضراب ويدعوهم للاستمرار ضوء أخضر بريطاني لإنهاء الانقسام النقدي والحكومي بين صنعاء وعدن أرصاد اليمن تبشر سكان 15 محافظة بما سيحدث خلال الساعات القادمة إطلاق عشرات السجناء في صنعاء مقابل تنفيذ عمليات إجرامية وفاة امرأة وإصابة أطفالها عقب سقوط سيارة على منزلهم خلال نومهم غربي اليمن (صور) أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية في صنعاء وعدن مليشيا الحوثي تستعد لإجراء تعيننات بمنصبي قائد ونائب القوات الجوية بعد مصرعهما في ظروف غامضة درجات الحرارة المتوقعة في اليمن اليوم الخميس ميليشيا الحوثي تدخل الآذان الشيعي حيز التنفيذ .. ”الحسين ولي الله ” تسطح في صنعاء (فيديو) شاهد .. رجال قبائل صنعاء يطردون الحوثيون عقب حملة مسلحة لنهب أراضيهم (فيديو)

يرى أن على ابن الفلاح التصفيق له بإنبهار، الإندهاش لبراعته وتصديقه في كل حرف، أن يكره من يكرهه، ويثق في روايته للأحداث، وأن يرفع حاجبيه إعجابًا بإنجليزيته، وجنسيته الكندية، واستثماراته المصرفية، وقناعاته في من يقدسهم من الأسماء اللامعة بوسائل التواصل الاجتماعي

ارغمته على السكوت، ووصفته بأنه جزء من العائلات المدللة التي لم تكن تكسب رزقها إلا لأنها من صنعاء، تطوف في بلاط السلطة، وتنتقي أجمل القيعان، وأفخر المنازل، وأغلى النظارات، وأطيب الأكل، ولمّا جاءهم رئيس من أبين، ثم من تعز، أغلقت الأبواب، وانصرفوا إلى قوم آخرين، وجاء أناس جدد إلى بلاط كان محصورًا، فانتظروا عامين ليرحل، لكنه لم يفعل، ولما كانت لتلك العائلات نماذج مريعة من الثقافات المستعارة، أقنعتهم تلك الإستعارات أن إزاحة "هادي" لن يتم إلا بتسليم البلاط للحوثيين، لتنظيفه وإعادته إليهم لامعًا معطرًا من رجس الرئيس الجنوبي !

ظنوا أن الحوثي سيمارس دور رجل النظافة المهمش، مثل ذلك الأسود الذي يطهر مدنهم كل صباح من تخم مساءاتهم المزعجة، لحظتذاك صحوا على مشهد اغتيال كبير، أدركوا أن "عامل النظافة" صار سيدهم الجديد، فما كان من أشعرهم إلا أن استعار بيتًا لأبي الطيب المتنبي قاله في هجاء كافور الأخشيدي :

لا تشتري العبد إلا والعصا معه ..
ولم يكمل شاعرهم البيت، فقد كان منشغلًا بالعدو وسط جبال عالية، وشعاب منخفضة في ضواحي صنعاء متخطيًا حدودًا شائكة تدنو به نحو "مارب" التي كتب عنها قبل أشهر بوصفها "وكرًا للإرهاب" ! ، وصل نقطة الفلج، مفلوجًا، متحسسًا بقايا إكسسوارات ملابسه، وبرستيجه، وعند أول نقطة عبرت به إلى الأرض المحررة، ظل أيامًا هناك مبهوتًا من هول الفاجعة، يعيش ليالٍ تقض الكوابيس مضجعه، إذ يرى الحوثيين يسحبونه عاريًا من مسبحه المضاء بألوان بلورية، ويضربونه في أعضائه، ثم يلتهمونه قطعة قطعة، فيفز من نومه صائحًا، ويوقض كل الهاربين حوله، ثم لا يناموا حتى يطلع الصبح، ويتأكدوا أن ما شاهده صاحبهم مجرد أضغاث أحلام لا أكثر ولا أقل .

