لجريدة عمان:
2025-10-15@03:06:04 GMT

ما هي سياسة كامالا هاريس الخارجية؟

تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT

في أعقاب انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي لعام 2024 وصعود نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى قمة قائمة الديمقراطيين، يبرز سؤال حاسم: كيف قد تختلف سياسة هاريس الخارجية عن سياسة بايدن؟

دخل بايدن البيت الأبيض باعتباره الرئيس الأكثر خبرة ومعرفة في عالَـم السياسة الخارجية في جيلنا. فبصفته عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لفترة طويلة، اضطلع بايدن بدور صريح في مناقشات الأمن القومي لعقود من الزمن، ثم قاد مبادرات دبلوماسية رئيسية كنائب للرئيس باراك أوباما.

وكانت سيرة هاريس المهنية في السياسة الخارجية قبل البيت الأبيض - مدّعية عموم، ومدعية عموم الولاية، وعضو مجلس الشيوخ لدورة أولى - ضئيلة بشكل واضح بالمقارنة. لكن سنواتها الأربع كنائبة للرئيس زودتها بدورة تدريبية مكثفة في العلاقات الدولية لا يستطيع سوى قِـلة من الديمقراطيين أو الجمهوريين مضاهاتها. كانت تتلقى الموجز اليومي للرئيس كل صباح، وحضرت معظم اجتماعات بايدن مع رؤساء الدول والحكومات الزائرين، وكانت حاضرة في غرفة العمليات عندما اتُّـخِـذَت قرارات حاسمة تتعلق بالأمن القومي. كما سافرت إلى أكثر من 20 دولة، والتقت بأكثر من 150 زعيما أجنبيا، وقادت عددا كبيرا من الوفود الرئيسية بنفسها - بما في ذلك الوفود الثلاثة الأخيرة إلى مؤتمر الأمن في ميونيخ. عـبر الجائحة، والانسحاب من أفغانستان، وغزو روسيا لأوكرانيا، وازدياد حدّة منافسة القوى العظمى مع الصين، وأحدث حرب في الشرق الأوسط، فضلًا عن كَـثرة من الأزمات الأصغر، كان بوسع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها رؤية هاريس وهي ثابتة اليد ومقتدرة. وحتى لو لم يصنفوها في مرتبة عالية مثل بايدن، الذي عرفوه لعقود من الزمن -وفي كثير من الحالات- أصبحوا مغرمين به، فمن المؤكد أنهم يرونها أكثر اقتدارا وجدارة بالثقة من دونالد ترامب. ولكن كيف من المكن مناظرة رؤيتها للعالم وتفضيلاتها السياسية برؤية بايدن له وتفضيلاته السياسية؟ ينطوي الأمر على وفرة من أوجه التداخل، لكنه لا يخلو أيضا من فارق كبير بينهما. فقد بلغ بايدن، (عمره الآن 81 عاما) مبلغ الرجال في أوج الحرب الباردة، وتعكس نظرته للعالم هذه الحقيقة. وهو من أشد المؤمنين بما يُـسمى «الاستثنائية الأمريكية»، وينظر إلى العلاقات الدولية من منظور الأبيض والأسود - أي باعتبارها صراعا بين الديمقراطيات والأنظمة الاستبدادية - حيث تكون الولايات المتحدة دائما قوة من أجل الخير. وهو مؤمن أيضا بنظرية «الرجل العظيم» في السياسة، التي تفترض أن رجال الدولة مثله قادرون على تغيير مسار الأحداث من خلال بناء العلاقات الشخصية وقوة الإرادة الصرفة. على النقيض من ذلك، نشأت هاريس البالغة من العمر 59 عاما في عالم ما بعد الحرب الباردة حيث كان التحدي الأكبر للهيمنة الأمريكية متمثلا بالفشل في دعم مُثُلها في الداخل والخارج. وهي تميل بصفتها مدّعية عموم إلى الحكم على البلدان من خلال التزامها بسيادة القانون والمعايير الدولية، وليس من خلال نظامها السياسي أو قادتها. وإدراكا منها لضرورة تعامل الولايات المتحدة مع الدول غير الديمقراطية والاعتراف بالنقائص التي تعيب الديمقراطية الأمريكية، فإنها تنظر إلى إطار بايدن، «الديمقراطيات ضد الأنظمة الاستبدادية»، باعتباره إطارا اختزاليا ينطوي على نفاق ويجافي الواقع.

برغم أن هاريس تتفق مع بايدن على أن الولايات المتحدة هي في عموم الأمر قوة من أجل الخير، فإنها تتوخى الحذر من العواقب غير المقصودة وتفضل النهج المتعدد الأطراف على التدخلات الأحادية الجانب. وهي تعتقد أيضا أن القيادة بالقدوة هي الطريقة الأكثر فعالية في السماح لأمريكا بممارسة السلطة في عالم أكثر تنازعا وتعددا للأقطاب، حيث تظل الولايات المتحدة القوة المهيمنة العالمية لكنها تفتقر إلى القدرة والإرادة والشرعية لإملاء النتائج بالطريقة التي كانت تمارسها ذات يوم.

