لجريدة عمان:
2025-06-20@05:05:42 GMT

ما هي سياسة كامالا هاريس الخارجية؟

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

في أعقاب انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي لعام 2024 وصعود نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى قمة قائمة الديمقراطيين، يبرز سؤال حاسم: كيف قد تختلف سياسة هاريس الخارجية عن سياسة بايدن؟

دخل بايدن البيت الأبيض باعتباره الرئيس الأكثر خبرة ومعرفة في عالَـم السياسة الخارجية في جيلنا. فبصفته عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لفترة طويلة، اضطلع بايدن بدور صريح في مناقشات الأمن القومي لعقود من الزمن، ثم قاد مبادرات دبلوماسية رئيسية كنائب للرئيس باراك أوباما.

وكانت سيرة هاريس المهنية في السياسة الخارجية قبل البيت الأبيض - مدّعية عموم، ومدعية عموم الولاية، وعضو مجلس الشيوخ لدورة أولى - ضئيلة بشكل واضح بالمقارنة. لكن سنواتها الأربع كنائبة للرئيس زودتها بدورة تدريبية مكثفة في العلاقات الدولية لا يستطيع سوى قِـلة من الديمقراطيين أو الجمهوريين مضاهاتها. كانت تتلقى الموجز اليومي للرئيس كل صباح، وحضرت معظم اجتماعات بايدن مع رؤساء الدول والحكومات الزائرين، وكانت حاضرة في غرفة العمليات عندما اتُّـخِـذَت قرارات حاسمة تتعلق بالأمن القومي. كما سافرت إلى أكثر من 20 دولة، والتقت بأكثر من 150 زعيما أجنبيا، وقادت عددا كبيرا من الوفود الرئيسية بنفسها - بما في ذلك الوفود الثلاثة الأخيرة إلى مؤتمر الأمن في ميونيخ. عـبر الجائحة، والانسحاب من أفغانستان، وغزو روسيا لأوكرانيا، وازدياد حدّة منافسة القوى العظمى مع الصين، وأحدث حرب في الشرق الأوسط، فضلًا عن كَـثرة من الأزمات الأصغر، كان بوسع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها رؤية هاريس وهي ثابتة اليد ومقتدرة. وحتى لو لم يصنفوها في مرتبة عالية مثل بايدن، الذي عرفوه لعقود من الزمن -وفي كثير من الحالات- أصبحوا مغرمين به، فمن المؤكد أنهم يرونها أكثر اقتدارا وجدارة بالثقة من دونالد ترامب. ولكن كيف من المكن مناظرة رؤيتها للعالم وتفضيلاتها السياسية برؤية بايدن له وتفضيلاته السياسية؟ ينطوي الأمر على وفرة من أوجه التداخل، لكنه لا يخلو أيضا من فارق كبير بينهما. فقد بلغ بايدن، (عمره الآن 81 عاما) مبلغ الرجال في أوج الحرب الباردة، وتعكس نظرته للعالم هذه الحقيقة. وهو من أشد المؤمنين بما يُـسمى «الاستثنائية الأمريكية»، وينظر إلى العلاقات الدولية من منظور الأبيض والأسود - أي باعتبارها صراعا بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية - حيث تكون الولايات المتحدة دائما قوة من أجل الخير. وهو مؤمن أيضا بنظرية «الرجل العظيم» في السياسة، التي تفترض أن رجال الدولة مثله قادرون على تغيير مسار الأحداث من خلال بناء العلاقات الشخصية وقوة الإرادة الصرفة. على النقيض من ذلك، نشأت هاريس البالغة من العمر 59 عاما في عالم ما بعد الحرب الباردة حيث كان التحدي الأكبر للهيمنة الأمريكية متمثلا بالفشل في دعم مُثُلها في الداخل والخارج. وهي تميل بصفتها مدّعية عموم إلى الحكم على البلدان من خلال التزامها بسيادة القانون والمعايير الدولية، وليس من خلال نظامها السياسي أو قادتها. وإدراكا منها لضرورة تعامل الولايات المتحدة مع الدول غير الديمقراطية والاعتراف بالنقائص التي تعيب الديمقراطية الأمريكية، فإنها تنظر إلى إطار بايدن، «الديمقراطيات ضد الأنظمة الاستبدادية»، باعتباره إطارا اختزاليا ينطوي على نفاق ويجافي الواقع.