ومن مارب إلى سيئون، ثم مصر طائرًا بجوار الجرحى، وأنينهم الحقيقي، على كرسي ليس بالدرجة الأولى، ومرت أعوام الحرب بطيئة كما كانت ساعات الطيران، وكل يوم كانت صنعاء تسحبه باشتياق إلى "طيرماناتها الدافئة" ويسأل نفسه بذل أخير : لِمَ لا أعود وأكون عبدًا ؟ ثم يهز كتفيه ويجيب عن نفسه مبررًا : سأقنع "أبو الكرار" بالشراكة معي في شركة الصرافة! . ونفض عن رأسه بلاهة الخطة إذ تذكر أنه لا يعرف من هو أبو الكرار هذا ومن هم عائلته !

وعندما وجدني ألتفت في هيئة اليمني لاحت له فرصة للغضب على رجل عادي، إذا حمّلني مسؤولية ما يحدث، واكتفى بذلك، متوقعًا إذعاني لأناقته، ونظارته الذهبية، وألفاظه الإنجليزية، وجنسيته الكندية، وطقم أسنانه اللامع، وسيارته الفارهة، غير أني غضبت أكثر، قلت له : إذهب إليهم فلن تكون إلا واحدًا من مئات عادوا، وانشأوا اسماءً مستعارة لشتم كل شيء! ، ورفعت سبابتي محذرًا ولمع خاتمي من العقيق اليماني على شعاع أفلت من الشمس نافذًا وسط الغيم الكثيف، قلت : وأنا لا أثق فيمن لا يثقون في شجاعتهم ولا أرد عليهم ، فصنعاء بالنسبة لي لا شيء .

وتركته مبهوتًا، يردد قائلًا : أحقًا ما تقول ؟ ثم خطوت قليلًا، و أدرت رأسي، وابتسمت : بل كل شيء .. كل شيء

مضيت نحو سائقي، في سيارة الأجرة، جلست على مقعد يابس، مستريحًا وظافرًا، أشرت إليه بحزم : امض بنا لنأكل ديكًا روميًا، فقد نتفت ريشه قبل قليل .

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: کل شیء

إقرأ أيضاً:

رواية ترامب الكاذبة حول وقف العدوان على اليمن والكبرياء الزائف لرجل مصاب بجنون العظمة! ..

صلاح المقداد

كذب دجال البيت الأبيض الأثيم وصفيق أمريكا المأفون العُتِل “دونالد ترامب” بمنتهى الجرأة والوقاحة حين زعم قائلاً: “أن “الحوثيين” كما يُسميهم أعلنوا استسلامهم لأمريكا ولم تعد لديهم القدرة والرغبة في الاستمرار في القتال”، وأنهُ قرر على ضوء زعمه الباطل هذا الموافقة على وقف الغارات الجوية الأمريكية على اليمن وأصدر أوامره بإيقاف العدوان الذي بدأه على الشعب اليمني في شهر مارس الماضي.

ويمكن القول إنه بمثل هكذا اكذوبة سمجة، قَدَمَ الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، المثير للجدل نفسه بإعتباره أكبر كذاب دخل البيت الأبيض وأشهر أفاك عرفه العالم بكذبة مختلقة كهذه ولا يخجل مثله مما يتقوله ويتفوه به كذبًا حتى ولو كان ذلك على حساب مصداقية بلاده وسمعتها الدولية السيئة أصلاً.

واجمالاً لو كان هذا الصفيق المأفون ترامب يستحي ويخجل أساسًا ما كذب كذبة عظمى ككذبة بزعمه “استسلام الحوثيين” وهي فرية لا يمكن أن تُصدق وقد اختلقها وهو بلا وعي ليبدو بعدها أصغر ما يكون بنظر العالم حتى حلفاء أمريكا.

وقد جاء تصريح ترامب الكاذب هذا حول الاستسلام المزعوم لأنصار الله عجيباً هجينًا وأثار استغراب العالم بأسره، حتى أن وزير خارجيته الذي سأله عن طلب الحوثيين وقف الحرب كما زعم ابدى استغرابه واندهاشه منه ولم يصدق ما سمعه للتو من ترامب واضطر أن يتماهى معه في كذبه ويجاريه بديبلوماسية نفعية براغماتية هي جزء من سياسة أمريكا التي تنتهجها دائمًا وتبرع فيها.

بيد أنه بدا جليًا أن غرور ترامب المُفرط وكبريائه الزائف كرئيس لأكبر دولة في العالم وتعتبر نفسها دولة عظمى، قد منعاه من أن يقول الحقيقة ويقر بأن إدارته هي من طلبت توسط سلطنة عمان لإنهاء المواجهات مع أنصار الله في اليمن.