تتجلى هذه الرؤى العالمية المتضاربة بشكل مختلف عبر مجالات السياسة. ففي التعامل مع الصين، تُـعَـد الاستمرارية الحالة الغالِـبة. وقد أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان صراحة على هذا للرئيس الصيني شي جين بينج في اجتماع نادر أواخر الشهر الماضي. الواقع أن بايدن وهاريس متوافقان تماما بشأن التعامل مع الصين حيثما كان التعاون ممكنا، بينما يتنافسان بقوة ولكن بالتنسيق الوثيق مع الحلفاء بشأن القضايا المتعلقة بالأمن القومي. ومن المرجح أن تكون أي اختلافات في السياسة بينهما مجرد مسألة تأكيد أو تكتيكات. بصفتها نائبة للرئيس، على سبيل المثال، بذلت هاريس جهودا كبيرة في دعم العلاقات الأمريكية في منطقة الهادي الهندي، حيث سافرت أربع مرات إلى آسيا واجتمعت بانتظام مع الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن. وسوف تُعطي إدارتها الأولوية لبناء التحالفات على التدابير الأحادية الجانب (مثل الرسوم الجمركية، وضوابط التصدير، والعقوبات)، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تكثيف «التحول باتجاه آسيا» بما يتجاوز نهج بايدن. أما الحرب بين روسيا وأوكرانيا فهي قصة مختلفة. يتفق هاريس وبايدن على دعم أوكرانيا، لكن دوافعهما تختلف. ففي حين ترى هاريس الصراع من منظور قانوني، وتؤكد على انتهاك روسيا للسيادة الأوكرانية، ينظر بايدن إليه من خلال عدسة أخلاقية، مصورا إياه على أنه صراع بين الديمقراطية والاستبداد. وقد يؤدي هذا الاختلاف الأساسي في المنظور إلى تباعد السياسات في ظل ظروف متغيرة. وفي حين قد تقبل هاريس اتفاق وقف إطلاق النار الثنائي، فإنها ستكون أقل ميلا من بايدن - الذي تتسم علاقته الشخصية بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالفتور في أفضل الأحوال - إلى الضغط على أوكرانيا للدخول في مفاوضات غير مرغوبة، وخاصة في حين تظل الأراضي الأوكرانية تحت احتلال غير قانوني. تمثل قضية إسرائيل وفلسطين الانقسام الأكثر أهمية في السياسة الخارجية بين بايدن ونائبته. فهاريس أكثر حساسية للانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي (الـمُـرتَـكَـبة بتواطؤ من الولايات المتحدة) في غزة والضفة الغربية. وهي أيضا أكثر دعما في عموم الأمر للدولة الفلسطينية مقارنة بالرئيس بايدن، الذي يفضل ظاهريا حل الدولتين لكنه كان متسامحا للغاية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو.

في حين ستظل هاريس تعترف بإسرائيل باعتبارها الشريك الأمني الإقليمي الأكثر أهمية لأمريكا وضمان قدرتها على الدفاع عن نفسها، فإنها ستمارس مزيدا من الضغوط على حكومتها لحملها على احترام سيادة القانون. وهذا النهج المختلف في التعامل مع «العلاقة الخاصة» يمثل انفصالا عن الإدارات السابقة، لكنه كفيل بجعل السياسة الأمريكية أكثر اتساقا مع سياسة معظم حلفائها. مع اقتراب الانتخابات، أصبحت إمكانات هاريس في تشكيل الشؤون العالمية على مدى السنوات الأربع أو الثماني المقبلة أشد وضوحا. وعلى الرغم من انسجامها مع بايدن غالبا، فإن نظرتها الفريدة للعالَـم تَـعِـد بشكل مميز من القيادة على الساحة الدولية.

إيان بريمير مؤسس ورئيس مجموعة أوراسيا وشركة GZERO Media، هو عضو في اللجنة التنفيذية للهيئة الاستشارية رفيعة المستوى للأمم المتحدة بشأن الذكاء الاصطناعي.

خدمة بروجيكت سنديكيت

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی السیاسة من خلال فی حین

إقرأ أيضاً:

ضمن المبادرة الرئاسية.. وزارة الرياضة تنتهي من تدريب أكثر من 570 متدربا

نفذت وزارة الشباب والرياضة من خلال الإدارة المركزية لشئون الوزير مكتب فن إدارة الحياة سلسلة من المحاضرات التدريبية التي استهدفت أكثر من ٤٠٠ متدرب، بمركز الابتكار الشبابي والتعلم بالجزيرة.