برغم أن هاريس تتفق مع بايدن على أن الولايات المتحدة هي في عموم الأمر قوة من أجل الخير، فإنها تتوخى الحذر من العواقب غير المقصودة وتفضل النهج المتعدد الأطراف على التدخلات الأحادية الجانب. وهي تعتقد أيضا أن القيادة بالقدوة هي الطريقة الأكثر فعالية في السماح لأمريكا بممارسة السلطة في عالم أكثر تنازعا وتعددا للأقطاب، حيث تظل الولايات المتحدة القوة المهيمنة العالمية لكنها تفتقر إلى القدرة والإرادة والشرعية لإملاء النتائج بالطريقة التي كانت تمارسها ذات يوم.

تتجلى هذه الرؤى العالمية المتضاربة بشكل مختلف عبر مجالات السياسة. ففي التعامل مع الصين، تُـعَـد الاستمرارية الحالة الغالِـبة. وقد أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان صراحة على هذا للرئيس الصيني شي جين بينج في اجتماع نادر أواخر الشهر الماضي. الواقع أن بايدن وهاريس متوافقان تماما بشأن التعامل مع الصين حيثما كان التعاون ممكنا، بينما يتنافسان بقوة ولكن بالتنسيق الوثيق مع الحلفاء بشأن القضايا المتعلقة بالأمن القومي. ومن المرجح أن تكون أي اختلافات في السياسة بينهما مجرد مسألة تأكيد أو تكتيكات. بصفتها نائبة للرئيس، على سبيل المثال، بذلت هاريس جهودا كبيرة في دعم العلاقات الأمريكية في منطقة الهادي الهندي، حيث سافرت أربع مرات إلى آسيا واجتمعت بانتظام مع الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن. وسوف تُعطي إدارتها الأولوية لبناء التحالفات على التدابير الأحادية الجانب (مثل الرسوم الجمركية، وضوابط التصدير، والعقوبات)، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تكثيف «التحول باتجاه آسيا» بما يتجاوز نهج بايدن. أما الحرب بين روسيا وأوكرانيا فهي قصة مختلفة. يتفق هاريس وبايدن على دعم أوكرانيا، لكن دوافعهما تختلف. ففي حين ترى هاريس الصراع من منظور قانوني، وتؤكد على انتهاك روسيا للسيادة الأوكرانية، ينظر بايدن إليه من خلال عدسة أخلاقية، مصورا إياه على أنه صراع بين الديمقراطية والاستبداد. وقد يؤدي هذا الاختلاف الأساسي في المنظور إلى تباعد السياسات في ظل ظروف متغيرة. وفي حين قد تقبل هاريس اتفاق وقف إطلاق النار الثنائي، فإنها ستكون أقل ميلا من بايدن - الذي تتسم علاقته الشخصية بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالفتور في أفضل الأحوال - إلى الضغط على أوكرانيا للدخول في مفاوضات غير مرغوبة، وخاصة في حين تظل الأراضي الأوكرانية تحت احتلال غير قانوني. تمثل قضية إسرائيل وفلسطين الانقسام الأكثر أهمية في السياسة الخارجية بين بايدن ونائبته. فهاريس أكثر حساسية للانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي (الـمُـرتَـكَـبة بتواطؤ من الولايات المتحدة) في غزة والضفة الغربية. وهي أيضا أكثر دعما في عموم الأمر للدولة الفلسطينية مقارنة بالرئيس بايدن، الذي يفضل ظاهريا حل الدولتين لكنه كان متسامحا للغاية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو.

في حين ستظل هاريس تعترف بإسرائيل باعتبارها الشريك الأمني الإقليمي الأكثر أهمية لأمريكا وضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها، فإنها ستمارس مزيدا من الضغوط على حكومتها لحملها على احترام سيادة القانون. وهذا النهج المختلف في التعامل مع «العلاقة الخاصة» يمثل انفصالا عن الإدارات السابقة، لكنه كفيل بجعل السياسة الأمريكية أكثر اتساقا مع سياسة معظم حلفائها. مع اقتراب الانتخابات، أصبحت إمكانات هاريس في تشكيل الشؤون العالمية على مدى السنوات الأربع أو الثماني المقبلة أشد وضوحا. وعلى الرغم من انسجامها مع بايدن غالبا، فإن نظرتها الفريدة للعالَـم تَـعِـد بشكل مميز من القيادة على الساحة الدولية.

إيان بريمير مؤسس ورئيس مجموعة أوراسيا وشركة GZERO Media، هو عضو في اللجنة التنفيذية للهيئة الاستشارية رفيعة المستوى للأمم المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي.