وكان حري بهذا الكذاب الأشِر أن يدلي بالتصريح الصادق عن حقيقة صيغة الاتفاق الحقيقية لإنهاء حربه وعدوانه على اليمن مع حكومة صنعاء بعد أسابيع من الفشل الذريع لحملته العسكرية على اليمن في ظل استمرار تمكن قوات صنعاء من إلحاق خسائر كبيرة بقواته في مواجهات مباشرة في البحر الأحمر والنيل من حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” واسقاط عدد من الطائرات الأمريكية المسيرة الحديثة باهظة الثمن، فضلاً عن اسقاط طائرة “إف 18” قبل أيام بصاروخ اطلقته القوات اليمنية.

والأهم واللافت في الموضوع برمته، أي موضوع رواية ترامب الكاذبة حول اعلان واشنطن وقف العدوان على اليمن الذي صدر يوم الأربعاء السابع من مايو الجاري، أن بيان الخارجية العمانية الذي تناقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام المختلفة بعدها بساعات دحض زعم ترامب السالف ذكره وأتى تعرية لمنسوج كذبته حول طلب صنعاء انهاء القتال والاتفاق على وقف الحرب والمواجهة المحتدمة والمباشرة بين قوات صنعاء والقوات الأمريكية في البحر الأحمر وعدم التعرض للسفن الأمريكية.

ولا يختلف اثنان أن ما تضمنه تصريح ترامب بذات الشأن والخصوص يُعبر في جميع الأحوال عن مهووس البيت الأبيض ترامب الذي يبدو أنه يعاني من داء جنون العظمة أو جنون البقر الذي عُرف الأمريكان برعيها حتى أُطلق عليهم اسم “رُعاة البقر”.

حيث تضمن البيان العماني الإشارة الصريحة والواضحة إلى أن سلطنة عمان أجرت اتصالاتها بحكومة صنعاء والإدارة الأمريكية وأن الأخيرة طلبت منها التوسط لدى حكومة أنصار الله في صنعاء للقبول باتفاق ثنائي بين الجانبين بوساطة عمانية لإنهاء الاشتباك والحرب الناشبة بينهما منذ أقحم ترامب بلاده في حرب عبثية وعدوانية ضد اليمن، لا صنعاء التي طلبت ذلك كما ادعى ترامب.

والأدهى والأنكى أن تجد الكذاب هنا رجل له شأنه وصفته الاعتبارية على مستوى العالم كرئيس دولة عظمى، وليس رجلاً عاديًا ومن أغمار الناس، والأهم أنه لا عجب أن يكذب الرجل ويعلن كذبته هذه عبر تصريح ادلى به لوسائل الإعلام، طالما وأمريكا قامت على أكبر وأعظم كذبة عرفتها الدنيا، وهي الزعم أنها دولة القيم والمُثل والمبادئ وواحة الديمقراطية في العالم، وهي غير كذلك بالمطلق، وفي الواقع والحقيقة تبدو أمريكا خلاف ما تزعمه وتدعيه لنفسها من تحضر ومدنية وتتجلى لكل عين أم للإرهاب وكل الكبائر!.

مقالات مشابهة

  • جماعة الحوثي تعلن عن ثلاثة آلاف يمني عالق في الأردن بعد تدمير إسرائيل مطار صنعاء
  • الحوثي: 3 آلاف يمني عالق في الأردن بعد القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء
  • مليشيا الحوثي تختطف محاميًا من مكتبه في صنعاء
  • رواية ترامب الكاذبة حول وقف العدوان على اليمن والكبرياء الزائف لرجل مصاب بجنون العظمة! ..
  • مليشيا الحوثي تفرض زيادة جديدة في تعرفة الكهرباء
  • محمد علي الحوثي: انتصار اليمن هو انتصار لفلسطين وتحذير من محاولات أمريكية للالتفاف
  • باريس تسكت مدافع لندن.. سان جيرمان إلى نهائي الأبطال لملاقاة الإنتر
  • اليمن ينتصر على إمبراطورية ترامب
  • الخارجية الإيرانية تعلن موقفها من الاتفاق الأمريكي - الحوثي في اليمن
  • بعد يوم من إعلان اتفاق أمريكي حوثي.. الاحتلال يعلن اعتراض مسيّرة انطلقت من اليمن