وسط نسبة مشاركة جد متدنية، وشكاوى من خروقات واستعمال للمال في استمالة الناخبين، يتجه حزب التجمع الوطني للأحررار للفوز في الإنتخابات التشرعية الجزئية بدائرة المحيط بالرباط، التي جرت اليوم الخميس وفق ما أكدته مصادر حزبية لليوم 24.

الإنتخابات الجزئية تشهد تنافس أحزاب التجمع الوطني للأحرار والعدالة والتنمية، وفيدرالية اليسار والإتحاد الإشتراكي، الذين يتسابقون لملء المقعد البرلماني الشاغر بالدائرة الذي كان بحوزة حزب الأحرار قبل أن تسقطه المحكمة الدستورية.

نتائج أولية أكدت أن نسبة المشاركة لا تتعدى 5 إلى 7 في المائة، فيما نتائج التصويت تشير إلى تقدم الأحرار وحلوله أولا في أغلب مكاتب التصويت بالدائرة الإنتخابية بنسبة تقارب 47 في المائة، متبوعا بحزب الإتحاد الإشتراكي بنحو 29 في المائة، يليه حزب العدالة والتنمية بـ15 في المائة، ثم فيدرالية اليسار بنحو9 في المائة.

وبخلاف نتائج أغلب المكاتب، حصل حزب العدالة والتنمية على الصدارة في مكاتب  حي الرياض، فيما جاء ثانيا في مكاتب مقاطعة أكدال. وقدم حزب العدالة والتنمية طوال اليوم شكاوى تتعلق بوقوع خروقات.

وكانت المحكمة الدستورية قد أصدرت في يولويز الماضي حكما بتجريد النائب عبد الرحيم واسلم من منصبه  بسبب متابعته في قضايا تتعلق بإصدار شيك بدون رصيد.

كلمات دلالية انتخابات دائرة المحيط

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: انتخابات دائرة المحيط فی المائة

إقرأ أيضاً:

محنة التعريفات الجزئية الملتبسة..