خدمة بروجيكت سنديكيت

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی السیاسة من خلال فی حین

إقرأ أيضاً:

هل يُقحم ترامب الولايات المتحدة في حرب مع إيران؟

أنقرة (زمان التركية) – ذكر مصدران موقع إكسيوس أن إدارة دونالد ترامب أبلغت حلفائها في الشرق الأوسط يوم الأحد أنها لا تخطط للانخراط المباشر في الحرب بين إسرائيل وإيران طالما لم تستهدف إيران الأمريكان.

وتساعد الولايات المتحدة في عرقلة الصواريخ على إسرائيل، غير أنها زعمت عدة مرات أن إسرائيل تتصرف بمفردها في هجماتها على إيران.

وتوضح رسالة أمريكا لقادة الشرق الأوسط “أن إيران في حال اعتدائها على الأمريكان، ستكون بهذا قد تجاوزت الخطوط الحمراء”.

ويتهم المسؤولون الإيرانيون الولايات المتحدة بالتورط في جهود الحرب الإسرائيلية ويهددون بالرد على أية هجمات إسرائيلية باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة، غير أنه لم يتم الإقدام حتى الآن على هجوم كهذا.

وأوضح دبلوماسي عربي مطلع على حملات طهران أن الإيرانيين يلفتون نظر الولايات المتحدة باستمرار حتى الآن إلى عدم الإقدام على شيء من شأنه إقحامها في الحرب.

وكان نتنياهو قد ذكر في تصريح لقناة ABC News الأمريكية يوم الإثنين، أن اغتيال المرشد الأعلى الإيراني من شأنه إنهاء الحرب وأن هذا الأمر لا يزال احتمال قائم.

وتجنب ترامب الإجابة عن سؤال طُرح عليه يوم الإثنين حول ما إن كانت الولايات المتحدة ستشارك في الحرب أم لا. وعلى الرغم من تأكيده أمام الرأي العام الأمريكي والأروقة الخاصة أن الولايات المتحدة لن تشارك في الحرب، غير أن الجيش الأمريكي يتخذ خطوات للاستعداد لاحتمالية كهذه.

وتواصل مجموعة السفن الحربية الأمريكية Nimitz التقدم صوب الشرق الأوسط، كما غادرت 28 طائرة تزود بالوقود الولايات المتحدة يوم الأحد متجهة إلى المنطقة.

أفاد رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي يوم الإثنين أنه يتباحث مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يوميا بشأن المشاركة في الهجمات على إيران مشددا على تقدير اسرائيل للمساعدات الأمريكية في تحييد الهجمات الإيرانية غير أن ترامب سيفعل ما يراه الأفضل للولايات المتحدة وأن إسرائيل ترحب بشتى الاسهامات الأمريكية.

وأكد دبلوماسي عربي أن الإيرانيين أبلغوا الولايات المتحدة أنهم سيبحثون وقف إطلاق النار بعد انتهاء الرد وإيقاف الهجمات الاسرائيلية وأنهم يرغبون في استئناف المفاوضات النووية.

هذا وصرح المسؤولون الإسرائيليون أن إيران لم تشير أبدا إلى رغبتها في وقف إطلاق النار، وأن اسرائيل غير معنية حاليا بوقف إطلاق النار نظرا لعدم تحقيقها هداف تدمير البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية.

 

Tags: الصواريخ الباليستية الإيرانيةالمفاوضات النوويةالهجمات الإيرانية على إسرائيلالهجمات الاسرائيلية على إيرانبنيامين نتنياهودونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • الأخضر يخسر من الولايات المتحدة في الكأس الذهبية .. فيديو
  • وزير الخارجية يبحث هاتفيًا مع نظيره الأيرلندي العلاقات الثنائية ومستجدات الأوضاع الإقليمية
  • وزير الخارجية والهجرة يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية سلوفاكيا
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيرته السلوفينية
  • اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره الصيني
  • اتصال هاتفي بين وزير الخارجية والهجرة ونظيره الصيني
  • إسرائيل ترجح انضمام الولايات المتحدة للحرب ضد إيران الليلة
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الألماني القضايا الإقليمية الملحة والعلاقات الثنائية بين البلدين
  • هل يُقحم ترامب الولايات المتحدة في حرب مع إيران؟
  • عضو في مجلس العلاقات الخارجية الامريكي:العراق بلد تابع لإيران