وتهدف هذه المحاضرات إلى تعزيز المهارات الشخصية والنفسية والقيادية للأفراد، ودعمهم في تطوير قدراتهم الذاتية والذهنية.
شملت المحاضرات العديد من المحاور الهامة، التي تهدف إلى تقديم المعرفة والتوجيه اللازمين لتحقيق التوازن الشخصي والنفسي للمشاركين. ومن أبرز هذه المحاور:


العقل الباطن:

 ركزت المحاضرات على فهم الذات وفن التعامل مع العقل والنفس، وكيفية تجنب الأخطاء التي تؤثر سلباً على الفرد.


إدارة الأفكار : 

تناولت الفرق بين التفكير الواعي واللاواعي، وكيفية التخلص من التشوهات المعرفية وأخطاء التفكير.


الذكاء العاطفي : 

شملت المحاضرات العلاقة بين المشاعر والأفكار والسلوك، وأهمية إدارة المشاعر والسلوك لتحقيق التوازن الوجداني.


تطوير الذات: 

تطرقت المحاضرات إلى أهمية تحمل المسؤولية، وتخطي أخطاء الماضي والتعافي منها، بالإضافة إلى إدارة الأفكار السلبية.


المرونة النفسية :
تضمنت الحديث عن المرونة النفسية Resilience Psychological و في كيفية التعامل مع الضغوطات و التحديات، وأنواع الضغوطات الخارجية و الداخلية و كيفية بناء تحسين المرونة النفسية لدي الفرد.


الاعتمادية : 
تضمنت الاعتمادية علي العلاقات أو المواد أو السلوكيات و صفات الشخص الاعتمادي، وما هي طرق التخلص من الاعتمادية؟.


التغيير و كيفية التعامل معه :
تضمن الحديث عن تغيير أنماط (التفكير، الشعور، السلوك، وكيفية التحول إلى أشخاص فعالة).

الوعي التام :
تضمن الحديث عن استراتيجيات المواجهة، رعاية ذاتك، دوائر السعادة، أنماط السعادة، فوائد اليقظة الذهنية في روتين يومك، تعريف اليقظه الذهنيه، تدريب علي التنفس.


محطات العلاقات :

 ركزت على مفهوم العلاقة الصحية و اسباب نجاحها أو فشلها .


أنا طيب ولا شرير :

 تضمن الفرق بين العلاقات السامة و الاحتراق النفسي ، اشكال العلاقات ، طرق التعافي .

حب الذات: 

ركزت على أهمية حب الذات وتقدير الفرد لنفسه واحترامه لأخطائه ونجاحاته.


الاحتياجات النفسية:

 ناقشت كيفية إشباع احتياجات الفرد النفسية بطرق صحية تدعم الاستقرار النفسي والإنتاجية.

الحدود: 

شملت المحاضرات كيفية وضع حدود صحية في العلاقات وتحقيق المكاسب من خلالها.


الروحانيات: 

ركزت على أهمية الامتنان للمواقف السابقة، وطرق التعافي من الماضي.


الأنا وأنا عليا : 

تطرقت إلى الفرق بين الأنا والأنا العليا وكيفية الوصول إلى التوازن بينهما.

التعلق : 

ناقشت المحاضرات الفرق بين التعلق الصحي والتعلق المفرط.


أتعلم تفكر : 

تناولت أهمية التفكير وأدواته.


محطات العلاقات :

 ركزت على مفهوم العلاقة الصحية وأسباب نجاحها أو فشلها.


أهم مكونات الشخص :

 ناقشت المحاضرات كيفية بناء الشخصية من خلال المعتقدات والقيم والمهارات.


يأتي ذلك ضمن خطة وزارة الشباب والرياضة لدعم الأفراد في بناء قدراتهم الذاتية وتطوير حياتهم الشخصية والاجتماعية، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتقدم على المستوى الفردي والمجتمعي.

طباعة شارك وزارة الرياضة التنمية البشرية الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة أشرف صبحي

مقالات مشابهة

  • راصد : 86.4 % من النواب و74.3% من الأحزاب راضون عن أداء الحكومة في العلاقات الخارجية
  • فورين بوليسي: ترامب يقصي النساء من السياسة الخارجية الأميركية
  • بايدن يتجاوز انتقادات ترامب ويشيد بأدائه في التوصل لاتفاق بشأن غزة
  • بايدن يعلّق على "اتفاق غزة" للسلام ودور ترامب في التوصل إليه
  • كاتب فرنسي: هكذا تؤثر الشعبوية على السياسة الخارجية
  • مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: أوروبا بالكامل تدعم خطة السلام
  • مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: إطلاق سراح المحتجزين بغزة يعد نجاحا كبيرا للدبلوماسية
  • ثمن الفوضى.. عندما تصبح السياسة الخارجية رهينة المزاج
  • الخارجية تبحث تعزيز العلاقات الأردنية – التشيكية
  • ضمن المبادرة الرئاسية.. وزارة الرياضة تنتهي من تدريب أكثر من 570 متدربا