مهدي رابح

حسبو محمد عبد الرحمن، القيادي في المؤتمر الوطني، نائب رئيس الحركة الإسلامية ونائب رئيس الجمهورية واللواء في جهاز الأمن.. كل ذلك سابقاً طبعاً، وحاليا احد قيادات الدعم السريع وعقولها المدبرة.
هذه الشخصية المفصلية في الأزمة الحالية لن تجد لسيرتها أثرا تقريبا في الخطاب السائد من كلا طرفي الحرب، بل لن تجد لها أثرا حتي في الخطاب الذي يناهض استمرارها ويسعى لإيقافها..
والسؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا؟
في تقديري لأن ذلك يتناقض مع السرديات التبسيطية السائدة حاليا، ويكشف حجم التعقيد الذي تتسم به ازمتنا وصعوبة تعريفها تعريفا صحيحا، بكافة مستوياتها..
وبذلك أعني، وفي المستوى الأول، أن الحرب الحالية هي دون شك صناعة إسلاموية بامتياز بدأت منذ استيلاء الاسلامويين على الحكم بانقلاب عسكري عام 1989م، وبناءهم لنظام سياسي قائم على الاستبداد والقمع والفساد والافلات من العقاب، ثم نهبهم لثروات السودان وتدمير وتسييس مؤسساته وعلي راسها القطاع الامني والعسكري والعمل علي زرع الفتنة بين مكونات المجتمع المختلفة بتزكية الدوافع الاثنية والجهوية، وانشائهم لقوي مسلحة موازية أبرزها الدعم السريع نفسه.
وهو ما يفسر الوجود القوى للاسلامويين في صفوف الأخير وان كان أقل تأثيرا من وجودهم في الجانب الآخر، اي اصطفافا مع الجيش.
أي أن هذه الحرب هي صناعة إسلاموية لم تبدأ باطلاقهم الرصاصة الأولي في 15 ابريل 2023 ولن تنتهي غدا صباحا.
المستوي الثاني هو أن أحد عناصر هذه الحرب الاساسية هي تقاطع المصالح المادية و الصراع على الثروات بين مجموعات محدودة من النافذين. فهي نتاج لانفجار التناقضات والتنافس المتصاعد داخل الكارتيل الاحتكاري اللصوصي، الذي انقلب على ثورة ديسمبر بانقلاب أكتوبر 2021… والذي ضم بجانب بعض الانتهازيين من المدنيين، قيادات الجيش والدعم السريع والاسلامويين وبعض الحركات المسلحة، التي انضمت لهذا لكارتيل بعد الثورة..
اما المستوى الثالث فهو التدخل الخارجي، وبالاخص لدول الجوار الإقليمي، والذي اتخذ طابعا سافرا ظهرت ملامحه منذ عام 2019م، وما نتج عنه من مجزرة بشعة ضد المعتصمين أمام القيادة العامة وما تلي ذلك من انقلاب ثم تمويل ودعم طرفي الحرب حتى اليوم.. فهو صراع غير معلن بين قوى إقليمية تسعى استراتيجيا للسيطرة على السودان عبر وكلائها – ابرزها بالطبع قيادات الجيش والدعم السريع – من أجل تأمين نصيبها من تدفق مياه النيل وتعظيمه أو وضع يدها على منافذ تطل على البحر الأحمر أو على الثروات الطبيعية الهائلة التي تعج بها هذه البلاد المكلومة، او بالمقابل، وفي حال بع الدول الجارة، منع الدول المنافسة لبلوغ الأهداف المذكورة أعلاه.
إن التعريف الصحيح للأزمة يساهم في إيجاد الحلول الصائبة والمستدامة، أي تلك التي تتجاوز الوقف المؤقت والهش للقتال إلى آفاق بناء الدولة.. تلك الدولة التي لم تحظى بها الشعوب السودانية اصلا منذ الاستقلال، اي الدولة التي توفر الأمن والاستقرار والحرية والكرامة لكافة أفرادها بالتساوي.
وذلك يتطلب أن نحدد كل العناصر التي تقف حجر عثرة أمام تحقيق ذلك – أي الوصول إلى سلام مستدام يمهد لبناء الدولة المنشودة – علي رأسهم الاسلامويين كعنصر مشترك ثابت، لكن أيضا قيادات الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة وتجار الحرب من جهة ومن الجهة الأخرى القوي الاقليمية التي تتحمل وزر هذه المأساة بنفس القدر.
ان اي مقاربة للحل لا تتضمن كيفية التعامل مع العناصر الأخرى لمعادلة الدمار التي تحدث في السودان يعني تطاول أمد الحرب وتعمّق آثارها الإنسانية المروِّعة .
بإستعارة مقولة غرامشي الشهيرة يمكننا أن نختم بالقول إن
“السودان القديم انتهى والسودان الجديد تأخّر في الظهور … وما بين العتمة والضوء تولد الوحوش.”
وهي في حقيقة الأمر وجوه أو رؤوس متعددة لوحش واحد، ظل يتغذى علي الجهل والفقر والعنف والفساد والظلم الاجتماعي لمدى ستة عقود. ولن يقضي عليه قطع رأس واحدة لأنه سينمو في مكانه رأس جديد كما التنين في الأسطورة السومرية القديمة.

الوسوممهدي رابح

مقالات مشابهة

  • التجمع الوطني لعشائر وعائلات غزة: لم يتدخل أحد من العالم لإنقاذنا من الدمار والسيول
  • الطيبي: الأحرار قوة سياسية لتنزيل المشاريع الملكية وأخنوش قائد المرحلة
  • هل يستطيع حزب العدالة والتنمية المغربي إعادة بناء نفسه؟ رأي من الداخل
  • محنة التعريفات الجزئية الملتبسة..
  • اكتساح ياسر عرفة وإعادة على 3 مقاعد.. نتائج الحصر العددي بدائرة منشأة القناطر وأوسيم والوراق
  • بفارق يتجاوز الـ300 صوت.. عطا سليم يتصدر نتائج اللجنة 141 بدائرة المنتزه في الاسكندرية
  • انتظام عملية التصويت في اليوم الثاني لانتخابات الإعادة بدائرة المنتزة بالإسكندرية
  • الأحرار ينتزع رئاسة جماعة برشيد من الإستقلال بعد عزل طارق القادري
  • انطلاق التصويت في اليوم الأخير بأسيوط: إقبال كبير على اللجان الانتخابية
  • بدء التصويت باليوم الثاني داخل مصر بإعادة انتخابات النواب بـ30 دائرة مُلغاة بأمر المحكمة